الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
منهم صالح بن ماضي يتوكل أي يكون وكيلًا في بعض القضايا لدى المحاكم الآن - 1399 هـ - والتوكل هنا أن يكون وكيلًا في قضية يخاصم ويداعي بالنيابة عن غيره، بأجر يتفق عليه مع صاحب الدعوى، فهذه المهنة شبيهة بمهنة المحامي لولا أنه لم تكن لها أنظمة، ولا قواعد تنظمها، ولذلك نجد أن بعض القضاة إذا تضايق من أحد الوكلاء هؤلاء منعه من الترافع عنده، بل ربما يمنعه من دخول مبنى المحكمة.
الماضي:
من أهل العريمضي.
أسرة أخرى متوسطة العدد، يرجع نسبهم إلى عنزة، أبناء عم للسَّرَّاح والبلهان والزويد أهل اللسيب.
منهم صالح بن عبد الله الماضي كان أميرًا في (العريمضي).
وهم منسوبون إلى جدهم ماضي بن سيف بن مروان.
كتب إليَّ أحد أسرة الماضي، يقول:
في يوم السبت 22/ 5 / 1425 هـ ذهبت بمرافقة أخي عبد الله إلى العريمضي وقمنا بزيارة رئيس مركز العريمضي/ صالح بن عبد الله الماضي وسألناه عن تاريخ أسرة الماضي، ونسبها فأفادنا بأن جد هذه الأسرة هو سيف بن مروان، وكانت تسمى هذه الأسرة بالمروان، وسيف هو الذي غرس ملك الماضي بالعريمضي، ووصيته من أقدم الوصايا، حيث كتبت سنة 1254 هـ، وله ولد واحد اسمه ماضي السيف، وماضي له من البنات رقية وهي أم محمد بن صالح السراح، وإخوانه عبد المحسن وعبد العزيز، وله من الأولاد أربعة هم:
- جزاع (وهو الذي تنسب له أسرة الجزاع المتفرعة من الماضي) وقد ذكر
أولاده وأحفاده في شجرة الماضي.
- عبد الله.
- مشاري (وهو الذي تنسب له أسرة المشاري في بريدة وعنيزة المتفرعة من الماضي) وأولاده وأحفاده مذكورون في شجرة الماضي.
- صالح بن ماضي بن سيف، وقد كتب وصيته سنة 1352 هـ وهو الذي ذكره مطوع اللسيب عندما قال: وابن ماضي بحكمنا راضي.
- وهو أمير العريمضي في ذلك الوقت، واستمرت الإمارة في أولاده وأحفاده فرئيس مركز العريمضي الآن هو حفيده صالح بن عبد الله الماضي.
- وأحفاده بالعريمضي وبريدة وحفر الباطن يعرفون بالماضي.
- وقد زودنا بالوثائق والوصايا وشجرة الماضي وذلك لتسليمها لمعاليكم، وهي مرافقة لهذا الخطاب.
وهذه وصية سيف بن مروان جد آل ماضي، وهو أول من عرفناه سكن في خب العريمضي وغرس ملك الماضي في العريمضي، وله ابن اسمه (ماضي) هو الذي نسبت إليه هذه الأسرة.
وهي وصية واضحة مكتوبة بلغة طالب علم وهو محمد بن الشيخ القاضي عبد العزيز بن عبد الله بن سويلم قاضي بريدة - أعني الوالد عبد العزيز - للإمام عبد الله بن سعود الذي خربت الدرعية في وقته عام 1233 هـ خربها إبراهيم باشا المصري.
أو أن تكون هذه العبارات الواضحة من صياغة ناقل الوصية وهو الشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز بن عويد، وهو طالب علم متمرس، بل هو شيخ عالم سبق ذكره في حرف العين.
ومما يسترعي الانتباه في هذه الوصية عدا تاريخها الواقع في ربيع الأول عام 1254 هـ قوله:
بأن ثلث ما وراه على (ماضي) وذكوره الخارج منه، وربما كانت (الخارجين) منه، وذلك يساوي التعبير المشهور (أولاده لصلبه) ولم يصف (ماضي) هذا بأنه ابنه اعتمادًا على ما يعتقده بأن ذلك معروف للجميع.
ثم فصَّل فقال: في كل سنة ضحيتين ضحية لنفسه وضحية لوالده مروان وعَلْيَا، وعليا هي والدته، وقد أحسن الناسخ الشيخ عبد الرحمن بن عويد حين ضبط اسم عَلْيَا بالشكل، ونحن نعرف أن اسم عليا للمرأة ليس شائعًا عند المتأخرين، ولكنه كان شائعًا عند المتقدمين ومن ذلك اسم (عَلْيَا وأبا زيد) من أبطال قصة بني هلال، قال:
وكذلك حجة لأبيه مروان يذكر أنه حاج لأمه، يريد أنه قد حج لأمه فبقي أن تكون لوالده حجة مثلها.
والحجة كانت معروفة وواضحة في أذهان الجميع في الزمن القريب السالف، ولكن الجيل الجديد من القراء صارت تحتاج عنده إلى تعريف.
وهي أن يحج أحد الأشخاص بأجرة لشخص آخر بأن ينوي من دفعت إليه الأجرة أن يكون ثواب تلك الحجة لمن نويت له، وليس عمن يقوم بها، فهي كالنيابة في الحج عن آخر.
ثم قال: وأيضًا يوصي بعشرين وزنة فطور في رمضان في كل سنة تقربًا إلى الله.
والمراد من ذلك أن يخصص هذا المبلغ من التمر وهو عشرون وزنة يساوي ذلك ثلاثين كيلو قرام من التمر ليفطر به الصائمون في رمضان،
والغالب أن يوضع في المسجد القريب أو في بيت الوصي وهو الذي يسمونه الوكيل على تنفيذ الوصية، ولم يذكر هنا مكان وضع الفطور المذكور، ربما كان ذلك من أجل أن يدفع في المكان الذي يراه الوصي.
ثم كرر ذلك اللفظ الغريب، (ذكوره) فقال: والباقي يخرج على ذكوره عياله وعيال عياله، أي للأبناء الذكور من ذريته.
إن تخصيص الذكور في بعض الوصايا والأوقاف عندهم لا يقصد منه حرمان البنات، ولكن المجتمع والشرع يلزمان القائم على أمر المرأة بنفقتها سواء كانت أمه أو ابنته أو أخته، إذا لم يكن لها من ينفق عليها، وكان أخوها غنية بخلاف الولد الذكر وهو الابن فإنه ملزم بالإنفاق على غيره إذا استطاع.
ثم ذكر تلك العبارة المألوفة، وهي أن أولاده يأكلون ولا حرج عليهم.
وهذه العبارة أيضًا كانت واضحة في أذهان الناس في القديم ولكنها صارت تحتاج الآن إلى توضيح، فالمراد من أكلهم من دون حرج أنهم يأكلون من ريع هذا الثلث ولو لم يمكن تنفيذ الوصية كاملة بأن قصر المال عن أن يتسع لأكلهم والتنفيذ ما جاء في الوصية، ولذلك، قال: فإن أغناهم الله فعلى ما يورون به القربة.
وهذه العبارة لها مدلول عظيم وهو أنه يتسامح مع أولاده بأن يتصرفوا بما فيه التقرب إلى الله من هذه الوصية، لأنه قال: على ما يورون أي على ما يرون من ذلك.
وذلك بخلاف ما كان يفعله أكثر الموصين الذين لا يبيحون لذريتهم التصرف بما يرون فيه المصلحة والتقرب إلى الله بما يخلفونه من الوصية.
ثم قال:
والوصية المذكورة بالنخل يخرج ما ذكر من أصله.
وهذا أيضًا لابد من شرحه، وذلك أن النخل سواء أكان ملكًا خاصًّا أو وقفًا أو وصية، فيه عمارة وهي التي يستحقه الفلاح الذي يقوم على النخل بسقيه وإصلاحه وخدمة ثمرته، وليس الأصل والعمارة تحديد نسبي، وإنما ذلك على ما يتفق عليه.
وقد قال في آخر الوصية: ولا يباع ولا يرتهن.
وكلمة (يرتهن) لا يقولها إلَّا طالب علم، وإنما اللفظ الشائع عندهم أن يقال: لا يرهن، فذكر الشاهد في أثناء الكلام، وليس في آخره كالمعتاد، وهو عبد الله الشايع المحيسني، وهذا أفادنا بأن يسمية أسرة (الشايع) بهذا الأصل وخروجها به عن اسم الأسرة الأصيل وهو المحيسني قديم أكثر مما كنا نتصور إذ شايع هذا شهد على هذه الوصية في عام 1254 هـ فمتى كانوا يسمون به؟
ثم عاد الوصي وهو سيف بن مروان فقال: والوكيل على ما ذكرنا ابنه (ماضي) وماضي هو رأس أسرة الماضي في الوقت الحاضر، بمعنى أنه الذي صاروا يعرفون باسمه وليس باسم والده سيف، ولا جده مروان.
وكرر هذا اللفظ الغريب في أمثال هذه الوصايا وهو (ذكوره) أي أولاده الذكور، تفوه بعبارة لها معنى لا يذكره كثير من الموصين على أهميتها، وهي قوله إلَّا إن بان منه غير صلاح، فالوكيل الصالح من أولاده فهو يذكر أنه إن بان من ابنه ماضي غير صلاح لتنفيذ هذه الوصية، وقد سقطت من الكتابة النون من كلمة (بان)، وغير الصلاح، إما أن يكون قهريًا كالخلل العقلي أو عدم إحسان التصرف أو أن يكون لغير ذلك.
أكد ذلك بقوله: الصالح من أولاده هو أو أولاد أولاده.
ثم كرر الشاهد باسمه قبيل اختتام الوصية مثلما يفعل الآخرون وذكر بعده اسم الكاتب وهو محمد بن الشيخ القاضي عبد العزيز بن سويلم.
وتحت ذلك مباشرة:
ويعلم من يراه أن سيف بن مروان أوصى بهذه وأنه ذكر على حياة عينه أي في حال حياته أنه جعل هذا الثلث المقطر مقطر القليب، قليب النفود، وهو من القليب إلى السوق اللي بينه وبين النخل".
وهذا معناه أنه عين الثالث الذي أوصى به ولم يترك ذلك لمن يقوم بعد موته، والمقطر هو الصف المستقل من النخل وقد ذكر عدده بأنه سبعون نخلة، وهذا عدد كبير بالنسبة إلى عدد النخل في مقاطر النخيل.
وذكر عبارة بدت كالرجوع عن الأولى، وهي أن الوكيل الصالح من أولاده.
وكان تاريخ هذا الملحق من الوصية في وم 14 من جماد التالي من سنة 1267 من الهجرة أي ألف ومائتين وسبع وستين، أي بعد كتابة الوصية الأولى بسبع سنين.
وقد شهد على ذلك سالم المريبد وهو غير معروف لنا، وكذلك الشاهد الثاني ليس واضحًا لأن الذين يسمون بالحميد كثير، سواء أكان ذلك بترقيق الميم كأسرة الشيخ المشهور عبد الله بن سليمان الحميد الذي كان رئيسًا لقضاء جيزان أم بتفخيم الميم كأسرة الراشد الحميد.
وظني أن التفخيم هو الصحيح وأن المراد بالحميد هؤلاء هم أهل العريمضي الذين هم كالموصي في هذا الأمر، فهم بتفخيم الميم وهم قدماء في (العريمضي) بل ورد ذكرهم في التاريخ إذ هم أبناء عم للشيخ محمد بن عبد الله بن حميد مؤلف كتاب (السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة).
فقد ذكر المؤرخون أنه من أهل العريمضي في الأصل ولكن ولد في عنيزة أو أن بعض أسرته انتقل إلى العريمضي.
وقد ظلت هذه الأسرة معروفة في العريمضي إلى الوقت الذي أدركناه وعرفت منهم (عبد الله الحميد) المعروف بالفلاح، وذلك أنه من تجار عقيل الذين
كانوا يسافرون بالمواشي من القصيم إلى الشام وفلسطين ومصر للتجارة.
ولقبه عقيل بالفلاح لأنه كان فلاحًا بالعريمضي بالفعل فترك الفلاحة واشتغل بالتجارة مع عقيل.
فمن الطبيعي إذا أن يكون الشاهد حمد الحميد من هذه الأسرة.
وقد ذكر ناقل الوصية العالم الثقة عبد الرحمن بن عبد العزيز بن عويد أنه نقل الجميع أي جميع ما في الورقة حرفا بحرف وكلمة بكلمة من خط من سموا نفسيهما.
وهذه اللفظة (نفسيهما) تدل على ما ذكرناه لأنه لا يقولها إلأ عالم نحوي كالشيخ عبد الرحمن العويد.
وقد ذكر أن سبب ثبوت ذلك لديه هو تسجيل الشيخ سليمان آل علي أي ابن علي بن مقبل على تصحيح الوصية، وعلى نقل الموصي بالمقطر أنه صحيح بأقلامهما وأكد ذلك بقوله: ليكن معلومًا عند من نظر فيه، وذلك من السنة المزبورة أي المذكورة وأوضحها بأنها في عام 1327 هـ مخافة التلف للوثيقة.
وأسفل من ذلك إلحاق ثانٍ للوصية بخط سليمان السعوي بتاريخ جمادي الآخرة، وهذا تعبير لا يقوله إلأ عالم يعرف العربية الفصحى جيدًا سنة 1264 هـ أي بعد تاريخ الإلحاق الأول بسنة واحدة.
وهو منقول أيضًا بخط عبد الرحمن بن عويد.
واللطيف في هذا الإلحاق الثاني أنه أضاف إلى التمر الذي أوصى به ثلاثين وزنة تمر كل سنة في القهوة في رمضان كل سنة.
وذلك أن الناس كانوا يحيون الليل في الصلاة والتهجد ويسمون ذلك القيام فيحتاجون إلى القهوة لكي تعينهم على مقاومة السهر وتنشطهم على الاستمرار في قيام الليل.
وتحتها إلحاق ثالث يتضمن اعتراف سيف بن مروان بأنه وطأ امرأته بمعنى جامعها في نهار رمضان، ولذا وجبت عليه كفارة ذلك وهو عتق رقبة بأن يشتري الوصي عبدا أو أمة أي عبدة أنثى ويعتقها أي يحررها من العبودية بنية أن يكون ذلك كفارة عما بدر منه.
وقد أوضح أن شراء العبد يكون من رأس ماله وليس من الثلث الذي أوصى به، وذلك أن الكفارة كالدين الذي يكون على رأس المال وليس على الثلث الموصي به، وذلك من باب أداء الواجب، أما لو أوصى أي موص بأن يعتق من ثلث ماله عبد أو أمة من باب التطوع وطلب الثواب فإن ذلك لا يكون إلَّا من الثلث.
وهذا عجيب من العجائب والغرائب في هذه الوصية التي لا تصدر إلَّا من رجل نابه عارف بما يقول.
وقد أكثر الموصي أو الكاتب من ذكر الشهود على هذا الملحق الأخير حتى بدأ عنده كأنما هو أهم من أصل الوصية، فشهد عليه أربعة شهود بالإضافة إلى شاهد طبيعي خامس وهو الكاتب سليمان السعوي، كنا تمنينا أن الكاتب الشيخ سليمان السعوي قد ذكر اسم والده، ولكن هذه عادة له ذكرتها فيما نقلت من خطه ألا يذكر إلَّا الاسم فقط، وذلك يفعله بعض الكتبة، إما من باب التواضع أو من باب عدم اعتبار الأهمية له.
والشهود هم إبراهيم الحبيب والحبيب معروفون من أهل تلك المنطقة، ولكن لقب الحبيب في أكثر من أسرة واحدة، والثاني حمود الفاضل والفاضل مشهورون وهم الذين تفرع منهم العكية ومنهم عبد الله العكية الذي قاد أول تظاهرة في بريدة.
والثالث محمد بن حمد لا أعرفه، والرابع جار الله العبد العزيز، وهذا لا يكون إلَّا من إحدى الأسرتين أولاهما: أسرة الجار الله الذين تفرعت منهم أسرة الغفيص أهل المريدسية، أو من الجار الله المتفرعين من أسرة (الصانع) وهم من أهل المريدسية أيضًا.
وفي آخرها تسجيل القاضي الشيخ سليمان بن علي آل مقبل الذي يصح أن يسمى بقاضي القصيم وسبق الكلام على مضمون التسجيل.
وتاريخ تصديق القاضي على الوصية 11 من ذي الحجة عام 1295 هـ.
ومن لطائف هذه الوصية وربما كان ذلك من صدق نية صاحبها أن ما ذكره في وصيته قد نفذ بالفعل وبخاصة الحج وعتق الرقبة، وجدنا ذلك مكتوبًا مسجلًا في خلاف العادة، إذ لم يكن الناس يبالون بتسجيل مثل هذه الأمور.
وذلك على النحو التالي:
الأولى بيان أن علي العبد الله مطوع العريمضي ولم يذكر اسم أسرته حج بحجة لمروان (بن سيف) وأن
…
والمراد الوصي قد اشتري عبدا من صالح الحصان بمائة ريال وأعتقه شهد على ذلك إبراهيم الصالح بن فويس، هكذا قرأت كلمة (فويس) والفويس هم أسلاف الطامي الأسرة المعروفة الآن، وقد تقدم ذكرها في حرف العين، وكاتبه عبد الله بن عبد اللطيف يشهد ولا أعرف الكاتب، ولم يؤرخ هذه الفقرة.
ولكن الكتابة أسفلها مؤرخة في 25 محرم عام 1293 هـ تفيد بأن الشيخ العالم صالح بن دخيل آل جار الله قد حج عن سيف بن مروان.
وتحتها كتابة غير مؤرخة ولا واضحة بقلم عبد الله بن عبد الرحمن الحميضي.
ونظرًا لحرص (آل ماضي) هؤلاء على تنفيذ وصية جدهم فقد وثقوها بخطوط علماء قضاة أجلة أولهم الشيخ سليمان بن علي المقبل قاضي بريدة وسبق نقل ذلك.
وثانيهما قاضي بريدة بعده وهو الشيخ الشهير محمد بن عبد الله بن سليم الذي له كتابتان إحداهما كتاب منه إلى صالح الماضي حفيد الموصي يذكر فيها أن ثلث جده قد نفذ ما فيه من الوصية، وكتبها بتاريخ 1317 هـ. وقد سقطت من كل سطر منها كلمة أو كلمتان، وأولها اسم المرسل الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم.
والثانية: وثيقة تعيين لصالح بن ماضي المذكور ناظرًا على وصية عمه وجده لأن الموصي لم يذكره بالاسم، ولكون وصية عمه أيضًا داخلة في هذا التعيين فرأى القاضي ابن سليم أن صالح الماضي أهل لإنفاذ ذلك وتاريخها في 18 ربيع عام 1317 هـ وهي بخط الثقة الشهير في وقته ناصر بن سليمان بن سيف.
والوثيقة التالية هي بخط العالم الثقة عبد الرحمن بن عبد العزيز بن عويد تثبت بشهادة امرأتين أن هيا بنت محمد العجلان قد وكلت زوجها صالح الماضي على ثلث ما وراءها من كل ما خَلَّفَتْ، وكيل ماين، و (ماين) من الميانة وهي إطلاق حرية التصرف فيما يوكل للمرء من عمل دون تقييده بشروط، ولذلك قالت: ينفذه على ما يوري أي على ما يرى.
وذلك يدل على محبتها لزوجها وثقتها بأمانته وحسن تصرفه، وقد سبقها إلى ذلك - مع الفارق - قاضي القصيم الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم الذي أقامه وصيًّا على تنفيذ وصايا جده وعمه كما سبق.
أما الشاهدان فأولهما من أسرة (الفاضل) الذين سبق الكلام عليهم، وهم مذكورون في حرف الفاء، والثانية بنته هي سلمى بنت خلف الحمود، والمتبادر للذهن أنها من أسرة (الحمود) أهل اللسيب، ولكن بما أنه ورد في الشهادة على الوصية اسم حمود الفاضل فمن الجائز أنها من أسرة (الفاضل) التي منها الشاهدة الأولى.
والوثيقتان مؤرختان في عام 1333 هـ.
وهذه وصية صالح بن ماضي نفسه، وقد كتبت في عام 1352 هـ بعد وصية جده سيف بن مروان بنحو مائة سنة، وهي بخط خلف الراشد وهو شخص معروف بل مشهور بأنه مطوع العريمضي، وأعرفه معرفة جيدة، لأنه كان صديقًا لوالدي، وكان إذا دخل إلى بريدة مر بأبي وبأصدقائه الآخرين، فله أصدقاء عدة وهو من (آل أبو عليان) حكام بريدة السابقين، بل هو من ذرية راشد الدريبي الذي حكم بريدة أكثر من مرة آخرها انتهت في عام 1194 هـ عندما هجم عليه حجيلان بن حمد ومن معه من آل حسن من آل بني عليان وقتلوه.
من الماضي أهل العريمضي هؤلاء: صالح بن عبد الله الماضي رئيس مركز العريمضي.
ومنهم إبراهيم بن عبد الله الماضي وكيل المدرسة المتوسطة في المريدسية.
ومنهم عبد الرحمن بن عبد الله الماضي مدرس.
ومنهم أحمد بن ماضي الصالح الماضي مدرس أيضًا.
وأخوه محمد بن ماضي الصالح الماضي موظف في بلدية بريدة.
ومنهم عبد العزيز بن صالح الماضي كان تاجر أغنام في الحفر توفي عام 1420 هـ.