الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فإن المستشرقين الراسخي القدم في تواريخ أهل الشرق والغرب يرجعون اليوم كثيراً عما ذهب إليه من سبقهم إلى هذه الآراء التي أرتاها إخوانهم قبل أن يطلعوا تمام الإطلاع على مآخذ العرب ومصادر علومهم.
رجال السفينة العراقية
1: (الأولى) هو كبير الملاحين. ويكون في مقدمتهم عند جرهم السفينة. وهو مشتق من الأول (أي المقدم). وتختلف أجرة (الأولى) في السفينة باختلاف المواقع ففي بغداد يأخذ (الأولى) على السفرة من بغداد إلى البصرة عشرة مجيديات ويكفل كل الملاحين وإذا هرب أحدهم في الطريق يتعهد بإرجاعه إلى محله أو يأتي غيره وإلا يغرم عشرة المجيديات عوض ذلك. وفي الفرات يأخذ (الأولى) مجيدين إلا أنه لا يكفل أحداً أبداً؛ وكذلك (أولى) السفينة التي تسير بين الكوت والبصرة. وقد تختلف هذه المعاملات في بعض الأحيان أو الأمكنة والاختلاف طفيف.
2: (الآشجى أو العقب يراد بهما الطباخ الذي يطبخ طعام أهل السفينة وأجره الآشجي أو العقب الذي في بغداد أربعة مجيديات والذي بين الكوت والبصرة مجيديان وذلك على كل سفرة يسفرها من المحل الذي تقلع منه سفينته إلى البصرة ذهاباً فقط. لأن أهل الكوت وأهل سقي العراق يتحاسبون في المحل الذي تنقل فيه أحمال سفينتهم ولا يتركون الحساب إلى الرجوع بخلاف أهل بغداد فإنهم لا يتحاسبون إلا عند رجوع النوتية إلى المحل الذي أقلعوا منه ويسمى أهل السفن نقل حمل السفينة (نفاضاً) فيقولون (نفضت) السفينة (ونفضتها) أنا و (انفض) أنت السفينة بصيغة الأمر.
3: (البواب) هو الملاح والبوابون خمسة وهم بواب أول وثانٍ وثالث ورابع وخامس. وهذا عدد الملاحين في السفينة الكبيرة وقد ينقص ويزداد بحسب كبر السفينة وصغرها.
4: (الجوقة) هو اسم جميع رجال السفينة من صغير إلى كبير ما عدا الناخذاة والكلمة فارسية الأصل من جوخ بمعناها.
5: (الصاعود): هو الذي يصعد دقل السفينة لتحويل بعض حبال السفينة من محلها إلى محل آخر ومن أعلى الدقل إلى أدناه أو لغير ذلك مما يخص هذا العمل. وأجرة الصاعود من أهل بغداد مجيدي واحد في السفرة والذي من أهل الكوت نصف مجيدي.
6: (الصانع): هو الذي يجر القفة وأجرته عن كل سفرة تدوم نحو أربعة أيام زهاء عشرة فرنكات. والكلمة مشتقة من الصنع أي العمل.
7: (الطراح): هو مسير (العبرة) و (الكلك) ويجمعونها على طراريح. وهو ذو رتبتين عليا وسفلى وصحب الرتبة العليا يسمى عندهم (رأساً) وصاحب الرتبة السفلى يسمونه (دوناً) بمعنى أدنى وأجرته تقل أو تكثر بحسب رواج سوق النقل وكسادها فقد تقل أجرة (الرأس) من الموصل إلى بغداد حتى تكون نحو 35 فرنكاً وقد تكثر فتبلغ 70 فرنكاً بل وترتفع في بعض الأحيان فتبلغ 100 فرنك أو أكثر. وأجرة (الدون) من الموصل إلى بغداد أيام البطالة 30 فرنكاً وأيام الشغل 60 فرنكاً وأجرة (الرأس) من تكريت إلى بغداد أيام الكساد 13 فرنكاً وأيام الرواج 40 فرنكاً وأجرة الدون في الوقت الذي تقل فيه النقليات 9 فرنكات وفي أيام المواسم 25 فرنكاً وقس على ذلك.
8: (العقب أو الآشجي): هو الطباخ وقد مر ذكره في صدر المقالة.
9: (الملاح): هو العامل في السفينة ويجمع عندهم على ملاليح (وزان مصابيح). ويسمى أيضاً سفاناً بفتح السين وتشديد الفاء والجمع (السفانة) وكل ذلك فصيح أما البواب الذي مر ذكره فيستعمل عند عدهم ويأخذ ملاحو السفينة جميعهم نصف أجرة حمل السفينة وذلك بعد إخراج المصرف الذي صرف عليهم من طعام وغير ذلك ويقتسمونه بينهم ويخرجون
للقفة التي تسير بجنب السفينة سهماً من عندهم يأخذه الناخذاة: هذا ما يفعله أهل بغداد. أما أهل الكوت فلا يخرجون سهماً باسم القفة أو (الخشبة) ويتحاسبون حيثما يلقى حمل السفينة بخلاف أهل بغداد فإنهم لا يتحاسبون إلا بعد رجوعهم إلى المحل الذي أقلعت منه سفينتهم أما أهل الفرات فهم كأهل الكوت إلا إنهم يخرجون قبل كل حساب من جملة الربح (وهو في لسانهم الوسط) عشرة مجيديات إلى الناخذاة ويسمون ذلك (ذبة) ويخرجون أيضاً من نصفهم سهماً كسهم أحدهم ويعطونه إلى مالك السفينة لكي يشتري به ما ينقص من أدوات السفينة ويسمون ذلك أيضاً (ذبة).
والملاح عربي أصيل ومن أسمائه أيضاً عند الأقدمين نوتي، صارٍ، غادف، داري، عركي: قال في المخصص: (. . . النواتي الملاحون وأحدهم نوتي (والكلمة يونانية) الغادف الملاح يمانية. . . والصاري الملاح وجمعه صرآء والداري الملاح الذي يلي الشراع منسوب إلى موضع يقال له دارين.) أهـ وقال الإسكافي: (. . . العركي الملاح.) أهـ. قلت: والعركي يونانية.
10: (الملاك): هو مالك السفينة ويأخذ من ربح السفينة النصف وأجرة الناخذاة عليه.
11: (المليطي): ويسميه البعض (المليطة) بالهاء هو معاون الناخذاة ولا يعطي أجرة إلى أن يتعلم صناعته: والكلمة مشتقة من المتملطة وهي محل الإشتيام أو الإستيام أي رئيس الملاحين أو رئيس ركاب السفن. راجع المجلد السابع من مجلة المقتبس ص 111 - 118.
12: (النوخذة): ويجمع عندهم على (نواخذ) و (نواخذية) هو (ربان) السفينة وقد استعمل القدماء كلمة (النوخذة) بصورة الناخذاة والكلمة فارسية ويأخذ الناخذاة من عشرة مجيديات إلى ما فوق.
أشهر مشاهير النواخذة
من اشهر مشاهير النواخذة الحاليين في دجلة رجلان: الأول اسمه (هويدي الصالح الحياوي) نسبة عامية إلى الحي (أي واسط) وهو حي يرزق إلى الآن
وعمره قراب 40 سنة. والثاني (هويدي الكيتاوي) نسبة عامية إلى (الكوت الإمارة). وهو أيضاً في الحياة والأول أمهر وأشهر وله حكايات في سير السفن تحير الأفكار حتى تخال أنك تسمع حكايات خيالية ملفقة وهي ليست بها.
وفي الفرات رجل اسمه (غافل الدغاري) نسبة إلى الدغارة ومن مهرة غافل المذكور أنه كان يرسل سفينته في مصب (عين) سدة الهندية الشهيرة بحملها فتعبرها بدون ضرر وغيره لا يقدر على ذلك أبداً وهو إلى الآن في الحياة وقد بلغ من العمر نحواً من 45 سنة. وأحذق أهل السفن في العراق كله في سيرها أهل (لملوم) أي (الأبيض).
ومن أشهر عمال السفن في الفرات الحاج محمد بن قروف من أهل الكويت