المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌نبذة من تاريخ بغداد والبصرة والمنتفق - مجلة لغة العرب العراقية - جـ ٣

[أنستاس الكرملي]

فهرس الكتاب

- ‌العدد 25

- ‌سنتنا الثالثة

- ‌صفحة من تاريخ خليج فارس

- ‌الراديوم

- ‌زكاة النصح

- ‌عصام الدين العمري

- ‌رحلة إلى شفاثا

- ‌نظرة في الاحساء

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 26

- ‌البصرة وأنهارها

- ‌بيت علم في العراق

- ‌نقد الجزء الثاني من كتاب تاريخ آداب اللغة العربية

- ‌رجال السفينة العراقية

- ‌إقامة أتون طاباق عمومي

- ‌سورة الخيل

- ‌مشارفة سد الهندية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 27

- ‌كدرُلعومَر في أقاصيص العرب

- ‌الطريق من الاحساء إلى الرياض إلى مكة

- ‌أسماء الأرياح عند أهل السفن العراقية

- ‌البصرة وأنهارها

- ‌الكلكسة

- ‌تطواف في جوار بغداد والمدائن

- ‌نصرانية غسان

- ‌الفكر سياح

- ‌فوائد لغوية

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌ألفاظ عوام العراق

- ‌مريم

- ‌العدد 28

- ‌الجرامقة

- ‌الشيخ عثمان بن سند البصري

- ‌الشيخ السكير

- ‌تصرف العرب في الألفاظ الأعجمية

- ‌رؤية أدبية

- ‌ألم تر أن الدهر يكتب ما تملي

- ‌فوائد لغوية

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 29

- ‌جزيرة العرب

- ‌لغة العرب

- ‌الكرد الحاليون

- ‌خلد أثراً

- ‌أفعال تتعلق بأهل السفن

- ‌أسرة بدروس آغا كركجي باشي

- ‌كتاب الولاة وكتاب القضاة للكندي المصري

- ‌سياحة في النوم

- ‌فوائد لغوية

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارقة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 30

- ‌سياسة لا حماسة

- ‌المدائن أو طاق كسرى أو سلمان باك

- ‌أيها العربي

- ‌أمراء السعود في جزيرة العرب

- ‌الشيب والشباب

- ‌مستقبل قضاء الحلة

- ‌الحياة خيال

- ‌الأكراد الحاليون

- ‌حكم

- ‌الهيلاج ومعانيها

- ‌بحر النجف

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌الحالة العلمية والحركة الفكرية في النجف

- ‌لا همز في كلامهم

- ‌الدول

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 31

- ‌كتب تواريخ بغداد

- ‌على الأرض وفي السماء

- ‌أقسام إمارة السعود

- ‌الأدب خير نسب

- ‌أربع أسر بلا أثر

- ‌السائح الغربي في العراق العربي

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌فوائد لغوية

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌باب التقريظ

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 32

- ‌طاق كسرى

- ‌خاتمة البحث في إمارة السعود

- ‌برس نمرود

- ‌أيها الأمل

- ‌طوب أبو خزامة

- ‌المال حاكم

- ‌الذرعة

- ‌أربع أسر بلا أثر

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب التقريظ

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 33

- ‌خرافات عوام البغداديين

- ‌الزواج عند يهود بغداد

- ‌الرّماحية

- ‌الطيارون في الشرق

- ‌ارتفع أسعار الأرضين في بغداد

- ‌النخل في العراق

- ‌بقايا بني تغلب

- ‌الكلمات الكردية في العربية الموصلية

- ‌التجارة في بغداد

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المراجعة والمكاتبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌باب التقريظ

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 23

- ‌الباب الوسطاني

- ‌نبذة من تاريخ بغداد والبصرة والمنتفق

- ‌منارة سوق الغزل

- ‌نُبوةُ أديب

- ‌أنا والدنيا

- ‌إمارة الرشيد

- ‌حالة التجارة في بغداد في سنة 1913

- ‌اللسان

- ‌الرطب والارطاب

- ‌صادق وفتحي

- ‌مكتبات النجف

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌فوائد لغوية

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب التقريظ

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 34

- ‌منافع بيع البواخر

- ‌بيت النمنومي أو بيت جرجية

- ‌الحيدرية

- ‌وقفة تجاه السن

- ‌الأسطول الطيار

- ‌نبذة من تاريخ بغداد والبصرة والمنتفق

- ‌باب المذاكرة والمكاتبة

- ‌فوائد لغوية

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌إصلاح بعض الأغلاط واستدراكها

الفصل: ‌نبذة من تاريخ بغداد والبصرة والمنتفق

ما كان أغنى عن (ابن العلقمي) ولا

عن قومه أنه في الملك يحتال

جنى على نفسه (ابن العلقمي) ردى

فراح يصحبه عار وإذلال

ذاق الخسار فلا مال ولا وطن

ولا حياة ولا عز ولا آل

أن ينكث (الأعجمي) العهد من سفه

فكم له في ذويه العجم أمثال

محمد الهاشمي

‌نبذة من تاريخ بغداد والبصرة والمنتفق

في أوائل القرن التاسع عشر من الميلاد.

اذكر قراء لغة العرب الغراء ما كنت قد دونته في جزها الحادي عشر من سنتها الثانية وهو قسم من ترجمة سعدون باشا وكنت قد علقت هناك حاشية بشأن حمود آل ناصر آل سعدون معربة عن كتاب التاريخ العثماني لأحمد راسم ومستندة على ثقات الرواة وقد جاء فيها أيضاً بوجه الاستطراد لمحة من تاريخ بغداد تعريبا عن الكتاب المذكور ولم اقف في غيره على تفاصيل وافية تشفي غليل مطالع التاريخ عن تلك الأزمنة؛ وربما لم تدون الوقائع بالإيضاح الكافي أو دونت ثم عبثت بها يد الدهر وها أنني قد عثرت على نبذة تاريخية بين أوراق حواها صندوق وجدته في دار الشاب الأديب الحسيب، الحلبي الاصل، والبغدادي المولد؛ واللاتيني الطقس لطف الله أفندي ابن نصر الله بن فتح الله بن نعمة الله بن المقدسي يوسف بن ديمتري الخوري عبود وهذا الصندوق طوله نحو متر واحد وعرضه نحو نصف متر وكذلك ارتفاعه وهو مملو رسائل كان قد بعث بها أجداد أسرته الكريمة بعضهم إلى بعض من حلب وبغداد والبصرة وأزمير وكلكثة وغيرها لقصد التجارة ودوام الوداد بين الأقارب وفيه الأوراق التجارية الواردة إليهم من سورية والعراق والهند وإيران وتواريخ أوراق هذا الصندوق تتعلق بأواخر القرن الثامن عشر للميلاد وأوائل القرن التاسع عشر وفيها شيء نزر من صكوك شرعية صادرة من قضاة حلب يرتقي تاريخها إلى أواسط القرن السابع عشر. وهذه الأوراق وإن كان اغلبها تجاريا فأنها لا تخلو من الفوائد التاريخية في غير بابها هذا أيضاً. إذ قد ذكر أصحابها في سياق كلامهم حوادث ووقائع بلدة سكنوها الأقارب وأصدقاء وتجار قطنوا في غيرها. وقد خصص أهلها شيئاً من هذه الأوراق للدين والتاريخ والأدب وغيره. وما هذه الدفينة إلا جزءاً ضعيفاً من أوراق التهمتها نار شبت في 7 رمضان 1326 (2ت1 سنة 1908) في خان الموما إليه لطف الله أفندي عبود فأحرقت جميع ما فيه ولم تكن هذه الأوراق المحترقة مهملة بل كان قد خصص لها فيه حجرة مبنية بالطاباق معقودة به كما نسق بناء الخان المذكور وليس في بنائها من المواد القابلة الاشتعال سوى أخشاب الباب والطاقات بحيث نفذت النار منها فأمست طعمة

لها ونصيباً. وهذه الأوراق المحترقة كان ينوف قدرها على نحو عشرين صندوقاً كصندوقنا المحكى عنه وقد حوت أعمالاً تجارية متسلسلة التواريخ حتى صدر القرن العشرين عائدة كلها إلى الأسرة المذكورة وفيها من الكتب المخطوطة وغيرها ما يندر وجوده وكان قد اهتم بحفظه الخلف عن السلف ومن هذه الأوراق ما هو مختص بأحدهم فتح الله عبود الذي عرفه كثير من معاصرينا وكان يعتني بالأوراق المنتقلة إليه اشد

ص: 563

الاعتناء. منذ حداثة سنه وقد زادها ما اقتناه بذاته فكان يدون الوقائع في تقاويمه اليومية كما كان يفعل سلفه. هذا فضلاً عما حوته مفاوضاته التجارية والأهلية من الشؤون الجمة وكنت ترى عنده الجرائد نفسها عن السنين المتعددة الطويلة مجموعة مجلدة ومنها (الزورآء) منذ ابتداء انتشارها. ولحسن الحظ كان قد بقى من هذه الأوراق في دار السكنى الصندوق الذي ساقني إلى هذا المقال. ورب معترض يرمي إلى قلمي الزوغ عن الصدد إنما أوردت شيئاً عما يتعلق ببعض أحوال هذه الأسرة طلباً لتوثيق القارئ الكريم بها لما سيأتي من ذكر حوادث وأخبار ذات بالٍ في التاريخ فأني لاحظت بونا عظيما بين ما ذكرته (سالنامات) ولاية البصرة من أسماء (متسلميها) وسني نصبهم وبين ما أفادتنا به النبذة التي اكتب هذه الأسطر توطئة لها وقد أقرت سالنامة ولاية البصرة سنة 1309هـ بافتقارها إلى الأخبار وطلبت إلى الذين يعرفون مثل هذه الأمور أن يفيدوها بما عندهم. فزادني طلبها هذا نشاطا ولبيته إذ قد سنحت الفرصة بذلك وأما صاحب النبذة هو الحلبي أصلا، والرومي الملكي طقساً، الشماس ميخائيل بن المقدسي يوسف

ص: 564

بن ديمتري الخوري عبود المتوفى في 18 آب سنة 1814 في كلكتة ونبذته هذه موجودة بخط يده ويظهر جلياً من نسق تحريرها ومن تقويم له وجد بين الأوراق انه كتبها في البصرة حيناً بعد حين على توالي حلول الوقائع والله أعلم فأنه علام الغيوب.

يعقوب نعمة الله سركيس

(لغة العرب)

كاتب هذه المقالة هو يعقوب أفندي بن نعمة الله (نعوم) بن آكوب جان بن سركيس بن آكوب جان بن مقصود. وهو ابن عمة لطف الله عبود الذي وجدت عنده هذه الأوراق التاريخية النفيسة.

ص: 565

الذي حاصل لنا فهو بالحقيقة ولا أنكره ونحن من القديم إلى الآن خدام لسلفاكم ولكم وأما من طرف البيكاوات الموجودين عندي فما يمكن تسليمهم لأن مثل هؤلاء أناس أجواد جاءوا لعندي فيقتضي على أن الفيهم واسعد بك ابن أبوه الذي نحن خدامه ونذكر حسن فعائله معنا فعاد غير ممكن أن نسلمه ولا غيره كلمن يجي إلى حينا.

فاشتد غضب الكهية من هذا الجواب وبدا في ديوانه يتكلم على حمود بالذميمة ويقول ما أحد يقص رأسه غيري وصار يحرك غضب الوزير على البيك وحمود حتى أرضاه بمرامه وأمر بجمع عساكر وكان طلوعه من بغداد في شهر شوال سنة 1227هـ (1812م) على الحلة وصار مسيره بالشامية والعساكر تنتقل إليه من لاوند

ص: 567

وكرادوترك من كركوك وارويل وعروبية العراق وعكيل وبراطلية وتفنجلية حتى صار جملة العسكر الحربي ينيف على ثلاثين ألف عليقة. للخيل والبغال عدا الجمال ومعه من الأطواب عدد 10 وقنبر عدد 3

ص: 568

وزنبرك عدد. المراد أن ركبة هذا الوزير ملوكية ما اتفق مثلها في أيام سلفاه حين ركوبهم على العربان وطلب من البصرة ثمانية مراكب يتوجه بهم قبطان باشا إلى سوق الشيوخ وحالاً توجهت بذخائرها وبدا الوزير يقطع مراحل في المسير والناس تستعلم الأسباب التي قصدته على التقدم لمحاربة حمود والبيك ولكن أخيراً ظهر السبب وهو أن حسب العادة القديمة يقتضي في شهر شوال يأتي إلى الوزير فرمان التقرير من الدولة العلية وبهذه السنة وخروه عنه وصارت التاتارية تشتغل وتطلبوا عليه مبالغ لسبب أن اسعد بك كتب على الوزارة وله رجال تساعده في المحروسة ودارك الشتاء على العسكر وهو بالبرية ولا زال يقطع مراحل إلى أن دخل شهر محرم سنة 1228 (ك2 سنة 1813) حتى تقدم إلى قرب عشيرة المنتفق وركب الجسر وعبر إلى الجزيرة وفي أوائل شهر محرم وصل تاتار غاسي الوزير عبد الله باشا ومعه قبي جوقداري واشتهر عنهم أنهم جايبين المنصب من الدولة إلى عبد الله باشا وصار فرح في بغداد واتانا الخبر إلى البصرة صحبة ساعي الإنكليز وكان وصوله في 5 صفر سنة 1228 وأمنت وفرحت الناس بذلك (أملا بأنه قريباً تنتهي الأمور ويسلك الطريق الذي تعطل حيث جملة ماجوات قريب

ص: 569

عدد 50 غالبهم شاحنين أموال وقهوة وسقوطات ومبتدأ تحميلهم من شهر شعبان وغالب قهوة الموسم تحملت بهم حتى يمشوا كار حسب المعتاد وظهرت هذه الأمور وتوخروا وأموال

الناس عدا تعطيلها عليهم بعضها عدم من الأمطار والنشل لأنه مال مهيت بين أيدي السكمانية وبعد أن كانوا في الشط أدخلوهم إلى العشار وإحدى الماجوات طبعت وأموال الناس تجركت المراد ترى التاجر في ضيقة خلق لا توصف والأموال نزلت أقيامها من جري عدم سلوك الطريق والكساد في بغداد ولا بد من بعض الاختلال والقرش ما يحصل حتى يرسلوا للبصرة ولذلك صار ضيقة على الناس والوعود الباطلة في عطاء الحق اكثر من بغداد وحلب). وفي يوم الثاني من شهر صفر سنة 1228 نهار الأربعاء تقدم الوزير بعساكره الوافرة وتقدم حمود بجنوده ومعه اسعد بك مع عسكر قليل عثمانلي محتوي عنده وصارت الواقعة للحرب ولم يعلم الوزير أن العسكر والاغاوات والكاركلية جميعهم خائنين عليه ويريدوا اسعد بك والمكاتبات متصلة لهم منه بأنه هو الوزير والمنصب جاي باسمه فحالما بدا الجنك وضربت الاطواب أول مرة تبدد عسكر المنتفق وكاد يعدم فلولا اللاوند خرجوا من العسكر

ص: 570

ونكسوا بيارقهم وتبعهم الكرد مع باشاواتهم واغاواتهم ثم الكاركلية والعثمانلي اتباع الباشا بنفسه وأما العروبية جميعهم بدوا ينهبوا نقل الاورضي مع الجباخانة جميعها على الأجمال ساقوها وولوا ناكسين والعسكر جميعه صار في طرف اسعد بك وما بقي عند الباشا سوى العكيل والبرطلية والتفنكجية ونشأت أيديهم عندما شافوا الخيانة فرجع الباشا والكهية إلى الصيوان واتاهم بعض الشيوخ ومنهم راشد أخو حمودو. . . . قبل حمود وأتوا بهم إليه ودخلوهم لعنده مسوقين كالغنم وفي حال دخولهم اخبروه بما أنه كفيف ونفوه بتعذيرهم على فعلهم معه وأمر برفعهم إلى سوق الشيوخ وحالاً أخذوهم ومعهم قبجيلار كهيسي وناصر الشبلي شيخ العكيل وحبسوهم في سوق الشيوخ بأمر حمود شيخ المنتفق واسعد بك جلس في صيوانه وبدت المنتفق وعريان العشيرة ينهبوا اورضي الوزير حتى الخزنة تقاسموا الذهب بالشقابين الذي حسبوه من عدد أحماله قريب ستة لكوك ذهب سكة عدا سكة الفضة من قرش وريال وعدى طواقم الفضة التي توجد عند هكذا وزير المراد جميع ما وجد بالاورضي من كلي وجزئي حصل بيد عرب المنتفق وما اكتفوا بهذا بل بعد توزيعهم ذلك جميعه في بيوتهم بدوا يسلبوا العسكر ويأخذوا سلاحهم وهدومهم والذي ما يسلم بالحال يقتلوه والذي التجأ في صيوان البيك خلص من التشليح ولكن حصانه وسيسنته راحوا من يده وجميع القطرات وتقاسموا العربان وجميع ذلك العسكر منه براطلية

وتفنلكجية ولاوند بقيوا عرايا وكذلك بعض الأكراد والارولية والكركوكلية وآغنهم إبراهيم آغا الذي كان متسلم البصرة سابق تشلح وبقي عريان

ص: 571

ودخل إلى عند البيك حالا أمر له بكسوة ولبسه زخرجي باشي وبعض من أغاوات وابن باشوات الكرد اخذوا أوادمهم وانهزموا راجعين وبعضهم بقيوا عند البيك وأما العرب اغتنوا من هذه الهيبة غناء لا يوصف وترى العربي لابس الكرك وزبون القطني وهو حفيان وكل يوم يأتوا بالخيل والبغال يبيعوها بالسوق وفي الجنك ما قتل أناس كثير سوى نجم ابن شيخ تويني أبن عم حمود الذي خان وراح عند الباشا وليس شيخ وبعض من جنوده ومن طرف حمود ابنه الكبير المسما برغش المشهور في صورته ومنظره العجيب وفروسيته ففي وقت الحرب تقدم إليه واحد من أبناء باشاوات الكرد وكلاهما مدرعين وطعنه برمح على الدرع الداوودي وهو قاطع ومزق الدرع وثنا عليه بالخشت وهو طارحه للأرض وتحاوطته جنوده وجابوا إلى عند أبيه ولازالت العرب يتنهب العسكر ولا أحد يقدر يكلمهم وأما اسعد بك حالاً لبس داود أفندي (الذي كان آخذ أخته بنت سليمان باشا وكان محبوب منه وهو صاحب تدبير ومعقول وكان عند عبد الله باشا دفتردار) كهية وكتب امربيور إلى والي البصرة باسم المتسلم حالاً وهو رستم اغا وأرسله بصحبة سلاح داره محمود آغا وأما أحوال البصرة بقيت بنوع ما مرتاحة إلى يوم السبت مساء 5 صفر سنة 28 وتواردت الأخبار

ص: 572

بان اوردي الوزير انكسر واختلت البلدة وثاني يوم نهار الأحد وضعوا قلقات في القهاوي والأسواق وجميع الدكاكين تفرغت من الأموال وصار الخوف بقلوب الناس ويوم الثلثا وصلت المراكب مال البصرة (الذي كان طلبهم الوزير وسافر بهم قبطان باشا إلى قرب سوق الشيوخ ولكنه بعد وصوله أتاه تحريض من اسعد بك وما عاد ظهر منه أذية إلى العربان ولا عاد تقدم إلى السوق بل بقي متوخرا) ورموا المراسي بمكانهم قبل توجههم ويوم الثلثا صباحا وصل أيضاً السلاح دار ومعه البيرولدي وصار له الاي بدخوله إلى السراي والمتسلم استقبل الأمر من الدرج ودخلوا للديوان وتلى على سماع المتسلم بحضور قبطان باشا والأعيان والمشايخ يذكر فيه بأنه حضر له من الدولة منصب وزارة بغداد والعزل إلى عبد الله باشا وبأن يوم الأربعاء في 2 صفر الساعة 1 وقفوا للمحاربة والعسكر حالاً خان واتا إليه وقد استولى الأمر والخطاب إلى رستم اغا استلم بما أنه من اتباع وخدام

أبوه الصادقين بقيمه متسلم البصرة تقريراً ويحرضه مع بقية الأعيان على الحفظ والصيانة إلى البلد وشاع اسم أفندينا اسعد باشا وأمنت الناس وقد أمر المتسلم والأعيان والمشايخ جميعاً أن يتوجهوا إلى مواجهته وأن المتسلم يجيب له 90 ألف (غرش) من ثلاثة تجر بأسامهيم بموجب أمر منه وهم الحاج يوسف الزهير 40 ألف وسليمان بن الفداع 30 ألف وخالد بن رزق 20 ألف وحينما المستلم عرض عليهم الأمر اجتمعوا تجار الكبار وفصلوا مع المتسلم التسعين بستين ألف غرش عين وفرضوها على كافة التجار منها على اليهود 20 ألف وعلى الخواجة

ص: 573