الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فهي إذن جزيرة بحرية حربية تجارية منيعة لا يتيسر للعدو أن يدنو منها ولا أن يناوئ سكانها. هذا فضلاً عن أنها متمنطقة بنطاق من الصخور الشبيثية وهي صخور كأداء منيعة تطوف بها المياه من كل جانب وتضحك من السحب ضحك مستهزئ لأنها تناطحها بروقها وبدقة ما رفع عليها من الأبراج والقلاع. أما فناء المدينة فكان حريزاً منذ يوم ولد. دع عنك ما أقام فيها البرتغاليون من الأسوار المخندقة والمتاريس المبرجة والبواشير والفصلان التي جعلتها من أحصن المواقع في تلك الأرجاء حتى أنهم كانوا فيها في مأمن ولهذا جمعوا فيها كنوزهم وأموالهم وكانت كثيرة لا تحصى.
فهذا كله يريك هرمز موقعاً بديعاً لتوسطه بين ديار العرب وإيران والروم والهند وكنت ترى فيها السفن مئات مئات بين واردة وصادرة بين جائية وغادية وكلها تحمل هدايا الشرق للغرب أو تنقل ألطاف الغرب للشرق. هناك كنت ترى الصينيين والهنود. الإيطاليين والبورتوغاليين. الإيرانيين والعرب. قد امتزجوا امتزاج الراح بالماء القراح.
ولهذا كنت ترى البورتوغاليين قد شمخوا بأنفهم إلى السماء وتسمعهم يقولون: لو كان العالم حلقة ذهب لكانت هرمز درتها الفريدة!
الراديوم
1 -
تعريفه
الراديوم هو العنصر الغريب الذي أحدث انقلاباً في الطبيعيات أعظم من كل ما تقدمه فإنه يتولد من عنصر آخر هو الأورانيوم ويولد عنصر الرصاص ويشع من نفسه حرارة وثلاثة أنواع من الأشعة ويبعث غازاً يكسب كل ما أتصل به خاصة الإنارة.
2 -
مكتشفة الراديوم
والراديوم اكتشفته مادام كوري مع زوجها وهو عزيز جداً يقدر ثمن الليبرة منه بمائة مليون ريال وفي الليبرة منه قوة تساوي 1. 500. 00 طن من الفحم الحجري والخالص منه ذرة عند مادام كوري وأما الموجود منه عند غيرها فأملاح مركبة منه ومن الكلور والبروم.
3 -
أشعة الراديوم
وأغرب ما في الراديوم أشعته وهي ثلاثة أنواع سماها العلماء بأسماء الأحرف الثلاثة الأولى اليونانية ألفا وبتا وغما. أما أشعة ألفا فهي دقائق كهربائية إيجابية تتطاير منه بسرعة 15. 000 ميل في الثانية وحجم كل دقيقة ضعفا حجم الجوهر الفرد من الهيدروجين. وأما أشعة بتا فإلكترونات (كهيربات) من الكهربائية السلبية وحجم الواحدة منها جزء من جوهر الهيدروجين أو جزء من 500 جزء من دقائق ألفا وسرعتها 175 ألف ميل في الثانية. ومن غريب فعلها أنها تفرغ الجسم المملوء من الكهربائية. وأما أشعة غما فهي أشعة رنتجن وتنشأ عن اصطدام أشعة بتا بشيء يعترضها فإذا صادفت أشعة بتا مانعاً ولدت في الأثير تموجات تنفذ الأجسام كما ينفذ النور الزجاج.
4 -
أصل المادة وذكر حياة الراديوم
ويرى بعض العلماء أن الإلكترونات أصل المواد كلها وإذا تحركت كان من حركتها مجرى كهربائي. والتلغراف اللاسلكي يقوم بحركتها التي تولد في الأثير تموجات ويرى جماعة من العلماء أن العناصر كلها تراكيب مختلفة من الإلكترونات فإذا كثرت الإلكترونات في بناء الجوهر كان العنصر ثقيلاً مثل البلاتين والذهب وإذا قلت كان خفيفاً كالصوديوم والليثيوم وإذا دارت في وجهة واحدة حول قضيب من الحديد صيرته مغنطيساً جذاباً ويرى
بعضهم أن النور والحرارة يتولدان من تحريك هذه الإلكترونات للأثير في دورانها حول الجوهر فان هذه الإلكترونات تدور حول الجوهر على أبعاد مختلفة وسرعة مختلفة.
وقد قدروا أن حياة الراديوم لا تطول أكثر من 2. 500 سنة وحياة الأورانيوم الذي هو أسرع المواد انحلالاً بعد الراديوم 7. 500 سنة.
5 -
الراديوم في الشمس والأرض
قال الأستاذ سنيدر أنه اكتشف الراديوم في غلاف الشمس فنسب نور
الشمس وحرارتها إليه وقال إن جميع الثوابت تنير بالراديوم ومن رأيه أن النجوم المتغيرة تظهر من انبعاث الراديوم منها في أدوار مختلفة واستنتج أن الشمس نجم من النجوم المتغيرة ودور تغيرها 11 سنة وأن ظهور الكلف عليها من نتائج فعل الراديوم.
ومن رأي الأستاذ رذرفرد إن حرارة الأرض أيضاً من الراديوم فإن الحرارة المتولدة من تركيب العناصر كيماوياً أقل من حرارة الشمس والأرض ولكن الراديوم وغيره من المواد المشعة تولد من الحرارة أكثر مما تولده المواد بتركبها مليون مرة.
وقد ثبت لبعضهم أن الراديوم يفعل بالسائل الجلاتيني فيولد (الراديوب) وهذا الجسم تام وهو أرقى من البلورات وأحط من الميكروبات ولعله مبدأ الحياة.
6 -
من أين تأتي حرارة الراديوم
والظن أن الحرارة المتولدة من الراديوم حادثة من انحلال جواهره وتولد مواد أخرى منها. وقد وجدت المواد المشعة التي من قبيل الراديوم منتشرة في كل مكان من قشرة الأرض وكرة الهواء ولكن مقاديرها قليلة جداً حتى أن كل قطرة من المطر وكل حبة من البرد وكل رقعة من الثلج تصل إلى سطح الأرض ومعها شيء من المشعات وكل ورقة من أوراق النبات مغطاة بقشرة رقيقة جداً من هذه المادة وإذا كان الهواء محصوراً لا يتحرك كما في المغاور والكهوف فالمواد المشعة كثيرة فيه وقد وصلت هذه المواد المشعة من الراديوم في المياه الخارجة من أعماق الأرض وفي مياه البحيرات وفي الزيت الخارج من الآبار والتراب نفسه فيه كثير منها ولا سيما إذا كان طفالاً.
ويقول المستر ستروت أن الراديوم موجود في كل الصخور النارية ولا سيما في الغرانيت
(المحبب) وقد وجدوا إن الراديوم إذا أدنى منه بعض المواد مثل سلكات الزنك وكبريتيته أضاءت تلك المواد أيضاً وإذا نظر إليها بالميكرسكوب حينئذ ظهرت فيه نقط صغيرة منيرة تتألق كالكواكب أو كالنيازك المتساقطة من السماء أو كالشرر المتطاير من الحديد المحمي إذا طرقته بمطرقة ووجدوا إن حرارة الراديوم أكثر من المحيط درجة أو درجتين بميزان سنتكراد (بالميزان المئوي).
وإذا كانت الأرض تشع الكترونات الراديوم فهي تشع بواسطتها الحرارة أيضاً وقد قدروا الحرارة التي تشع من الأرض كلها بحرارة تتولد من مائتين وسبعين
مليون طن من الراديوم وإذا وزع هذا المقدار من الراديوم على الأرض كلها بلغ جزءاً من مائة مليون مليون جزء من الأرض. وعليه ففي الأرض من المواد المشعة ما تقوم حرارته مقام الحرارة التي تفقدها بالإشعاع المتواصل.
7 -
الكهربائية والراديوم
اكتشف الدكتور سينا الجنيفي أنه إذا كهرب سلك بالكهربائية السلبية وأحمى فعل بغيره من المواد فعل الراديوم وكذلك إذا وقعت أشعة رنتجن على الجسم صار يشع مثل الراديوم وبقيت فيه هذه الخاصة بضعة أيام.
وقيل أن الأستاذ ولتر الألماني بين أن نور الراديوم ناتج من وقوع أشعة بكرل على دقائق النيتروجين التي في الهواء حول الراديوم ورجح ذلك السر وليم هجنس منذ سنة 1903 ولكن لم يكن لديه حينئذٍ ما يثبت ذلك.
8 -
البركانات والراديوم
وأدعى الماجور دتون الأميركي أن البركان يقذف بالحمم من عمق ميلين أو ثلاثة لا أكثر وذلك بسبب حرارة الراديوم فإنها تصهر الصخور بالتدريج وتبخر ما فيها من الماء فيشقق الأرض.
والثابت أن الأرض فيها كثير من الراديوم وإن الراديوم يتولد من الأورانيوم ويولد الهاليوم والرصاص وقالوا أن في الشمس كثيراً من الهاليوم فهو دليل على وجود كثير من الراديوم وهو كاف لتعليل حرارتها ونورها.
9 -
كيف اكتشف الراديوم
وأما الراديوم فقد اكتشف في درس الإشعاع أو الفصفورية التي تظهر في بعض الأجسام كما يحدث في أنبوب زجاجي مفرغ من الهواء إذا جرى فيه مجرى كهربائي.
وقد درس كروكس ولنارد ورنتجن هذا النور فوجدوا أنه مؤلف من ثلاثة أنوار الواحد أشعة غير ظاهرة تضرب جوانب الأنبوب فينيرها ويصدر منه نور أخضر لامع وتقع على بعض الأجسام فتجعلها تشرق بنور فصفوري وتفعل بألواح التصوير وتفرغ الكهربائية من آلة مكهربة وتخترق الأجسام غير الشفافة كالخشب والورق الأسود والصفائح الرقيقة المعدنية وهذه هي أشعة رنتجن وتسمى أشعة أكس أيضاً وكتاب العرب المحدثون يسمونها الأشعة المجهولة.
والنوع الثاني من الأشعة التي تكون في الأنابيب المفرغة هي الأشعة الكهربائية السلبية والنوع الثالث أشعة لنارد.
وهناك مواد أخرى تشع نوراً فصفورياً كما في كبريتيت الكلسيوم ومثله بعض الجواهر والمركبات ولكنها لا تنير إلا إذا تعرضت أولاً لنور الشمس.
ثم وجد أن الأورانيوم ذاتي الإشعاع ووجد الأستاذ كوري وزوجته أن الإشعاع سببه عنصر آخر وكان ممزوجاً بكلوريد الباريوم وقوة هذا الكلوريد على الإشعاع أشد من قوة الأورانيوم2. 000 ضعف وتدرجا في تنقية ما وجداه إلى أن وصلا إلى ملح من أملاح ضالتهما فألفيا أن قوته على الإشعاع أشد من قوة الأورانيوم مليوناً وثمانمائة ألف وعرفا من خواص الملح الذي استخرجاه وهو كلوريد الراديوم أن العنصر الأصلي معدني ثقله الجوهري 225 وله أشعة خاصة تظهر في الحل الطيفي وهو مشع باتصال دائم وأشعته تخترق الأجسام غير الشفافة وتولد نوراً فصفورياً وتؤثر في الألواح الفوتوغرافية.
ثم وجد أن خاصة الإشعاع موجودة في عناصر أخرى بعضها نادر الوجود كالاكتيوم والبولونيوم وبعضها كثير كالثوريوم والأورانيوم وأشعة الراديوم تؤثر في الجلد وتقرحه وإذا دخل شيء قليل جداً منه في غرفة فيها آلة كهربائية تفرغت كهربائيتها حالاً وفعل الراديوم من هذا القبيل شديد جداً حتى لو كان مقداره جزءاً من خمس مائة ألف جزء مما يظهر بالحل الطيفي لكفى لتفريغ الكهربائية ومقدار قليل منه في الأرض يكفي ليرد إليها
كل ما تخسره من الحرارة بالإشعاع وقد أتضح أن الأرض لا تبرد من نفسها بل تسخن من نفسها قبل وذلك بما فيها من عنصر الراديوم ونحوه.
10 -
ماذا ينبعث من الراديوم غير الأشعة
واكتشف رذرفرد في كندا أنه ينبعث من الراديوم دواماً مادة غازية غير أشعته الفعالة أو أشعة بكرل وهذه المادة مشعة أيضاً مثل أشعة بكرل ويرسب منها شيء على الأجسام التي تدنى من الراديوم فتصير أيضاً مشعة وتبقى فيها قوة الإشعاع بعد أبعادها عن الراديوم مدة ويمكن جمعه وهو ثقيل لا يتغير بالحرارة ولا بالفواعل الكيماوية وله طيف خاص به وهو عنصر جديد مثل الأورغون ثم إنه ينحل من نفسه ويخسر نصف قوة الإشعاع كل أربعة أيام وفي هذه المدة يكون الراديوم الذي تولد الغاز منه قد ولد مقداراً آخر من الغاز مساوياً له فيما خسره من قوة الإشعاع. وثبت من تجارب رمسى وصدى ومادام كوري أنه يتولد من هذا الغاز عنصر الهاليوم الذي اكتشفه كلير في الشمس منذ
25 سنة ثم وجده رمسى في بعض الحجارة المعدنية التي تشع نوراً وحرارة وثبت تولد الهاليوم من الراديوم بواسطة السيكترسكوب (منظار الطيف).
11 -
أي العناصر تشع مثل أشعة الراديوم
وقد تحقق أن أشعة الراديوم موجودة دائماً في الهواء الجوي وهي كثيرة في هواء الكهوف وفي المياه التي تخرج من باطن الأرض وإن كثيراً من المواد تشع أشعة الراديوم منها: القصدير والزجاج والفضة والنوتيا والرصاص والنحاس والبلاتين والألومينيوم ولا يعلم هل ذلك ناتج عن وجود دقائق لطيفة جداً منتشرة من عنصر قوي الإشعاع أو أنه خاصة من خواص كل العناصر.
12 -
انحراف أشعة الراديوم
وأبان بكرل في أول مباحثه أن بعض أشعة الراديوم ينحرف إذا مر بين قطبي مغنطيس كهربائي قوي ونتج من ذلك أن قسمت أشعة الراديوم إلى ثلاثة: الأول المنحرف قليلاً وقوته على نفوذ الأجسام ضعيفة، والثاني ينحرف بسهولة وانحرافه إلى جهة تخالف انحراف الأول، والثالث لا ينحرف أبداً مهما قوى المغنطيس وقوته على نفوذ الأجسام
شديدة جداً فينفذ لوحاً من الحديد ثخنه قدم ويؤثر في ألواح التصوير وسمى الأول الفا والثاني بتا والثالث غما، كما تقدم.
13 -
ما هي أشعة الراديوم
ثم ثبت أن أشعة الفامجارٍ دقائقها صغيرة جداً مثل المجارى التي تتولد من لهب الغاز والمعادن المحماة إلى درجة الحمرة وحرارة الراديوم ناتجة من مصادمة هذه الدقائق للأجسام التي تقع عليها وأشعة بتا مجارٍ من الدقائق مشابهة للمجارى السلبية وإليها ينسب ما في أشعة الراديوم من النور والتأثير في الألواح الفوتوغرافية وأشعة غما مثل أشعة رنتجن والمرجح أنها ليست دقائق بل هي حركات أو أمواج في الأثير تحدث من سير دقائق بتا وتأثيرها مثل تأثير أشعة بتا إلا أنها أشد نفوذاً كما تقدم.
14 -
المادة حسب ظني
أكثر ما تقدم ملخص مما أتى عن الراديوم في عدة مقالات في المقتطف الأغر وأما أنا فأظن أن جميع المواد تشع دقائق غير أن ما يشعه بعضها صغير جداً لا يحس به فهو أصغر من أشعة بتا وأسرع منها حركة وما يشعه بعضها مثل أشعة بتا والنور ليس إلا نوعاً من الدقائق تتولد من تكسر أشعة هي أكبر منها
إذا أصابت مانعاً فهي ليست إلا شظايا بعض الدقائق التي ترسلها المادة المتصادمة وقد صدق القائلون أن المادة كلها كهربائية إلا أن الكهربائية متنوعة حسب صغر دقائقها وسرعتها.
وأما كون نور الشمس وحرارتها من الراديوم فيضعف القول به كون أشعة بتا تفرغ الكهربائية ونور الشمس لا يفرغها وكون أشعة بتا إذا صادفت ما يوقف سيرها تولد منها أشعة غما وهي أشعة رنتجن التي تنفذ الأجسام غير الشفافة ونور الشمس ليس كذلك.
وأما كون نور الراديوم موجوداً في الهواء فهو ما أرجحه فإني إذا أغمضت عيني أو فتحتها في الظلام الدامس وأمضت في النظر شاهدت ظلاماً تلمع من خلاله نقاط مضيئة لمعاناً خفيفاً جداً فهي تضيء وتنطفي وتضيء مكانها نقاط أخر فظني هو أن هذه الأشعة هي أشعة غما المتولدة من أشعة بتا ولذلك تنفذ الجفن كأن الجفن شفاف تماماً لها وإن كان ضئيلة جداً.
15 -
الجاذبية العامة
وما الجاذبية العامة إلا أثر فعل الإلكترونات ضمن الجواهر الفردة فإن هذه تجيء وتذهب ضمن الجوهر الفرد من المادة بسرعة فائقة وهي بحيث يخرج قسم منها دائماً إلى جهة المحيط وهذا القسم الذي يخرج من الجوهر الفرد أقل كثيراً من القسم الذي يبقى فيه مصادماً جدرانه الداخلية وهو عندما يخرج لا يصدم بالطبع جدار الجوهر الداخلي في الجهة التي يخرج منها وأما بقية الإلكترونات فهي تبقى مصادمة لكل طرف من جدرانه فتتساوى المصادمات منها على داخله إلا في جهتين إحداهما جهة المحيط من مجتمع المادة فهي هناك معدومة لخروجها منها والأخر المادة وهي هناك شديدة فينتج من ذلك أن الجوهر الفرد يتحرك إلى جهة المركز ولا يتحرك إلى جهة المحيط.
وإذا سأل سائل لماذا لا تخرج الإلكترونات من جهة المركز؟ أجيب أن الإلكترونات يسهل عليها الخروج في الجهة التي لا يقاومها مقاوم وإذ أنها كثيرة الخروج إلى المحيط من جهة المركز فإلكترونات الجوهر الفرد تجد في جهة المركز مقاومات لا تجدها في جهة المحيط ولذلك كانت الجاذبية أشد كلما كانت المادة أكثر لأن كثرة المادة سبب لخروج الكترونات الجوهر الفرد من جهة المحيط بكثرة.
ولنا في الطبيعة أمثلة على ما تقدم فإنك إذا ركبت وعاء خفيفاً قد امتلأ من الماء على عجلات خفيفة وجعلت ماء الوعاء يجري من ثقب في طرفه السفلى تحركت العجلات إلى خلاف جهة انصباب الماء. وكذلك إذا ثورت مدفعاً فإن عجلاته تتحرك إلى خلاف جهة القنبلة ومثلهما الصعادات النارية فإنها تصعد في السماء إلى خلاف جهة الغاز الخارج بقوة من فوهاتها التحتانية وذلك لأن الماء في المثال الأول والغاز في المثالين الأخيرين يجريان فلا يصدمان الجسم في جهة جريانهما وهما يدفعانه في الجهة المقابلة فيتحرك الجسم بهذا الدفع.
16 -
تولد العناصر
وعندي أن العناصر إنما تتولد في باطن الأرض وفي باطن كل جرم تحت ضغط شديد من الدفع الذي نسميه بالجاذبية العامة فإن هذا الضغط كهربائية وهي عندما تغور في المادة
ويتكرر غورها على توالي السنين تملأ جواهرها إلكترونات على تفاوت في مقدار هذه الإلكترونات متناسب مع شدة الضغط ودوامه وهذا هو السبب لكون الأجسام في باطن الأرض أثقل منها فوقها فإذا خرجت هذه العناصر بقيت محافظة على ثقلها غير أنها تشع ألكتروناتها على توالي السنين وتخف ولكن لا تظهر هذه الخفة إلا بعد ألوف من السنين وفي بعضها إلا بعد مئات الألوف من السنين. وإذا خف عنصر من العناصر تحول إلى عنصر آخر والراديوم من العناصر السريعة الانحلال بالنسبة إلى كثير من غيرها من العناصر المنحلة ببطيء.
17 -
عاقبة الأرض
لقد مر أن بعض العلماء يعتقد أن حرارة الأرض في ازدياد وذلك يؤيد ما نذهب إليه من أن الأرض وبقية السيارات آخذة في النمو فهي سوف تكون شموساً تضيء بذاتها وتشع من نفسها حرارة كما أن الشمس تفعل كذلك وقد أخذت السيارات الكبيرة تحمى أكثر من الصغيرة لأنها قد نمت أكثر منها فهي أقرب إلى الحالة التي تكون فيها شموساً ويرجع ذلك وجود العلماء سطح المشتري سائلاً لشدة حرارته مع أنه أكبر عمراً من الأرض بل ومن عطارد بمئات الملايين من السنين فلو كان منفصلاً عن الشمس لبرد سطحه.
والسيارات كلما زدن نمواً زدن ابتعاداً عن الشمس كما أن شمسنا ابتعدت
عن شمس الشموس لوفرة مادتها بكثرة نموها وسبب ابتعادها عند كبرها هو تأثير دفعها الخاص للشمس ودفع الشمس الخاص لها بكهربائيتها كما أن القمر يبتعد الآن عن الأرض بكهربائيتها وقد كان القمر في أوائل أيامه أقرب إلى الأرض فكان فعل الأرض به كثيراً من توليد البراكين وإثارتها.
18 -
كيف تنمو السيارات
والسيارات تنمو بما يضاف إليها من الغبار الكوني الساقط عليها ومن الحجارة النيزكية والشهب والرجم ومن تولد المادة في مراكزها بسبب تلاقي القوى الكهربائية ومن زيادة إلكترونات جواهرها بسبب الضغط الشديد الآتي من الأثير عليها.
19 -
حرارة الشمس
وإذا بلغت هذه السيارات مبلغ الشمس من العظم أخذت تشع من ذاتها حرارة ونوراً كما تفعل الشمس فإن الغبار الكوني الذي يسقط الآن على الأرض من مسافة تسع مائة ألف ميل وهي حد جاذبية الأرض يسقط حينئذ من ضعفي بعد نبتون فيكسب سرعة هائلة وهذه السرعة تتحول عند المصادمة إلى حرارة والشمس قد كانت في بداءة أمرها جرماً مظلماً فلما نمت على هذه الدرجة التي هي عليها الآن أخذت المادة تسقط عليها من مسافة نبتون فأبعد وأخذ مقدار الساقط عليها يزداد زيادة فاحشة فتحولت هذه السرعة في الساقطات وهذه الكثرة إلى حرارة وافرة ونور ساطع.
وهناك وجه آخر لحرارة الشمس ونورها هو أن الأثير الذي يجري إلى الشمس بسبب حركة مادتها أكثر مما يجري إلى السيارات لكثرة مادة الشمس وقلة مادة السيارات بالنسبة إليها والأثير هو الكهربائية فهو يغور في مادة الشمس لأن المادة لا تتحرك إلا إذا صرفت مقداراً من الأثير فالأثير دائم الجريان إلى المادة طلباً للموازنة ولذلك كانت الأجسام تقع على الأجرام فإن الأثير الذي يجري إليها يجرف في طريقه إليها كل ما يصادفه من المادة وهذا الأثير يتلاقى في مركز الشمس ويملأ جواهر مادية إلكترونات ويرتد بعض ما لا يمكث هناك في صورة الحركة المحورية وبعضه وهو الأكثر يرج إلى المحيط ماراً بالطبقة الغازية اللطيفة وحيث أن هذه الطبقة غير موصل جيد للكهربائية فالأثير يتحول إلى حرارة ونور.