الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وصية رقية بنت محمد آل مبارك:
منهم امرأة اسمها رقية بنت محمد آل مبارك أوصت بثلث ما وراءها أي ما خلفته بعد موتها من مال بأعمال البر ووكلت عليه خالها عبد المحسن بن سيف، وهو المعروف بالملا ابن سيف الخطاط الثري المعروف وهو الوكيل الين يرشد أخوها إبراهيم أي إلى أن يبلغ أخوها إبراهيم سن الرشد، ويصبح قادرًا على التصرف في وصيتها، وبينت مصارف ثلث مالها المذكور في وصيتها بأنه حجة لها وحجة لأبيها، كل حجة باثني عشر ريالًا، ويشترى من
ثلثها قربة وهي التي تملا ماءً وتوضع في الشارع أو المسجد يشرب منها من يحتاج إلى ماء الشرب.
كما أوصت بشيء لطيف قلما يتنبه له كثير من الرجال وهو المصحف، إن أوصت أن يشتري من ثلثها مصحف بثلاثة أريل، والمصحف يكون لمن ينتفع به، ثم ذكرت شيئًا لطيفا آخر وهو أن قدرها المعروف ونحن نقول: إنه ليس معروفًا لنا ولا لأهل هذا الجيل الذي نعايشه ولكنه معروف لها ولوكيلها بمعنى وصيها، ووصفته بأنه الذي (يكب صاع)، و (يكب صاع) معناه أنه يتسع الآن يطبخ فيه صاع من الجريش ذكرت أنها أيضًا مسبلته أي جعلته وقفًا ينتفع به من احتاج إليه.
والوصية بخط الكاتب الشهير في وقته سليمان بن سيف كتبها في اثني عشر خلت من شوال سنة 1268 هـ.
وشاهدا الوصية هما (علي آل محمد بن جاسر) و (عبد الله آل خضير بن شيبان).
وهذا نصها:
وقد اطلعنا على وقفية لامرأة أخرى منهم هي موضي بنت محمد آل مبارك السالم، حيث وقفت دارها المعروفة بجنوب بريدة التي اشترت من دخيل الحمود يحدها من قبله دار العرفج ومن شرق دار الجنيفي.
وأيضًا سَبَّلت أي أوقفت ثلاث نخل من المقطر الأوسط الثنتين القراين
بمعنى أنهما مقترنتان أي واحدة ملاصقة للأخرى، وثالثتهن الشقراء، ريعهن بضحايا وعشيات لها ولوالديها وذريتها من ذكر وأنثى.
وقد أوضحت معنى العشيات: وأنها جمع عشاء يطبخ ويكون فيه لحم ويؤكل في أيام معينة من شهر رمضان غالبا ما يكون يوم خميس أو جمعة.
وقد وكلت بمعنى أوصت إلى ابنتها رقية آل حمد أي بنت حمد، ولم تذكر بقية اسمها، وذكرت شيئًا مهما كان يغفله كثير من الموصين الرجال وهو أن الريع إن سقم، أي إن كفى واستمر على كفايته كثرت الأضاحي أي يقوم الوكيل أو الوكيلة وهي بنتها بزيادة عدد الأضاحي، وإن لم يكف يجمع كله في ضحية واحدة، والمحتاج من ذريتها يأكل أي من الأضحية والعشاء في رمضان، وينزل أي في هذه الدار الموقوفة ولا حرج عليه.
وقد أشهدت على ذلك شخصين بارزين هما سلطان بن محمد العرفج من آل أبو عليان حكام بريدة السابقين، وسابق بن فوزان العثمان والد الشيخ فوزان السابق المشهور، والكاتب عالم مشهور هو الشيخ محمد بن عمر بن سليم، وتاريخها 23 ربيع أول سنة 1295 هـ.
وقد ورد ذكر لموضي بنت محمد آل مبارك هذه في شهادة نقدر أنها في عام 1284 هـ أو نحو ذلك، وتقول: إنها تشهد بأنها حين مات أبوها محمد آل مبارك رحمه الله أنها هي والحريم بالبيت فتشن في البيت أي بيت أبيها واللي بقي قسمه سليمان - تريد الثري الوجيه سليمان بن صالح السالم بيننا كل حرمه اثنين وعشرين ريال وستة مشاخصة، والمشاخصة: جمع مشخص وهو نقد ذهبي فيه صورة شخص، ويوم صمل جميع ما بالبيت وما قضب من الدَّين أي من الدَّين الذي لأبيها محمد آل مبارك لدى الناس ولذلك قالت: وما قضب من الدين اللي بالسوق أي سوق البيع والشراء لدى الناس كل يعطيه نصيبه منه، كتب شهادته (شهادتها) عن أمرها سليمان بن سيف.
وهذا يستدل به على ثراء الرجل.
وهذه صورة الوثيقة:
ووصية امرأة أخرى منهم اسمها طرفة بنت مبارك وبقية الاسم مطموس الرطوبة أصابت أعلى الورقة، وهي بلا شك من هذا الفرع من آل سالم الذين هم المبارك لعدة أدلة:
منها أنهم معروفون في زمنهم بالغني وما ذكرته في وصيتها يدل على أن حالتهم المالية جيدة.
ومنها أن زوجها اسمه (مبارك) وهذا يدل على أنه منهم، إذ يتكرر اسم مبارك فيهم.
ومنها أن الشاهدين هما من أسرة (السالم) وإن لم يكونا قريبين لها وهما صالح بن سليمان الناصر وأخوه ناصر وهما من أسرة السالم التي تفرعت منها أسرة الشعلان واشتهر منها الشاعر الشجاع (أبو شليل) وتقدم ذلك في حرف الألف وفي حرف الشين.
ومنها أنها عينت ناظرين من آل سالم على وصيتها هما سليمان وسالم، والأول هو (سليمان بن صالح آل سالم) وهو وجيه ثري شهير لذلك لم تحتج إلى أن تذكر باقي اسمه، وقد سبق ذكره مرارًا، والثاني: سالم ونظن أنه سالم بن محمد السالم من الأسرة نفسها وذكرت أن الوصية بعدهما تكون للصالح من ذريتهما، مما يدل على أنها ليست لها أولاد ذكور وإلَّا لأوصت إليهم.
وقد انقطع نسل سليمان بن صالح السالم كما سبق في ترجمته في حرف السين.
وأما سالم فإن ذريته لا يزالون باقين.
والوصية مكتوبة بخط محمد العويصي وخطه رديء سواء من جهة الخط ورسم الحروف أو من جهة الإملاء مما يستدعي أن نعيد كتابتها بحروف الطباعة لكي يتمكن من يريد من القراء أن يفهمها.
وتاريخ كتابتها في 18 ربيع ثاني سنة 1282 هـ.
وهذه صورتها:
وهذا نقلها لحروف الطباعة:
"الحمد لله
هذا ما أوصت به طرفة بنت مبارك .....
وهي في صحة من عقلها وبدنها
…
أن لا إله إلَّا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور، فأوصت في جميع نصيبها من ملك زوجها مبارك الشمالي المعروف وهو ثمينه وقف على أبواب البر، به ثلاث حجج على ثلاثة عشر ونصف الريال: حجة لها وحجة لأمها، وحجة لأبوها وثلاث ضحايا، واحدة لأمها، وواحدة لأبوها، وواحدة لنفسها. الجميع ضحايا دوام، وجدتها (نَصرة) وأخوها حمد مخشرتهم في ضحيتها، وعشيات في رمضان لأمها وبناتها هيلة وسلمى محشرتهم في ضحيتها، وأوصت لبنتها شما في خمسين وزنة حياة عينها، وشقراه اللي جتها من زوجه مقيظ بنتها سلمى حياة عينها.
والوصية المذكورة من الحائط الشمالي لابنتها حياة عينه ما توتي عندها شهد على ذلك صالح السليمان الناصر وأخيه ناصر وشهد به كاتبه عبد الله بن محمد العويصي، في 18 ربيع الثاني سنة 1282 هـ، الوكيل سليمان وسالم،
وهم بحل، ومن بعدهم الصالح من ذريتهم، وصلى الله على محمد".
وفي هذه الوصية أشياء قد تحتاج إلى تنبيه لكونها تخفى على بعض الشباب من القراء منها قولها: جميع الضحايا دوام أي مستمرة يضحي بها في كل عيد أضحية من كل عام، وهذا طبيعي، إذ من المفترض أن يستمر دخل النخل الذي أوقفته فيكون فيه من الريع ما يكفي للضحايا.
وقولها: وجدتها (نصرة) واسم (نصرة) كان شائعًا في وقتها، وأدركت شيئًا منه فكنت أعرف امرأة اسمها (نصرة) ولكنه تلاشى الآن، وكأنما (نصرة) مؤلف ناصر منظورا إلى معناه لا إلى لفظه.
وقولها: حياة عينها، يعني مدة حياتها، ولكنه يشير إلى معنى مهما طالت حياتها، وقولها: ما توتي عندها أي ما ينازعها منازع فيها. انتهى.
وهذه شهادة لطرفة المبارك السالم حول ما وجدوا في بيت أخيها محمد المبارك يوم مات من النقود وأنهم ما وجدوا إلأ أربعين ريالًا وأربعًا وعشرين مشخصًا، والمشخص كما قدمت نقد ذهبي فيه تمثال شخص لذا سمي (مشخصًا) وستة زرور، والزر: نقد ذهبي يدل اسمه عليه لأن زر معناها ذهب بالفارسية، وقد دخلت إلى العربية منذ وقت طويل، ذكرتها في كتاب:(معجم الألفاظ الدخيلة في لغتنا الدارجة)، ثم أضافوا بأنهم وجدوا أيضًا صرف أربعة أريل أي من النقود الصغيرة ما يساوي أربعة أريل، وقد اشهدوا على ذلك شخصًا يرجع نسبه إلى السالم وهو عبد الله العبد الكريم بن عبود وهو عم والدي، والكاتب وهو علي العبد العزيز بن سالم من أسرة السالم نفسها.
وهذه النقود التي ذكروها بصفة التقليل: ما لقينا إلَّا كذا تعتبر وحدها ثروة رجل ثري، فإذا أضيف إليها ما خلفه محمد آل مبارك من غير النقود اعتبر ثريًا حقًّا.
وهذه صورتها:
وورد ذكر سليمان المبارك بن سالم في ورقة مداينة بينه وبين الشيخ محمد بن عمر بن سليم، والدين سبعة أريل فرانسه يحلن طلوع شوال سنة 1285 هـ - أي بانتهاء شهر شوال، وأرهنه بهن خلاخيل مقبوضات شهد على ذلك عبد الرحمن الجار الله وكتبه جار الله العبد الرحمن (الجار الله) من أسرة الصانع.
والخلاخيل إن كنت لا تعرفها هي ما يسميها بعض العوام (الحجول) - جمع حجل - وهي تضعها المرأة في ساق رجلها فوق كعبها للزينة، وتكون عادة من الفضة، والواحدة منها على شكل حلقة مستقلة عريضة.
وهذه وثائق أقل أهمية وأحدث عهدًا، فيها ذكر للمبارك من آل سالم: وأكثرها مداينات بينهم وبين الشيخ العالم الأديب (عبد الله) بن كاتب الوثائق والمعاقدات الشهير في وقته علي بن عبد العزيز آل سالم.
فالدائن والمدين كلهم من أسرة (آل سالم) الكبيرة.
وهذه وثيقة مبايعة بين ناصر السليمان المبارك بن سالم (بائع) وبين سليمان المحمد العمري (مشتر).
والمبيع نصيب ناصر السليمان المبارك ونصيب عياله سليمان وعبد العزيز ومزنة من ميراثهم من لطيفة العبد العزيز المنصور من ميراثها من أمها هيلة المحمد العمري، من سهم أبيها محمد السليمان العمري في ملك المسعود بالمريدسية.
والثمن: اثنان وثلاثون ريالًا، كما سقط عن ذمة ناصر أيضًا خمسة ريالات وثلث ربع الجميع سبعة وثلاثين ريالًا وثلث سقطن عن ذمته من الدين الذي بذمته لسليمان.
والشاهد محمد العبد العزيز الفهاد.
والكاتب ناصر بن دبيان المحمد.
والتاريخ 15/ 11/ 1372 هـ.