الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من بساتين الكاظمية وكان عليها المرض المعروف بالغبرة (وزان حركة) قد فحصتها فحصاً مدققاً فوجدتها مصابة بالآفة المذكورة لكنها هي غير الآفة المعروفة في ديار الشام بندوة العسل فندوة العسل شيء والغبرة شيء. تلك تسمى بالفرنسية وأما هذه فأسمها عند العلماء وهي نوع من الشبيهة بالفطريات فيحسن بكم أن تصححوا ما كتبتموه في لغة العرب 17: 2 وما يليها. أما طريقة أهلاك هذه الجراثيم الضارة فهي رش المواطن المصابة بها بماء الزنجارة (واسم الزنجارة عند الكيماويين كبريتات النحاس).
4 -
آثار قديمة في تكريت
وأخبرنا القس توما ماروثا حكيم بعد سفره من بغداد ومروره بتكريت إن سكان تلك المدينة يجدون كل يوم نقوداً قديمة من عباسية ورومانية وبرثية ويونانية وفارسية وساسانية. وهم يبيعونها بقيمة بخسة. وأغلبها من النحاس ثم قال: ووجدت رقيم قبر باللغة الآرامية من القرن الثالث عشر للمسيح وهذه هي عبارته: (يونيا كب بآب اعكح ألها نحسه له. أبو ناصر مشمشنا) ومعناها: (توفى بموجب التاريخ) اليوناني 22 آب سنة 1528 (1217م) غفر الله لأبي ناصر الشماس.) وفي تكريت آثار كثيرة نصرانية تدل على ما كان لهذا الدين من القدم الراسخة فيها. أما اليوم فليس فيها سوى المسلمين!
5 -
المطبعة الحميدية في بغداد
هذه المطبعة من مطابع بغداد الحجرية ولم نكن نعلم بوجودها حتى ظفرنا في هذه الأيام بكتاب صغير مطبوع فيها اسمه: (بحر الكلام) للإمام سيف الحق أبي المعين النسفي. . . وقد طبع في المطبعة المذكورة برخصة المعارف سنة 1304 والكتاب في 70 صفحة. . . وفي آخره: (وكان ذلك بقلم الفقير أحمد الكردي البغدادي.) أهـ
أسئلة وأجوبة
أصل كلمة حنفص
سألنا غير واحد من أدباء الحاضرة: هل كلمة عنفص عربية الأصل؟ وإن لم تكن فمن أي لغة هي؟ وما هي معانيها المتعددة؟
قلنا: جاء في تاج العروس: العنفص بالكسر. . . والنون زائدة وفيه خلاف. . . المرأة البذيئة. عن الأصمعي، أو القليلة الحياء عن أبى عمرو، وخص بعضهم به الفتاة وأنشد الجوهري للأعشى:
ليست بسوداء ولا عنفص
…
لسارق الطرف إلى ذاعر
وقال الليث: هي القليلة الجسم؛ وقال ابن دريد: هي الكثيرة الحركة في المجيء والذهاب. ويقال هي الذاعرة الخبيثة وأنشد شعر:
لعمرك ما ليلى بورهاء عنفص
…
ولا عشه خلخالها يتقعقع
وقال ابن عباد هي القصيرة: وقال ابن السكيت: هي المختالة المعجبة. قال ابن فارس: هو من عفصت الشيء: إذا لويته. كأنها عوجاء الخلق وتميل إلى ذوي الذعارة. وقيل العنفص: جرو الثعلب الأنثى والعنفص أيضاً: السيئ الخلق من الرجال، والعنفصة المرأة الكثيرة الكلام. وهي أيضاً المنتنة الريح. كل ذلك عن ابن عباد. أهـ كلام اللغوي.
فيتضح من ذلك أن العنفص هي الأنثى الخبيثة، الذاعرة، القليلة الحياء والجسم، (امرأة كانت أو ابنة) الكثيرة الحركة في المجيء والذهاب، المنتنة الريح المتعوجة الخلق. وهذا كله على ظننا مأخوذ من اليونانية (وهي باللاتينية وهي عندهم اسم امرأة شهيرة بخبثها وفسادها ولكثرة شرها وعبثها كانت تظهر بمظاهر مختلفة أو تتغول (كما يقول العرب) على حد تغول الغول. والفرنسيون يقولون وهي الفصحى وهي دونها فصاحةً. وقد قال الأقدمون في وصفها: إنها شبح أو طيف أنثى كانت تنفذها هبكات أو عكاظ (وهبكات معبودة هي القمر حينما يحجبه السحاب أو الضباب) إلى الناس ولا سيما إلى المسافرين منهم لتخيفهم في طريقهم أو تفتك بهم أو تمتص دماءهم. والعنفص توافق كل الموافقة لغول العرب ولعل العرب أخذوا حكايات الغول والخرافات التي تتعلق بها عن اليونان الذين أخذوها عن قدماء الشرقيين كالكلدان والآشوريين والبابليين والمصريين إذ اقتبسوا منهم
أشياء كثيرة ترجع إليهم في الأصل. ويوافق هذا الوصف أيضاً بعض الموافقة لما يسميه الإفرنج فامبير وهو الذي سميناه
بالعربية النزافة أو المصاصة وهو في اعتقاد جهلائهم وعوامهم: ميت يخرج من القبر ليلاً ليمتص دماء الأحياء.
وكان أهل الغرب يمثلون العنفص بصورة أنثى رجلها الواحدة من نحاس والرجل الثانية من روث الحمار (والروث سرجين ذي الحافر). وأحسن وسيلة كانوا يتخذونها لطردها كان الشتم والسب والإهانة.
وقد توسع الغربيون في معنى العنفص حتى أطلقوها على كل أنثى خبيثة. من قبيل ما يسمونه ساحرة والساحرة عندهم كالعنفص عندنا.
ومن معاني العنفص عندهم ما اشتهر في القرن السابع عشر والثامن عشر بمعنى التخيل المحالي أو الجنوني.
ومن معانيها عند علماء المواليد: دويبة من المستقيمات الأجنحة كثيرة الشبه للسرعوف (راجع لغة العرب 349: 2) وقد صحف العرب هذه الكلمة بهذا المعنى بصورة: عنقص وعنقوص بجعل الفاء قافاً. وهم كثيراً ما يفعلون ذلك في الألفاظ الدخيلة فضلاً عن العربية النجار؛ فقد قالوا مثلاً: الفاطوس وهي في الأصل القاطوس أو القيطس القوقس للنبات المعروف بالفوقس باليونانية (راجع لغة العرب 329: 2) وقالوا القوقيس وإنما هو الفونقس وقالوا الفاقيطوس وإنما هي الفافيطوس هذا في الدخيل وأما في العربي الصميم فقد قالوا: الزحاليق والزحاليف جمع الزحلوقة أو الزحلوفة؛ المفرشة والمقرشة؛ نفز الظبي ونقز؛ صلفع الرجل وصلقع؛ المحفد والمحقد؛ رفح ورقح؛ النفض والنقض؛ النفاض والنقاض؛ الفصم والقصم؛ الوفي والوقي؛ وغيرها كثير.
ومما يحدونا إلى تعريب هذه اللفظة وتحريفها ما ذكره صاحب التاج قال: العنقص والعنقوص (بالقاف) بالضم: دويبة عن ابن دريد؛ وقد ذكره المصنف بالباء الموحدة بدل النون (أي يقال أيضاً عبقص كما في الإفرنجية وهو من باب تعاقب الباء والنون) وأباه الأزهري. ورواه بالنون كما نرى. أهـ كلامه قلنا نحن ولا يحق للأزهري إنكاره بعد إيراد اللغويين له وبعد وجوده في الأصل المأخوذ منه. وزدنا على ما تقدم: أن هذه الحشرة كثيرة الوجود في البلاد الحارة من ديار العالم القديم. ولا سيما في ديار العرب والعراق وجنوبي
بلاد فارس وبالأخص في جوار المستنقعات والغدران. ومن معاني العنفص أيضاً عند علماء الإفرنج ضرب من الفطر ذي البيض