الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والشعر لازمه فهو
…
تاج لرأس الأدب
وذو الغنى في الناس ذو الآ
…
داب لا ذو الذهب
فالمال تفنى كنزه
…
في الدهر أيدي النوب
وكنز آدابك لا
…
يفنيه مر الحقب
تحفظه الأيام ما
…
تعاقبت في الكتب
فكن له منتسباً
…
فهو لخير النسب
إبراهيم منيب الباجه جي
أربع أسر بلا أثر
(لغة العرب) ننشر فصلاً آخر من كتاب الابيل الفاضل نرسيس صائغيان عن أسر بغداد النصرانية. وبهذه المناسبة نطلب إلى الشرقيين والمستشرقين من له وقوف على بيوت بغداد (القديمة النصرانية) أن يدلنا عليها وعلى أسمائها سواء ورد ذكرها في نصوص الكتب التاريخية أو في حواشيها أو في بواطن جلود بعض المؤلفات التي كانت في حوزة البغداديين مما انتقل بالشراء الشرعي إلى ديار الإفرنج أو مصر أو الشام. والكاتب يشكر من الآن كل من يتكرم عليه بأي إفادة كانت في هذا الباب).
من البيوت البائدة التي لا بقية لها اليوم في بغداد وصارت في خبر كان أربع أسر متنوعة الطائفة غريبة المنبت والمنشأ وهي منوطة بعضها ببعض ولا نياط حلقات السلسلة، وإليها تنتسب أسر عديدة لم تزل موجودة عندنا. ولكن من عجب الأمر أن ذكر الأسرتين الأوليين منها قد كاد يمحي كل الإمحاء بعكس الأسرتين الأخيرتين فإن ذكرهما لم يزل حيا بين ظهرينا غير أن لا بد من تمهيد وجيز قبل أن نأتي على أسماء هذه الأسر وعليه نقول:
الحلبيون في بغداد
قبل أن يصل فردينان دي لسيس الفرنسي 1805 - 1894) البحر المتوسط ببحر القلزم بفتحة ترعة سويس كانت حلب من أعظم
وأشهر مدن الشرق تجارة وثروة حتى كان يقال لها (تدمر الحديثة) ولو أنها كانت قد فقدت قبل هذا التاريخ بسنين عديدة شيئاً من عظمتها التجارية وأرباحها الطائلة وذلك بعد أن أجتاز البحار الشهير فاسكودي غلما البرتوغالي رأس الرجاء الصالح سنة 1498 واختط طريقاً جديدة إلى الهند.
ومع هذا كله ظلت الشهباء حتى نحو فتح الترعة زاهية زاهرة واسعة التجارة كثيرة المواصلات والعلائق مع بلاد وأقطار شتى وخاصة مع العراق لخطورة مركز تجاريه موقعه فضلاً عن أن بريد شركات الهند الأوربية كان يأتي تواً من حلب إلى بغداد ومنها كان يتوجه إلى البصرة ومن البصرة إلى سورات في الهند.
وقد زادت هذه العلائق توثقاً بين حلب والعراق وتحسنت كثيراً بعد سنة 1702 أي بعد أن أخت الزوراء تدخل في طور جديد عند تأسيس باشوية بغداد الواسعة الأرجاء تسليم زمام
أمورها إلى أيدي ولاة همام ساد الأم في أيامهم داخلا وخارجا وعمت الراحة واتسع نطاق التجارة وعليه أخذ كثيرون من نصارى حلب يتواردون إلى بغداد والبصرة للتجارة والارتزاق وللهرب من الاضطهادات ومن الزلازل التي كانت تحل بالشهباء من وقت إلى آخر وتبقي الرعب في قلوب سكانها.
ومن هؤلاء النصارى من كان يعود إلى وطنه بعد مكثه مدة في بغداد ومنهم من كان يستوطنها ويتأهل فيها. ولم يبق اليوم في بغداد والبصرة من هذه الأسر المستوطنة التي لا ريب في أصلها الحلبي سوى عشر أسر وسيأتي ذكر كل منها في محلها. وأما الأسر التي قد انقرضت من عندنا فكثيرة توصلت إلى معرفة البعض منها وفي مقدمتها الأسرة الآتي ذكرها:
وهي أسرة يوسف الحلبي المدعو تنتجي من طائفة الملكيين ولعله من العشيرة المعروفة بهذا الاسم إلى يومنا هذا في حلب وكان اسم امرأته دونيا والأرجح أنها أرمنية كاثوليكية من همذان أو من ديار بكر وأما أولاده فكانوا: مريم التي تزوجها إبراهيم بن عبد الله الطويل السرياني سنة 1734 أو سنة 1735 وتوفيت في 28 كانون 2 سنة 1748 ومرتا التي توفيت في 22 أيار سنة 1750 وهيلاني التي تعمدت في 4 حزيران سنة 1734 وعبد الله الذي تعمد في 7 حزيران سنة 1735 وأما
باقي الحلبيين الذين نعرف أسمائهم فهم: بشارة السرياني الذي خطبت له قدسي الموصلية الكلدانية في الأحد الأول من صوم سنة 1735 ومرتا الإمرأة الأولى ليوسف بن عبد العزيز الكلداني وقد توفيت في 29 تموز سنة 1748 وتريزيا ابنة الشماس ميخائيل التي تزوجها يوسف المذكور في 25 تشرين 1 سنة 1750 وسارة أرملة مراد التي توفيت في 28 حزيران سنة 1751 وافيديس (بشاره) الذي ورد ذكره في 13 شباط سنة 1762 وسوسان امرأة إسحاق الامدي التي ورد ذكرها في 21 تشرين 2 سنة 1767 وأيضاً: جرجس التاجر الذي توفى في 16 كانون 2 سنة 1756 والمقدسي بطرس ابن الخوري ميخائيل الذي توفى في 20 أيار سنة 1757 ويوسف بركات الذي توفى في 20 أيلول سنة 1758 وفي 20 شباط سنة 1756 كان قد توفى خادمه الحلبي عيسى بن يعقوب وموسى بن باتيستا الذي توفى في 20 كانون 2 سنة 1762 وفي 20 نيسان سنة 1812 يذكر عيسى السرياني وامرأته حنة ابنة كسبر الامدية
التي توفيت بالزحار (الدوسنطاريا) في 14 تشرين 2 سنة 1815 في محل يقال له كفري أو الصلاحية من ولاية بغداد حيث دفن فيه وكان ذلك عند عودته من الأستانة إلى بغداد وعمره نحو 22 سنة وحنا بن عيسى السرياني الذي توفى في 5 أيلول سنة 1817 وعمره نحو 20 سنة وأيضاً: نعمة الله التابع لطقس اللاتين الذي تزوج بتريزيا الكلدانية أرملة ليوني البندقي في 24 حزيران سنة 1805 وفتح الله ابن الخوري شدياق الذي أقترن بماريا تريزيا ابنة انطون تنيوتي الطبيب الايتالي في 11 شباط سنة 1833 ولويز واسطيفان شدياق اللذان كانا في بغداد يتعاطيان التجارة وهناك أسر أخرى حلبية الأصل قد انقرضت أو على وشك الانقراض سأذكرها في فرصة أخرى.
1 -
أسرة حنا الحلبي
وهو حنا بن عيسى الطوراني واسم أمه تريزيا من طائفة السريان ومن الظاهر إنه كان تاجراً وقد قدم بغداد في أواخر الربع الأول من القرن الثامن عشر. ولما أراد أن يقترن بصوفيا ابنة جبران البغدادي أبيح له بالتأهل من مانع القرابة الموجودة بينهما في الدرجة الثالثة وذلك في 22 نيسان سنة 1730 لأنا نجهل تاريخ زواجهما وهذه القرابة بين الحلبي والبغدادية من الأمور المحيرة التي تدفعنا إلى أن نرى فيها آراء ونتساءل: هل عن أجداد حنا كانوا قبلاً في بغداد أو هل إن أصل بيت
جبران الكلداني من حلب أو. . . أو. . . والله اعلم الذي من على حنا وامرأته صوفيا بالأولاد الآتي ذكرهم
تريزيا التي توفيت في 17 كانون سنة 1815
انطون الذي توفى في 27 آب سن 1765
بريجيتا التي توفيت في 8 تشرين 2 سنة 1780 وسيأتي ذكرها مرة أخرى
مرغريتا التي اعتمدت في 9 حزيران سنة 1743
يوسف الذي أعتمد في 28 آب سنة 1745
انسطاسيا التي اعتمدت في 28 أيلول سنة 1747 وهي امرأة بطرس بن عبد الأحد
بشارة السرياني وقد انقرضت أسرته من عندنا
عيسى
مريماللذان اعتمدا في 1 تموز سنة 1751
سيدي التي ولدت في 23 حزيران سنة 1753 وهي امرأة عيسى بن شماس كوركيس غنيمة الكلداني البغدادي غير أن هذا الفرع من بيت غنيمة قد انقرض.
جبرائيل الذي ولد في 7 كانون سنة 1757
وكان لحنا أخ اسمه عبد الله وأختان وهما مجدلية (مدولة) وهييلاني التي كان قد تزوجها كوركيس بن عبد العزيز الكلداني البغدادي وهو أرومة عشيرة كبيرة عندنا كبيت يسائي وبيت تيسي وغيرهما. ومجدلية كانت تسكن مع أختها المذكورة وكان في بيت حنا جارية اسمها مرتا. وتوفى حنا في 15 آب سنة 1770 وأما امرأته صوفيا فتوفاها الله في 7 آب سنة 1796
2 -
أسره ميخائيل راجي
وهذا أيضاً حلبي أخر وهو ميخائيل بن جبرائيل راجي الماروني وكانت مهنته الطب ولعله كان يزاول التجارة أيضاً كعادة بعض أطباء ذلك الوقت وقد قدم بغداد
في أوائل النصف الثاني من القرن الثامن عشر واقترن ببريجيتا ابنة حنا الحلبي السابق ذكرها في 4 أيار سنة 1761 واحد الشهود بزواجه كان آكوب جان مقصود الحلبي ونراه أيضاً أشبينا (أو قريبا) في عمادات جميع أولاده ويذكر لأخر مرة في 26 آذار سنة 1780. ويبين إنه أتى بغداد في وقت واحد مع ميخائيل وربما كان يسكن معه أو كان شريكه في التجارة: ولم آت بهذه التفاصيل إلا لأن اسم الجد الأكبر لآل سركيس الكرام الأرمن الكاثوليك المنتشرين اليوم في بغداد والبصرة وباريس كان أيضاً آكوب جان مقصود من حلب ولو أن المؤكد عندنا أن حفيديه هما اللذان قدما بغداد وكان قدومهما إليها في أوائل القرن التاسع عشر ومنهما تسلسل بيت سركيس ولهذا ليس في وسعنا أن نجزم بوحدة الأكوبين ولو أنهما شخص واحد على الأرجح وحينئذٍ يجب أن نفرض أن آكوب جان رفيق ميخائيل راجي عاد إلى وطنه حلب وتأهل هناك والله اعلم. وأما ميخائيل فتوفى في بغداد سنة 1819 وأعقب الأولاد الآتي ذكرهم:
جرجس الذي ولد في 11 أيلول سنة 1762
يوسف الذي اعتمد في 12 كانون 2 سنة 1764
هيلاني التي اعتمدت في 11 أيلول سنة 1766
كترينة وسيأتي ذكرها مرة أخرى
حنا الذي اعتمد في 23 كانون 2 سنة 1775
كلارة انسطاسيا التي اعتمدت في 20 كانون 2 سنة 1777 وهي المعروفة والمشهورة في بغداد باسم (جدة قبرة) ولا يعرف أحد أسمها الحقيقي بل كما لا يعرف البغداديون ابنة من كانت وقد تزوجها أولاً رجل كلداني أسمه يوسف وبعد وفاته تأهل بها يوسف عبد الله نمنومي وهو أخو جرجي السرياني البغدادي في 5 آذار سنة 1815 وتوفيت بشيخوخة صالحة في 31 تموز سنة 1871.