الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثم نزلوا السماوة. قال (في 11: 162): أغارت حمير على بقية قضاعة فخيروهم بين أن يقيموا على خراج يدفعونه إليهم أو يخرجوا عنهم فخرجوا وهم كلب وجرم والعلاف. وهم بنو ربان بن تغلب بن حلوان. وهو أول من عمل الرحال العلافية. وعلاف لقب ربان
فلحقوا بالشام فأغارت عليهم بنو كنانة بن خزيمة بعد ذلك بدهر فقتلوا منهم مقتلة عظيمة وانهزموا فلحقوا بالسماوة فهي منازلهم إلى اليوم.) أهـ.
9 -
أوصافهم حينما كانوا في ديارهم
القبائل كالرجال لها من يمدحها ولها من يقدح بها. قال زيد الخيل يمدح بني جرم عند الخليفة عمر: (جرم فوارس الغدرة، وطلاعو نجوة، ولا تحل لهم حبوة، ولا تراع لهم ندوة، ولا تدرك لهم نبوة؛ عمود البلاد، وحية كل واد، وأهل الاسل الحداد، والخيل الجياد، والطارف والتلاد. (عن الأغاني 16: 50) - وقال من يذمهم وهو حميد بن ثور الهلالي يكلم رجلين أرسلهما في قضاء أمر:
وقولا إذا جاوزتما أرض عامر
…
وجاوزتما الحيين نهداً وخثعما
نزيعان من جرم بن ربان إنهم
…
أبوا أن يميروا في الهزاهز محجما
قال ابن قتيبة في كتاب الشعر والشعراء ص 231 من طبعة لبسيك: أمرهما أن ينتسبا إلى جرم لأن العرب تأمنها لذلها ولا تخاف منها غارة.) اهـ.
10 -
الخلاصة
هذا بعض ما وصلت إليه يدنا من التحقيق وهناك تفاصيل غير هذه وإنما اجتزأنا بما ذكرنا حباً للاختصار. ونحن نقضي العجب من أن دائرة المعارف للبستاني ومعلمة الإسلام لمستشرقي الإفرنج أرباب الفنون المتخصصين لها لا تذكر أن شيئاً عن الجرامقة ولا عن جرم أو بني جرم أو الجرميين أو الأجرام مع إنك رأيت خطورة هذا البحث ومنزلته من التاريخ مما وقفت عليه في مطاوي هذه السطور. فعسى أن يعوض عن هذا النقص بما يفيد القوم في الملحقين اللذين يدرج فيهما ما فات أولئك المؤلفين. هذا ما في وطابنا ومن زادنا تحقيقاً زدنا
الشيخ عثمان بن سند البصري
-
1 -
مقدمة تمهيدية شكراً.
من أجمل القرون الأخيرة التي مرت على العراق وأبهاها وأحسنها وأرقاها القرن الثاني عشر والثالث عشر للهجرة. إذ قد شيد فيهما مدارس للعلم وأندية للآداب ومساجد للعباد وزوايا (تكايا) للزهاد. ونبغ فيهما من العلماء والشعراء والفضلاء والصلحاء الكثير كآل الحيدري وآل السويدي وآل الرحبي وآل الألوسي وآل الشاوي وآل العمري وآل القزويني وآل الطالقاني وآل الطباطبائي وآل الازري وآل الشيخ جعفر الكبير وآل بحر العلوم وآل الخنساري وآل الطريحي وآل البحراني وآل الجزائري وآل عصفور وآل قفطون وآل النحوي وآل السيد سلمان الحلي وآل الشهرستاني وآل يسين وآل الكواز وآل الطبقجلي وآل المدرس ومن البيوتات كمحمد فيضي الزهاوي والسيد حيدر الحلي والشيخ حمادي نوح والشيخ جابر الكاظمي والسيد حسين العشاري والسيد جعفر الحلي والشيخ محمد الأعسم والشيخ صالح التميمي والملا عمر رمضان الهيتي وعلاء الدين الموصلي والشيخ محمد بن النائب والشيخ عيسى البندنيجي والشيخ خالد النقشبندي وغير هؤلاء الأماثل من الأعلام المشاهير ممن يضيق نطاق المجلة عن ذكر أسمائهم ومن جملة من نبغ منهم وأشتهر كل الشهرة الشيخ عثمان بن سند البصري المترجم قي هذه العجالة
2 -
نسبه ومولده وشيوخه وأحواله
الشيخ عثمان ابن سند البصري نجدي الأصل من عنزة بصري الموطن ولد في نجد في سنة 1180هـ - 1766م ثم سكن البصرة ولما ترعرع وشب قرأ القرآن وتعلم الكتابة ودرس قواعد الإعراب ثم أخذ العلم عن الشيخ محمد بن فيروز النجدي. من كبار العلماء النجديين، وعن اليتوشي وقرأ على الشيخ زين العابدين المعروف بجمل الليل المدني - عند وروده البصرة في فبغداد في سنة 1222هـ - 1807م - أوائل الكتب الستة وأجازه الشيخ المذكور وسلك في الطريقة على شيخ خالد النقشبندي ثم صار مدرساً في المدرسة الرحمانية في البصرة وبقى فيها مدة عمره وكان مالكي المذهب متعصباً جداً ونقل بعض العلماء إنه صار في آخر أيامه سلفي العقيدة وهذا غير صحيح لأنه تكلم على الوهابية في كتابه (نيل السعود) وذم طريقتهم بل شنع عليهم وهذا الكتاب صنف في السنة الأخيرة من عمره. وقال فيه (أعني المترجم) صاحب حديقة الأفراح لإزالة الأتراح:(هو طرفه الراغب وبغية المستفيد الطالب) أهـ وكان له في اللغة
باع طويل وقوة عارضة حتى قيل إنه كان يحفظ كتاب القاموس للفيروز بادي من أوله إلى آخره.
3 -
مؤلفاته
ألف المترجم كتباً كثيرة غزيرة المادة وقد أفاد في بعضها فائدة كلية منها شرح النخبة في أصول الحديث ومنها اهنأ الموارد من سلسال مدائح الشيخ خالد (يعني الشيخ خالد النقشبندي) ومنها كتاب منظم الجوهر في مدائح حمير ومنها رسائل في الأدب سماها فكاهة السامر وقرة الناظر وكتاب نسمات السحر وروضة الفكر ومن كتبه التي اشتهرت كتاب مطالع السعود في تاريخ داود وهو كتاب يبحث في سير الوزير داود باشا وترجمة حياته وشيوخه ومجيز به ويحكي بعض الوقائع التي وقعت في السنين الأولى من عمر الوزير المذكور والتي وقعت في أيام حكومته أيضاً بين أعراب المتفق وزبيد والخزاعل (خزاعة) ونجد والأعجام وكعب والأكراد وشمر وعنزة والعبيد وعقيل والدفافعة وغير هؤلاء الأعراب ويحكي أيضاً عن محاصرات البصرة وبغداد مبتدئاً فيه من سنة 1188 إلى سنة 1242هـ أي 1774 - 1826م وهي آخر أيام المؤلف وننقل هنا للقارئ نبذة وجيزة من الكتاب لا تخلو من فائدة وليطلع على فحوى الكتاب قال في المقدمة: (. . . وقد كنت وعدت حضرته العلية (يعني داود باشا) تأليف كتاب يتضمن ذكر أوصافه السنية. . . وذلك. . . في الرابعة والثلاثين بعد المائتين وألف. . . فاجتمع عندي من ذلك ورقات ونكات هي من حسنات الزمان. . . لكنها لما لم ينظم ببيان التأليف سمطها وطال عليها الزمن ذهب منها كل حسن ولكم عاتبني الأديب الأريب. . . عبد القادر بن عبد الله الحيدري قاضي البصرة في تأخير تبييض ذلك الموعود المرة بعد المرة وأخبرني إن الحاج محمد أسعد المشهور بابن النائب طامح منه عيون الهمم والمطالب إلى إخراجه من أدهم السواد. . . إلى أن ورد كتاب من بعض من تشرف بحلول أنظار سامي الجناب (يعني داود). . . وذلك في السابع والعشرين من رمضان. . . وما تضمنه الكتاب بعد السلام والعتاب إلى أن قال: (لا يخفى على شريف علمكم أنه تعلقت إرادة الحضرة العلية. . . بوصولكم إلى دار السلام لتفوزوا بما يغبطكم به الخاص والعام.) ولما علمت تعلق تلك الإرادة بوصولي
إلى دار السلام. . . اغتربت غارب الارتحال. . . ووافق دخولي دار السلام أثنى عشر ذي الحجة الحرام في عام أرخته (داود يمتثل أمره) سنة 1241هـ. . . ولما انصرفت من سراياه. . . ووصلت إلى البيت الذي بوأني إياه أرسل في الحال ما لاق من الكسوة واتبعها بعد أيام من الدراهم بحبوة. . . فشكرته نظماً ونثراً وخلدت له بهذا الأنموذج ذكراً لما علمت يوم دخولي بغداد إنه العلة لإرسال الكتاب من المواد فدونك أيها الوزير كتاباً لشمائلك عديم النظير. . . وابتداء تأليفة اليوم الحادي والعشرين عام أحد وأربعة بعد المائتين والألف (هجرية) إذ لم يكن فيه كلمة مما في تلك الأوراق بل ولا حرف لما ذكرت من اضمحلال أكثرها. . . مرتباً على سنين وأعوام أولها عام ولادة ذلك الهمام (يعني داود) مبيناً فيه في كل سنة ما وقع من الأحوال مما أحاط به علم مؤلفه من ثقات الرجال. . . مترجماً للوزراء من سليمان إلى سعيد ذاكراً لهم ما يليق ذكره في هذا الديوان ولمصاحب له أيده الله وخادم ولأناس من علماء مصره الأكارم ممن اطلعت على مواليدهم ونفائس أحوالهم ومن مات منهم ذاكراً ما سبق أزمنة وفياتهم. .) أهـ
وفي هذا الكتاب فوائد تاريخية جمة لأنه يمثل للقارئ حالة العراقيين من بدو وحضر في أيام حكومة عمر باشا من سنة 1188هـ - 1774م ثم حكومة مصطفى باشا 1189هـ - 1775م فحكومة عبدي باشا في السنة المذكورة فحكومة عبد الله باشا 1190هـ - 1776م فحكومة حسن باشا سنة 1192هـ - 1778م فحكومة سليمان باشا الكبير 1193هـ - 1779م فحكومة علي باشا كتخدا 1217هـ - 1802م فكومة سليمان باشا القتيل 1221هـ - 1806م فحكومة عبد الله باشا الكردي 1225هـ - 1810م فحكومة سعيد باشا ابن سليمان باشا الكبير 1228هـ - 1813م فحكومة الوزير داود باشا 1232هـ - 1816م. ثم ذكر ما حدث في أيامه من الحوادث على ترتيب السنين إلى سنة 1242هـ - 1826م ويعلم مما تقدم أن معظم الكتاب في أخبار غيره (أعني داود) وهو كذلك لأن سيرة الوزير سليمان باشا الكبير والمحاربات التي وقعت في أيامه استوعبت من صفحات الكتاب أكثر مما استوعبته سيرة الوزير داود باشا من الصفحات.
وقد ذكر المؤلف كثيراً من تراجم رؤساء القبائل والفرسان المشهورين وعلماء البصرة وبغداد والأطراف المجاورة لهما ثم ختمه بذكر من قرأ عليهم الوزير وأخذ
عنهم واستجازهم وجالسهم وقد ترجمهم على حسب معرفته بهم وإطلاعه على أخبارهم وأحوالهم.
والكتاب في أكثر من 600 صفحة بالقطع الكبير وهو لم يتم لأن حكومة الوزير داود امتدت إلى أواخر سنة 1246هـ - 1830م والمؤلف توفى قبل ذلك بأربع سنين ونحو نصف هذا الكتاب شعر هو في مدح ورثاء وشكر وذم الذين جاء ذكرهم في الكتاب المذكور وأكثره في الوزير داود ونثر الكتاب كله مسجع على عادة كتاب القرون الوسطى وهي من أقبح العادات وهو خط لم يطبع إلى الآن ومنه في بغداد نسختان واحدة في المكتبة المرجانية وأظنها مكتوبة في أيام المؤلف وبخطه والأخرى في مكتبة الأباء الكرمليين وقد نقلت على الأولى بقلم إبراهيم أفندي بن عبد الغني الدروبي وكلتاهما بخط جلي صحيح وقد اختصره بعضهم فطبعه على الحجر وخطه أمين بن حسن الحلواني المدني وطبع هذا المختصر في بمبي في المطبعة الحسينية سنة 1304 في 63 صفحة بقطع الربع.
ومن كتب الشيخ عثمان كتاب (سبائك العسجد في أخبار أحمد نجل رزق الأسعد) وهو في ترجمة حياة الشيخ أحمد المذكور من يوم مولده إلى مماته كما قاله مؤلفه بعد مقدمة نثرية وشعرية في المترجم قال في صفحة 13: (. . . وحين قضى لسان حاله من نعت بعض أحواله صمم العزم على ما قصد. . . من إنشاء ترجمته وذكر أحواله من مولده لموتته. . .). اهـ.
وقد ترجم فيه أيضاً أحوال الرجال الذين جالسوا المترجم وصحبوه وخدموه وكاتبوه وعرفهم وعرفوه من أعيان البصرة ومشايخ الزبارة والبحرين والكويت وبعض أعيان نجد والبلاد العراقية وذكر فيه أيضاً القرى والبلاد التي قطنها المترجم وتاريخها فهو ككتاب مطالع السعود السالف الذكر إلا أنه خال من ذكر الحوادث والوقائع لا غير.
والكتاب نصفه نثر ونصفه نظم ونثره سجع على نهج يورث القارئ الملل والسأم لأول نظرة ينظرها فيه وقد ذيله بذكر تراجم أولاد الشيخ أحمد المترجم فبلغ عدد المترجمين فيه 42 فاضلاً وهو مطبوع في مطبعة البيان ببمبي سنة 1315هـ في 117 صفحة بقطع الربع.
ومن مؤلفاته نظم قواعد الإعراب ونظم الأزهرية ونظم مغنى اللبيب ومنظومة في العقائد سماها: (هادي السعيد) ضمنها جوهرة التوحيد وزاد عليها، ونظم النخبة في أصول الحديث وله منظومات في علم الحساب ومنظومة في فقه السادة المالكية وله الصارم القرضاب في نحر من سب الأصحاب نظماً في نحو ألفي بيت وهو رد علي دعبل الخزاعي الموفى سنة 246هـ - 860 م.
4 -
شعره وأفول شمسه
كان الشيخ عثمان من المكثرين في النظم والمطيلين فيه فقد تبلغ القصيدة من نظمه مائتي بيت وفي بعض أشعاره ركة وفي بعضها رقة وجزالة وهذه قليلة ومنها وقد ضمنها كتابه (نيل السعود) قوله في ذم الدهر:
شكوت فما أشكاني الدهر إنني
…
لفي حيرة من ريبه وصروفه
كأني قرن للزمان محارب
…
إذا رمت سلماً سل حمر سيوفه
سقى كل ذي جهل بكأس حياته
…
وذا العلم ارواه بكأس حتوفه
فلا تك بدراً كاملا في ضيائه
…
إذا تم بدر حان وقت كسوفه
وله أيضاً في ذم الدهر وقد ضمنها كتابه المذكور:
كلما قلت إن دهري يصفو
…
ورياح المنى بصفوى تهفو
كدر الدهر بالخطوب اللواتي
…
لم يذق لي من قدحها الغمض طرف
فكأني من اعتلالي فعل
…
يعمل النصب فيه والجزم حرف
رقعتي أن يقال هذا أديب
…
جاع بطناً وفيه ظرف ولطف
وله أرجوزة جمع فيها أقسام الحديث قال بعد البسملة والحمدلة والصلاة:
هذا وما إلى نبينا انتهى
…
من سنن في الاصطلاح قستها
لمتواترٍ وللمشهور
…
صحيحها والحسن المأثور
وصالح مضعف ضعيف
…
مسندٍ المرفوع والموقوف
مؤتمنٍ معاقٍ مدلس
…
ومدرج عالٍ ونازل قس
مسلسلٍ غريبٍ العزيز مع
…
معانٍ فردٍ وما شذ أتبع
متقلبٍ مديح مصحف
…
وناسخٍ منسوخٍ المختلف
دونكما على اختصار مجمله
…
لكنها بديعة مكمله
وله من أبيات كتب بها إلى الوزير داود باشا وهي من باب الجناس: