الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بن بوغوص سيواصي الأرمني الكاثوليكي وهو جد لولو امرأة فتح الله نعمان المتوفاة في البصرة قبل سنتين من تاريخ هذه الأسطر وبموتها انقرضت هذه الأسرة.
انطون الذي تعمد في 24 تشرين 1 سنة 1762 ونجهل ما جرى له. تربزيا وهي امرأة يعقوب بن انطون عم ثانٍ لأوساني المار ذكره وأسرته أيضاً قد انقرضت.
سيدي التي اعتمدت في 19 آذار سنة 1769 وهي امرأة قدسي الموصلي السرياني وقد انقرضت أسرته من بغداد.
كترينة التي اعتمدت في 12 تشرين 1 سنة 1769 وقد تزوجها سمعان بن إبراهيم السرياني (ويبين إن أصله من الموصل) في 30 تشرين 2 سنة 1789 وتوفى سمعان في 15 تشرين 2 سنة 1792 ولم يبق له أثر عندنا. ويبين إن يوسف الموصلي السرياني تزوجها أيضاً في 11 تشرين 2 سنة 1797 بعد وفاة زوجها الأول.
حنا الذي تعمد في 15 آب سنة 1775 ونجهل أيضاً مصيره.
كلارة أوصنا التي ولدت في 12 أيار سنة 1787 وتوفيت في 10 تشرين 2 سنة
وقد تزوجها نعمان دنحا الموصلي الكلداني في 29 كانون 2 سنة 1801 ولم يزل في الوجود أناس من أسرته في بغداد والبصرة وبوشهر.
كرجية التي توفيت في 22 شباط سنة 1848. ويذكر له ابنة أخرى اسمها أغنيس لا نعرف عنها شيئاً.
كتاب الولاة وكتاب القضاة للكندي المصري
-
فاقنا الإفرنج في كل شيء حتى في طبع كتبنا العربية فإنهم يعنون بها عناية لا توصف من المحافظة على النص الأصلي ومعارضته بالنسخ القديمة معارضة دقيقة نرفع الطبعة إلى أوج الكمال والتحقيق وتبقى بمنزلة الإمام التي لا يستغني عنها. ومن الكتب التي أصبحت آية في الحسن والضبط والسداد هذا السفر الجليل الذي صدرنا باسمه هذه الأسطر وقد تولى نشره وتصحيحه وتهذيبه الفاضل رفن كست الإنكليزي على نفقة شركة
تذكار ا. ج. و. جب حسن الطبع والكاغد والتجليد والضبط وقد ضم إليه رسمين الأول يمثل لك البلاد التي كانت قد صارت إلى الدولة العباسية في المائة العاشرة من التاريخ المسيحي مع ذكر أسماء البلاد التي كانت تعرف بها عهدئذ. والثاني يبين لك ديار مصر السفلى لا سيما الفسطاط وما جاورها في القرن العاشر من التاريخ المذكور. ثم قدم على هذا التصنيف أكثر من 70 صفحة باللغة الإنكليزية ذكر فيها منزلة هذا الكتاب ومجمل الأحداث التي وقعت في ديار مصر من المائة السابعة إلى المائة الحادية عشرة، ثم خصائص حياة الكندي وسرد أسماء مؤلفاته وشفعها بفوائد نزيد الواقف عليها معرفة بمحتوياتها وعددها 13 ثم انتقل إلى أسانيد كتابية للمولاة وللقضاة ثم ذكر أسماء رواة الأحاديث التي جاءت فيهما مع نبذ في تراجمهم، ثم منزلة مصادر الكندي التي اعتمد عليها، والأشعار التي استشهد بها، ثم تكلم عن الملحق الذي ضمه إلى الكتابين المذكورين لتنم فائدتهما، وفي الختام تكلم عن النسخة الخطية الأم التي نقل عنها وعن طبعها وشفع هذه الفوائد بمعجم صغير ضمنه جميع الألفاظ التي لا توجد في دواوين اللغة العربية وقد جاء بها الكندي (المتوفى 15 ت1 سنة 961م) نقلاً عمن سبقه وكان يظن أن اغلب تلك الألفاظ عامية حديثة الوضع غير قديمة العهد. فأراد الأديب رفن كست أن يبين أنها ترتقي إلى صدر الإسلام إذ نقلها الكندي عمن سبقه أو عاصره. ولهذا المعجم الصغير فوائد جمة لا يعرف قدرها إلا من زاول مفردات اللغة بنفسه. وقد ذكر في جانب كل لفظة عني بتفسيرها وشرحها عدد الصفحة التي وردت فيها.
ومما استحسناه غاية الاستحسان في طبع هذا التاريخ الجليل إن الناشر حفظه الله توفق لتصحيح أغلاط الناسخ توفيقاً عجيباً حتى أن القارئ يظن أن متولي هذا التنقيح من علماء العرب الخلص المتوغلين في التاريخ واللغة معاً بعد توغل إذ لا تخلو صفحة من صفحاته من دليل يؤيد كلامنا هذا. والحق يقال: إننا نهنئ شركة جب الخيرية بكونها عهدت هذا الإصلاح إلى عالم متبحر مثل رفن كست ولا نظن إنها كانت تستطيع أن تختار أحسن منه.
ولما كان الكمال لله وحده فالمرء مهما أفرغ وسعه لا بد أن يرى في عمله نقص دلالةً على بشريته وعلامتنا الناشر لم يشذ عن هذه القاعدة. فقد وقع في طبع هذه النسخة بعض هفوات ونحن نستأذنه في إبداء ملاحظاتنا، منها:
1 -
وقع أغلاط طبع لم يستدركها في فهرس إصلاح الأغلاط منها: في صفحة 11 سطر 1 ولابة والصحيح ولاية. وكتابة (ابن) إذا وقعت بين علمين بين علم الولد وأبيه تحذف الألف كما صرح به النحاة إلا أنه ورد تارة بالألف وطوراً بدون الألف إذا كان في رأس السطر فمن الأول ما ورد مثلاً في ص 11 س 12، 13، 14 ومن الثاني ص 29 س 9 و20: 13 و21: 17 إلى غيرها والأصح أن تحذف الألف لأن النحاة لم ينصوا على أن تعاد الألف أو يخير بين كتابتها وتركها إذا كانت اللفظة وقعت في رأس السطر. - وفي ص 12 س3 فيقال أن وفتح الهمزة والأصح كسرها. - وضبط ابن وهب بفتح الهاء ص 15 س 11 والأفصح بإسكانها وإن كان يجوز فتحها لأن عينه من حروف الحلق. - وفي ص 17 س 8 ضبط مت بكسر الميم والمشهور ضمها وإن يجوز كسرها. وفي ص 18 س 5 حديج بالياء الموحدة والأصح حديج بالياء المثناة - وضبط السرب الواردة بعد إلا من بفتح السين والأفصح كسرها (راجع ص 21: 9 و14) وكثيراً ما جاءت الياء مهملة من التنقيط في حين يجب تنقيطها كما في أبي ارطاة ص 18: 2 وشيعتي 21: 10 وعلي 23: 5 و8 إلى غيرها. وفي ص 22: 6 بدل قيس والأصح قيساً وفي ص 24: 7 إن كان في دخوله مصر خيراً والأصح خير بالرفع - وفي ص 25: 5 اكر وضبطها بفتح الكاف والأصح بضمها وفيهما: وأضرب بفتح الراء والأصح بكسرها. وفيها س 17 وفي عدة مواطن (فلهفي) وضبطها بفتح الفاء والألف الجالسة والأصح فلهفا بالألف القائمة أو فلهفي بياء المتكلم المنقوطة في الأخر - وفي ص 27 س 12 الرياسة والأفصح الرئاسة بالهمزة.
وفي 36: 13 الحهني والأصح الجهني بالجيم المنقوطة - وفي 38: 17 أمر مسلمة بإبتناء منار المساجد كلها. والأصح مناور لأن منارة لا تجمع على منار وإذا أردنا أن نتتبع جميع أغلاط الطبع فيطول الكلام.
2 -
اخطأ في تصحيح بعض الأغلاط
من ذلك ضبطه لأسم داود بواوين بهمزة على الأولى هكذا (داؤود) في جميع مواطن الكتاب حتى في الفهرس. وهو في ذلك يخالف اللغة المشهورة لأن الأفصح على ما نقله صاحب التاج في مادة طوس هو بواو واحدة وهذه عبارته: (قال الصاغاني): والاختيار أن يكتب الطاوس علماً بواو واحدة كداود). ثم صرح في مادة دود. إنه لا يهمز) - وفي ص 25 س 4 هذا البيت:
أبعد الاشتر النخعي نرجو
…
مكاثرة ويقطع بطن واد
ضبط يقطع بالمثناة التحتية وفتحها ثم قال في الحاشية: في الأصل: نقطع): قلنا ونحن هنا نخير رواية الأصل أو أن تضبط يقطع بضم الياء لا بفتحها بصيغة ما لم يسم فاعله.
وقال عند ذكره هذا البيت (ص 26 س 5):
ولو مارسوه مارسوا ليث غابةٍ
…
له كالتي لا ترقد الليل فإنك
لعل صوابه كلأة (في موضع كالتي). قلنا: ولا معنى لكلاة هنا ورواية البيت لا غبار عليها. ومعنى التي: الأم التي أو المرأة التي واكتفى بذكر الموصول للاشتهار. ومنه مثل العراقيين والموصليين: أم المقتول تنام وأم المهدد لا تنام. - وقال في ص 32 س 13: ولكن أبايعكم على أنكم توفوني وذابتي.) قال في الحاشية قوله ذابتي فيه شبهة لعدم ظهور معناه: لعل الصواب ذأمتي.) أهـ. قلنا: وردت الذامة والذابة بمعنى واحد في كتب اللغة فلا محل لتفضيل لفظة على لفظة لكننا نظن أن الأصح: (وذمتي) - وقال في ص 35: 11 ورقي على المنبر وذكر في الحاشية: (في الأصل: رقا والظاهر أنه سهو من الناسخ.) قلنا: ونحن لا نظن لأن كلام المؤلف إشارة دقيقة، ورقا هنا مأخوذة من رقا الطائر يرقو: إذا ارتفع في طيرانه كأنه يشير إلى سرعة تسنم عتبة للمنبر كالطائر. وعلى كل حال فقوله: ورقى على المنبر بتعدية الفعل بعلي مما يحتفظ به لأن اللغويين ذكروا رقى فيه وإليه وإنما عداه بعلي لتضمينه معنى الإشراف والإطلال والإنافة لا معنى الصعود بخلاف ما يظهر
من القرينة. - وقال في ص 37: 2 وكان عقبة قارئاً فقيهاً مفرضاً شاعراً. وضبط مفرضاً بضم الميم وإسكان الفاء وكسر الراء. ونحن نرى أن الأصح وقرضاً بالقاف ومن باب التفعيل. قال صاحب تاج العروس في مستدرك قرض: التقريض صناعة القريض وهو معرفة جيده من رديئه بالروية والفكر قولاً ونظراً. اهـ. ولم يجئ المفرض بمعنى الفراض أو الفريض أي العارف بعلم الفرائض فإذا كان هنا بهذا المعنى الأخير فكان يحسن به أن يدونه في (فتح المغلق) - وجاء في 36: 6: يا أمير المؤمنين حوت بحر ووغل بر وليتني الصلاة وزويت عني الخراج ونقط الوغل والأصح بالعين المهملة لأن لا مناسبة بين الوغل والبر على ما شرحه في فتح المغلق بخلاف الوعل بالمهملة كأن ابن عوف المعافري يقول جعلتني حوت بحر ووعل بر معاً وهذان لا يكونان فإما أن أكون حوت بحر وإما أن
أكون وعل بر وفي كل من هتين العبارتين تلميح إلى المثلين هو يماقس حوتاً وهو أزهى من وعل. - وقال في ص 323: 15 فضرب عثمان بمحضرته الأرض. فقال في فتح المغلق المحضرة مصدر حضر قلنا: ونحن لا نرى رأيه والأصح: بمحضرته أي بخاء معجمة ثم صاد مهملة. وهي ما يتوكأ عليه كالعصا ونحوها وما يأخذه الملك بيده يشير به إذا خاطب والخطيب إذا خطب على ما أوضحه اللغويون وهو المعنى المراد في هذا المقام - وورد في 179: 10:
لكن فات فوق اقب نهدٍ. كرجع الطرف لا تخشى اصطلاعا.
فقال في الحاشية عن (تخشى): لعله: بخشى. ونحن نوافقه على هذا التصويب. لكنه قال في فتح المغلق: يحتمل أن يكون معنى اصطلع هنا بمعنى مر وإن كان المعنى يبقى بهذا التوجيه غير واضح. قلن: الذي نراه إن اللفظة محرفة ومصحفة عن الاطظلاع فكتبها الكاتب الاضطلاع من باب الإبدال وهو جائز ثم صحفت وحينئذ يستقيم المعنى والاطظلاع هو الضلع قال التاج في مستدرك ظلع: دبر مطيته واظلعها اعرجها) ومطاوع افعل هو افتعل كأحرقه فأحترق وأشعله فأشتعل إلى أخر هذا الباب.
ومما يجري في وادي هذا المعنى ما ورد في ص 463: 12 فأتى كتاب المتوكل بحبسه واستقصاء ماله) قال في الحاشية: لمنبادر إنه تصحيف استصفاء إلا إنه ورد استقصاء في غير موضع الأصل بهذا المعنى، وقال في فتح المغلق ومعناه: استصفاء المال. قلنا: ونحن نظن أن الواجب هنا الاستقضاء بضاد معجمة بدلاً من الصاد المهملة: واستقصى المال أخذه وقبضه مثل اقتضاء. راجع اقتضى في مستدرك قضى في التاج. وكثيراً ما يتعاور افتعل واستفعل. ونظن أن الاستقضاء منه. - وفي ص 319: 8 (إن عبد الرحمن بن حجيرة كان يشرب الشوبية) فقال: في الأصل: السوبية بالمهملة وفي التلخيص: الشوبيا.) قلنا: السوبية أو السوبياء بالسين المهملة نوع من المبردات معروف في بغداد بهذا الاسم إلى يومنا هذا ويسمى أيضاً مستحلب اللوز وبالإفرنجية ولا محل إلى الرجوع إلى معجم دوزي القائل إن الشوبة هو شهد العسل فكل من السوبية والشوبية من واد والكلمة تركية الأصل ووجودها في كلام
الكندي مما يحرص على تقييده وتدوينه - ومن هذا القبيل ما جاء في ص 252: 16 وهو قول المؤلف في نقل أبيات اسمعيل بن أبي هاشم ومنها هذا البيت:
وكأن وجوههم إذا أبصرتها
…
من فضة مصيوغة أو عاج
وأورد (مصبوغة) بباء موحدة أي مصبوغة. وقال عنها في فتح المغلق: (تنظر إلى رواية الخطط (فضة بيضاء) والأصح مصيوغة كما قيل في مبيعة ومخيطة مبيوعة ومخيوطة ومعنى مصيوغة هنا مخلوقة خلقة حسنة كأنها من فضة أو من عاج. - ومن هذا القبيل ما جاء في ص 180: 16 قول المؤلف: (فتقاتلوا فاستأمن من أبو السرور في جمع كبير إلى ابن طاهر ثم تخامروا) فقال في مفتاح المغلق: إن المعنى هنا مرتاب فيه والظاهر إن المراد به (تصالحوا). قلنا: إن أبا تمتم لما نظم أبيات هذه الوقعة قال في آخرها:
توخوا أمان الاريحي ابن طاهر
…
فمن فارسٍ يأتيه طوعاً وراجل
فيكون معنى تخامروا ذلوا وخعضوا وهو ما جاء به صاحب اللسان والتاج وغيرهما. - وجاء في ص 416: 1 وكان عمرو بن خالد يلزمه ويترسل إليه وكان أيضاً يكتب له. فقال في مفتاح المغلق: معنى ترسل تأنى في القراءة. قلنا: ولا يمكن ذلك هنا والمانع هو قوله (إليه) والأصل إن الترسل في هذا الموطن بمعنى المكاتبة ومنه صناعة الترسل وهي كتابة الرسائل ومعنى العبارة إنه كان يكاتبه وفي بعض الأحيان حينما يكون بجانبه (يكتب له) أيضاً أي الغير عن لسان صاحبه. - ومما يطوي على هذا الغر ما جاء في ص 400: 4 في إيراد هذا البيت ليحي الخولاني: قد كشف الخف من ضلالته
…
في عصبةٍ من مسالم الحرس
فقال في فتح المغلق: (الظاهر إن المسالم جمع مسلماني وهو الحديث الإسلام.) قلنا: إننا نرى إن المسالم هنا مصحفة عن المسالح ومسالح الحرس جمع مسلحة وهم القوم ذوو السلاح فيستقيم المعنى وإلا لا يتصور إن شاعراً عربياً قحاً يدخل في شعره لفظة مثل مسلماني المخالفة للأصول العربية بالمعنى الذي يعقده الشارح بناصيتها. - ومما يدخل في هذا الباب شرحه لهذه العبارة: (حتى ترابي عليه دين كثيرة) في ص 337: 6 فقال: لعل معناه اجتمع عليه دين بالفائدة أي الربا قلنا: ومعنى ترابي: تكاثر فكما قالوا تكاثر من الكثر قالوا ترابي
من الربو وهو الزيادة والنمو بدون معنى الربا أي الفائدة لأن المسلمين لا سيما الأقدمين منهم يحرمون كل التحريم الدين بالرباء. - ومن هذا القبيل ما جاء في ص 263: 3 في شرحه هذا الكلام: (واخرج معه ابن الخليج في ثلاثة مراكب وحمامة) فقال في الحاشية: لعله حمالة، لأن الحمالة نوع من السفن. قلنا: والأصح (وعامة) وهو الطوف الذي يركب في الماء ويسميه أهل العراق الكلك. - ومما يساق هذا المساق تأويله للفظة وردت في هذا البيت: (ص 142: 13، 14)
أما الأمير فحناج وصاحبه
…
على الخراج سوادي من الاكر
وضبط الاكر بضم ففتح فقال: هو جمع اكرة والأكرة على ما شرحها صاحب القاموس ونقلها (لين) هي الحفرة يجتمع فيها الماء فيغرق منها صافياً.) قلنا: ولا معنى لهذا التأويل هنا والأصح إن الاكر في هذا الموطن بالتحريك لا بضم ففتح جمع أكار الذي يجمع على أكرة كأنه جمع آكر على قول اللغويين والأصوب عندي أن يقال الاكرة جمع آكر ويقال فيه أيضاً اكر بدون هاء لا سيما في الشعر مثل تابع وتبع وتبعة وبالأخص إن وزن فاعل كثيراً ما يجمع على فعل بالتحريك بدون هاء كخادم وخدم، وطالب وطلب وطلبة، وغائب وغيب، وسالف وسلاف، وراصد ورصد، ورائح ورئح، وفارط وفرط، وحرس وحرس، وعاس وعسس، وقافل من سفره وقفل، وخائل وخول، وخابل وخبل، وهو الشيطان، وبعير هامل وهمل، وهو الضال المهمل، فكل هؤلاء جمع. وقال سيبويه إنها أسماء لجمع ولعله الصحيح. - ومما يوافق هذا البحث قوله في ص 226: 4 فقرئ على أهلها بأن أبا أحمد نكث بيعة المعتمد وأسره وحرش عليه في دار أحمد بن الخصيب) فقال في شرح المعضل:
الظاهر إن معنى حرش عليه عامله معاملة سيئة. قلنا نحن: والأصح إنها جاءت هنا بمعناها المألوف أي هيج. وإنما عدى الفعل بعلي لتضمينه معنى التهيج قال في تاج العروس. التحريش إغراؤك الإنسان والأسد ليقع بقرنه. . . وفي الحديث إنه نهى عن التحريش بين البهائم هو الإغراء وتهييج بعضها على بعض كما يفعل بين الجمال والكباش والديوك وغيرها.
3 -
لم يصب في بعض الأبيات الشعرية حينما أراد إعادتها إلى نصابها وإن كان قد أصاب في اغلبها. قال مثلاً في ص 401: 6 تصحيحاً لهذا البيت:
ليت البلا بين التي تجري
…
تقوم بمسمعاتك
لم يتهيأ لنا تصحيح هذا البيت فتركناه على ما في الأصل ولعله:
ليت الثلاثين التي تجزي
…
تقوم بمسمعاتك
أي الثلاثين الشهود المذكورين أدناه. قلنا. والأصح:
ليت البلا بين التي
…
تجري تقوم بمسمعاتك
بتقدير ليت البلا بين (الريح) التي تجري. . .
وقال في ص 400: 5 في إيراد هذا البيت.
يقدمه خالد ويتبعه، لوط فران الكبين في مرس
كذا في الأصل. قلنا واللفظة ظاهرة وهي قران مصدر قرن أو قارون ومعنى البيت يقدمه خالد ويتبعه لوط وهما بمنزلة كلبين شدا بمرسٍ واحدٍ. - وجاء في ص 57: 12 و13
فإن نزعا مصراً فبالجد فارق
…
أحل وخلا فسطها وقراهما.
فقال في الحاشية. لم يظهر لنا وجه لتصحيح هذا المصراع فتركناه كما هو في الأصل. قلنا: ونظن إن صحيحه هو هذا:
. . .، أجل وخلا فسطاطهما وقراهما
و (فسطاطهما) راجع إلى مصر وقراهما راجع إلى عبد العزيز والي الأصبغ ابنه المذكورين في البيت.
وورد في ص 217: 1، 2:
يعالج مرضاكم ويرمي حريمكم، جيش. . . القلب أدهم أعزل فقال في الحاشية:(لعله: بجيش. وهذا المصراع ظاهر النقصان). قلنا: ونعلن أن تمامه هو: بجيش جرئ القلب أدهم أعزل.
ومن أقواله الحاشية التي علقها على هذا البيت (ص 150: 7، 8)
أضحت قضاعة قد علتها كابة
…
وبنو الحرس سوافر الأظلام
فقال: (قوله الحرس لا يفي بالوزن. فمن ذلك يعرف عدم صحته وأقرب ما وجدنا في قضاعة إليه جريش فلعله الصواب). قلنا: أما قوله الحرس لا يفي بالوزن فغير صحيح لأنك إن جعلت الحرس كالسجل بتشديد اللام استقام الوزن. لكن لا وجود للحرس بمعنى بطن من قضاعة ولهذا صدق في قوله: (وبنو الجريش) لأنهم من قضاعة ولأن المؤلف يذكرهم في ص 161 من كتابه.
وجاء في ص 161: 1، 2:
كلا الفيلقين. . . . .
…
مقاماً على ما كان فيه يماصع
فقال في الحاشية: (في الأصل: كلا الفيلقين له بطو). قلنا: ونظن أن الأصل هو: (كلا الفيلقين له بطئ إذا ابتغى). الخ ويكتب البعض كلمة بطئ إذا كانت مرفوعة (بطؤ) كما يكتبون الكفء (كفؤ) فأحفظه.
وقال في ص 399: 11 هذا البيت:
إلا لعن الرحمن من كان راضياً
…
بهم رغماً ما دامت الشمس تغرب
(كذا في الأصل.) قلنا: وإذا كسرت الغين استقام المعنى. والرغم بالكسر وإن لم يرد إلا إنه لما كان بمعنى الغضب هنا وزن وزنه وقد عقد النحاة واللغويون باباً لهذا الموضوع سموه (الحمل على النظير) قال السيوطي في كتابه الأشياء والنظائر في اللغة: قال ابن الأثير في النهاية: الحداث جماعة يتحدثون وهو جمع على غير قياسٍ (حملاً على نظيره) وهو سامر وسمار فإن السمار: المحدثون.) - فإذا سلمنا بهذا يكون حينئذ معنى البيت: لعن الله المرائين الذين يظهرون الرضى ويبطنون الغضب لعنةً تدوم ما دامت الشمس تغرب.
4 -
الحق بآخر الكتاب معجماً صغيراً يحوي شرح الألفاظ الغامضة التي وردت في تضاعيف الكتاب.
قلنا وهو أمر حسن نود أن يجري عليه كل من ينشر كتاباً للأقدمين؛ والإفرنج قد سبقوا العرب في هذا الميدان إغناء للغة بالألفاظ المولدة أو بالألفاظ التي لم يظفر بها اللغويون حينما دونوا الكلم الغريبة أو فاتتهم بدون أن ينتبهوا لها إلا أن الناشر قد فاته بعض الأمور: منها عدم تنبيهه على بعض الألفاظ التي تحتاج إلى التنبيه ومنها إنه نسي من الألفاظ أكثر مما قيده منها. ومنها إنه نبه على أشياء كان في مندوحة عنها لشهرتها أو لدخولها تحت ضابط عام أو لأن اللغويين طرقوا بابها. - فمن الأول قوله في كشف الغامض: عن كلمة مواخير الواردة في هذه العبارة (297: 13): (وأمر برفع الكلف والمؤن وتعطيل المواخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر). الظاهر إن المواخير هنا هي ما تأخر دفعه من الضرائب (كذا) قلنا: هذا غير صحيح. إنما المواخير هنا جمع ماخور والماخور هو (على ما ذكره اللغويون) مجلس الفساق وبيت الريبة. وإلا لما
قال: وتعطيل المواخير لأن التعطيل لا يوافق المواخير لو كانت بمعنى ما تأخر دفعه من الضرائب. - ثم لو فرضنا إنها وردت هنا بالمعنى الذي يشير إليه (وهو ما لا نسلم به البتة) كان يجدر به أن يذكر واحدها. وواحدها يكون حينئذ (موخر) بالهمز على الأصل أو بالواو من باب تسهيل الهمز على لغة قريش وإنما جمعوها على مفاعيل كما قالوا في جمع مقدم (المشش الدال) مقاديم وفي منكر مناكير. - وربما نبه على أمر لا يحتاج إلى توجيه الفكر إليه كقوله في الجلاب: هو على ما قاله دوزي نقلاً عن محيط المحيط: ماء الزبيب المنقوع) ثم زاد عليه قوله: والظاهر إنه من الأشربة التي يسم بها. ومن هذه الزيادة قال عن السوبية. قلنا: ولا حاجة إلى هذا التنبيه لأن الواحد إذا أراد سم آخر لا يضع السم إلا في شراب قد ألف جرعه وإلا انتبه له الشارب. كما أن الذين يسمون الناس اليوم لا يتخذون لنيل مآربهم الممقوت إلا قهوة البن أو المسكر أو المشروب المحلى أو نحوها.
وأما ما نسي إلحاقه بمعجمه فهو كثير من ذلك: النظارة ص 7 بالتشديد بمعنى المكان المشرف الذي ينظر منه كالمنظرة، والرطب السرة بمعنى الحديث الوضع أو الولادة كما في قوله ص 19 لو طلبت منا جدياً رطب السرة. - وفي ص 22: فلم يزالوا به حتى كتب إليه، بمعنى فما انقطعوا عن الإلحاح عليه - وفي ص 25 وعيني ما تهم إلى رقادي بمعنى تهم برقادي وإنما عداها بعلي لتضمينها معنى العزم - وفي ص 27 فبعث بأبي عمرو بمعنى بعث أبا عمرو. قال الشيخ إبراهيم اليازجي رحمه الله في الضياء 1: 484: وقول البعض: بعث برسول إلى فلان خطأ وكذلك بعث إليه هدية لأن ما ينبعث بنفسه كالرسول تقول بعثته وما ينبعث بغيره كالهدية والكتاب تقول: بعثت به فتعدى الفعل إلى الأول بنفسه وإلى الثاني بالباء.) اه. قلت أنا: وكذلك القول في أرسل كما نبه عليه الحريري. لكن كل ذلك من تمحلات اللغويين وإلا فإن ابن جني قد صرح بجواز ما منعه الغير في شرح ديوان المتنبي وعليه قول النابغة الجعدي من شعراء الجاهلية:
فإن يكن ابن عفان أمينا
…
فلم يبعث بك البر الأمينا
وفي ص 32: 2 فصلى خارجه بالناس، أي تقدمهم فيها فصار إمامهم. واللغويون لم يذكروه. - وفي ص 39: 5 وولاه البحر بمعنى أقامه رئيساً على الأسطول أو السفن البحرية وفي ص 43: 3 وقطع بعثاً في البر بمعنى بعث بجيش. - وفيها: 10
فنزل عليها عاصف بمعنى هب عليها ريح شديدة والنزول بمعنى الهبوب والعاصف بمعنى الريح الشديدة من المستدركات - وفي ص 46: 10 لتشغب الجند وتشغب من الشغب لم يذكره اللغويون وإن كان مقيساً. - وفي ص 47: 4 وأوقع إلى كل رئيس منهم إنه خاصتك بمعنى أثبت لكل رئيس إثباتاً يكون بمنزلة خاطر يخطر في نفسه - وفي ص 50: 7 ووقف على غروسه ومساقيه. - فورود غروس بمعنى اغراس أو غراس من المستدركات على أصحاب المعاجم - وفي تلك الصفحة نخل مواقير بالقناء. ومواقير جمع موقر وموقرة وميقار لم يذكره اللغويون مع إنه قياسي بل ذكروا مواقر. وكذلك القناء جمع قنو لم يذكره اللغويون بل ذكروا اقناء وقنيان وقنوان مثلثتين. لكن الناشر ضبط القناء بفتح القاف وهو خطأ والأصح بكسرها لأن فعلا لا يجمع على فعال بالفتح بل على فعال بالكسر. - وفي ص 51: 4 وعرف على موالي تجيب بمعنى جعل عريفاً عليهم من المستدركات - وفي ص 423: 13 مناسي الجدود بمعنى منسيو الجدود وفي ص 424: 1 كبراطيل اليهود جمع براطل بتخفيف اللام وتشديدها. - وفيها: 2 كالمقاعيد بمعنى كالمقاعد وكلتا الكلمتين من ضرائر الشعر وفيها 3 عدالات الشهود في جمع عدالة. - وفيها 1 تحت أميال اليهود جمع ميل وهي قلنسوة طويلة كالبرطل مأخوذة من معنى شكل الميل للمنار الذي يبنى للمسافر لهدايته وفي ص 323: 8 وأنا غلام جفر اعقل. والجفر هنا الصغير من الغلمان مأخوذ من معنى الجفر لولد الشاء الذي فصل عن أمه. وفي ص 365: 10 فلم يشك ابن شجرة إلا أن. . . أي تأكد. - وفي ص 391: 8 وأخذ ابن مسروق جمعاً من جلسائه فضربهم وطاف بهم. ومعنى طاف بهم هنا شهرهم بتشديد الهاء وجرسهم بتشديد الراء وهو إن يجعل في عنق المشهر جرس ويركب على دابة مقلوباً أي وجهه من جهة ذنبها. وكانوا يفعلون ذلك بعد أن يضربوهم. وكانت هذه العادة معروفة في بغداد قبل نحو 60 سنة والفعل (جرسه) معروف إلى اليوم أي شهره أو نوه بذكره تنويهاً قبيحاً. وكانوا يقولون أيضاً (داروا به) وهو بمعنى طافوا به فليحفظ - وفي ص 437: 8 إن قمطر عيسى بن المنكدر كان يرفع في حانوت أي كان يحفظ إلى أن يحتاج إليه. وهذا الفعل بهذا المعنى معروف في بغداد إلى يومنا هذا. - وفي ص 607: 8 فأمر بإحراق المرأة في بارية. ووضع بعد بارية علامة الاستفهام كأنه يقول: وما مراده ببارية هنا؟ - قلنا:
معناها الحصير المتخذ من القصب. ويقال فيها أيضاً بارياء وباري بتشديد الياء في الثاني والكلمة بهذا المعنى معروفة إلى يومنا هذا في العراق. - وفيها: 20 فزاد في أبنيتها وترخيهما (كذا) والأصح وترخيمها من رخم الدار بتشديد العين أي فرشها بالرخام. وقد وردت في كلام المولدين بهذا المعنى وإن لم يذكرها اللغويون. قال الشريف محمد بن أسعد الحراني المعروف بالنحوي. (كان (في دار ابن خنزابة) التي تقابل دار السكاكي قاعة لطيفة مرخمة) أهـ. وقول صاحب محيط المحيط والدار المرخمة عندهم (أي عند العامة) المبلطة بالرخام في غير محله. - وفي ص 614: 12 وساط دعائم دين الإله. والأصح وشاط بالشين المثلثة ومعناها أحرق وشاط بمعنى أشاط من المستدركات. إلى غير هذا ولو أردنا استقصاءها لخرجنا عن نطاق هذه المجلة.
أما إنه نبه على أشياء في شرح الغامض كان في منتدح عنها لشهرتها أو لدخولها تحت ضابط عام أو لأن اللغويين طرقوا بابها فمنها البحر بمعنى النيل وقد نبه على إطلاق هذا اللفظ اللغويون - ومنها مجيء (إلى) بمعنى (على) لا سيما إذا تضمن معنى فعل يجيء بعده أحد الحروف المبدلة منه كما في توجه إلي وتوجه عليّ. وورد إليه وورد عليه إلى غيرها مما ظنه من المستدركات. وذكر الفرانق بمعنى الذي يدل صاحب البريد على الطريق وهذا قد نبه عليه اللغويون وليس من المستدركات - وذكر القفيز الفالج بمعنى ضرب من المكاييل والأصح أن الفالج كلمة أرمية معناها نصف ويراد به نصف الكر الكبير. - وذكر القمطر وقال: وهذه الكلمة ذكرت مؤنثة. قلنا: وقد نبه اللغويون عل أنها تؤنث وتذكر وعندي إن تأنيثها أجود لأنها عندي معربة من ولهذا يقول العرب فها أيضاً قمطرة تبعاً للأصل. - وذكر الكم بمعنى الحجرة. قلنا: ويراد بها بالخصوص الحجرة الطويلة ككم الثوب. والكلمة قديمة بهذا المعنى ومنه وصفهم للسدلي بقولهم: كالحاري بكمين. (لغة العرب 2: 516، 517)
هذا ما أردنا تبيانه لعلمنا إن الناشر من جله العلماء وإنه يحب الوقوف على تحسين هذه الطبعة. على إننا نقول ما ذكرناه هو دون ما يمكن أن يذكر. وإنما اكتفينا بالإشارة لعلمنا أن تتبع بقية ما جاء من هذا القبيل لا بعسر على مثل حضرته وهو العالم الجليل، وفقنا الله وإياه لسواء السبيل.