المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب المشارفة والانتقاد - مجلة لغة العرب العراقية - جـ ٣

[أنستاس الكرملي]

فهرس الكتاب

- ‌العدد 25

- ‌سنتنا الثالثة

- ‌صفحة من تاريخ خليج فارس

- ‌الراديوم

- ‌زكاة النصح

- ‌عصام الدين العمري

- ‌رحلة إلى شفاثا

- ‌نظرة في الاحساء

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 26

- ‌البصرة وأنهارها

- ‌بيت علم في العراق

- ‌نقد الجزء الثاني من كتاب تاريخ آداب اللغة العربية

- ‌رجال السفينة العراقية

- ‌إقامة أتون طاباق عمومي

- ‌سورة الخيل

- ‌مشارفة سد الهندية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 27

- ‌كدرُلعومَر في أقاصيص العرب

- ‌الطريق من الاحساء إلى الرياض إلى مكة

- ‌أسماء الأرياح عند أهل السفن العراقية

- ‌البصرة وأنهارها

- ‌الكلكسة

- ‌تطواف في جوار بغداد والمدائن

- ‌نصرانية غسان

- ‌الفكر سياح

- ‌فوائد لغوية

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌ألفاظ عوام العراق

- ‌مريم

- ‌العدد 28

- ‌الجرامقة

- ‌الشيخ عثمان بن سند البصري

- ‌الشيخ السكير

- ‌تصرف العرب في الألفاظ الأعجمية

- ‌رؤية أدبية

- ‌ألم تر أن الدهر يكتب ما تملي

- ‌فوائد لغوية

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 29

- ‌جزيرة العرب

- ‌لغة العرب

- ‌الكرد الحاليون

- ‌خلد أثراً

- ‌أفعال تتعلق بأهل السفن

- ‌أسرة بدروس آغا كركجي باشي

- ‌كتاب الولاة وكتاب القضاة للكندي المصري

- ‌سياحة في النوم

- ‌فوائد لغوية

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارقة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 30

- ‌سياسة لا حماسة

- ‌المدائن أو طاق كسرى أو سلمان باك

- ‌أيها العربي

- ‌أمراء السعود في جزيرة العرب

- ‌الشيب والشباب

- ‌مستقبل قضاء الحلة

- ‌الحياة خيال

- ‌الأكراد الحاليون

- ‌حكم

- ‌الهيلاج ومعانيها

- ‌بحر النجف

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌الحالة العلمية والحركة الفكرية في النجف

- ‌لا همز في كلامهم

- ‌الدول

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 31

- ‌كتب تواريخ بغداد

- ‌على الأرض وفي السماء

- ‌أقسام إمارة السعود

- ‌الأدب خير نسب

- ‌أربع أسر بلا أثر

- ‌السائح الغربي في العراق العربي

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌فوائد لغوية

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌باب التقريظ

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 32

- ‌طاق كسرى

- ‌خاتمة البحث في إمارة السعود

- ‌برس نمرود

- ‌أيها الأمل

- ‌طوب أبو خزامة

- ‌المال حاكم

- ‌الذرعة

- ‌أربع أسر بلا أثر

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب التقريظ

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 33

- ‌خرافات عوام البغداديين

- ‌الزواج عند يهود بغداد

- ‌الرّماحية

- ‌الطيارون في الشرق

- ‌ارتفع أسعار الأرضين في بغداد

- ‌النخل في العراق

- ‌بقايا بني تغلب

- ‌الكلمات الكردية في العربية الموصلية

- ‌التجارة في بغداد

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المراجعة والمكاتبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌باب التقريظ

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 23

- ‌الباب الوسطاني

- ‌نبذة من تاريخ بغداد والبصرة والمنتفق

- ‌منارة سوق الغزل

- ‌نُبوةُ أديب

- ‌أنا والدنيا

- ‌إمارة الرشيد

- ‌حالة التجارة في بغداد في سنة 1913

- ‌اللسان

- ‌الرطب والارطاب

- ‌صادق وفتحي

- ‌مكتبات النجف

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌فوائد لغوية

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب التقريظ

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 34

- ‌منافع بيع البواخر

- ‌بيت النمنومي أو بيت جرجية

- ‌الحيدرية

- ‌وقفة تجاه السن

- ‌الأسطول الطيار

- ‌نبذة من تاريخ بغداد والبصرة والمنتفق

- ‌باب المذاكرة والمكاتبة

- ‌فوائد لغوية

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌إصلاح بعض الأغلاط واستدراكها

الفصل: ‌باب المشارفة والانتقاد

من فصيلة متلفات الحشرات تتطفل على الحشرات منها: عنفص الذبان وهو يعيش على الذبان فيقتلها قتلاً ذريعاً في أيام الخريف.

والعنفصية عند علماء النبات جنس من الحشائش المفترشة إلا نبتة من فصيلة السحلبيات من قبيلة الجنبية الأغصان وهي تتكون ببلاد النفال أو من ديار الهند.

‌فوائد لغوية

جمع مدير وعمل وفعل وعضو وما ضارع هذه الألفاظ الثلاثة الأخيرة أدخل الترك ألفاظاً عربية كثيرة في لغتهم وفي بعض الأحيان أحسنوا التصرف فيها. وفي بعض الآخر أساءوا كل الإساءة. ومن جملة ما أفسدوه علينا قولهم في جمع مدير: مدراء. ومفعل كمفسد لا يكسر على فعلاء إذا كان اسماً بل على مفاعل وأما إذا كان صفة أو نعتاً فيجمع جمعاً سالماً فيقال: مديرون في حالة الرفع ومديرين في حالة النصب والجر. ومما يوسف له أن كثيراً من الصحف والمجلات العربية من شامية ومصرية وعراقية تقول: مدراء وهو غلط فاحش ترتعد له فرائص من في السماء وعلى الأرض من أبناء العرب ولا سيما لأن الميم زائدة غير أصلية.

ومما يغلطون فيه جمع عمل وفعل وعضو فيقولون اعمالات وافعالات واعضاوات ويجعلون مفرد هذه الكلمة الأخيرة (أعضاء) وهذا كله من الشنائع التي لا توصف وإن بالغت في نعتها بالسوء والأصح في جمع عمل أعمال وفي فعل أفعال وقد يجمع جمعاً ثانياً فيقال أفاعيل وأما عضو فلا يجمع إلا على أعضاء. فأحفظ ذلك تصب إن شاء الله.

‌باب المشارفة والانتقاد

1 -

(شحر بابل وسجع البلابل)

(أو)

(ديوان السيد جعفر كمال الدين الحسيني الحلي)

ص: 45

ورد هذا السفر الحلة الفيحاء مطبوعاً، فكان له رنة سرور وابتهاج لدى مؤدبيها. وطالت به الألسن بل تطاولت على حضرة ناشره بالشكر والثناء لما أسداه من التفضل على الأدب وأهله. وبالأخص الحليين منهم فقد خلد لهم ذكراً جميلاً وإطراء حسناً إذ قد خلد ذكر نابغة من نوابغهم. بيد أني قد سمعت بعض من لهم النصيب الوافر من الأدب ينتقد بعض ما جادت به قريحة الشاعر. ونبذاً مما انطوت عليه (كلمة الناشر) بل ربما نالت يد الانتقاد بعض التراجم وغيرها مما كتبه الناشر في غضون ذلك الديوان.

وأني خدمة للأدب وجلاء للحقيقة أحببت أن أكون كالترجمان لهؤلاء الأدباء الأفاضل معرباً عما همت به ألسنتهم. ومظهراً ما أجنته ضمائرهم راجياً من أبناء أسرة شاعرنا الفاضل أن لا يجعلوا ذلك عن سوء قصد. كما أني أرجو ذلك من حضرة الناشر وبعض أولى التراجم الكرام. فإنه لا مغضبة في الحق. ولا نجاة إلا بالصدق.

قال الشاعر (ص) 429 من قصيدة يرثي بها العلامة السيد ميرزا حسين الشيرازي وهو يخاطبه في بيان حالة الناس بعده:

فهم بأضيق من قبر دفنت به

كأنهم وهم أحياء قد دفنوا

فقد وصف شاعرنا قبر مرثيه بالضيق ولم يلتفت إلى أن ذلك غير جائز في شريعة الأدباء دون أن يكون المرثي مثل هذا الرئيس الروحاني فكيف. . .؟ وقوله في تخميسه لقصيدة المولى المفضل السيد سعيد حبوبي (ص) 389 و390

فآية السحر فيها عينه اكتحلت

وآية النحل في طرس العذار حلت

ص: 46

وعينه هي صاد حولها اكتملت

ذي نون حاجبه لو حاؤه اتصلت

في ميم مبسمه لم تعد حاميما

أني لا أفهم للشطر الثالث من هذا البيت معنىً وأما الأصل فهو (كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء. . .) وقوله من قصيدة يرثى بها الشيخ الإيراني (ص) 56

راعي الشريعة فالشريعة بعده

كالشاة خائفة من الأذياب

لا يخفى قبح تشبيه الشريعة بالشاة ولعل القافية أو مراعاة كلمة (راعي) جرت شاعرنا إلى ذلك. هذا فضلاً عن أن الأذياب جمع ذئب لم يسمع عن فصيح. هذا ما رأيت أن انتقده من شعر الشاعر وهناك انتقادات أخرى غير جوهرية لا حاجة إلى الإسهاب بذكرها.

وأما الناشر أعزه الله فقد جعل موضوع (كلمته) حياة الشاعر المادية والأدبية مع شذرة يرجو أن يتضح بها للقراء ما حير رابع سبابتيه وإبهامه. (! كذا) ولكنا مع الأسف قد رأينا ناشرنا ترك موضوعه كما هي عادته في التراجم أو قل في غيرها أيضاً. وراح يتجول به بين القادسية وجبال حلوان وأخرى بين الموصل والبصرة وطوراً في هضبة إيران وتركني كالحيران في (كلمته) لا أدري ما أقول عنها: أأقول أنها تبحث في جغرافية الديار العراقية. أو عن مسائل شتى تاريخية. وهي مقالة إصلاحية. أو أنها معجم من معاجم الأدباء. أو رسالة في علم الرجال؟ فليت ناشرنا نزه (كلمته) عن هذا الخيط والشطط الذي يدعو إلى الملل فإن لحضرته موضوعاً يجب أن يتحراه فلا يعدو عنه حتى ولا قيد أنملة.

أما ما ذكره عن حياة شاعرنا المادية. فلا أريد أن أقول أنه رحمه الله كان من المثرين. نعم كان كذلك قبل جفاف النهر المنشعب من الفرات إلى الحلة. أما بعد جفافه فقد كان من الأواسط كما عليه أكثر سكان البيئة التي نشأ فيها. فما لزه به الناشر من الفقر المدقع الذي يخيل للقارئ أنه كان لا يملك قوت يومه ما هو إلا حدس غير مصيب وقد نشأ في فكره حين رأى ما يشتمل عليه شعره من الدعابة مع بعض أصحابه ومن مدح الملوك والوجهاء والأمراء شأن طلاب الفخر والصيت من الأدباء في الدرر البائد. ورأى مثل قوله:

وعندي أنكم خزان رزقي

إذا ما الرزق أعوزني طلابا

فأندفع حضرته يقول (ولما أحس من نفسه قوة الملكة وحسن الاستعداد

ص: 47

وأنه يستطيع أن يستدر من شق قلمه لماظة عيشه. ودرة قوته. ومؤونة أهله صارت هذه كبعض الدواعي له المثيرة لما في كامن قريحته فأصبح) الخ ولم يلتفت إلى أن أديب ذلك العصر إذا أنشأ شيئاً لا ينظر إلا إلى جهة واحدة هي التي بعثته على الإنشاء. فهو إذا مدح لا ينظر إلا إلى كيف يؤله ممدوحه. فيطربه بما شاء وشاءت له مخيلته مما ليس فيه من الصفات العالية. والألقاب الفخيمة. فتراه قد يطري من ليس فيه إلا صفة العلم بالشجاعة والكرم. ويلقب

الشجاع الفارغ من العلم بالعلامة. ويصف من ليس له معه إلا المودة بخازن رزقه. كل ذلك لمقدمة عنده من المسلمات (أعذب الشعر أكذبه) على أن حضرة الناشر نفسه يعلم ذلك. فقد انتقد بيت سيدي (الرضا) في القصيدة المشتركة بينه وبين شاعرنا التي أنشئت في مدح الفاضل (الهادي) آل كاشف الغطاء حيث قال:

ما ركعت في كفه بيض الضبا

إلا وهام قرنه خوفاً سجد

ولو نظرنا إلى شعراء ذلك الدور لوجدنا جل أشعارهم. بل كلها كذلك فلا أدري ما يقول حضرة الناشر في سيدنا الشريف الرضي الشهير بالإباء والشمم إذا رأى قوله في مدح (فخر الدين) أبي غالب بن خلف:

يا أبا غالب دعوتك للخط

ب ومن يظم يستدر القطارا

لم أجاوزك بالدعاء فلبي

ت جهاراً وقد دعوت سرارا

لم تقل لا ولم تشد على خا

ف الندى بين راحتيك صرارا

قد هززناك للندى فوجدنا

ورقاً ناضراً وعودا نضارا

ورأينا النوال عينا بلا مط

ل إذا ما النوال كان ضمارا

ولو أردت أن أثبت ما يشبه هذا من شعر الشريف وغيره ممن أشتهر بالإباء والثروة من الأدباء لملأت الصحف. افيقول ناشرنا في الشريف الرضي (أنه يحتلب مسكة رمقه، ودرة عيشه، من ضرع قلمه، وشق قصبته، وإخلاف محبرته) أو يقول إنه (يستظل سماء القناعة ويلتحف إيراد الفقر والفاقة) وأما قوله بعد أن طال بالفضلة دون العمدة (فمن كسف البال. وضجر الخاطر كان بعد أن تمكن من الشعر صار ربما ينتحل نفس شعره فيقول القصيدة في إنسان

ص: 48

ثم يحولها إلى أخر إما تبرما وسأما أو لغير ذلك) نعم قد أثبت الناشر من ذلك قصيدة واحدة مدعياً أنها كانت في مدح الفاضل (محمد الحسين) آل كاشف الغطاء ثم حولت إلى مدح بعض السادات. أما نحن ففي حاضرتنا نسختان من الديوان إحداهما أكثرها بخط الشاعر ولم نجد فيهما شيئاً مما ذكر. بيد أنه كان على الناشر أن يترك الإشارة إلى انتحال هذه القصيدة إلى حين إثباتها. فيقول: إن هذه القصيدة كان من أمرها هكذا. . . . لا إنه يذكر عبارة في مقدمة الديوان كأنها باب من أبوابه وفصل من فصوله يظهر منها أن انتحال قد وقع من الشاعر في أربع قصائد أو خمس لا أقل. وأما قوله: (فأقترن بإحدى

كرايم قوقومه) أظن أنه يريد بالقوم بني الإنسان وإلا فلا جامعة بين شاعرنا وقرينته غير ذلك. أو إن كلاً منهما من قرية واحدة (قرية السادة). وهذا مما يدلك أيها القارئ على ما ادعاه حضرة الناشر مكرراً من شدة اتصاله ومعرفته بالشاعر. ولو كتب كرائم بدل (كايم) لما خالف الأصول العربية. ثم قال في بعض ما كتبه عن حياة شاعرنا الأدبية ما نصه ص 15: (ثم لم تنزل شمايله تتمثل نصب عيني. وحلاوة حديثه كمرارة فقده يترددان بين لهاتي وحناجري وكانت مرت على منعشات (ما أدري أهـ ي أيام أو أحلام) كان فيها عطر الله مرقده لضيق داري. وشقيق

ص: 49

جواري، وسمير ليلى، وعشير نهاري، بل نسيب نفسي. وقريب روحي. . . لست أدري وأبيك ما دهى ناشرنا حتى صار يلقى الكلام على عواهنه وحتى أصبح كأنه لم يعلم أن حملة أقلام الانتقاد واقفون له بالمرصاد فيا حضرة الناشر لو كان حقاً ما وصفت نفسك به من حبك للشاعر ومن انه سمير ليلك. وعشير نهارك. وإنك تريد تخليد حياته. لما جعلت كتاب شعره غرضا لسهام نقدك. ومرمى لي ولأمثالي من بعدك؟ بل لأسقطت منه ما يزري بحياة نسيب نفسك الدنيوية وأزالت ما يشين حياته التخليدية. كما هي العادة في تهذيب الدواوين والأسفار قبل نشرها. ولخلدت لمن لم تزل شمائله تتمثل نصب عينيك حياة طيبة (ولكن لا حياة. . .) على أني لا أدري كيف وجهت سهام نقدك إلى الشاعر وأنت القائل أن نسخة ديوانه التي بيدك هي بخط بعض العوام. أما نحن فهاتان نسختان بين أيدينا الآن لم نجد فيهما شيئاً مما انتقدت. وكتب (شمايله) والصحيح شمائله. وهذا ما رأيت أن انتقده مما كتبه الناشر عن حياة الشاعر. وهناك غير هذه المغامر فاجتزاءنا بالقل عن الجل مناسبة لضيق المقام.

أما ما كتبه من التراجم التي أطال فيها الإطراء. وأفرط بالمدح والثناء الذي لا يوافق روح هذا العصر. فقد كان الفوز الأعظم فيها. والحظ الأوفر منها لمن كانت جدته أو جده من آل كاشف الغطاء أو كان أبوه أو جده حضر تدريس أحد المنتمين إلى كاشف الغطاء! فما بالك أيها القاري بآل كاشف الغطاء أنفسهم؟ فالبشرى للأسرة القزوينية: وهنيئاً للأسرة الجواهرية!

وإنني لا أريد الإطالة ولو أردت لانتقدت أكثر تلك التراجم. لكنني اقتصر على ما يجب انتقاده منها فأقول: ترجم الناشر حضرة الفاضل الشيخ (محمد الحسين) آل كاشف الغطاء

فقال. . . أحد أفراد الأسرة الجعفرية التي انتقلت من نواحي الحلة إلى النجف الأشرف وإن من انتقل من جناجة التي هي إحدى نواحي الحلة هو العلامة الشيخ جعفر نفسه وقيل معه أخوه فنسبة الانتقال إلى أسرة جعفرية ليس من الحقيقة في شيء إذ ليس هناك أسرة وقد كفانا حضرة الناشر انتقاد ما وقع في هذه الترجمة من الشطط والإطالة بما ليس من مقصوده بقوله: (شط القلم عن القصد. . .) ولكن ما عتم حضرته بعد أن خلنا أنه قد استقام

ص: 50

وأعاد الكلام إلى مجاريه أن سقط في ما هو أدهى فقد وصف حضرة الفاضل صاحب الترجمة بقوله (فكرع من علوم الشريعة ولا سيما الفقه والأصول ومباديهما ما حسب وأحس أنه ارتوى واستغنى) فنسب إلى هذا الرجل ما هو أجل من أن يدعيه. وأصلح من أن يرضى أن ينسب إليه. إذ هو يعلم من نفسه أنه لم يبلغ ذلك بل هو أقل مما هو اقل مما هنالك نعم تلك مرتبة كانت لبعض آبائه سيبلغها إن شاء الله تعالى.

وقد رأينا في ترجمة المولى الشيخ علي آل كاشف الغطاء الذي هو كبير الأسرة الجعفرية اليوم ما نصه: (وفي كل ذلك لم تكن مهنته وعنايته إلا بالتحصيل والعلم وفصل الخصومات)! إن الناظر إلى قوله (وفصل الخصومات) يخال إن للشيخ المذكور رتبة الاجتهاد. فلو عقب الناشر كلمته هذه بما يزيل الاشتباه لكان أولى! على أن القارئ لو نظر إلى ترجمة هذا الفاضل. لرأى أن الناشر قد خبط خبط عشواء. وخرج عن غرضه خروجاً فاحشاً. إذ قال حضرته في جملة ما ترجم به المولى الشيخ أحمد آل كاشف الغطاء، ما نصه:(فهو اليوم في النجف لطالبي التحقيق والمهاجرين للاستفادة والتحصيل. المدرس الوحيد. بل العلامة المعلم لهم والمفيد)!!! أنني لا أريد أن أبخس هذا الفاضل حقه فأقول مقالة كثير من النجفيين فيه كقولهم (خادم السيد كاظم اليزدي (أو كاتبه) أو (مقسمه) أو (جاهل لا يفهم) أو غير ذلك من العبارات. لا. لا. لا. إن الرجل لأجل وأرفع من ذلك. وأما ملازمته للسيد كاظم المذكور فالأغراض أخر. ولكني لا أغالي فيه كمغالاة حضرة الناشر فإن الرجل ليس بالمدرس بالمعنى الذي قصده الناشر فضلا عن أن يكون وحيداً. نعم يحضر تدريسه ثلاثة أو أربعة لأغراض تبرم منها الناشر في ترجمة الفاضلين (الشربياني والمغمغاني) على أن كل نجفي بل كل عراقي يعلم أن ليس في النجف اليوم رجل يتصف بأنه مدرس وحيد. أجل قد كان ذلك قبل اليوم لحضرة العلامة الشيخ ملا

كاظم الخراساني. وأما المولى الشيخ (أحمد) فليس

ص: 51

كذلك وإنما هو محتاج إلى المدرس كما نراه حفظه الله ما زال وما يزال يحضر في درس حضرة الفاضل السيد (كاظم) اليزدي. وإني لأعلم أن الشيخ أحمد لا يرضى أن يصفه أحد! (العلامة) و (المفيد) إذ هاتان الصفتان ليستا له وهو لما وصفه به حضرة الناشر من التقوى لا يرضى أن يوصف بما ليس فيه. ثم قال الناشر بعد أن وصف المترجم بما ليس إلا للأنبياء (كل ذلك وأكثر ما يخوله الإطلاع بأعباء المرجعية العظمى والرياسة الدينية الكبرى) فإني أسأل الله له ذلك. ولكن بين الرجل وتلك الحالة مراحل. فليس كما يقوله الناشر. ثم قال ما تلخيصه: إن الشيخ أحمد المذكور قد حضر للتحصيل على ثلاثة: الأول (الشيخ رضا الهمذاني والثاني (السيد كاظم اليزدي) وأما الثالث فقد قال عنه ما نصه: (ثم حضر على أشهر المحققين في الأصول وأوسع المدرسين حوزة في ذلك العصر) ولم يذكر أسمه!! ولماذا؟ وقال حضرة الناشر في ترجمة فخر الأعلام (الشيخ عبد الحسين) حفيد صاحب الجواهر (هو أحد أفاضل السلالة الجواهرية) ولم يطر تلك السلالة بشيء حتى ولا كسلالة (آل الحلو أو آل مرزة فضلا عما تستحقه من طويل الثناء. كما أنه لم يذكر لأبيها العلامة صاحب الجواهر على كثرة مآثره وآثاره سوى كتابه الشهير (جواهر الكلام) وقد ذكر لغيره مساعي ليست أحرى منها بالذكر.

كل ذلك وقد رأينا من حضرة الناشر الإفراط والتفريط في جانبي الإيجاب والسلب. فبين من ترجمه ولم يوفه بعض حقه العلامة (الشيخ ميرزا حسين الميرزا خليل)؛ ولم يذكر أسرته مع أنها أسرة شريفة عريقة في المجد حرية بالذكر!. وبين من ترجمه بما لا يستحق إلا القليل من ترجمتهم كثير من آل كاشف الغطاء!!. وبين من لم يترجمهم أصلاً أخوه الشاعر الذين ذكروا في الديوان؛ مع أنهم ذوو شرف وعلم ولبعضهم مصنفات عديدة. وكالفاضل (الشيخ عبد العزيز الجواهري) صاحب القصائد الاجتماعية. والمقالات الفلسفية. التي نشرت في (العرفان) و (المقتطف) فهو حقيق بأن يترجم.

هذا وبين يدي الآن نسخة من الديوان بخط جامعه لم أر في عناوين القصائد

ص: 52