الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الأول: التعريف بالصحابة وأشهر المصنفات فيهم
المطلب الأول: التعريف بالصحابة:
الصحابة بالفتح: جمع صاحب، ولم يجمع فاعل على فعالة إلا هذا (1).
والصاحب: اسم فاعل من صحب يصحب، وهو مشتق من الصحبة أي المعاشرة (2).
أما تعريف الصحابي في اصطلاح المحدثين فقد اختلفت فيهم الأقوال إلا أن المعتمد من هذه الأقوال هو ما قرره الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله تعالى ـ بقوله: (وأصح ما وقفت عليه من ذلك أن الصحابي من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على الإسلام)(3).
والذي يستقرئ ما كتبه الحافظ ابن حجر ـ رضي الله تعالى عنه ـ يجد أنه قد حدد الصحبة تحديدا دقيقا، وضع لها ضوابط مهمة، وهذه الضوابط هي:
أولا: أن اسم الصحبة مستحق لمن صحب النبي ـ صلى الله
(1) ابن منظور، لسان العرب 1/ 519.
(2)
ابن منظور، لسان العرب 1/ 519.
(3)
ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة 1/ 7.
عليه وسلم ـ من المسلمين، طالت الصحبة أو قصرت، وتثبت لمن روى عنه، ومن لم يرو، ومن غزا معه، ومن لم يغز، ومن رآه رؤية ولم يجالسه، ومن لم يره لعارض كالأعمى مثل ابن أم مكتوم.
ثانيا: أن يكون من صحبه أو رآه مؤمنا به بخلاف من صحبه أو رآه من الكفار فليس صحابيا، كمشركي مكة، ويهود المدينة فليسوا بصحابة.
ثالثا: أن تكون صحبته أو رؤيته إياه صلى الله عليه وسلم وهو في قيد الحياة بخلاف من رآه بعد موته، وقبل دفنه فليس صحابيا كـ (أبي ذؤيب خويلد بن خالد) الهذلي الشاعر، فقد أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره فقدم المدينة يوم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب إلى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو مسجى على سريره قبل غسله، وأهله يحيطون به، فذهب إلى سقيفة بني ساعدة وحضر مع الصحابة، ولم يحظ بشرف الصحبة.
رابعا: أن يموت من صحبه أو رآه على الإسلام، بخلاف من صحبه أو رآه مؤمنا به ثم ارتد بعد ذلك، وهنا حالتان لكل واحدة منهما حكم.
الحالة الأولى: إذا صحب النبي صلى الله عليه وسلم أو
رآه مؤمنا به ثم ارتد بعد ذلك ولم يعد إلى الإسلام فليس صحابيا كـ (عبد الله بن جحش) زوج أم حبيبة، فإنه أسلم معها، وهاجر إلى الحبشة فتنصر هناك ومات على نصرانيته، و (عبد الله بن خطل) الذي قتل وهو متعلق بأستار الكعبة، و (ربيعة بن أمية بن خلف الجمحي) فليسوا بصحابة.
الحالة الثانية: إذا صحب النبي صلى الله عليه وسلم أو رآه مؤمنا به ثم ارتد بعد ذلك ثم عاد إلى الإسلام فقال الحافظ: " الصحيح أنه معدود في الصحابة " سواء عاد إلى الإسلام في حياة النبي صلى الله عليه وسلم كـ (عبد الله بن أبي سرح) أو عاد إلى الإسلام ثانية، ولم يلق النبي صلى الله عليه وسلم بعد إسلامه الثاني كـ (الأشعث بن قيس بن معد يكرب) الكوفي الذي قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في سبعين راكبا من كندة، وكان من ملوكها سنة عشر، ثم ارتد، فأتي إلى الصديق أسيرا، فأطلقه، فأسلم وحسن إسلامه، وزوجه أخته (أم فروة)، وقد حضر القادسية واليرموك، و (قرة بن هبيرة) الذي أسلم ثم ارتد، فأسره خالد بن الوليد وأرسله إلى الصديق، فاعتذر عن ارتداده بخوفه على ولده وماله من مسيلمة وأنه كان مؤمنا باطنا فأطلقه الصديق، و (طلحة بن خويلد الأسدي) الذي ارتد، وتنبأ في بني أسد: فإنه عاد إلى