الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أفعال تتعلق بأهل السفن
كنا قد ختمنا ما كتبناه في السفينة وما يتعلق بها (بأسماء الأرياح) وأشرنا في الأخر إننا ننشر فيما بعدما نعثر عليه مما يتعلق بالسفينة، وقد حصلنا اليوم على أشياء تتعلق بأهل السفن لأنقل فائدة عما تقدمها في بابها رويناها عن الثقات العارفين من أصحابها وها نحن ننشرها إتماماً للفائدة وإكمالاً للموضوع فنقول:
يقول أهل السفن عند جرهم السفينة ورفعهم الشراع (آموليسا)
ومعناها امولاي سهل: والبعض يقول (مويليسليه) ويجيب أصحابه (موليه) وهم يترنمون بها على طريقة الهوسة وهي أيضاً بالمعنى السالف و (ابسط الشراع) بصيغة الأمر (أنشره): (وأخرز) بصيغة الأمر (كأنجز) أي أرم الحبل من وراء النخلة أو الشجرة أو الجدار أو ما شابه وذلك إذا عارض حبل السفينة عارض يمنعها من السير والملاحون يجرونها فينادي الناخذاة الملاح اخرز: (وأصلب الشراع) أو الفرمل أي قوم الفرمل مع الدقل: (وأقتل الشراع بسطة) وبسطة وزان (نملة) أي شده مما يلي الجوش مقدار متر ونصف متر وذلك إذا عصفت الريح؛ وأقعد (شفيره) أي أجلس في ظل الشفيرة وذلك في أيام الصيف فقط لأن الريح تهب ثمة بليلة: و (أنفض السفينة) بصيغة الأمر وينفضها أي كبثها ويكبثها في العربية الفصحى أي حول حملها إلى الأرض أو إلى سفينة أخرى: و (أوال بيس) يقولها الجسارة وهو (جمع جسار كشداد) عند ربطهم الجسر إذا قطعوه لعبور مركب أو سفينة أو غير ذلك ومعنى أوال بيس أهل البأس ورأى آخرين يا ولنا حسب لأن (بس) عند العراقيين بمعنى حسب إشارة إلى إن الجسر ربط فلا تهتم بأمره بعد هذا و (التبريكة) ويلفظون الكاف جيماً فارسية) في الكرفي وهو أن يمسك الدامن بجنب السفينة مما يلي الصدر ولا يدعه يزول عن محله: و (الجب أو الجم) هو رفع الشراع والرء يسي في رأس الدقل ويكون سير السفينة والشراع ممدوداً عرضاً وذلك إذا لم يكن عند صاحب السفينة سوى الشراع العود: و (جلس الشراع) بتشديد اللام المكسورة وصيغة الأمر أي أنزله إلى وسط الدقل: و (حط الجوش اتيمة) أي جعله بين الفنة والكلب:، (وخم الجمة) أي أنظر هل فيها
ماء فيجيب الملاح (شاهين) أي ليس فيها ماء (وخيور الشراع وخايره هو)
واحد والمصدر المخابرة وهو أن يصير أوله آخره وآخره أولا وحينئذ يخشى لبخ الشراع أو لبقه وقد يقع ذلك إذا لم يكن الملاحون ذوي معرفة (بتخويره أي بإدارته على مؤخره ووقوع اللبخ نادر: و (دق العمراني) بصيغة الأمر أي شده بالدركة و (دق السفينة أو الكعد) هو أي جفف بطنها من الماء و (راحت السفينة تدهور) أي سارت مع الماء حسب جريانه وفي العربية سخرت: (ورأس قنة) وقنة وزان كنة وهو سير السفينة السهل وذلك أن يكون الجوش في الصدر والدامن في المؤخر. و (رد الشراع) بضم الراء وتشديد الدال وصيغة الأمر أي شده على الفرمل و (رد الشراع) بفتح الراء هو شده و (الرد) أيضاً بالفتح عند أهل دجلة بمعنى الفرسخ ويجمع عندهم على ردوده ومسافته بين الساعة ونصف: و (سفينة مقطوعة) أي مقطوعة من أحد شطريها أو مقطوعة من الوسط نصفين: و (سكن) بتشديد الكاف المكسورة أي حرك السكان ومن (يسكن)(للاستفهام) أي من يحركه: و (السوري)(كجوري) هو رفع الفرمل والشراع مبروم عليه برماً قوياً: و (شاهت السفينة تركت قصدها ولم يضبطها الملاحون ويكون ذلك من تراخي صاحب السكان وعند الأقدمين جمحت: و (شايخ الحبل) بصيغة الأمر أي أقتله وصل طرفيه برما لا عقداً: و (شلهت والبعض يقول شهلت السفينة على الإبدال) أي جنحت باللغة الفصحى قال في المخصص: (جنحت السفينة أي إذا انتهت إلى الماء القليل فلزقت بالأرض فلم تمض. . .) اه: و (طارت أشخاصة) أي لوحة و (طر السفينة) هو حركها عن المرسى وبدأ بالسير في دجلة (دفع) هو بالتحريك. و (طيح) بتشديد الياء المكسورة وصيغة الأمر أي أدن من الساحل و (طبح) هودنا بسفينته وأجنحها (وطيح الشراع) أنزله: (وغرقة جعفة) وجعفة وزان (كسرة) أي غرقت السفينة غرقةً على جنبها: و (قاست السفينة) ويلفظون القاف جيماً مصرية (كشلهت): (وقتل العيب) هو و (أقتله) أنت أي قلفته هو وقلفته بصيغة الأمر: و (قدم) بصيغة الأمر ويلفظون القاف جيماً مصرية أي أدن من الساحل والمقدم الميناء وهو عربي ومثله (قلط) بتشديد اللام المكسورة وصيغة الأمر ويلفظون القاف كافاً فارسية
و (الكرفي) بضم فسكون هو نشر الشراع في حالة يكون فيها الدامن في صدر السفينة ومقابلاً للريح والجوش (كقفل) في مؤخرها وفيه خطر على السفينة ولا يكون الكرفي إلا في الزوايا (الدورات) الصغار: و (كندر الدامن) أي أعقده بالرمانة أنشوطة (عقدة ونصفاً): و (كود الشراع) بتشديد الواو المكسورة وصيغة الأمر اطوه على الفرمل ومثله كوثل بالأمر أيضاً: و (لابت السفينة) أي سارت سيراً غير مستقيم تارة يميناً وطوراً يساراً وإذا لابت يعلمون إن السفينة قد عيبت ويقولون (طارت أشخاصة): و (لبخ الشراع ولبق) واحد وهو بمعنى لصق بالدقل ورده الريح معكوساً ومتى صار كذلك وكان الهواء شديداً تنقلب السفينة بأسرع من لمح البصر: و (لبق السفينة والكعد) أي جفف بطنها من الماء: و (لوف المهلبة) بضم اللام وإسكان الواو والفاء كما يقولون ذبها إلى الجرف أي أدنها منه: و (ناشت السفينة): شلبهت وقاست ويقول (الخطر جي) أي صاحب الخطوة وهي الخشبة التي يقاس بها عمق الماء (نمش ماي) معناها نمشي الماء غزير و (نوف الشراع) بتشديد الواو المفتوحة وصيغة الماضي خفق تارة تحركه الريح وطوراً تسكنه فيكون غير قارٍ في مكان وإذا كان قاراً قيل (صامتاً) بكسر الميم: و (هالت السفينة) طافت على وجه الماء ولعل منه أشتق اسم المهيلة: و (هامت السفينة) أسرعت في سيرها على وجهها كالبهائم وذلك إذا جاءت الريح من مؤخرها وتوسطت الشراع فيكون سيرها حينئذٍ في غاية السرعة و (وك) السفينة عند أهل دجلة بصيغة الأمر وزان (ول) ويلفظون الكاف جيماً فارسية كقدم وطبح: و (اليدك) بالتحريك والكاف الفارسية عند أهل الفرات الفرسخ ويجمع عندهم على يدكات وهي تركية الأصل وقد تقدمت مسافته. ويقولون بانتقال الجوش بالتدريج عند نشرع الشراع أول وضعه عند الكلب وإذا انتقل قليلاً فإلى رمانة الصدر وإذا انتقل قليلاً فإلى البيشار (وزان شيطان) وهو إحدى الدركات وإذا انتقل قليلاً فإلى رأس قنة وهي دركة أيضاً وإذا انتقل قليلاً فإلى العمراني.
2 -
حكايات عن بعض أهل السفن وبراعتهم في تسييرها
نذكر هنا من باب الفكاهة شيئاً من دهائهم: إذا تسابقت سفينتان وسبقت الواحدة الأخرى ثم لحقت السابقة سفينة ثالثة وأراد ناخذاتها أن يعيقها عن تلك يقول للملاح (لا تروح أي تثاقل في مشيك فإذا لم يصغ الملاح
إلى قوله يشد الفيلم بالدركة وهم يقولون (يربط) ويطرحه في الماء أو يربط تورية ويضعها في الماء أيضاً فإذا فطن لذلك الملاح يناديه (فيلمك توريتك) أي أخرجهما من الماء وإذا لم تجز حيلته هذه عليهم يضع قصبة بين السكان والميل مما يلي الماء.
ومن دهائهم إن السفينة المسبوقة إذا أراد صاحبها سبق مجاريها في السبق وقد سارت السابقة بعيدة عن الجرف ويسمون مثل ذلك (عاليا أو صاعداً) يأتيه المسبوق من الأسفل ويصد عنه الهواء ويسبقه ولكن ليس بهذا السبق عند أهل السفن فخر وقد يأبى بعضهم ذلك فيسبق سابقه في العالي أيضاً ويحرز فخر السبق وهذه السفينة هي الممدوحة في السير ونقيض الصاعد والعالي عندهم هو (الأسفل) والأسفل قرب الجرف وهذا السير غير ممدوح.
ومن براعتهم إذا كانت السفينة منشورة الشراع ولها أخرى تسابقها في السير ثم طارت في تلك الأثناء فتيلة (أي شيء من مادة القلفاط) من السفينة السابقة مما يلي الماء وخاف الناخذاة سبقها يربط نفسه بحبل ويرمي بها في الماء ويقلفته وهو غاطس في الماء والسفينة جارية كالعادة لا تفتر عن سيرها.
وإذا طارت منها اشخاصة وقد خشي الغرق وكان شراع السفينة الوسطاني أو الصغير منشوراً يطويه في الحال وينشر الشراع العود ويقذف السفينة على الجرف فيسلم من الغرق ويجعل عذره لدى سابقه فعل الهواء أو الشراع الذي قذف بسفينته على الجرف.
ومن هممهم إذا اختلف الهواء وصار (كرفيا)(برخصون الجوش) أي يحلونه ويجلس عليه الملاح وهم يقولون (يبرك) بضم فسكون ويقول الناخذاة (شيلوا الجوش من العمراني إلى الشرت سريعاً، طيرو بيوار، احجس بالجوش، فك لدامن، خاير) ومعناه (ارفعوا وأقلعوا وقوموا الفرمل مع الدقل) وعند ذلك يستريحون ويأمن من الخطر جميع (الجوقة).
3 -
ما فاتنا من أسماء السفن
سفينة (بشرة) بفتح فسكون واسعة الصدر و (بيص) بكسر فسكون ملمومة أو مجموعة الصدر. وهذه تطلب ماءً كثيراً ويسمى صدرها الملموم (قلداً)