الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
س: في أيام الإجازة في شهر رمضان يلاحظ على البعض هداهم الله أنه يسهر إلى الفجر ثم ينام ولا يستيقظ إلا مع أذان المغرب ما حكم هذا التصرف، آمل بسط الإجابة في هذا السؤال وبيان مخاطره؟
ج:
السهر ليالي رمضان
إما أن يكون على طاعة وعبادة وإما أن يكون على مباح، أو يكون على محرم، فإن كان على طاعة فهذا حسن ومندوب؛ لأن إحياء ليالي رمضان بالذكر والدعاء وتلاوة القرآن والصلاة وغيرها من العبادات أمر مستحب خصوصا ليالي العشرة الأخيرة، ففي حديث عائشة رضي الله عنها قالت:«كان يخلط في العشرين الأولى النبي صلى الله عليه وسلم من نوم وصلاة فإذا دخلت العشرة جد وشد المئزر (1)» .
أما إن كان السهر على مباح فإنه يكره؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها.
أما إن كان السهر على محرم من نظر أو سماع أو فعل ونحوه فهذا بلا شك محرم، والسهر بكل أصنافه إن أدى إلى تفويت واجب كمن يسهر الليل ثم ينام النهار ويفوت الصلاة فإن هذا محرم، بل يخشى على من فعل هذا واعتاده أن يكون ممن ترك الصلاة تهاونا، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:«العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر (2)» وغير ذلك من النصوص الدالة على
(1) صحيح البخاري صلاة التراويح (2024)، صحيح مسلم الاعتكاف (1175)، سنن الترمذي الصوم (796)، سنن النسائي قيام الليل وتطوع النهار (1639)، سنن أبي داود الصلاة (1376)، سنن ابن ماجه الصيام (1768)، مسند أحمد (6/ 256).
(2)
سنن الترمذي الإيمان (2621)، سنن النسائي الصلاة (463)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1079)، مسند أحمد (5/ 346).
عظيم أمر الصلاة وخطر تركها على دين المسلم. وواجبنا جميعا الحرص والعناية بأنفسنا وبمن هم تحت أيدينا وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
س: عندما يفطر الصائمون في المسجد يدخل معهم أحيانا أناس ليسوا بمسلمين يأكلون، فالبعض يقول دعوهم لعل الله أن يهديهم فهل نمنعهم أم ندعهم؟
ج: هذه الموائد التي توضع للإفطار هي من الصدقات العامة ولا مانع من أن يأكل منها الكافر، لقوله تعالي:{لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ} (1)، وهو من الإحسان العام والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:«في كل كبد رطبة أجر (2)» ولعل في حضورهم مثل هذه المجامع ومشاهدتهم لتلاحم المسلمين وإظهارهم لمثل هذه الشعائر؛ لعل ذلك يكون سببا في أن يفتح الله على قلوبهم وربما انشرحت صدورهم للإسلام.
(1) سورة الممتحنة الآية 8
(2)
صحيح البخاري المساقاة (2363)، صحيح مسلم السلام (2244)، سنن أبي داود الجهاد (2550)، مسند أحمد (2/ 521)، موطأ مالك الجامع (1729).
س: يأتينا من قبل بعض العامة ورقة تتضمن حديث شخص عن امرأة مريضة بمرض عضال وأنها امرأة صالحة وأنها نامت ليلة
سبع وعشرين من رمضان فرأت بنت النبي صلى الله عليه وسلم زينب، وأنها أعطتها دواء أو شيئا من هذا فلما قامت من منامها فإذا هي قد شفيت، فعلى كل إنسان أن يصورها ـ 13 صورة ـ ويوزعها ويكون له من الأجر كذا، وإن كان مريضا شفي، وإن كان فقيرا اغتنى، وإن من لم يفعل ذلك ستأتيه أمراض، وإن كان تاجرا فسيخسر تجارة، ثم يذكر أمثلة وكرامات تحققت لمن ينشرها، ومصائب لمن أهملها، فهل من تعليق على هذه الورقة المنشورة وتركها على التوكل على الله، جزاكم الله خيرا؟
ج: هذه الورقة باطلة وما فيها باطل، وتعليق الناس بمثل هذه الخرافات يؤدي إلى فساد عظيم، إلى اندراس العلم الصحيح، والتعليق بخرافات ما أنزل الله بها من سلطان، فالواجب العناية بأمور الديانة وتحصين الناس ضد مثل هذه الأشياء التي تخل بديانتهم، ولا يكون هذا إلا بنشر العلم الشرعي الصحيح المبني على الكتاب والسنة، وتربية الناس على الرجوع إليه في كل صغيرة وكبيرة، هذا هو الواجب، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.