الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبكي على أمة دار الزمان لها
…
قبلاً ودار عليها بعد بالمغير
كم خلد الدهر من أيامهم خبرا
…
زان الطروس وليس الخبر كالخبر
ولست أذكر الماضين مفتخرا
…
لكن أقيم بهم ذكرى لمذكر
وكيف يفتخر الباقون في عمه
…
بداس من هدى الماضين مندثر
لهفي على العرب أمست من جمودهم
…
حتى الجمادات تشكو وهي في ضجر
أين الجحاجح ممن ينتمون إلى
…
ذؤابة الشرف الوضاح من مضر
قوم هم الشمس كانوا والورى قمر
…
ولا كرامة لولا الشمس للقمر
راحوا وقد أعقبوا من بعدهم عقبا
…
ناموا عن الأمر تفويضاً إلى القدر
أقول والرق يسري في مراقدهم
…
(يا ساهر البرق أيقظ راقد السمر)
يا أيها العرب هبوا من رقادكم
…
فقد بدا الصبح وأنجابت دجى الخطر
كيف النجاح وأنتم لا اتفاق لكم
…
والعود ليس له صوت بلا وتر
مالي أراكم أقل الناس مقدرة
…
يا أكثر الناس عداً غير منحصر
الرصافي
المدائن أو طاق كسرى أو سلمان باك
نشرنا في الجزء الثالث من لغة العرب مقالة للأستاذ الشماس فرنسيس جبران عنوانها (تطواف في جوار بغداد والمدائن) أبدع في أسلوبها منشئها كل الإبداع وأجاد في وصف زوايا دجلة (دوراتها) ومنعطفاتها كل الإجادة ولكنه قد غلط في تسمية بعض الأعلام ونسبة بعض العشائر إلى غير قبائلها وفاته أيضاً الكثير من التلول والآثار المبثوثة في تلك الأرجاء وإتماماً للبحث والفائدة نأتي بنبذة ننبه فيها على أغلاط الكاتب ونصف فيها ما فاته من تلك الرسوم الدوارس فنقول:
لأهل بغداد عادة جارية يعملون بها في كل عام وهي إنهم يذهبون إلى زيارة سلمان الفارسي وموسم تلك الزيارة يكون دائماً في أول فصل الربيع وتمتد مدته
إلى نحو شهرين يتعاقب فيها الزائرون من أهل بغداد وغيرهم وأكثرهم من أهل (باب الشيخ) ويعرفون (بالشيخلية نسبة تركية إلى محلة الشيخ عبد القادر الكيلاني إحدى محلات بغداد) والسنة التي لا يذهب فيها الشيخلية إلى المزار المذكور لا يقوم لموسمها كالسنة التي قبلها.
أما كيفية تهيؤهم للسفر وظعنهم إلى المزار فإنهم يأخذون خيام القطن ذوات السرادقات المزركشة بالحرير - ويسمونها (جوادر) والكلمة تركية الأصل - ويضربونها بجوار الإمام على نهر هناك يسمى (بدعة أحمد أفندي) وقد حفر قبل سنين وتجري جداوله وسواقيه من بين تلك المضارب ويجتمعون في طرفي النهار وهم في عدة السلاح الكاملة ويكون اجتماعهم هذا كحلقة واحدة لا يعرف طرفاها ويسمون ذلك الاجتماع (الآي والبعض هلاي وهي مأخوذة من الآي التركية) ويضربون نوعاً من الطبول صغيراً يسمونه (دماماً) وزان شداد ويجمعونه على (دمامات) ويقعون على الضرب بهوسة يسمون طريقتها (عقيلية) نسبة إلى عقيل من نجد وأما عقيل فيسمونها (هجيني) نسبة إلى الهجين من الإبل - وينزل رجلان من الجمع في ساحة تلك الحلقة يلعبان بالسلاح والناس من حولهما يطلقون أثناء اللعب الرصاص ولا يزالون كذلك مقدار ساعتين على الأقل وفي الأخر ينتثر عقد الجمع بسلام ثم يذهبون في عصر كل يوم بهذه الصورة إلى (إيوان كسرى) وهم يسمونه (طاق كسرى) وهو فصيح وهناك أيضاً يطلقون الرصاص على جدران الطاق وعقده ويبقون ثمة
إلى آخر النهار ثم يرجعون زرافات ووحدانا. وإذا جن الليل تراهم يجتمعون جماعات جماعات ويضربون في آلات اللهو والطرب (كالعود) و (القانون) و (الكمان) و (الدنبك) و (الدف) وغير ذلك ويغنون أنواع الأغاني ويرقصون شيباً وشباناً، أشرافاً وأراذل، وضعفاء ورفعاء، ولا يرون في ذلك بأساً ولا تحاشياً وكذلك قل عن النساء فيما بينهن ويعدون جميع هذه الأعمال الفاسدة حلالاً، فيها لله وللإمام رضىً لأنهم يزعمون أن الإمام سلمان كان في حياته من أهل
اللهو والطرب وإنما يعملون هذه الأعمال تأسياً به فهي لا شك تجلب مرضاته عنهم.
وكنت أذهب في بعض السنين مع الذاهبين لأجل التفرج والتسلي وفي الحقيقة إن الذي يحضر هذا الموسم يجد مدة حضوره انشراحاً، إلا إن هذا الانشراح متولد مما يشاهده هناك لا غير إذ يرى السماء الصافية الأديم ويشرب الماء الزلال ويسرح طرفه في المروج الخضرة النضرة ويستنشق النسيم العليل البليل المنعش للأرواح هبوبه ويتروى من اللبن المخيض ويتغدى الزبد اللذيذ ويبيت خالي البال من الهواجس والأفكار يطرب سمعه إذا مر هزيع من الليل أنين النواعير وحنين الكرود وخرير المياه وحفيف الأشجار وتغريد الأطيار.
وكنت أدون جميع ما أشاهده من الآثار والتلول والرسوم وما أسمعه من حكايات الأعراب النازلين في تلك الأطراف عنها في مذكرتي وآخر عهدي في تلك الرحلات كان في 12 ربيع الثاني سنة 1331هـ - 20 آذار 1913م وإليك وصف ما شاهدته وسمعته:
2 -
سلمان الفارسي أو سلمان باك
(سلمان باك) واقع في الجنوب الشرقي من بغداد على بعد ست ساعات للراكب وهو عبارة عن بهو كبير مربع الأركان يبلغ طول كل جانب منه نحو 40 متراً مبني بالجص والطاباق وقد جدد ذلك البناء في سنة 1322هـ - 1904م وبابه تجاه القبلة وفي وجوه جدرانه الثلاثة ما خلا الشمالي منها حجر واواوين معدة للزائرين وعند الجانب الشمالي قبة معقودة قديمة البناء يظهر من طرز بنائها أنها من أبنية القرن السادس أو السابع للهجرة يبلغ ارتفاعها بين 14و 18 متراً وفي باطنها نقوش بديعة بأشكال ثلاثية دقيقة وهي في أصل البناء يشابهها ما يسميه اليوم بناءو العراق (مقرنص) وقد غشيت تلك النقوش بصبغ
لونه كلون الزعفران ورسم منه أشجار وأزهار والرائي لا يقدر أن يعرف أن تلك الرسوم هي أصباغ إلا بعد تأمل طويل وإلا يقطع أنها صنعت كما تصنع الفسيفساء. وهذه القبة معقودة على حجرة طولها نحو 9 أمتار في عرض مثل ذلك قد غشيت جدرانها الأربعة بالقلشاني الأزرق والأبيض إلى علو 4 أمتار وقد فرشت
أرضها بالرخام الناصع الملون وفي وسطها مشبك من النحاس الأصفر طوله نحو 3 أمتار وعرضه زهاء 2 متر وارتفاعه قراب 1 متر وتحت المشبك دكة عليها ستار من الحرير الأخضر المقصب ومما يلي الرأس عمامة خضراء كبيرة ملفوفة على ثلاثة أعواد وقد نصبت على شكل ثلاثي لتلف عليه تلك العمامة وفي أعلى باب الحجرة أو الحرم مكتوب بالقاشاني الأبيض والأزرق المشجر الحديث المشهور (سلمان منا أهل البيت) وأبيات من الشعر نظمت في تاريخ بناء الرواق والصحن وهي مكتوبة على القرطاس ومعلقة على لوحة من الخشب وتاريخ ذلك في سنة 1322هـ وأمام الباب من الجنوب رواق طوله نحو 12 متراً وقد صرف على هذا التعمير محمود أفندي المتولي أحد أشراف بغداد وهو القيم أو الكليدار هناك والمتولي أيضاً لسائر أوقاف الإمام نفقات باهظة وقد نال هذه التولية بالإرث عن أبيه وأبوه عن جده حتى يرتقي هذا التسلسل إلى أحد عشر صلباً.
أما الأراضي التي هي وقف لسلمان فهي: أرض باوي، وأرض السمرة، وأرض صافي وأرض عريفية وهذه كلها في الجانب الشرقي وأرض دزدي، وأرض المناري وهاتان في الجانب الغربي وتغل جميعها في العام من 600 إلى 700 ليرة عثمانية كذا أخبرنا رئيس كتاب الوقف الأسبق في بغداد عبد الجبار أفندي.
وكانت أرض سلمان قبل عشرين سنة قاعاً صفصفاً لا يسكنها أحد من أهل المدر سوى أعراب من أهل الوبر ينزلون بالقرب منها وهم بطة (وزان كنة) والدليم والمناصير وغيرهم وكان يبلغ عدد بيوت الجميع قاب 500 بيت أم اليوم فتجد حول قبة سلمان دوراً وسوقاً فيها ما يحتاج المسافر إليه وخانات وقهوات وقد بدأت العمارة والسكنى فيها منذ خمس سنين.
وينزل اليوم في أرض سلمان وأطرافها من الأعراب العشائر التي يجمعها الجدول الآتي:
عدد البيوتاسم أرضهمالعشيرةالرئيس
100 المناري في الجانب الغربي ويبلغ طولها الجبور ومنازلهم في الطرف صالح التجرات
من حبل السور إلى الغرب ساعتين ونصفاً الشرقي منها
120 -
الطرف الغربي الجبور موسى الحروبي
30 السمرة في الجانب الشرقي البطة مطلق الصالح وعيدان الهومي
100 السيافية في الجانب الغربي (العبد الله وأخوه ناعسة من الخزرج مرهج السلمان
وخلف المرير
12 السطيح في الجانب الغربي الدليم إبراهيم السليمان
5 الصافي في الجانب الشرقي الدليم دخيل المروح
10 الصافي في الجانب الشرقي المناصير فرج العنفوص
40الخناسة في الجانب الشرقي البو رقيبة حمد الصالح
؟ بدعة الهلالية في الجانب الشرقي المناصير عبد العاتي
10 الدرعية في الجانب الغربي الدليم عبد العودة
150 غريبية وهي على حد المناري الغربي الجبور زيدان الخلف
وطولها ساعة ونصف
بين 220 و300 الزمبرانية أو الزنبرانية طولها خمس ساعات ونصفصالح العلي
وهي في الجانب الغربي الجبور
وجميع هؤلاء الأعراب أهل ماشية وكرود وليس لهم مهنة سوى الزراعة.
3 -
إيوان كسرى
وفي الجنوب الشرقي من قبة سلمان على بعد 10 دقائق منها إيوان كسرى وهو أثر جليل من الآثار التي يتنافس فيها في العراق أما علو شأنه وسامق مجده فيخبرك منظره عن مخبره ولم تبق لنا الأيام منه إلا طاقه المعقود عقداً حكمته يد الإنسان الذي علمه الله ما لم يعلم وقومته فكرته التي غلبت كل مخلوق.
مرت القرون تلو القرون وذهب الملوك أثر الملوك وانقرضت الأمم بعد الأمم وهو باق على حالته الأولى يصارع الأيام فتصرعه ويصرعها وسيبقى - والبقاء لله وحده - ونذهب
نحن والذين يأتون بعدنا إلى ما شاء الله يبقى وما بقاؤه إلا عبرة للمعتبرين (فاعتبروا يا أولي الأبصار).
4 -
وصف الإيوان القديم والحديث
قال الخطيب البغدادي في مقدمة كتابه تاريخ بغداد طبعة باريس في الصفحة 88 (المدائن لكثرة ما بنى بها الملوك والأكاسرة واثروا فيها من الآثار. . . وتسمى المدينة الشرقية العتيقة وفيها القصر الأبيض القديم. . . وتتصل به المدينة التي كانت الملوك تنزلها وفيها الإيوان باسبانير. . .) اه
وقال في وصفه ابن الأثير في الكامل: (. . . وهو (يعني الإيوان) مبنى بالآجر وهو على مرتفع من الأرض طوله 150 ذراعاً في عرض مثلها وأمامه ميدان طوله 80 ذراعاً في 25 وقيل سعة الإيوان من ركنه 90 ذراعاً. . . وكان فيه من التماثيل والصور شيء كثير من جملتها صورة كسرى انوشروان وقيصر ملك إنطاكية وهو يحاصرها ويحارب أهلها فلما فتحت المدائن سنة 16 هجرية على يد سعد بن عبادة ترك ما فيه من التماثيل واتخذه مصلى وصلى فيه صلوة الفتح ثماني ركعات لا يفصل بينها وقيل إن المسلمين أحرقوه بعد ذلك بقليل) انتهى كلامه وقد سبقه إلى هذا الوصف نظماً بسنين كثيرة البحتري فلتراجع الأبيات في ديوانه ج 1: 108 طبع الجوائب.
أما اليوم فلم يبق إلا ما يأتي: (الإيوان) ويبلغ طوله أو غوره نحو 42 متراً في عرض 25 متراً في ارتفاع 30 متراً وعرض الباقي من العقد من علاه وثخنه 8 طاباقات أو متران و40 سنتيمتراً وهو مقوس ويبلغ مقدار قوسه 14 متراً وعرض حائط الإيوان الذي عليه طرف العقد زهاء 5 أمتار وعرض الباب الذي يكون مقابلاً لك إذا وقفت في وجه الإيوان ووجهك إلى الجنوب الغربي متران و20 سنتيمتراً وارتفاعه خمسة أمتار وهو معقود مقوس (ويزعم العامة أن هذا الباب هو الباب الذي كان تدخل منه وتخرج العجوز التي كانت دراها في أيام كسرى بجنب الإيوان وليس لها طريق سواه) وفي طرفي الجدار الذي فيه الباب المذكور من أعلاه روزنتان نافذتان إلى الوجه الآخر من الجدار يبلغ ارتفاع كل منهما مترين في عرض متر وارتفاع الجدار المذكور بين 15 و20 متراً.
وفي حائط الإيوان الشرقي مما يلي وجهه باب طوله 7 أمتار في عرض متر و87 س وقد
شق عقده إلى أعلى الإيوان ويروي الأعراب عن أسلافهم إن هذا الشق هو الذي حدث يوم ولادة النبي (ص) وفي شرقي الباب المذكور جدار قائم قد سقط أعلاه وطرفه الشرقي ولم يبق منه إلا ما طوله نحو 31 متراً في عرض 7 أمتار في ارتفاع زهاء 30 متراً وفي وجهه الذي هو تجاه الشمال الشرقي آثار نقوش ومشاك وطيقان وأعمال هندسية في البناء بديعة ولعلها آثار ما وصفه البحتري وابن الأثير وفي أعلاه تجاه الجنوب الغربي أثر عقد يدلك على أنه كان هناك إيوان صغير غير هذا الكبير وقد هدم ومن الأرض إلى أثر العقد قراب 8 أمتار وفي وسط الجدار المذكور باب معقود طوله 7 أمتار في عرض 4 و20 س
في ارتفاع متر و80 س وبناء الإيوان وجدرانه بالجص والطاباق وهو مربع يبلغ تربيع الآجرة منه قراب 30 س وثخنها زهاء 10 س وفي الجنوب الشرقي من الطاق بقرب الجدار تل ركام يسمى (شاه زنان) يبلغ ارتفاعه زهاء 7 أمتار ومحيطه 60 متراً وفي الجنوب الشرقي منه على بعد عشر دقائق تل آخر يسمى (تل الذهب) يبلغ ارتفاعه نحو 15 متراً ومحيطه قراب 200 متر وفي شرقي الإيوان على بعد 20 دقيقة السور الذي ذكره الشماس فرنسيس في الجزء الثالث ص 139 أما ضلعه الذي يذهب إلى الجنوب الغربي فبعد مسافة عشر دقائق يمحي أثره ثم بعد نصف ساعة يبدأ طرفه دون قبر حذيفة اليماني نحو 300 متر ثم يمر بارتفاع وانخفاض مسافة عشر دقائق ثم ينقطع مثله ثم يظهر ويبقى إلى مسافة 20 دقيقة ثم يأخذ في هبوط وصعود ووصل وقطع قليلاً قليلاً حتى يرد شط دجلة أسفل (قصيبة) وعلو أعلى موضع منه خمسة أمتار واخفض محل منه 3 أمتار ولعل هذا الأثر هو أثر السور الذي ذكره الخطيب في مقدمة تاريخه في الصفحة 89 قال (وكان الإسكندر. . . ينزلها (يعني المدائن). . . وبنى فيها مدينة عظيمة وجعل عليها سوراً أثره باق إلى وقتنا هذا موجود الأثر وهي المدينة التي تسمى (الروضة) في جانب دجلة الشرقي.) أهـ ولكل من هذه القطع المذكورة اسم يطلقه عليها أعراب تلك الجهات فأول قطعة منه في الشمال الغربي من الطاق على بعد 200 متر تسمى (تل جميعة) تصغير جمعة وهو اليوم مدافن موتى النازلين في تلك الأرض ثم فوقه بقليل (الطويبة) ويبلغ علوها 7 أمتار ومحيطها 60 متراً وطرف السور الذي في أسفلها يسمى (رأس العين) وقطع السور الواقعة في الجانب الغربي من دجلة وهي التي أشار إليها الشماس
فرنسيس في مقالته السالفة تسمى (حبل السور) وهذه القطع تذهب إلى الجنوب وهي ثلاث قطع الأولى واردة دجلة بل قل أكلتها هي وطول الجميع نحو 100 متر والفاصل بين القطعة الأولى والثانية 4 أمتار وبين الثانية والثالثة زهاء 100 متر وارتفاعهما زهاء 4 أمتار وعرضها من الأسفل 4 أمتار ومن الأعلى متر ونصف متر و (حبل السور) عند حد أرض (المناري) الشرقي وفي الجنوب الغربي منه على بعد ساعة تل يبلغ علوه 15 متراً ومحيطه قراب 120
متراً يسمى (تل عمر) ثم فوقه إلى الجنوب مسافة 40 دقيقة تلان متقابلان يسميان (الخياميات) يبلغ علو كل منهما خمسة أمتار ومحيطه زهاء 60 متراً وفيهما أثر أنقاض وقحوف ويقابل تل عمر من الشرق على بعد ساعة تل يسمى (بنت القاضي) يبلغ علوه 14 متراً ومحيطه 100 متر وبقربه على بعد 100 متر بقايا سور يسمى (السور الصغير) وفي جنوبي حبل السور على بعد نصف ساعة نهر قديم يكاد يساوي عقيقة الأرض يسمى (نهر اليوسفية) وهو يابس لا ماء فيه ومبدأ اسفل فوهة (نهر الرضوانية) الجارية إلى يومنا هذا يذهب إلى الشرق ويقاطعه الشط فوق سلمان من الجنوب الشرقي بقليل ثم يذهب حتى يمر بقرب كوت الإمارة والبصرة إلى أن يرد (الحويزة) وفوقه إلى الجنوب على مسافة 5 دقائق (نهر تل الذهب) وهو يابس وفي جنوبيه على مسافة نصف ساعة (تل الذهب) المذكور وهو غير تل الذهب السالف الذكر وهو عبارة عن تل يبلغ علوه نحو 7 أمتار وطوله 35 متراً وعرضه 10 أمتار ويمر في أسفله مما يلي الجنوب على بعد 20 متراً (نهر المحمودية) وفيه ماء وفي شرقي تل الذهب على مسافة نصف ساعة ثلاثة تلول تسمى (السمر)(وزان)(قفل) وفي جنوبي تل الذهب على مسافة ساعة ثلاثة تلول من التراب الواحد بجنب الآخر تسمى حويصلات وفي شرقيها على مسافة 50 متراً تل فيه حجارة وقحوف يسمى (حطيحط) يبلغ علوه
نحو 5 أمتار ومحيطه 80 متراً وإذا رحلت من المنارى تريد الإسكندرية فليكن وجهك إلى الجنوب وطريقك على تل عمر وتل الذهب وحويصلات والمسافة من المنارى إلى الإسكندرية 6 ساعات للراكب.
وفي الجنب الشرقي على بعد نصف ساعة من حبل السور تل يسمى (أبو حليفية) يبلغ ارتفاعه نحو 10 أمتار ومحيطه قراب 100 متر وغربي حبل السور على بعد 40 دقيقة
تل يسمى (تل منثر) وهو تل مستطيل يبلغ علوه قراب 7 أمتار وطوله 100 متر وعرضه زهاء 20 متراً وفوقه إلى الغرب على بعد 300 متر تقريباً تل يسمى تل (قريقص) وهو تل مستطيل يبلغ طوله 50 متراً وعلوه 4 أمتار وعرضه 10 أمتار وفي الجنوب الشرقي من حبل السور على مسافة 20 دقيقة من حافة دجلة اليمنى تل كتل قريقص يسمى (اشان هومي أو البارودة) وهو ينسب إلى رجل كان ينزله في القديم ويستخرج منه الشورة وكان اسمه هومي والبارودة هي الشورة فنسب إليه وهو أبو عيدان رئيس عشيرة البطة النازلة أرض السمرة وقد سلف ذكره وأما البارودة أو الشورة فإنها تستخرج من أرضه ومنها يعمل البارود وأرضه من أوقاف سلمان وفي شماليه على مسافة 50 متراً تقريباً قلعة مبنية بالحجارة والطين قد تهدم أكثرها وكانت قبل سنين مخفراً للجند العثماني يقيم فيه ليخفر تل البارودة كي لا يستخرج منه الأعراب الشورة وفوق البارودة أو اشان هومي إلى الجنوب الشرقي على مسافة 25 متراً تل يسمى (أبو خشيم) تصغير خشم وفوقه إلى الجنوب الشرقي على بعد خمس دقائق تل يسمى (أبو الهيت) وزان (جيل) سمى على ما ينقله الأعراب باسم إمام مدفون هناك يقال له (علي أبو الهيت) وفي الجنوب الشرقي من تل أبي هيت مسافة ربع ساعة أرض (السيافية) وبازاء فوهة ديالى في الجانب الغربي من دجلة على بعد 30 متراً عن الشط تل يسمى (أبو عصافير) وهو كاشان هومي أو أكبر منه بقليل ينزله أعراب من الجبور والبو عيثة وفي الشمال
الغربي من سلمان في الجانب الشرقي من دجلة على بعد ربع ساعة وعلى قارعة الطريق تل يبلغ ارتفاعه 5 أمتار ومحيطه بين 30 و40 متراً يسمى (أبو زنبيل) هذا أسماء اغلب الآثار والتلول المبثوثة في أرض سلمان شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً وأسماء العشائر النازلين فيها.
5 -
قبر حذيفة اليمان وعبد الله الأنصاري
وفي الجنوب الشرقي من إيوان كسرى على مسافة 10 دقائق على ضفة الشط اليسرى قبر حذيفة وعبد الله الأنصاري وهما عبارة عن بهو
طوله 15 متراً وعرضه 10 أمتار مبني بالطين والحجارة وعند حد جانبه الشمالي صفة عرضها 3 أمتار ثم وراءها رواق معقود عليه ثلاثة عقود بالجص والطاباق وفيه قبتان معقودتان أيضاً في اليمين والشمال التي عن اليمين فتحتها قبر حذيفة وعليه شباك من الخشب وأما التي على اليسار فتحتها قبر عبد الله
الأنصاري وباب الرواق والبهو تجاه القبلة.
6 -
أوهام الكاتب وأغلاطه
أما أوهام الكاتب وأغلاطه التي أشرنا إليها في صدر المقالة فهي قال ص 136 (من الشمر) والأصح من شمر وقال ص 137 (بالزاوية) ويسميها الأعراب اليوم (زوية) بكسر الزاء والواو وتشديد الياء وقد فاته أسمها الآخر عندهم وهو (دورة) بفتح الدال فتحاً غير بين وقال (القرارة) والعراقيون يلفظونها قرارة وقال ص 138 (تل بليقة) والأصح بليغة بالغين وقال (التويثة) تصغير توثة وهي شجرة التوت وقال (نهر الذرعية) والأصح الدرعية بالدال المهملة وقال ص 140 (وجميع الزوايا. . . من باوي إلى ما وراء كوت الإمارة تسكنها شمر طوقة) والأصح قبل الكوت بخمس ساعات ثم قال: (وخيمهم في الصيف شقاق شوب العوين واللوبياء) والأصح الفقراء منهم أما الأغنياء فخيمهم من الصوف وقال ص 141 عند عده أفخاذ شمر (الداورة) والأصح الداور كما ذكره إبراهيم فصيح الحيدري في كتابه عنوان المجد وهو خط لم يطبع وقد عدهم على حدة ونخوتهم حسيني ثم قال: (الذلابحة) والأصح الدلابحة ونخوتهم صليتي: ثم قال: (العتبة بالضم) والأصح بالكسر وهم من ربيعة ثم قال: (الهرار) والأصح الهريرار ونخوتهم الغرير ثم قال (العواذل) والأصح العوادل بالدال المهملة ثم قال: (الزقيطاط) والأصح الزقيطات وهم من زبيد وقد فات الكاتب (الدفافعة) ثم (المهيات) ثم (النجادات) وهذه الأفخاذ الثلاثة تنزل في الجانب الشرقي من ديالى ومنازل الدفافعة من مصب نهر ديالى إلى الشمال ثم فوقهم النجادات ثم المهيات وقال السيد مهدي القزويني في رسالته في عشائر العراق وهي خط لم تطبع:
(الزهيرية بطن من شمر طوقة).
ثم أدخل الكاتب في قبيلة شمر القبائل التي ليس لها نسبة ولا قرابة معها وعدها منها وهي (بنو ويس) وهؤلاء من الأوس قال الحيدري في كتابه المذكور في باب عشائر العراق (بنو ويس وهم الأوس ولا يعلم إنهم الأوس من طابخة. . . أو من حارثة. . . أو من مناة) ثم قال الكاتب (المجمع) وهؤلاء كما ذكرهم الحيدري عن القلقشندي: (بنو مجمع بن مالك بن سعد بن عوف بن جعفر) ثم قال (خزرج) وخزرج العراق أشهر من أن يعرفوا إنهم من الخزرج الذين هم أخوة للأوس وهم النازلون اليوم في أرض دجيل وقريته والذين أشار
إليهم الكاتب منهم أيضاً وطالما تتوافد القبيلتان وأمير أهل الجبل تقي عباس وأمير أهل دجيل قيس الحسين العلي السلطان ثم عد من شمر طوقه (الغرير. . . الزقاريط. . . الأقرع. . . السعيد. . . الزوبع (والأصح زوبع) السعود) أما الغرير فقد قال عنهم الحيدري السالف الذكر ما نصه: (الغرير من حمير ومن قبائلهم آل شهوان وآل بكر.) اه وأما الزقاريط فهم من عبدة من ولد رجل اسمه (زقروط) بفتح الزاء وأخوته العفاريت والجعفر وغيرهم وقد ذكرهم القزويني في رسالته قال: (الزقاريط قبيلة من العرب في العراق تنسب إلى شمر ذي الجناح من لهيعة الحميري أبي قبيلة شمر اه والأول أصح وأما الأقرع فقد قال عنهم القزويني المذكور: (الأقرع قبيلة في العراق ذات