الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المتوسطي الحال ولهذا لم يرسل منه إلا نزراً إلى أوربة وديار الشام.
الأفيون
إصدار الأفيون كان متوسطا وكانت أسعاره أعلى من سابق وكان ثمن الصندوق الذي يزن 140 ليرة إنكليزية من 90 إلى 130 ليرة عثمانية وكان اغلب هذه السلعة إلى هنكنع وسنكابور.
الحبوب
كان اتاء الحبوب أدنى من المتوسط وارتفعت أسعاره ارتفاعاً محسوساً بحيث إن المعيشة
أصبحت صعبة لغلائها ومع ذلك فقد شحن من الحنطة والشعير إلى ديار الإفرنج قدر لا يسكت عنه وما بقي منهما في المدينة بأثمان باهظة.
هذا مجمل ما يقال عن البضائع المجلوبة والصادرة ودونك الآن بيان هذه البياعات بالتفصيل.
(له تلو)
البر كسبرخان
أسئلة وأجوبة
1 -
أصل لفظة التمن بمعنى الأرز
سألنا كثيرون من العلماء والأدباء من عراقيين وشاميين ومصريين: من أين أتت لفظة التمن العراقية الواردة بمعنى الأرز الحب المشهور وهل هي قديمة في العراق. وما أصلها؟
قلنا: التمن (وتلفظ بضم التاء المثناة وتشديد الميم المفتوحة) كلمة عراقية قديمة بمعنى الأرز أو الرز. ولعلها من السريانية (تمز) بمعناها، قلبت الزاي نوناً وكثيراً ما تعاقب العرب بين هذين الحرفين أينما وقع إن في الأول أو في الوسط أو في الآخر فقد قالوا: مثلاً: نكأ فلان حقه وزكأه أي قضاه إياه وازدكأ منه حقه وانتكأه أي أخذ رفضه. ويقال: هو زكأة نكأة كهمزة فيهما أي يقضي ما عليه من الحق ولا يمطل رب الدين. ويقولون: اللجن واللجز وهو اللزج والضيأز والضيأنك الذي يتقحم في الأمور. ومثل هذا كثير في لغتنا العربية ولعله لغة من لغاتهم القديمة.
وعهد هذه اللفظة قديم لأن ابن بهلول يذكرها في معجمه الآرامي العربي
وكان من بلاد شمالي العراق (من أوانا من طيرهان وهو من أهل منتصف القرن العاشر المسيحي أو من أهل منتصف القرن الرابع للهجرة مما يدل على أنها قديمة). أما إنها السريانية الأصل فلا نظن لأننا لم نجد في هذه اللغة مادة تثبت هذه اللفظة بمعنى من المعاني عندهم إلا أنه عندهم في السريانية الحديثة فعل (تمز) ومعناه: نظف وطهر (بتشديد عين الفعل في المثالين) ولم نجد غير ذلك. ولهذا نظن إن اللفظة عربية الأصل قديمة الوجود من (التمن) وهو نوع من الرز أو الأرز به رائحة خاصة تذكرك رائحة العطر الإفرنجي المعروف عند العلماء (بالتمن) وهو ضرب من الغارانيون كما أن (العنبر بوه) نوع آخر تذكرك رائحته رائحة العنبر ثم كثر رز التمن في العراق حتى سموا كل رز بالتمن من باب إطلاق المقيد. أما إن التمن ضرب من الغارانيون فقد ذكره ابن البيطار قال في هذه المادة: غارانيون (في الأصل المطبوع في مصر غارايتون وهو غلط فاحش لأنه تعريب ديسقوريدوس في الخامسة معناه عندهم (الغرنوقي) والنوع الأول منه يعرف بثغر الإسكندرية بالتمن وبالتمين أيضاً بالتصغير وسمعته من عرب برقة وهو بظاهر الإسكندرية من غربيها بالحمامات وغيرها. اهـ.
أو لعل التمن هو الرز الذي يكون لون قشره أحمر ثم توسعوا فيه فأطلقوه على
كل رز والرز الذي قشره أحمر كثير في العراق وحمرته تشبه حمرة النبات المسمى بالفارسية تمنك (بكسر ففتح فسكون وكاف فارسية في الآخر) وتمك (بكسر الأولين وكاف فارسية) وتميك (وزان صغير وبكاف عربية) وتميك (بكسر الأولين) وهو نبت أحمر حامض المذاق - أو لعله من (تمن) الفارسية وهو الضباب لأن الرز يحب الجو الكثير الضباب أو الكثير الرطوبة. ويقال أيضاً في تمن: تزم وتثرم (وزان قلب) وتثرم (وزان بئر) ونزم ونثرم إلى آخر ما هناك.
وقد سمعت كثيرين أن التمن عربية الأصل مشتقة من اليمن وهو البركة لما في حبته الواحدة من التعدد بعد النبت كما اشتقوا تيمن الموضع المشهور من اليمن أيضاً فعلى القارئ أن يتبع ما شاء من هذه الآراء.
2 -
من شاتان إلى ماتان
وسألنا ي ن س من حاضرتنا: إن البغداديين إذا أرادوا التعبير عن قولهم: فلان ينتقل من كلام إلى كلام بدون رابط يربط تسلسل حكايته يقولون: ينتقل من شاتان إلى ماتان أو باتان على حد ما يقول الإفرنج بهذا المعنى -
قلنا: أصل هذه العبارة: من شاتان إلى ماجان أو إلى ما حان كما يقولها بعضهم فصحفها العوام فقالوا من شاتان إلى ماتان أو باتان. وشاتان هي قلعة بديار بكر شهيرة في التاريخ كما ذكرها ياقوت الحموي. وماخان (إذا رويتها بالخاء) هي قرية من قرى مرو. وماجان (الجيم) نهر كان يشق مدينة مرو فيكون محصل معنى العبارة فلان ينتقل من كلامه عن ديار العراق إلى ديار العجم من دون رابط يربط كلامه.
3 -
زلق الشادي ببيت المكادي
وسألنا المذكور: وما معنى هذا المثل العامي: زلق الشادي ببيت المكادي.
قلنا: معنى الشادي عند العراقيين القرد والكلمة فارسية مبنىً ومعنى لأن الشوادي (القرود) تأتيهم من بلاد الفرس والمكادي (وزان مفاعل) جمع المكدي (بدال مشددة) وهو المتسول المستعطي بلسان العراقيين فيكون المعنى نزل القرد في بيت الفقراء سهواً منه وذلك لأن
القرد لا ينزل إلا في الدور التي ينتفع مما يجد فيها من الطعام وهذا لا يجده في بيت المكدين. فمعنى المثل إذا قد يزل العالم أو قد يهفو الإنسان مهما كان عارفاً وحكيماً.
4 -
أصل الجلبة بمعنى الضوضاء
وسألنا من الموصل: هل الجلبة عربية الأصل بمعنى الضوضاء؟
الجلبة (ويقول بمعناها عوام بغداد: قلبالغ وقلبالق وأصلها من التركية قلابة لق تصحيف العربية (غلبة) مع الأداة التركية (لك) في الآخر أو (جبة) العربية و (لك)(التركية) من أصل فارسي وهو جلب (بالجيم الفارسية المثلثة) بمعناها.
5 -
معاني ألفاظ إنكليزية
وسألنا سلامه أفندي موسى من مصر القاهرة: كيف تترجمون الكلمات الإنكليزية الآتية أو - وما هي أسماء (عروق ورق الشجر)
قلنا: يقابل - في العربية: القوقس والفوقس (راجع لغة العرب في حاشية ص 329 من السنة 3) وقد ورد في المعاجم الإنكليزية والعربية أو الفرنسية العربية صوف البحر، وقش البحر، وخث الماء، ونبات الماء، والعرب لم تعرف ولا تعرف هذه الألفاظ مرادفات للقوقس اليونانية الأصل. - ويقابل في العربية: بسعيرا (وهي ارمية الأصل) وبطارس (يونانيته) ورقعاء (وجاءت مصفحة رقعا ورقعة ورقعاء وكلها خطأ. وهي عربية) وسرخس وهي أشهر الألفاظ وفارسية الأصل. وشرد (لبنانية قديمة. وزان عنق) وبليخنون (وفي رواية فليخنون وتلك أصح وفي المفردات المطبوعة لأبن البيطار فلحون وهو تصحيف قبيح والكلمة فارسية) وكيلدارو وجيلدارو وهما فارسيتا الأصل. وهذه الألفاظ وردت كلها في مفردات ابن البيطار. فلتراجع وورد في بعض المعاجم الفرنسوية تفسيراً لكلمة العربية اللفظة (خنشار) التي قال عنها في محيط المحيط نبات. ونقلها في دائرة المعارف إلى لكن لم أجدها في دواوين اللغة العربية الفصيحة ولا في سائر الكتب المتقنة التأليف فلتحرر - وأما عروق ورق الشجر، فلم نعثر على اسم لها إنما يوجد (عير) الورقة وهو الخط الذي في وسطها أو العرق الأوسط الذي فيها. وإذا أريد الدلالة على البقية قيل لها (اشاجع) الورقة جمع (أشجع) وهي عروق ظاهر الكف. فيتوسع في معناها من باب
المجاز وهو واضح لا يحتاج إلى تأييد.
6 -
الجمبارات أو الجربارات أو الجاقات ومرادفاتها
وسألنا أديب من البلدة: هل كانت الجمبارات أو الجربارات معروفة في عصر العباسيين وما كان أسمها عندهم؟ - وما يقال لها عند الإفرنج؟ ورأيا أناساً من
نصارانا يسميها جربارات وجاقات والمسلمين جمبارات وجربارات وطناكير (بالكاف الفارسية) فمن أي اللغات هذه الألفاظ وما معناها على التحقيق وما اسم هذه الآلة آلة الطرب عند السوريين والمصريين؟
قلنا: لجربارات أو الجمبارات أو البربارات أو الشربارات هي تصحيف وقصر الفارسية جاربارات المخففة عن جهاربارات ومعناها: (القطع الأربع) لأن (جهار) تفيد الأربعة (وباره) القطعة. وهي آلة طرب مركبة من أربع قطع مجوفة تتخذ من الخشب أو العاج أو المعدن يجعل اللاهي اثنتين منها في إصبعي يده اليمنى والاثنتين الأخريين في إصبعي يده اليسرى ثم يضرب الواحدة بالأخرى ضرباً وهو يقصد الإيقاع جلباً للطرب. ويسميها بعض النصارى البغداديين الجاقات أخذا من الجاق ويريدون به كل فلقة من فلقتي نواة اللوزة أو المشمشة لأن تلك القطع الأربع على شكل هذه (الجاقات) والجاق من جاك الفارسية أيضاً (راجع لغة العرب 2: 186). - أما اسمها في عصر العباسيين فكان (الصفاقات) قال في الأغاني 5: 124) أخذت بيدي صفافتين وأقبلت اخطر واضرب الصفاقتين وأغني أهـ. وفي (5: 75) قوله: فلما اخذوا في الأهزاج دخلت وفي يدي صفاقتان وأنا أتغنى.) والكلمة لا توجد في دواوين اللغة واسمها بالفرنسوية أو وبالإنكليزية وباللاتينية أو وباليونانية وبالأرمية (صصلا).
وقد سماها بعضهم الصنوج مفردها الصنج وهذا غير الصفاقة والصنج هو بالفرنسوية وسماها آخرون: (الساجات) مفردها الساج وهي الخشب المنحوت والخشب مطلقاً وسماها بعضهم (جلبارة) كما ذكرها أصحاب بعض المعاجم الإفرنجية العربية وهذه تصحيف جهاربارة كما هو واضح. وسماها أهل سورية (فقيشات) مصغرة جمع فقيشة والفقيشة عندهم شق في ذيل الثوب على طول شبر ليتسع انفراجه وهو (الجاك) عند أهل العراق لما في الصفاقتين من الشق الغائر والأصح أنها تصحيف الشقيفات الآتية الذكر وسماها
آخرون صغانة كما جاءت هذه الألفاظ الأخيرة كلها في معجم بادجر الإنكليزي العربي والصغانة هي نوع من آلات الطرب كالقيثارة وليست بالصفاقة. وسماها ابن البيطار المسافق أو المصافق مفردها المسفقة والمصفقة من السفق أو الصفق وهو اللطم. - ومما جاء في هذا المعنى عند الفصحاء من أسمائها
(الصحنان) مثنى الصحن قال في تاج العروس: الصحنان: طسيتان صغيران يضرب أحدهما على الآخر. قال الراجز:
سامرني أصوات صنج ملهيه
…
وصوت صحنى قينة مغنيه
اهـ. وسماها أهل الشام شقيفات قال في محيط المحيط: الشقيفات مصغرة مجموعة عندهم صنوج من النحاس لها عرى يدخل الراقص واحدة منها في إبهامه ثم يصك الواحدة بأختها وهو يرقص فيخرج لها صوت موزون على طريقة مخصوصة.) أهـ وهي من الشقفة أي الكسرة والقطعة من الخزف ثم توسع فيها فأطلقوها على كل كسرة أو قطعة - وذكرها أحد كتاب مجلة الزهور (4: 358) باسم الصاجات وهي تصحيف الساجات بالسين المذكورة فويق هذا. قال: كان بعضهن يرقص بهيئة قبيحة وفي أيديهن الدفوف والصاجات.
فأنت ترى من هذا البحث أن الألفاظ بهذا المعنى كثيرة فلو كان الكتاب عرفوا اللفظتين الفصيحتين لم كثروا من اتخاذ غيرها بدون فائدة ولما ادخل العوام مفردات لا طائل فيها ولهذا نعيد القول: إننا نحتاج إلى ثلاثة معاجم معجم عامي يذكر فيه الفصيح بجانبه ليعرف. ومعجم عربي واسع يذكر فيه جميع الألفاظ العامية والمولدة إفرنجي يذكر فيه ما يقابل اللفظة الإفرنجية من الألفاظ العربية المترادفة الواردة في مؤلفات الفصحاء والمولدين وعوام البلاد العربية وعسى أن يتصدى لها جماعة من الرجال العظام فيخلد ذكرهم التاريخ على توالي الأعوام!
7 -
الرواصير ومعناها ولغاتها وأصلها
وسألنا صديقنا الشيخ محمد السماوي: ما معنى الرواصير وأصلها ولغاتها الفصيحة؟
قلنا: الرواصير لا توجد في دواوين اللغة التي بأيدينا ولا في معجم دوزى الذي جمع ألفاظا عامية وأعجمية وغربية كثيرة لكنها وردت في كتب الطب في كلامهم عن الكواميخ فذكروا بينها الرواصير وصحفها البعض على مناحٍ مختلفة بين قبيحة ومليحة. فأما المليحة فهي الرواصيل وذلك لأنهم وجدوا مادة ر ص ل أخف من مادة ر ص ر فأبدلوها. وقد وردت
هذه اللغة في كتاب منافع الأغذية ودفع مضارها لأبي بكر الرازي. في ص 31 من نسخة المطبعة الخيرية قال: الفصل الحادي عشر في الكواميخ والرواصير. الغريبة التي وردت في الكتاب المذكور قال في ص 4 الرواصير: البقول التي تطبخ في المياه