الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إنما المرء بالعزائم يرقى
…
هل حسام يدمي بغير بنان
واتقوا الله واسمعوا وأطيعوا
…
ما استطعتم بالسر والإعلان
وخذوا حذركم فقد بلغ السي
…
ل الروابي وعم كل المغاني
أولم تنظروا العدو بكم حا
…
ط وأنتم برقدة الوسنان
فاعدوا إليهم ما استطعتم
…
من سيوف بيض وسمر لدان
ضاق منا الخناق واتسع الخر
…
ق ودارت دوائر الحدثان
واجمعوا أمركم إليه وكونوا
…
باتحاد القلوب كالبنيان
لا تردوا زند العزائم صلداً
…
خالياً من أشعة النيران
وانبذوا الحرص والجهالة عنكم
…
إنما بالجهل والعصيان
كتب الله للأنام فروضاً
…
ومن الفرض طاعة السلطان
مثل بن ناصر الحلي
نبذة من تاريخ بغداد والبصرة والمنتفق
تابع لما قبله
وفي هذه الأيام اهتموا الأعيان والمشايخ في صف بقج هدايا إلى أسعد باشا
ليصحبوها معهم ويواجهوه حتى أنهم اشروا مبالغ من مال صورتي وكجرتي وأكثره تمام زر ونيم زر نقج لائقه لوزير ابن وزير وكان توجههم نهار الأحد 12 صفر (1228هـ)(1813م) وكان الحاج يوسف الزهير شد هدية مفتخرة من قماش وتفاريق وتمام زر
وشوش جوزه ومسابح لولو وأرسلها مع ابنه حاج عيسى قبل توجه ليتسلم والأعيان وما بقي بالبلد سوى ديوان أفنديسي سابقا وضع قايم مقام وهو حمور رستم غا وعنده كم واحد من أوادم الباب وبما أن الشيخ العكيل ناصر الشبلي ممسوك ومحبوس وفي البصرة نسيبه شيخ مبارك شيخ العكيل حالاً. شرد إلى الزبير ولبسوا عوضه مخرج بن دهام الذي أخوه عند شيخ حمود ولهذه الأسباب وفراغ البلد من الحكام لا زالت الناس يتحسبون من الشر والفساد والأسواق ليس مستأمنة وفي يوم 14 صفر سنة 1228
وصل خبر من عند حمود من الواردين بأنه يوم الخميس 10 ص مات برغش ابن حمود من عظم الصوابات التي اصابته (0) وحالاً مضى راشد أخو حمود إلى سوق الشيوخ وقتل عبد الله باشا وكهيته طاهر اغا وقيوجيلا كهيسي وفنوهم وأما ناصر الشبلي أشترى دمه بخمسين ألف غرش عين وجابوه من السوق إلى عند حمود وبقي مقيد وحين وصل الخبر إلى أسعد باشا طلب روس المقتولين فقيل إنه نبشوهم من قبورهم وقطعوا روسهم وأتو بهم لكي يرسلهم إلى بغداد لأنه حين وصل خبر انكسار الأوضي صار ببغداد فترا واغات الينيجرية حاصر بالقلعة وأختبطت البلد وأما عرب المنتفق لازالوا يتجاسروا على اختلاس خيل وحوايج العسكر الضعيف لأن. . . . لباس القاووق حصل في بهدله واحتقار لا يوصف من العرب إلى أن ضاقت بهم واشتكوا إلى اسعد باشا وحالاً رحل من قرب حمود وبعد عنه كنحو ثلاثة ساعات وتنبه بالأوضى أن ينطروا دوابهم بالليل من الحرامية ومضى الشيخ حمود لمواجهة سعادته وسؤال خاطره فأمر له أن يعطي من البصرة 30 ألف عين نقدي ودفتر تفاصيل وشال وشكر وقهوة يبلغ مقدار 20 ألف وأتى بها بير ولدى إلى المتسلم في
أعطاها وكان وصول ذلك يوم الثلاثاء 15 ص وكان المتسلم (قد) توجه (و) وصل الأمر بيد القايم مقام وجمع التجار وأعطوه جواب عن النقدي
ما يخصنا بل يبقى إلى وقت حضور المتسلم وأما التفاصيل والشال وغيره نتوازعه وكل يقدم من عنده ما يحصل إلى ن يصير حاضر إلى وقت مجيء المتسلم على أن يسلموه إلى السيد على ابن سيد حسين وكيل حمود.
وفي 16 ص نهار الأربعاء ويوم الخميس دخل إلى البصرة جملة عربان من المنتفق وغيرهم واختلت البلد لأن البعض منهم مضوا إلى السوق وبلصوا لدكنجيه بشيء يساوي 5 رومي أعطوا 3 رومي ولذلك خافوا الناس وسكرت الأسواق ويوم الجمعة ما عاد يوجد أحد بالدروب وانتصبت القلقات في القهاوي والأسواق ففي يوم السبت 19 ص وصل جوقدار راجعاً من عند المتسلم قبل وصوله إلى الأرضي ذو وصل له كرك ثاني للمتسلميه من قبل أسعد باشا وحيث هو متوجه لمواجهته سار بطريقه وأرسل أحد جوقداريته بالمجدة للبصرة وصار شنك بالصراي واستقرت البلد نوعا بوصول المجدة (0) ويوم 24 ص وصل الحاج
عيسى زهير إلى البصرة راجعاً من مواجهة اسعد باشا وقد قبل الهدية منه وانعم عليه وأمر بفرس جيدة مرختة أن تعطى له لأجل والده الحاج يوسف مع بير ولدي بخصوص الكمرك أن يعطي 3 في ال 100 حسبما كان يعطى في أيام عبد الله باشا ومعه تواردت الأخبار عن عزل المتسلم وقبطان باشا وغالب الدائرة وفي يوم الأحد 27 ص وصلوا الأعيان والمشايخ ويوم الاثنين 28 ص دخل المتسلم سليمان بك فخري زاده الذي هو موصلي الأصل وكان دخوله بالالاى وقرأ فرمان متسلميته من اسعد باشا وجخل معه رستم اغا متسلم البصرة سابقا لكي يحاسبه وحضر معه كمركجي نعمان اغا وقبطان باشا عمر اغا سهر إبراهيم اغا واستقرت البلد وامنت الناس وحال المتسلم طالع دلال على الحنطة لا أحد يأخذها إلى برات البلد ولمن أهل البحر تنبيه صارم لأنها كانت المن في 7 والرز الجات في 8 والبصري في 5 وإذا ما خرج من ذلك شيء إلى خارج البصرة يتناسب أثمانه من غير تنبيه. ثم في أوايل شهر ربيع الأول رحل اسعد باشا وسار معه شيخ المنتفك حمود ومعه مقدار ألفين خيال برفق الباشا يوصل معه إلى بغداد ويمروا على العربان والعشاير الذين على طريقهم (وأما ما كان من الأمر الوارد من اسعد باشا بثلاثين
ألف غرش كما تقدم القول وكان رستم غا توجه من البصرة فقد ترك وما سلموه إلى وكيل حمود ولكن لزم للوزير خاير واشتراها من آل سوق الشيوش بمبلغ 30. 000 رومي
ثلاثين ألف عين وكان هناك بالودي حاج عيسى الزهير فأمر الوزير في بيورلدى إلى الحاج يوسف بمبلغ 20 ألف وإلى ابن رزق بألف 6 وشيخ سالم ألف 4 بأنهم يدفعوا ذلك وبعده يحولهم على الكمرك في البصرة والحاج عيسى تكفل إلى أصحاب الطلب بالمبلغ وفي أوائل شهر ربيع الأول أنطلب ذلك المبلغ وأما هم أي التجار المذكورين فرضوا منه على التجار الباقين من الإسلام وخصصوا إلى اليهود مبلغ ألف 5 وللخواجة جبرا 700 رومي وقبضوها إلى أهل سوق الشيوخ قيمة الذخائر وبعده أيضاً انطلب من الباب دراهم واخذوا من التجار) وسار الوزير في طريقه ومعه الشيخ حمود ووصل إلى بغداد وكان دخوله إلى بغداد نهار الربعه 15 (ربيع الأول) سنة 1228هـ (1813م) بالفرح والسرور من آل البلد جميعاً وقبل دخوله طلع لملاقاته السيد عليوي ينيجر اغاسي ولبسه وأمنه وبعد دخوله أيضاً لبسه ولبس درويش اغا القائمقام على وظيفته لأن داود أفندي ما قبل أن يلبس كهيه وابن الشاوي جاسم بك لبس باب عرب وتمكن بالشغل وأما من جهة حمود فأقام برات البلد بعد دخول الوزير بأيام 5 ودخل بإكرام من قبل الوزير ونزل في حوش سليمان باشا وصار له تعيين من الباب ومعه أولاده عدد 2 فيصل وطلال وإخوانه منصور وعبد الله وبراك ابن أخيه وبعض
الاتباع من أوادمه وبقية عسكره وزعوه على بيوت الاغاوات وأقام في وهو بالصداقة والمودة مع اسعد باشا وقيل إن الباشا يروح يزوره في بعض الأيام وما يخرج من البيت بما إنه كفيف واستقرت البلد ولكن صار بها غلا الحنطه صارت الوزنة في 14 والرز في. . . وهلم جرا بقية وفي أواخر شهر ربيع الثاني سنة 1228 (1813م) حضر إلى البصرة عليوي مقيداً مساق بأمر الباشا وضعوه بالسراي محبوساً وقيل أنه عليه بقتلة ولكنهم مهلوه بالبصرة إذ أن مستر ريج باليوز الإنكليز صد وبينهم صداقة كلية ويوملوا بخلاصه وإذ قد حضر أمر بالعفو عنه ولكنه محبوس وفي 11 جا (أي جمادي الأولى) سنة 1228 (1813م) حضر عبد الرزاق اغا باشا جاوش الإنكليز من بغداد ومعه بيورلدى من الباشا في إطلاق سيد عليوي من الحبس وإنه يجلس في بيت الإنكليز ويتعين له في الشهر ماية عين لمصروفه وحالاً مضى عبد الرزاق اغا وأخرجه
من السراي وأتى به إلى الفكترى واعطوه أوضتين وقد قبله مستر كوهين بكل كرامة لائقة وبعده في 18 جا توجه مركب مناريس وأرسلوه صحبته إلى بوشهر وأما ما كان من طرف سليمان بك متسلم البصرة فإنه كما تقدم القول يوم وصوله نبه على الحنطة لا تخرج من البلد وقد استقام التنبيه كم يوم قليلة وراحت إليه الناس وتكلموا معه وقبل الرشوة وصاروا يشحنوا بتاتيل إلى البحر وصارت الحنطة قليلة وثمنها من 7 إلى 8 والتمن كذلك غلا
ما تسنهاب المتسلم لأنه افيونجي وكل ساعة عقله في رأي نظير الجهال العديمين المعرفة وعدا ذلك صدر منه شفاعات كلية والدائرة غالبهم صاروا يشربوا عرق وشراب وسكر وهو دائماً مكيف من الأفيون ويحكم حكومات بغير استقامة وصارت الناس تنفر منه والتجار كذلك غالبهم تخاربوا معه ومنهم الحاج يوسف الزهير وطلع للزبير وبقي هناك ومستر كوهين باليوز الإنكليز كذلك احتصر منه وقيل إنه كتب في حقه وقبله موسيو رايمند باليوز فرنسا كان متزاعل معه واقتضى له التوجه لبغداد لسبب وفاة موسيو اندريا كورنسه وتوجه من البصرة وهو زعلان من المتسلم ولا عاد بوجد في البصرة أحد راضي منه وفي غرة جا وصل لبغداد ناتارية بمجدة الطواخ إلى اسعد باشا وصار شنك وفرح وافي الخبر إلى البصرة في 11 ج (جمادي الأولى) وصار شنك وبعد ذلك في نصف جا نهار السبت طلع الشيخ حمود من بغداد بعز وإكرام
جزيل من الباشا وقد نال من الباشا والدائرة أموال غزيرة لا تحصى ولا تعد عدا حوايل التي صارت له على البصرة من إيرادها المراد أن حمود بهذه المادة حصل على لكوك (ليس آلاف) لا يتصدق بها.
ولما كان الباشا في السوق عندهم أوهب إلى أخوة حمود غالب كويات البصرة مثل حمدان ومهيكران والسراجه وغيرهم بأن يكون إيرادهم لهم وأما حمود حين راي كل ذاك الإكرام والإيراد عدا خزنه عبد الله باشا بما أنه عاقل مدبر راي أن ما وهب إلى أخوته أولد له اسم كبير وثنياً ليس له بل لأخوته الذي يرغب أن لا يتقووا ويصير لهم إيراد وافر فأخذ من أخوته الأوامر وردها على اسعد باشا بقوله أنا لا أرغب يصير لك خصاره أنت عليك مصاريف وعساكر وهذا شيء لا يناسب أخذه منك وثانيا حين وهبته ما كنت ولي الأمر والآن أنا أرجعه عليك فقبل كلامه واخذ أوامره التي كان أعطاها ويعلم الله كم من العطايا نال عوضها وأدخلها لخزنته وحرم أخوته منها.
وفي 20 جا وصل إلى سوق الشيوخ وهو بنفس وزير وصاحب الأمر والتدبير وثبل طلوعه عزل لمن أراد ونصب لمن أراد وبما أن سليمان بك متسلم البصرة من صدقانه ما أراد عزله وبقي في البصرة إلى أن في تاريخ غرة ج (جمادي الثانية) سنة 1228هـ (1813م) من زيادة ظلمه صار من الحنطة في 9 عين مع أنه وقت موسمها والرز الجات في 10 والبصري في 7 وهلم جراً بقية الأشياء وأما من جهة حمود فإنه من جملة الإكرام الذي حازه من الوزير حصل على بلد حمدان التي هي ما لكانه إلى اسعد بيك من أيام أبيه ولها إيراد بالسنه 20 ألف عين فهذهقدمها إلى حمود صباحية دخوله على بنت
آل جشعم التي تزوجها في بغداد وبقية البلاد التي على شط العرب منها كان ضابطها هو وإخوانه من سابق والباقي منها حصلت بيده المراد جميع النخيل الذي على شط العرب ويصير منه إيراد للباشا حصل بيد حمود وبيد أخوته وإن شآؤا يسلموا ميريه لأنهم مصرفين بالأمر ويحكموا ولا يحكم عليهم والصغير من عرب المنتفك بالبصرة يتكلم بنفس عالي لا يرد ولا أحد يقدر يجاوبه والمتسلم سليمان بك مقيماً بالبصرة بقوة حمود والبلد آلت للخراب من كثرة الظلم وعدم الإلتفاتة إلى معاش الفقرا والجور من طرفه ومن طرف الدائرة على كافة أرباب البضائع لأن كافة لوازمهم بلا قيمة ويلتزم كل منهم أن يبيع بزايد حتى يطالع الفرق وحيث لا يوجد من يمانعه اتصلوا على بيع وقية الباذنجان والقرع والبامية المايه التفاح وهلم جرا بقية الأشياء كافة شي لا يوصف ولا يتصدق حصوله بالبصرة والجور على التجار في طلب القرض لأن المبالغ الذي كانوا يطلبوها قطعوا منها جانب وافر من كمرك اموال بنكاله والمتسلم مديون مسبوق والهدايا منه متصله للباب وإلى حمود ويكلف التجار إلى قرض والحاج يوسف طلع للزبير من شهر ربيع الثاني وبقي في الزبير والشيخ سالم توجه للكويت وبقية التجار تعادين أيضاً معه وبقي في الميدان الخواجا جبرا أصفر كل كم يوم يطلبوا منه قرضه وبالجهد حتى يخلص منهم مع أن له عندهم قلم دراهم ولولا نظر مستر كوهين باليوز الإنكليز عليه كانوا أخذوا منه كثير.
ومن بعد وصول الشيخ حمود لمكانه توجهت له الهدية من سليمان بك المتسلم
وتوجهوا الأعيان جميعاً لمواجهته حتى بيبي خدوج بنت شيخ قاسم بنفسها ورجلها شيخ قاسم ومن بعد توجههم بكم يوم جاء للبصرة عثمان البريريسي (كذا) الذي كان قبطان ماجوة لا بس
شيخ على العكيل وقد انعزل ابن دهام ووقف عثمان عوضه فكان إلى العرب علوفة 7 أشهر بيرق عدد 25 في 25 زلمة تبلغ علوفة 7 أشهر 21 ألف عين والسبب ضيقة الحاصلة عند الباب كانوا يوعدوهم من جمعة إلى جمعة فقاموا بيوم 20 ج (جمادي الأخرى) وطلبوا حقهم وأرادوا يعلموا فرد فذلكة وكان يومئذ الشيخ عبد المحسن ابن رزق مجاورهم تكلم مع كبراءهم وراح للمتسلم توسطه بينهم على أنه بعد 3 أيام يسلمهم فمضى خمسة ولم يكن منه شي فتجمعوا بأسلحتهم نهار الخميس 25 ج وتوجهوا إلى السراي مانعوهم وتوجه شيخهم لعند المتسلم أوعده فأتى ليقنعهم ما أمكن هجموا على السراي وضربوا المتسلم أول بالصخر وبعضهم هجم عليه ليقتله فتحاوطوه الحاضرين وفر بنفسه إلى الحرم فضربوا بعض الاتباع واخذوا من اوضهم بعض الشي وضربوا كم تفك بالسراي وفتحوا الحبس اطلعوا من فيه من ربعهم الحرامية فحالاً لحق إلى السراي الشيخ عبد المحسن رزق ورجعهم واخذ كلام من المتسلم أن يتدارك لهم بعلا يفهم وحالاً المتسلم كتب إلى الشيخ حمود وقوع الأمر وتجاسر العسكر عليه فأرسل له أحد أولاده يقيم في البصرة حتى لا يصير خلاف من أحد لأن الهيبة والخوف صار إلى حكام العرب وأما. . . ما عاد أحد يخاف منه وبهذه الأيام توجهت عربان من المنتفق على قبيلة بني كعب أي بني عامر وداسوا أراضيهم ونهبوا قيعانهم وحرقوا بيوتهم قصدهم ضبط القيعان وحصل تعدي زائد على بني كعب وراحت الشكوجية إلى حمود وبعض من المشايخ حتى إنهم ارتدوا عنهم
بنوعٍ ما ولهذه الخربطات انربط درب الحويزة ودسبول وششتر وبهبهان وما عاد طريق للقواغل التي دائماً يأتي وتجيب أرزاق ومغل إلى البصرة ونأخذ عوض ذلك مال وسقوطات حتى أن الذهب المسمى (اليلديز) كان 5 ل 6 عين نزل إلى سعر 6 من سبب ارتباط الطريق لأن بهذه الأيام يأتي من حويزة مغل من حنطة وشلب بمبالغ وافرة وجميع قيمة ذلك يأخذوه ذهب يلدز إلى الشاه زاده الذي بالحويزة والحنطة من قلتها تساوي رومي 7 إلى 7. فنرجع إلى ما تقدم من توجه الأعيان فإنهم قاموا مدةً إلى أن صار لهم رخصة من حمود بالمواجهة ومنهم البيبي بنت الشيخ درويش صار بينها وبينه كلام وقامت من عنده مغبرة الخاطر وحضرت للبصرة مع زوجها في 12 رجب سنة 1228 (1813) وبقية الأعيان بقيوا هناك إلى بعد كم يوم حضروا للبصرة وقيل إن حمود مراده يأتي إلى
نهر عمر.
وأما ما كان في بغداد يوم الاثنين في 29 ج سنة 1228 (1813م) دخل القابجي من المحروسة ومعه الطواخ إلى سعادة أفندينا ولي النعم اسعد باشا وصار بدخوله الأي محتفل وحصل الفرح والسرور والقايم بمقام الكهية أرسل مكتوب للمتسلم مع ساعي بالبشارة في وصول الطواخ لأن سعادته معتمد على عزل سليمان بك وكانوا المتقدمين إلى طلب المتسلمية أربعة أولهم إبراهيم اغا الذي كان حكم مرتين بالبصرة وجار على الناس وثانيهم رستم غا الذي كان قبل سليمان بك وثالثهم بكر آغا ورابعهم مصطفى آغا ابن صاري محمد آغا وسبب عاقة إعطاء المتسلمية لأحدهم حتى تصل الهدية التي موعد بها سليمان بك وأما هو كان مؤخرها لنه محتسب إلى العزل وفي 25 ب (رجب)
نهار الجمعة وصل للبصرة بيرقدار اسعد باشا ومعه صورة فرمان الدولة العلية وجخل في هلاي وتلي الفرمان باسم محمد سعيد باشا والي بغداد وبصرة وشهر زور وبعده بيورلدى من سعادته بتقرير المتسلمية لسليمان بك وبعده قروا فرمان من الدولة بخصوص انتصار محمد علي باشا والي مصر على الوهابي وبعده بيورلدى بهذا الخصوص وإنه يصير دعا للسلطان محمود خان وصار شنك في الصراي. ومن البلدة والمراكب رموا أطواب وسليمان (بك) أمر على الشنك سبعة أيام الصبح والعصر فيوم الخامس من الشنك نهار الثلثا ضج الخبر في البلد بأن سليمان بك معزول ونصب غيره متسلم ومقبل للبصرة وحالما بلغ إليه الخبر أرسل أخرج الهدية من الماجوة (لأن كان حملها ليرسلها مع الخزندار وخفاها ووزع غير أشياء من عنده.
وثاني يوم نهار الأربعاء في غرة شعبان توجه كعادته إلى الكمرك وفيما هو جالس وصل باش جوقدار متسلم الجديد الذي هو مصطفى اغا ابن صاري محمد اغا ودخل عليه للكمرك ورفعه إلى الصراي وقيل إنه صاح فيه وأقامه بنفس عالي ووضعه في الخزنة وعليه بيرقين براطلية ينطروه وحبس الخزندار ومحرم بك والجبه خانجي في قناق التفنكجي باشي بالحديد وأظهر بيورلدى إلى سليمان أفندي الدفتر دار بأن يكون قايم مقام إلى حضور مصطفى آغا وفرحت الناس في ارتفاع سليمان بك الذي حرق قلوب الفقراء وحالاً ثاني يوم الحنطة أنوجدت بالسيف (وتهاود) ثمنها إلى حد رومي 5 وبعد كم يوم صار الأخبار
تتوارد من الناس بأن مصطفى اغا ظالم وجرى. وحاله ابلغ من سليمان بك وأزداد التواتر عنه ثم ظهر خبر بأنه عزل وأعطوا المتسلمية
إلى رستم اغا وانقطعت الأخبار عن بغداد مدة إلى يوم 18 شعبان وصل ماجوة من بغداد وأخبرت بهمة حضور مصطفى اغا ويوم 21 شعبان نهار الثلاثاء وصل إلى المناوي وثاني يوم الأربعاء صباحاً 22 شعبان دخل للبلد والأعيان والالاي ما لحق عليه لأنه أسرع بالركوب وجاء ودخل الصراي من باب الشرقي الذي عند باب المطبخ على العشار ليس من باب الكبير حسب العادة وطلع للديوان واجتمعت الأعيان وقرى البيورلدى وصار الشنك وثاني يوم حالاً ابتدأ في تحصيل الطلب الذي عند سليمان بك لأن باقي عليه قلم وافر للباب عدا دين التجار على الكمرك ومنهم (لهم) عليه خاصةً وجميع الوهم الذي كان ملتحق بالناس من جهته ما ظهر له أثر ولا تفاضل في شيء يضر البلد كلياً.
وأما ما حدث بهذه اليام على أهل البلد عموماً أن العادة بالبصرة في أيام قص العتق (العذق) الذي هو في شهر أيلول وتشرين يصير أمراض حميات وأما بهذه السنة أبتدت الحميات من شهر تموز وتزايدت في شهر آب ومع الحميات حدث نزول نقطة الذي يسموه ضمله كثيرين أنام في حال الحمى ينزل عليهم النزول وسريعاً يموتون حتى أن أناس من المسلمين ومن جملتهم السيد شعبان أحد أعيان البلد مساء كان طيب ما فيه مرض وفي الليل نزل عليه النزول وحالاً مات ومن المسيحيين توفى الخواجه يوسف أصفر وكان مبدأ مرضه في 24 تموز شرقي (1813م) حمى وكان قبلاً بكم يوم يخرج دم. فمن عظم الحمى انقطع عنه الدم يوم الخميس في 31 تموز (1813م) كنا عنده ونتكلم معه رأينا تغيرت أحواله وصار جسمه ملطع مثل لون المعلاق وتشخصت عيونه ولا عاد ينظر ولا يسمع حالاً احضروا الحكيم أعطاه روح يشمه فما كان منه فائدة واستكت سنونه وسلم الروح وكان وقت
العصر تغمده الله برحمته وعندنا بالكنيسة كان واحد ورتبيت اسمه بدروس ورتبيت كاتسياني (كذا) من بلد اقسقه كان مرسل من قبل المجمع المقدس إلى كابول وكابول في قرب كشمير لأن بها جملة مسيحيين بغير راعٍ فأرسل هذا الأب الذي هو من أبناء المدرسة بوظيفة قاصد رسولي لتلك الأقطار وأقام هناك نحو ثمانية سنين من حين طلوعه من البصرة إلى حين رجوعه وعمد بتلك الأطراف من كبار وصغار ونساء
ورجال. . . عدد 1800 وينيف ودخل للبصرة متوخم من البحر لأنه استقام ستة أشهر من بنكالة للبصرة بمركب عرب وزاد فيه المرض وهو نزيل عند البادرية وتوفى في يوم 20 تموز غربي (183م)(أي في) 8 تموز شرقي بوفاة صالحة وكان معه ولد نجيب فريد في كل معنى أصحبه معه كل ذلك المدة ومرض في المركب ودفنه عل حافة الشط قبل وصوله للبصرة وهذا الذي زاد مرضه وأحزن قلبه لأنه ابن شقيقته.
وكان عندنا خادم اسمه كيورك أرمني من اسبهان وكثير ولد خدوم عاقل فقد توخم من رائحة المرحوم الورتبيت ومرض ثمانية أيام ويوم الثامن نهار السبت في 26 تموز شرقي أصبح بنشاط وفيما هو كذلك نزل عليه نقطة وغاب عن الوعي وحيث لا يوجد حكيم يفتهم ولا هذا شيء يعرفوه أن يلزم في ذلك الوقت فصادة فما التحق بشيء وفي ظرف ساعة خرج الدم من خشمه وخرجت روحه من جسمه وبقي دمه يجري إلى ثاني يوم لوقت دفنه لأنه ولد دموي وذو قوة ونشاط وفي شهر آب ازدادت الحميات حتى ما بقي بيت خالٍ من مريض أو اثنين ومات من الإسلام كثيرين من جرى النزول وكثيرين من جرى قلة الحكماء أو حكمة الحكيم العجمي الذي يداوي بالبرودات وهذا شيء ضد هواء البصرة الذي يوافق
فيه الحرورات لأن هواها رطب واتصل ذلك إلى شهر أيلول.
وفي 15 منه حساب شرقي انتقلت إلى سعادة الأبدية ابنة الخواجا جبرايل أصفر اسمها تروز وكان لها من العمر أربعة سنين بمرض حمى متصلة من غير انقطاع.
وكان حضر للبصرة بيت من بغداد. الرجل اسمه بطرس خنبش خياط وعنده امرأته وثلاث بنات وابنين صغار وله ابن مستسلم حضر معهم فاولاً مرض الرجل خنبش المذكور ومات ولده الصغير الذي يرضع ومات ولد لأبنته كان يرضع وبعده في 19 أيلول شرقي توفت الإمرأة بقي منهم ابنته الكبيرة وابنة صغيرة وابن صغير بسن سبعة سنين فالتزم البادري أن يفرقهم على الجماعة كل واحدة في بيت لأنهم حاصلين في حال الفقر الكلي واغلق البيت.
فالذي رأيناه من الغم والحصر وحالة الناس وخاصة المسيحيين الذين هم قليلين جداً شيء يوعب القلب غماً وحزناً ولا عاد حكاية ولا خبرية مفرحة بل مكدرة ومع هذه الأحوال كساد لا يوصف على كافة السلع والقرش قليل والأموال كثيرة وكل شيء يؤخذ (كذا) من
البصرة بعدكم يوم ينزل ثمنه).
ونرجع لما كنا بصدده من طرف الحكم فقد حكم مصطفى اغا في البصرة بغير أن يتعدى على أحد ولا قيل عنه ظلم أحداً وفي بغداد الحكم مختل بسبب عدم وجود راس لأن الوزير اسعد باشا حدث السن وأخوته لهم كلام وقاسم بيك أخذ ميدان (0) كبير وداود أفندي الذي هو مدبر وصاحب رأى سديد ما قبل أن يصير كهية بسبب كثرة الروس ووجود قاسم بيك وتخربط الطرقات بسببه لأن له عداوة عظيمة من عرب آل جربة وشيخهم فارس ولسبب عداوتهم قطعوا طرقات الجزيرة واتصلوا إلى طريق الموصل وسلبوا كراوين وناتارية وحصل ضرر عظيم للتجار ثم منهم في الشامية وقطعوا الدرب وكروان حلب التزم أن يجي على الخابور بسببهم فبهذه الأيام الوزير أرسل إلى عبد الله اغا الذي كان سابقاً حكم في البصرة جملة سنين بأيام حكم سليمان باشا وهو الشهير فالرأي السديد والتدبير الرشيد ذو العقل الفريد ودعاه لكي يحضر لبغداد لأنه مقيماً في بندر بوشهر من مدة ثمانية سنين ومتجنب حكومة العثماني على ما جرى به بأيام علي باشا (وسابقاً سليمان باشا الصغير وبعده
عبد الله باشا دعوه للإمارة وما رضي يجي) فأولاً إكراماً إلى اسعد باشا الذي هو ابن أبوه الشهير سليمان باشا وثانياً صداقته مع حكام العجم والشاه تغيرت نوعاً فعزم على الخروج من بوشهر وحضر غفلةً يوم الخميس في 17 ذي الحجة وبات في المناوي عند قبطان باشا وثاني يوم صباحاً قبل الشمس جاء للبصرة ودخل السراي وبقي إلى قبل صلوة الظهر وكانت الماجورة حاضرة حالاً ركب وتوجه إلى سوق الشيوخ (حيث إن أفندينا ولي النعم اسعد باشا خرج في أوايل شهر ذي الحجة من بغداد وتوجه على الخزاعل لأنهم كانوا عاصيبن وغير قابلين الشيخ الذي لبسه عليهم وكتب إلى الشيخ حمود أن يركب من مكانه مع عساكره ويتقدم على الخزاعل والمذكور حسب طباعه وعوايده إذا قال باكر يركب انجق بعد شهر يتحرك فاستقام الوزير قريب الحلة مدة شهرين يقطع مراحل وحمود رحل مرحلتين ووافى الخبر للوزير بأن عبد الله حضر وحصل (كذا) عند حمود وإن حمود استقبل عبد الله اغا بالإكرام وريضه حتى يسافروا إلى مواجهة الوزير جملة على أنه باكر وبعد باكر يرحل مضت مدة مع أوايل شهر صفر الوزير لحظ بأن حمود ما هو راغب المواجهة وفي مدة قريب ثلاثة أشهر رحل مرحلتين أردف إليه التحارير بأنه ما عاد يلزم
حضورك ارجع إلى مكانك وأرسل عبد الله اغا يحضر إلينا وحالاً احضر شيوخ الخزاعل ولبس لهم شيخ من أرادوه وعاد راجعاً إلى بغداد فهذا ما كان من الوزير.
وأما ما كان من عبد الله اغا فإنه فارق الشيخ وجاء راجعاً إلى سوق الشيوخ أقام كم يوم يستنظر حرمه المقبل من بندر بوشهر وكان الحرم متعوق في الحضور للبصرة وكان توجه الحرم من البصرة في 26 صفر والمشار إليه بهذا التاريخ ركب من سوق الشيوخ وتوجه إلى بغداد لمواجهة الوزير الذي كان قريباً سيدخل إلى بغداد.
وترجع إلى ما يخص مصطفى أغا متسلم البصرة فقد أقام بالحكومة من غير ظلم ولا تعدي على أحد وجميع الكلام الذي قيل عنه ما ظهر منه شيء.
وكان عند بيت الشيخ درويش باش أعيان البصرة والموجود الآن الشيخ قاسم (زوج بيبي خدوج بنت شيخ درويش وهي صاحبة الأمر والنهي) وأحد نزيل عندهم اسمه ملا أحمد بن ملا عبود بغدادي محسوب عليهم من أيام أباه فقد حصل منه تعدي على واحد وذاك الإنسان محسوب على التفنكجي باشي واتصلت الحكاية للمتسلم فأرسل في طلبه من بيت الشيخ ما سلموه ارسل ثاني مرة كذلك ما سلموه فقام بنفسه تبديل ومعه التفنكجي باشي وكافة اوادمه وراح إلى بيت الشيخ هاجماً ليأخذ الولد وذاك لما شاف الأمر دخل للحرم. وأوادم بيت الشيخ وقفوا لمقاومة المتسلم وصارت ملاطشة بينهم وطلع الشيخ قاسم وتقاول مع المتسلم وتشاتموا والمتسلم هجم على شيخ قاسم وقامت أهل المشراق جميعهم فالشيخ أمر على المتسلم ورفعه في مكان بالديوانية واشتغلت الفتنة وتكاثرت الناس على أوادم المتسلم وصار الضرب بينهم وانجرح جملة من الناس من الطرفين وواحد كردي كان جاي قريباً من بغداد قد كان تفنكجي باشي عند باشة الكرد تصوب برصاص وبعده مات ومحمد اغا بن كنعان تفنكجي باشي البصرة طرمخوه من الضرب بالعصى وبعض من الجوقدارية تجرحوا.
وكان إلى مصطفى اغا أخوين لواحد حسين اغا وهو خزينه داره أمر بسحب أطواب ومضى بهم على بيت الشيخ وأخيراً لحقوا الأعيان وتواسطوا المادة وكفوا الناس وسهلوا الطريق للمتسلم حتى جاء للسراي وكان ذلك يوم الأربعاء في 26 كانون الثاني غربي (1814م) في 4 صفر (1229هـ) وحالاً ركب ساعي من طرف بيت الشيخ وأرسلوه
للوزير والمتسلم عمل عرض وختم فيه الأعيان وغيرهم وقصد تبرير نفسه وكان لما وصل للوزير من الطرفين وهو قرب الحلة قبل أن يدخل إلى بغداد تخلق على المتسلم
ولا رضي بما فعل لأن بنت الشيخ مقامها كبير وخاطرها عزيز عنده أولاً لأسمها الشهير بالشيخ درويش والدولة الواسعة والأملاك المتسعة في البصرة ولكونها تصير بنت عمته لأن سليمان باشا كان خالها فإكراما لخاطرها حالاُ أمر بعزل مصطفى اغا وركب جوقدار من طرفه اسمه عبد الله اغا حضر للبصرة يوم الجمعة في 6 ربيع الأول سنة 1229 (1814م) ومعه مكاتيب إلى صالح أفندي خزنة كاتبي الذي هو الناظر على الكمرك في البصرة حالاً وأخبره سرا وسلمه الموامر ومعه مكتوب للمتسلم ما فيه شيء من هذا الخصوص ليطمئن ومضى من هناك إلى عند بنت الشيخ دخل عندها وسلمها مكتوب من الوزير وبشرها بأن الأمر طبق مرامها وحالاً أمرت له بثلاثة جوار بخشيش.
وأما ما كان من المتسلم فإنه تخوس من مجي الجوقدار ولا عنده أثر خبر فدعا صالح أفندي مستخبراً عن مكاتيب التي أتت إليه فطيب خاطره وأمنه وأنكر عليه المر وقال له نروح إلى المناوي لنعد قبطان باشا ونشوف غيش عنده (لأنه يخاف أن يخبره فيعصي أو يشرد وتصير فتنة) فمضوا إلى المناوي وكان قبطان باشا اسمه عبدي اغا الذي كان اغات الاحتساب سابقاً وصالح أفندي أغتنم فرصة وأخبر قبطان باشا ودبروا الأمر بأن يرجعوا جملة بالماجوة وإن الباشا معزوم عند صالح أفندي. فلما وصلوا إلى عند السراي طلعوا كالعادة من قناق التفنكجي باشي وعند الباب قالوا للمتسلم عليك أمر من أفندينا أنت مرفوع وأمروا بمسكه فمسكهوه اوادم الباشا وأما هو أجاب فرمان افندمزندر وما خالف أبدا حالاً أدخلوه في اوضة في قناق التفنكجي باشي ووضعوا في رجليه الحديد وصبوا فيه الرصاص وعلى الباب عشرين تفنكجي ينطروا وطلع صالح أفندي جلس بالديوان وأحضر جميع الأعيان وقرا عليهم بيورلدى ولي النعم في عزل مصطفى اغا ووكالة صالح أفندي وجملة أناس بل أقول اغلب التاي تأسفوا على رفع مصطفى اغا لأنه كما تقدم القول ما صار منه أذية إلى أحد ويخافوا لئلا يتعوضوا بواحد ردي ظالم.
وأما ما كان من طرف الوزير فإنه دخل إلى بغداد يوم الأحد 23 من شهر صفر
(1229هـ)(1814م) وذاك اليوم ما لبس إبراهيم اغا متسلم على البصرة (وهذا إبراهيم اغا كان حكم
في البصرة على فرمان سليمان باشا الصغير وظلم وأبدع مظالم أخيراً عزلوه وحكم ثاني مرة في البصرة في أيام عبد الله باشا وجار على الناس وأخيراً الفقير والتاجر ما عاد فيه احتمال وتقدمت عروضات بحقه ثم تعادى مع بنت الشيخ وتوجهت إلى بغداد في سنة 1227 (1812م) وطلبت عزله والباشا عزله ونصب مكانه رستم اغا وكما تقدم في هذا التاريخ وقت الذي انتصر اسعد باشا وكان عند المنتفك لبس سليمان بك المقدم ذكره وبعده صار مصطفى اغا فيكون في مضية ثلاثة سنين خمسة متسلمين حكموا بالبصرة) والمذكور حالا لبس الكرك أرسل باش جوقداره إلى البصرة يخبر بحكومته وحرر إلى صالح أفندي أن يكون نائبا عنه إلى حين مجيئه فوقع الغم على الفقراء بالبصرة حيث أن في أيام مصطفى اغا صار بنوع ما رخص فالحنطة البحرية الطبية نزلت إلى سعر 4 وغيرها وقس على ذلك سائر الأشياء تهاودت عن أيام سليمان بك.
وأما ما كان من طرف عبد الله اغا فإنه وصل إلى بغداد يوم الأربعاء 3 ربيع الأول 1229هـ و 1814م) ونزل في قناقه والناس إلا اقلهم فرحوا بقدومه وحصل عندهم السرور على أنه حالا يلبس كهية ويعطي نظام البلد ويدبر الأمور ورابع يوم نهار السبت مضى لمواجهة الوزير وما لبس وما أحد عرف السبب وبعد كم يوم أواسط شهر ربيع الأول الوزير اسعد باشا رسم على داود أفندي الذي هو سهره زوج أخته بنت سليمان باشا بأن ما يخرج من بيته مع أن هذا الرجل احسن ما يوجد بدائرته من الكاركلية وكان بوظيفة دفتر دار أفندي ومحبوب منه.
وكان بهذه الأيام صار طلب من الوزير إلى الشيخ حمود شيخ المنتفق وحرك الركاب من شهر ربيع الأول وفي شهر جمادي الأول حتى وصل بغداد وواجه الوزير بكل كرامة والقول إنه أعطاه المقاطعات عن هذه السنة أيضاً أي عن سنة 1229 (هـ) وبهذه السنة توجه من قبل الدولة العثمانية وزير يسمى بابا باشا رجل مدبر عاقل عالم بالأمور فريد عصره في ملك آل عثمان من