الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 -
ربط جواب أن الشرطية باللام خطأ.
يكثر في تعبير كثيرين من الكتاب قولهم: (وإن سألنا كثيرين من العلماء عن هذه الحالة (لقالوا) لنا أنها من المعضلات التي لا تحل.) أي أنهم يربطون جواب (أن) الشرطية باللام. وهذا من أوهامهم. والأصح وضع (لو) عوضا من (أن) ليستقيم التعبير أو حذف اللام من الجواب. نعم. - أننا لا نجهل أنه ورد في كلام الفصحاء مثل قولهم: (وإلا لكان كذا) لكن ليست هذه البضاعة من تلك السوق.
أسئلة وأجوبة
1 -
البرطلي أو البراتلي
جرى البحث مع الفاضل صاحب مجلة العرب وسألني عن اصل معنى هذه الكلمة فأقول: تلفظ البرطلي بفتح الباء والراء. واسكان الطاء وكسر اللام يليها ياء مشددة واصلها من التركية براتلي بفتح الباء والراء. بعدها ألف يليها تاء ساكنة ثم ياء مكسورة بعدها ياء.
ولدى التحقيق عن اصلها ومصدرها ثبت لدى ما محصله: إن العساكر التي كانت قبل العساكر النظامية الموجودة إلى الآن في الحكومة العثمانية هي (اليكي جرية)(الانكشارية) آي العسكر الجديد. ومن البديهي أن هذا الاسم يدل على أنه كان قبلهم عسكر آخر وتحققنا انهم المعروفون وقتئذ (باللوند) وكان لهم محل في بغداد معروف باسمهم إلى الآن يسمى (خان اللوند) وكان هذا العسكر عبارة عن مجموع أفراد من أقوام وأجناس وعناصر مختلفة وكان مقدمهم يختار منهم ذوي الجسارة والهمة والإقدام والنجدة ومن يتوسم فيهم الذب والمدافعة عن حقوق الدولة ويبعث بأسمائهم إلى المرجع الأعلى في الأستانة لتسجل هناك في السجلات المخصوصة بأسماء أبطال العسكر فكانت ترد لكل منهم (براءة) تبقى بيده سنداً يثبت انه من العساكر الداخلة في السجل العمومي في الأستانة وكانت العادة في ذلك الوقت أن من يكون اسمه
مسجلاً في دفاتر الأستانة لا يمكن عقابه ولا سجنه بل ولا عتابه إلا بأمر من المرجع العمومي (كما كانت الحال قبل بضع سنوات في أن المأمور (الموظف) المنصوب بالإرادة السنية لا يمكن أخذه تحت المحاكمة إلا بإرادة سنية مهما فعل) ومعلوم أن الفرق ظاهر بين هذا الزمن الأخير وبين الزمن الأول وبينهما نحو مائة سنة تقريباً لأن الوسائط كانت يومئذ منقطعة تقريباً بين الأستانة وبغداد حتى أن الترك يضربون المثل ببعد بغداد عنهم إذ من أمثالهم (عاشقه بغداد يقيندر) أي بغداد للعاشق قريبة وقولهم (ياكلش احساب بغداددن دونر) أي الحساب المغلوط يعود من بغداد فما كان يضرب المثل ببعده من البلاد ويعلم العسكر الحامل للبراءة أن مجازاته أو تكديره موقوف على ورود الأمر من ذلك المحل السحيق الشاسع كيف لا يفعل ما تسول له نفسه الأمارة بالسوء ويأتي أنواع الموبقات وقد قيل (من أمن العقوبة أساء الأدب) والغالب في العسكر وقتئذ قلة الحياء من الناس لأنهم يرون أن لهم الفضل عليهم بمحافظتهم من العدو حتى انهم كانوا
يغصبون النساء والأولاد رغماً عن أهلهم خصوصاً أن رأوا عروسا مزفوفة إلى زوجها أو امرأة خارجة من الحمام أو غير ذلك حتى جرت العادة لدى البغداديين عند جلب العروس من بيت أبيها إلى بيت زوجها أن يذهب معها جم غفير مدججاً بالسلاح الكامل من أقارب الزوج وأصحابه وممن يدعوه أهل العرس دعوة لهذا الغرض من ذوي البأس والنجدة والغيرة فإذا تم عددهم يذهبون بسلاحهم فتخرج العروس بين عدة أتراب لها من بيت أبيها محاطة بهؤلاء الرجال الأشداء وهم يلهجون ببعض الألفاظ الدالة على قوتهم وحزمهم وثباتهم بما يسميه العوام (هوسة) حتى يصلوا بها إلى بيت زوجها وربما أراد أحد العساكر اليكىجرية أو من قبلهم من اللوند اغتصاب تلك العروس فتقع بينهم الوقائع من القتل والقتال وتكون النهاية أما بفوز الأهالي واستخلاص العروس من الظالمين وأما بغلبة العسكر عليهم وأخذهم العروس منهم للفجور بها والسبب انهم كانوا عديمي الدين ولا نقول قليليه وكذلك قل عن الحياء إذ ما كانوا يخافون من الحاكم لأنهم يعلمون أنه لا يستطيع أن ينالهم بسوء إلا بأمر من المرجع الأعلى في الأستانة فإذا كان هذا حالهم فهل لا ينطبق عليهم قول الشاعر:
إذا لم تصن عرضاً ولم تخشى خالقا
…
وتستح مخلوقا فما شئت فافعل
وقوله عليه السلام: (إذا لم تستح فاصنع ما شئت) لأن النفوس مجبولة على الشر
خصوصا لمن صحب أهل الشر والطبع كما قيل مكتسب من كل مصحوب وكثيراً ما نسمع من الأسلاف أن العسكر اغتصبوا بنت فلان أو زوجة فلان أو ابن فلان وبعد عدة أيام يعاد المغصوبون إلى أهلهم بخزيهم فلا يلبث أهل المهانين أن يقتلوا أولئك المطلوبين تخلصاً من العار والاسم القبيح فالشكر كل الشكر لمن جعل الوازع وشدد النكير وغير العوائد السالفة.
هذا ما كنا نسمعه من الأسلاف وأما عادة ذهاب الرجال لأخذ العروس فلم تزل حتى يومنا هذا لكنهم غالبا بلا سلاح إنما هي عادة مستحكمة ونظن أن الكثير من الذاهبين لهذا الغرض لا يعلمون هم أنفسهم السبب لذهابهم إلا أنه عادة موروثة عن السلف. هذه عادة العسكر الحامل للبراءة ثم أطلقت لفظة (براتلي)(بالنسبة التركية لأنهم يقولون بغدادلي وشاملي وحلبلي) على كل من يعمل عملا لا يحسب لعواقبه حساباً ثم صحفت وحرفت
فقيل براطلي وبرطلي إلى غيرها. وبهذا القدر كفاية.
وهنا أتذكر لطيفة وهي:
كان في بيت رجل هر يؤذيه اشد الأذية ويسرق شيئاً من مأكله ويقضي حاجته على فراشه فضربه ضرباً مبرحاً وأخذه إلى مكان بعيد وأضله الطريق وما مضى ردح من الزمن إلا ورأى الرجل ذلك الهر في بيته وفي عنقه ورقة. فسأله عنها فقال: هذه براءة من السلطان وقد خولني امتيازاً وهو الإقامة في هذه الدار بدون معارض. فأجابه صاحبه: إذاً وجبت عليّ الهجرة من هذه الدار لأنك لما كنت بدون براءة كنت تفعل تلك الأفاعيل فكيف بك الآن وأنت (براتلي) لذا استودعك الله. أجابه الهر: إن أنت تركت هذه الدار اضطر إلى أن أرافقك لأنه لا يبقى فيها ما آكله. فحيثما تذهب اذهب قال له الرجل: هل في براءتك أن تلحقني إلى حيث امضي؟ وأنت قلت: أنها براءة تخولك امتياز الإقامة في الدار المذكورة. فقال: كلا، بل في البراءة السكنى معك في دارك. قال الرجل: حسناً تقول. فلنناد الكاتب العمومي ليقرأ ما في البراءة. قال الهر: ومن هو؟ قال الرجل: كلب جارنا فلان المعروف بضخامة جسمه وشراسة أخلاقه. قال الهر: إن وصل الأمر إلى المحاكمة فأنا دمث الأخلاق أسافر وحدي دون تحكيم الكاتب العمومي فكان ذلك آخر العهد بالهر.
ع. ن
2 -
ذنبه طويل
سألنا أحد الأدباء ما معنى هتين الكلمتين الواردتين في 544: 3 من لغة