الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
" إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول حق والقرآن حق وما جاء به حق، وإنما أدى إلينا ذلك كله الصحابة؛ فمن جرحهم إنما أراد إبطال الكتاب والسنة فيكون الجرح به ألصق والحكم عليه بالزندقة والضلالة والكذب والفساد هو الأقوم الأحق "(1).
(1) تهذيب الكمال - المزي - تحقيق بشار عداد معروف 19/ 96، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 1/ 1400 هـ
المطلب الثاني: محبتهم من محبة الله ورسوله
.
محبة الصحابة من محبة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم؛ وهذا شيء طبيعي لأن محبتهم دين وإيمان، وقد ثبت في الكتاب والسنة أن محبتهم من محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
عن عبد الله بن مغفل المزني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله عز وجل، ومن آذى الله يوشك أن يأخذه (1)» .
فهذا الحديث يبين الوصية بأصحابه الكرام، وفيه الترغيب في حبهم، والترهيب عن كرههم ويبين أيضا أن حبهم من الإيمان
(1) رواه ابن حنبل في فضائل الصحابة، ج 1، ص 47، حديث رقم 1
وبغضهم من الكفر؛ فبغضهم إذا كان بغضا له كان كفرا بلا خلاف؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «لن يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه (1)» .
قال الإمام الذهبي رحمه الله وقوله صلى الله عليه وسلم: «فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم (2)» فهذا من أجل الفضائل والمناقب لأن محبة الصحابة لكونهم صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونصروه وآمنوا به وعزروه وواسوه بالأنفس والأموال فمن أحبهم فإنما أحب النبي صلى الله عليه وسلم فحب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عنوان محبته وبغضهم عنوان بغضه كما جاء في الحديث الصحيح «حب الأنصار من الإيمان وبغضهم من النفاق (3)» وما ذاك إلا لسابقتهم ومجاهدتهم أعداء الله بين يدي رسول الله. . (4).
ومن أصول أهل السنة محبة أهل البيت وهم كل من تحرم عليهم الصدقة. . وهم آل علي وآل جعفر وآل عباس، وآل عقيل، وكذلك نساء الرسول صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين يدخلون في مسمى أهل البيت (5).
فأهل السنة يحبونهم ويتولونهم ويحفظون
(1) رواه البخاري، كتاب الإيمان، باب 8، وكتاب الإيمان، باب 3، ومسلم، كتاب الإيمان باب 69، 70
(2)
سنن الترمذي المناقب (3862)، مسند أحمد (4/ 87).
(3)
صحيح البخاري الإيمان (17)، صحيح مسلم الإيمان (74)، سنن النسائي الإيمان وشرائعه (5019)، مسند أحمد (3/ 249).
(4)
الكبائر للذهبي، ص 237، دار الندوة الجديدة، بيروت، لبنان
(5)
الاعتقاد. البيهقي، ص325