الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الثالث: ترتيب الصحابة في الفضل:
أفضل الصحابة رضي الله تعالى عنهم أبو بكر يليه عمر فعثمان فعلي، وتفضيل أبي بكر وعمر على الصحابة متواتر ولم يخالف فيه إلا الروافض وأشباههم".
وتقديم عثمان على علي رضي الله عنهما هو مذهب أهل السنة، فقد جاء عن علي رضي الله عنه نفسه أنه قال:" خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبو بكر ثم عمر ولو شئت لسميت الثالث ".
أما فضل علي رضي الله عنه فهو ثابت دون غلو الشيعة في المدح وغلو الخوارج في القدح. وقد "أجمع الصحابة على تقديم عثمان بالبيعة، مع أن بعض أهل السنة كانوا قد اختلفوا في عثمان وعلي رضي الله عنهما بعد اتفاقهم على تقديم أبي بكر وعمر أيهما أفضل، فقدم قوم عثمان وسكتوا وربعوا بعلي، وقدم قوم عليا، وقوم توقفوا، لكن استقر أمر أهل السنة على تقديم عثمان ثم علي. وإن
كانت هذه المسألة مسألة عثمان وعلي، ليست من الأصول التي يضلل المخالف فيها عند جمهور أهل السنة، لكن التي يضلل فيها مسألة الخلافة، وذلك أنهم يؤمنون أن الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر ثم عثمان ثم علي، ومن طعن في خلافة أحد من هؤلاء فهو أضل من حمار أهله".
ولهذا كانت الشيعة المتقدمون الذين صحبوا عليا أو كانوا في ذلك الزمان - كما يقول ابن تيمية في "منهاج السنة النبوية" - "لم يتنازعوا في تفضيل أبي بكر وعمر وإنما كان نزاعهم في تفضيل علي وعثمان وهذا مما يعترف به علماء الشيعة الأكابر من الأوائل والأواخر حتى ذكر مثل ذلك أبو القاسم البلخي قال سأل سائل شريك بن عبد الله بن أبي نمر فقال له: أيهما أفضل أبو بكر أو علي؟ فقال له: أبو بكر، فقال له السائل: أتقول هذا وأنت من الشيعة؟ فقال: نعم إنما الشيعي من قال مثل هذا، والله لقد رقى علي هذه الأعواد. فقال: "ألا إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر "، أفكنا نرد قوله؟ أكنا نكذبه؟ والله ما كان كذابا"(1).
(1) ابن تيمية، منهاج السنة النبوية ج: 1 ص13، 14
ثم من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، كالعشرة وثابت بن قيس بن شماس وغيرهم من الصحابة (1) وأسماء العشرة: سعيد بن زيد، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف، وطلحة بن عبيد الله، وأبو عبيدة عامر بن الجراح، والزبير بن العوام (2).
فهؤلاء هم الأفضل على وجه التعيين، أما أفضلهم بشكل عام فهو السابقون الأولون من المهاجرين، ثم من الأنصار.
قال الله تعالى فيهم على الترتيب: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} (3).
ولذا فإن أهل السنة والجماعة "يقدمون المهاجرين على الأنصار ".
ثم أهل بدر، فإن الله قال لأهل بدر وكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر:" اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم "(4).
ثم أهل أحد.
(1) ابن تيمية، العقيدة الواسطية، ص 41
(2)
عبد الله بن سليمان الأشعث أبو بكر، قصيدة ابن أبي داود ص44
(3)
سورة التوبة الآية 100
(4)
ابن تيمية العقيدة الواسطية، ص41
ثم أهل الثبات في غزوة الأحزاب التي نجم فيها النفاق (1).
ثم أهل بيعة الرضوان، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:«لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة (2)» ، وقد رضي الله عنهم ورضوا عنه وكان عددهم أكثر من ألف وأربعمائة.
ثم من هاجر من قبل الفتح وقاتل أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا، وكلا وعد الله الحسنى (3)، يقول ابن تيمية:"ويفضلون من أنفق من قبل الفتح وهو صلح الحديبية وقاتل على من أنفق من بعد وقاتل"(4).
قال الإمام أحمد رحمه الله في أصول السنة: " وخير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر الصديق، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان، فقدم هؤلاء الثلاثة كما قدمهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يختلفوا في ذلك، ثم بعد هؤلاء الثلاث أصحاب الشورى الخمسة علي بن أبي طالب، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد، وطلحة كلهم للخلافة، وكلهم إمام ونذهب في ذلك
(1) رواه البخاري، كتاب المغازي، باب 46/ 9، وكتاب الأدب باب 74، ومسلم فضائل الصحابة باب 161
(2)
رواه الترمذي، كتاب المناقب، باب 57، 58
(3)
حافظ حكمي، معارج القبول ج: 3 ص: 1196
(4)
ابن تيمية، العقيدة الواسطية، ص: 41
إلى حديث ابن عمر: " كنا نعد ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي وأصحابه متوافرون أبو بكر ثم عمر، ثم عثمان، ثم نسكت، ثم من بعد أصحاب الشورى أهل بدر من المهاجرين ثم أهل بدر من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على قدر الهجرة والسابقة أولا فأولا "
وقال أبو منصور البغدادي: " أصحابنا مجمعون على أن أفضلهم الخلفاء الأربعة، ثم تمام العشرة ثم أهل بدر ثم أهل أحد ثم أهل بيعة الرضوان وممن له مزية أهل العقبتين من الأنصار ".
وجاء في رسالة الإمام محمد بن عبد الوهاب إلى أهل القصيم: " وأومن بأن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين والمرسلين، ولا يصح إيمان عبد حتى يؤمن برسالته ويشهد بنبوته، وأن أفضل أمته أبو بكر الصديق ثم عمر الفاروق ثم عثمان ذو النورين ثم علي المرتضى ثم بقية العشرة، ثم أهل بدر، ثم أهل الشجرة أهل بيعة الرضوان ثم سائر الصحابة رضي الله عنهم. . "(1).
(1) مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب "العقيدة" 1/ 10