الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفيها مزارع رز وغيره. و5ً لزيادية وهي كبيرة جداً وفيها بساتين عديدة ومزارع رز واسعة و6ً الفداغية وفيها رياض فيحاء ومزارع رز قليلة. و7ً جزيرة العين وفيها بساتين كبيرة ومزارع رز كثيرة. و8ً الصالحية وفيها بساتين كثيرة ومزارع رز جليلة. و9ً العقيراوية أو العجيراوية وفيها رياض فيحاء ومزارع رز قوراء. و10ً الطويلة وفيها مزارع رز وحنطة. و11ً القليصاوية وفيها مزارع حنطة وبعض الصيفيات. و12ً جزيرة المحلة وهي عظيمة وفيها بساتين عظيمة ومزارع رز. - وجميع هذه الجزائر واقعة في شط البصرة. ولما أفلس جابر المراد شيخ آل محيسن من عشيرة كعب حاول التصرف في جزيرة المحلة تصرفاً جائراً وهي الجزيرة التي هي من أملاك الدولة العلية لأنها واقعة في البصرة وفي قربها وهي مقاطعة جسيمة تغل في السنة غلة تبلغ قريباً من ألف كيس وغفل عنها المتصرفون في البصرة. إلى هنا كلام صاحب عنوان المجد، في بيان أحوال بغداد والبصرة ونجد. ومن زادنا في هذا البحث مادة، زدناه شكراً والله الموفق.
(لغة العرب)
الكلكسة
-
1 -
تمهيد
في علم الحيوان عند العرب من الألفاظ الغربية ما يصعب الاهتداء إلى تحقيقها لسوء تعريفها أو نقص تحديدها أو لجهل الكاتب نفسه حقيقتها. فيضطر العصري إلى أن يقول: (وهذا من خرافات العرب). وكأنه إذا قال هذه الكليمات أراح فكره وعقله وأعفى نفسه من التحقيق والتدقيق. ومن هذا القبيل اسم الحيوان الذي صدرنا به هذه المقالة. فما هي الكلكسة على ما جاءت في كتب العرب وما حقيقتها؛ وبأي لسان هي هذه اللفظة المعربة؛ ومن أي أصل مشتقة. هذه أربعة أسئلة نجيب عن كل منها على حدة فنقول:
2 -
ما هي الكلكسة نقلاً عن كتب العرب.
جاء في كتاب الحيوان للدميري ما هذا حرفه: (قال قوم: إنه ابن عرس. وقال
قوم: إنه حيوان آخر غير ابن عرس؛ وزبله إذا سحق وديف بالخل وطلى به مواضع النملة الظاهرة نفع نفعاً بيناً. وفي كتاب دمقراطيس: أن الكلكسة تبيض من فيها.) وروى في نسخة قديمة عندنا هكذا: (وفي كتاب دوبقراطيس (كذا): أن الكلكسة طائر (كذا): تبيض من فيها. وهذه الكلمة لم يذكرها صاحب التاج ولا اللسان ولا القاموس ولا الاوقيانوس ولا البابوس ولا ولا ولا. . . لكن ذكرها صاحب محيط المحيط نقلاً عن الدميري ولم يعزها إليه. ونقلها عن محيط المحيط صاحب أقرب الموارد. وقد ذكرها أيضاً فريتاغ وقزميرسكي وغيرهما.
3 -
من أي لسان معربة هذه اللفظة.
عندنا أن هذه اللفظة ليست من أصل عربي محض بل أرمى إذ هي بالسريانية. ككزشتا) وبالكلدية القديمة الترجومية (كركوشتا) وقد شرحها أصحاب المعاجم الآرامية شروحاً مختلفة. قال أحدهم وهو من الأقدمين: (وجدت في كتاب الحيوان المنسوب إلى ارسطو طاليس أنها ابن عرس. وإن الأنثى منها تحبل من فمها وتلد من أذنها. وتجمع الفضة والذهب والخرز وتخلطه وتلعب به. فإذا أخذ منها عاقبت من أخذه منها بقرض ثيابه
وفراشه. وأنا استغفر الله من هذا القول.) (أورد هذا الكلام باين سمث في معجمه السرياني اللاتيني الكبير نقلاً عن معجم بر علي). وزاد آخر: ويقال له بالفارسية (راسو)(بواو في الآخر) ويقال له: الكنشخت بالشين المعجمة. وفي رواية ثانية إنه الكشخت، وفي رواية ثالثة الكحش ويسمى أيضاً ابن مقرض وصحف بعضهم كلمة كنشخت بالخنفسة وبعضهم بالورشان (كما ذكر ذلك باين سمث). فأنظر حرسك الله أين يفضي الجهل ولا سيما جهل ألفاظ اللغة وبالأخص ما يتعلق منها بعلم الحيوان.
4 -
ما هي الكلكسة على التحقيق وما هي مرادفاتها.
ما الكلكسة على التحقيق إلا ابن عرس لا غير. وما ذكر بعضهم تلك الأقوال القائلة إلا جهلاً لعلم الحيوان. وكان بين بعض الأقدمين جماعة يحبون غاية الحب
عجائب الأخبار فإذا سمعوها من واحد أثبتوها على علاتها بدون أن ينعموا النظر في مواقع صحتها وفسادها. . . وابن عرس وابن مقرض والكلكسة أسماء مختلفة لمسمى واحد. وحكاية جمعه للفضة والذهب والخرز مختلفة من أولها إلى آخرها مسندين ذلك إلى اشتقاق أسمه لظنهم أن (العرس) لا يكون إلا بعد جمع الأصفر الرنان والأبيض الفتان. وحكاية قرضه للثياب مبنية على أسمه (ابن مقرض). وقصة بيض أنثاه مؤسسة على مناسبة في الاشتقاق بين الكيكة (وهي البيضة) والكلكسة لا غير.
ومن أسمائه العربية الكثيرة: السنعبة (وأظنها خاصة بالأنثى) لأن الذكر من هذا الحيوان هو السرعوب. وكلاهما مشتق من السعب مصدر سعب الممات بمعنى الجري لأنه يقال: انسعب الماماي جرى. وسمى هذا الحيوان بهذا الاسم لخفة حركته. ثم زيدت النون بعد الحرف الأول وأبدلت بالراء في الثاني للدلالة على تكرار الحركة وشدتها وأصل السعب: السعي وهو المشي والعدو. وكل ذلك معروف في هذا الحيوان. وعندي أن السرحوب (بالحاء) من أسمائه وهي تصحيف السرعوب على لغة شائعة في القديم يسموها الفحفحة كانت فاشية في هذيل يجعلون فيها الحاء عيناً (راجع المزهر للسيوطي 1: 109) فقد قالوا بعثره وبحثره، لعس ولحس، عوج به الطريق وحوج. المصعنفر والمسعنفر إلى مئات مثلها. - نعم إن اللغويين قالوا في تفسير السرحوب: ابن آوى. لكن هذا يشبه قولهم: الكلكسة: ابن عرس أو فارة التمر. وقيل: ابن آوى. وقيل: السنورة والقطة (راجع دليل
الراغبين، في لغة الآراميين. تأليف القس يعقوب أوجين منا الكلداني. طبع في الموصل في دير الآباء الدومنيكيين سنة 1900 الصفحة 335) وسبب اختلاف الآراء ناشئ من جهل حقيقة الحيوان على حد ما يفعل الرامي إذا كان غير ماهر في الرماية فإنه كلما أخطأ الغرض أعاد رميه إلى أن يصيبه. ومثل هذا القول المتضارب قالوا في النمس فقد شرحوه بمعناه الحقيقي المعروف به. ثم قالوا: وقيل هذا الظربان وقيل: ابن آوى. إلى آخر ما هناك من الأقوال المختلفة. - ومن مرادفات ابن عرس (لزلم)(وزان سبب وصرد). وهي وإن لم ترد بمعنى الكلكسة عند جميعهم فإنها وردت بهذا المعنى عند قوم آخرين. لأن العلامة اللغوي الإنكليزي العارف بالسريانية أتم المعرفة
وهو باين سمث في شرحه للكلمة السريانية (ككوشتا) ص 1830 قال: معناها: ابن عرس، ويقال له نرعم (كذا). ولا غرو أن هذه اللفظة مصفحة عن (زلم) كما جاءت صحيحة بهذا الوجه في كتاب معجم بر بهلول. لكن الزلم في دواوين اللغة هو الوبر وهو حيوان غير ابن عرس. - قلنا: هذا صحيح لكن قد ترد اللفظة الواحدة بمعانٍ مختلفة بموجب اختلاف البلاد والقبائل، وهذا من ذاك. وإلا لما جاز لهؤلاء العلماء الإثبات اللغويين المشهورين أن يذكروا ما لا علم لهم به. إذ جماعة فصحاء السريان يذكرون لككوشتا معنى ابن عرس والزلم. - هذا فضلاً عن الزلم معدول عن الزالم وهو المسرع والزلمان من أوصاف ابن عرس.
5 -
في أي لسان وردت أولاً لفظة الكلكسة ومن أي حرف
أواصل مشتقة.
من نظر إلى هذه اللفظة العربية وبحث عما يقاربها من الألفاظ في أصل مادة ك ل ك س لا يقع على ما يبل صداه. فالكلمة إذا معربة عن (كركوشتا) الكلدانية القديمة. ومنها بالسريانية (ككوشتا) وإبدال الراء لاماً والشين سيناً أمر مشهور لا يحتاج إلى إثبات وهو كثير الورود في لغتنا العربية. وهي مشتقة في الأصل من مادة ك ر ك التي تقرأ أيضاً ك ر خ بالكلدانية. والمادة تدل على الدور والإدارة والبحث والتفتيش وهي مادة تكاد تكون بهذا المعنى في جميع اللغات ومنه: الكرخ: اسم لكل مدينة كانت تبنى مدورة مسورة. ومن ذلك (كرخ بغداد) لأنه أول ما بنى كان على هيئة مدورة مسورة. ومن هذا الأصل أيضاً
الجرخ بالفارسية وهو الدولاب. وأنظر الألفاظ اللاتينية واليونانية وما يتفرع منها في اللغات الإفرنجية على اختلاف أنواعها، تر العجب العجاب. إذ كلها تفيد الدور والإدارة والاستدارة والبحث والتفتيش. وكل ذلك من صفات الكلكسة أو ابن عرس.