الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أقول أثناء بحثي عن الرجل الذي ذكر الأخباريون أنه هو الذي قتل عبد الله الغانم عرفت من بعض الإخوة من أسرة المدلج ومن غيرهم أن المدلج لم تثبت عليهم دية لكونهم لم يقتلوا ابن غانم، وإنما قتله غيرهم.
ووقفت على ورقة بذلك من الشيخ القاضي محمد بن عبد الله بن سليم قاضي بريدة وما يتبعها فيها شهادة إبراهيم بن سليمان المطوع، وهي بخط الشيخ محمد بن عبد الله وعليها ختمه.
وتقول: إنه ثبت براءة آل مدلج من دية عبد الله آل غانم.
المْدَيْفِر:
بإسكان الميم في أوله، تليها دال مفتوحة فياء ساكنة ففاء مكسورة، وآخره راء.
أسرة من أهل الصباخ.
أكبرهم سنًّا الآن - عام 1399 هـ - محمد بن حمد بن محمد بن عبد الله (الملقب) مديفر وكانوا قبل ذلك يقال لهم الدوخي، ومديفر لقب علي عبد الله
المذكور لأنه كان قصيرًا وأراد السفر مع قافلة فقالوا له: أنت لا تقوى على رفع الحمل على الدابة يا (مديفر) فلحقه اللقب.
وقيل إنه قال أقوى عليه (ادفره) وارفعه فسمي بمديفر.
وأصلهم الدوخي.
وعبد الله مديفر المذكور هو جد صديقنا إبراهيم بن عبد الله بن صالح بن عبد الله هذا.
جاءوا إلى بريدة من جهة سلمى وهم من شمر.
وقد توفي عبد الله (مديفر) في حدود عام 1300 هـ. وجميع الوثائق التي ذكرت اسمه في عهده تسميه ابن دوخي لا مديفر.
ذكر لي عدد من أعيانهم أن جدهم جاء إلى بريدة من جهة جبل سلمى قرب حائل، وكان اسمه (دودان).
أما (دودان) فإنه اسم عربي قديم بل عريق فهو أبو حَيّ أي جماعة من بني أسد، قال الزبيدي في تاج العروس:(دودان) بن أسد بن خزيمة: أبو قبيلة من أسد.
وقد سمعت بعض المديفر يسميه (بداود) والصحيح ما ذكرته والدليل على ذلك ما يعرف الجميع من قلة تسمي الأعراب بداود أو عدم ذلك ومجيئه إلى بريدة قديم وإن كان بعض الأسرة ومنهم صديقنا إبراهيم بن عبد الله الصالح المديفر الذي كتب نبذة مختصرة عن أسرة المديفر ذكر أنه قدم إلى بريدة في زمن إمارة حجيلان بن حميد فأعطاه أرضًا وزرعها.
فجدهم قدم بريدة قبل زمن حجيلان بن حمد، بدليل أن أحد أسرة الدوخي وهو (روق بن دوخي) كان له ملك مزدهر معروف مشهور في زمن حجيلان بن حمد، وكان يستدين عليه من التجار، واسمه روق بن دوخي، ولم يذكر في اسمه دودان، كما لم يتضح ما إذا كان دوخي هو والده، أم أنه اسم أسرته.
وقد نقلت الوثائق الدالة على ذلك الوارد فيها اسمه وأنه قديم عند ذكر أسرة الدوخي في حرف الدال وهم الذين تفرعت منهم أسرة المديفر.
منهم عبد العزيز بن عبد الله المديفر والده عبد الله هو الذي لقب بمديفر.
تولى إمارة الصباخ وتوفي في عام 1354 هـ، وقبله كان أخوه صالح بن عبد الله قيل لي إنه تولى إمارة الصباخ ومات قتيلًا في وقعة المليدا عام 1308 هـ.
وصالح المديفر هو ابن عبد الله المسمي مديفر، فمديفر والده رأى رجلا غريبًا يحش فقو القت والفقو أول ما ينبت من القت - البرسيم - بعد حصده، وكان الناس يأكلونه في المساغب والمجاعات، فقال له: أحصد من القت الطويل هذا شوي ورح ظنامنه، أنه يريده لدابة عنده، فقال له الرجل: يا عم الطويل ما يصلح لي أبي (الفقو) اخلطه بنخال عندنا واتعشاه أنا وعيالي.
فأعطاه طحينًا وجده قليلًا جاهزًا وتمرًا ولم يخبر أحدًا بذلك من عائلته إلا زوجته.
ولعبد العزيز المديفر قصة مع الذي أخذ من تمر نخله في الصباخ خلسة في محفر فرآه عبد العزيز المديفر وشال عليه المحفر وقال: عجل لا يشوفك راعي النخل عبد العزيز المديفر، قيل: سئل عن ذلك، فقال: الحلال غالي، أخاف أنه يجي مرة ولا أقدر اسكت عنه، وكان ذلك في الفجر ظنًّا من اللص أنه لا يراه أحد.
أما سبب تسميتهم بالمديفر فإن جدهم عبد الله بن محمد الدوخي كان قصيرًا قويًّا، ومن عادة الناس أن يسموا القوي من الرجال (مدفر).
ذكروا أن سبب تسميته ما تقدم من كونه كان قصيرًا ولكنه كان قويًّا، حدثني والدي رحمه الله قال: كان مديفر قصيرًا وكان عاقلًا رزينًا دخل مرة من الصباخ إلى بريدة فأراد بعض الصبيان غير المؤدبين أن يضايقه فقالوا: (ياحليل مديفر يا حليله، يا قصر مْدَيفر يا قصره).
فوقف عندهم بدون مبالاة وقال لهم: يا حليل مديفر، يا حليله، يا قصر مديفر يا قصره) أي كرر ما قالوه من دون تأثر فعرفوا أنه لا يبالي بذلك، ولم يعودوا إليه.
قال والدي رحمه الله: وهذا يدل على عقله واتزانه، وكان (مديفر) يبغض ذلك اللقب، لأنه أولًا يخشي - كما وقع بعد ذلك أن يخرج بأبنائه من اسمهم الأصيل (الدوخي) وثانيًا، لمجرد كونه لقبًا، لا يشعر بمدح ولا بذم إلَّا المدح بقوة الجسم.
ولذلك كانت جميع المكاتبات والوصايا التي كتبها (مديفر) وحتى وصايا بعض أبنائه أيضًا فيها الدوخي وليس المديفر، وإن كانت المكاتبات والمبايعات لجيرانه في الصباخ ونحوهم يذكرون فيها (مديفر) حتى في حياته.
فمن الأول وصية ابنه صالح وهي مكتوبة بخط الشيخ العلامة محمد بن عمر بن سليم في 9 شعبان سنة 1300 هـ. وظاهر صنيعه أن والده (مديفر) كان موجودًا إبان كتابة وصيته، إذ لم يرد له ذكر إلا بكون الموصي (صالح) أشرك والديه باضحية وهذا لا يدل على أن والديه قد توفيا إبان كتابة الوصية، لأن والدته موجودة فهي الوصية على إنفاذ وصيته وإن كان جعل معها خاله عثمان بن خضير الصالح نظيرًا على الوكيل التي هي أمه.
وفي هذه الوصية أشياء معتادة وأشياء غير معتادة تدل على فطنة صالح المذكور.
أما المعتاد فقوله: إنه أوصى بعد موته بخمس ما ورآه وهذا أمر لا يعمل به في الغالب إلا طلبة العلم، ونحوهم أخذا بالحديث (الثلث والثلث كثير) أما العوام فإنهم يوصون في الغالب بثلث ما يخلفونه.
وقال تقدم في ريعه، ولم يقل يقدم فيه أي أصل المال الموصى به، وهذه طريقة جيدة في المحافظة على أصل المال الموصى به عن النقص والمقدم في ريعه حجة واحدة بخمسة عشر ريالًا لنفسه، والباقي من الريع في أضحية وعشيات جمع عشاء في رمضان، وقد شرحنا العشيات وأنها طعام يطبخ من
مال الموصي في أيام الجمع والخميس في رمضان من كل عام.
قال: وقربة تظهر ستة أشهر أو خمسة، وذلك أن أيام الحر التي يحتاج فيها الناس لشرب الماء حاجة شديدة هي أيام الحر التي تتراوح ما بين خمسة أشهر إلى ستة.
والمراد بالقربة كما شرحتها سابقًا المملؤة بالماء تروي أي تملأ ليلًا، وتعلق في مكان لا يمنع من أراد أن يشرب منها من ذلك.
قال: وأشرك والديه بالضحية والعشيات والقربة كما أشرك جدته طرفة السليمان، ولم يذكر اسم أسرتها يريد أنها شريكة في ثواب ما ذكر.
قال: وما فضل عن المذكور في أبواب البر ولا أدري الآن مقدار ما تركه من المال، فإن كان عقارًا فإن حدسه يكون قد أصاب لأن الأضحية وعشيات رمضان والقربة لا تستغرق كثيرًا من المال، ولكنه أكد ذلك بشيء يدل على فقهه وهو أنه قال: إن رأى الوكيل باب بر أولى من الأضحية والعشيات فيصرفه إليه.
وقال أيضًا في لفتة واضحة: والمحتاج من ذريته أو والدته فيأكلون ويكتسون - أي يشترون ثيابًا يلبسونها - ولا حرج، الوكيل على ذلك أمه، وبعدها أخوه عبد العزيز بن عبد الله وجعل خاله عثمان نظيرًا على الوكيل وهو أمه وهو أخوها.
قال: والوكيل على عياله عمهم عبد العزيز آل عبد الله.
وقد شهد على هذه الوصية عثمان بن خضير الصالح - وهو خاله، وإبراهيم بن محمد بن عمر (بن سليم) وهو ابن الكاتب العلامة الشيخ محمد بن عمر بن سليم.
وهذه صورة الوصية:
وهذه ورقة تتعلق بمديفر الذي هو جد المديفر وهي نادرة لأنها بخط عبد الله بن مهنا الصالح الذي كاد يكون أمير القصيم قبل استيلاء الملك
عبد العزيز وأهل بريدة على بريدة، وذلك أنه جرى بحث بين رجالات (المهنا) الموجودين في الكويت والملك عبد العزيز فوقع الاختيار أول الأمر على عبد الله المهنا ثم عدلوا عنه إلى صالح الحسن.
ويقول عبد الله المهنا: إن حصان مديفر الذي شراه أبوي يعني مهنا الصالح أمير القصيم الذي قتله آل أبو عليان عام 1292 هـ. أرسله مهنا مع حسن المهنا يوم ينحدر يبي الحاج، وجع الحصان أي مرض وخلاه عند محمد الرشودي سنة 1291 هـ، إلى أن قال: طاب الحصان أي شفي من المرض وباعه الرشودي بأربعين نيرة، ويذكر الرشودي أن النيرات وصلن حسن.
وجاء ذكر (مديفر) بلقبه ولكن بعد ذكر اسمه صريحًا (عبد الله آل محمد) ولذا أسمته (مديفر) وليس (المديفر) لكونه أول من تسمى (مديفر).
وذلك في وثيقة بخط سعيد بن صقيه كتبها في محرم من عام 1307 هـ.
ولا يستبعد أنه كتبها بعد وفاة مديفر وأنه كان ينقل شهادته نقلًا ولم يستشهده حال كتابة الورقة.
وعندما كنت في المدرسة وهي الكتاب الذي صاحبه محمد بن صالح الوهيبي وذلك في عام 1355 هـ وكان عمري عشر سنين كان معنا في المدرسة ثلاثة من المديفر أسنان لي أحدهم إبراهيم العبد العزيز المديفر، وقد اشتغل مثل أكثر أفراد أسرته بالسفر في التجارة بالإبل إلى الشام وفلسطين، أذكر أنه كان أسمر اللون، وعادة كل من عاد من السفر أن يكون أسود الوجه من الشمس والرياح ولفح السموم في القيظ والريح الباردة في الشتاء.
وكنت ألاحظ أن ذلك يستمر مع الرجل منهم لمدة أسبوعين أو نحوها ثم يعود إلى لونه الطبيعي، فكان إبراهيم بن عبد العزيز المديفر يلفت النظر بشدة سمرته عند وصوله من السفر.
والثاني صالح بن محمد المديفر.
والثالث: إبراهيم بن عبد الله الصالح المديفر، وقد توظف باكرًا واستمرت صلتي به وقد أعطاني قائمة بأسماء (المديفر) الذي تسموا بهذا الاسم في أول الأمر، وإن كان بعضهم لا يزال يتسمي بالاسم الأصيل:(الدوخي).
ومنهم إبراهيم العبد العزيز المديفر له شعر عامي، ومحب للشعر وحفظه، وتميز عن غيره من المهتمين بالشعر بأنه كان يكتبه وقد أخبرني ناصر بن زعاق أنه قال له:
أرجو أن تبلغ فلانًا - يقصدني - أن عندي أشعارًا مكتوبة لأهل بريدة لا أطلع عليها كل أحد، ولكنني سوف أطلعه عليها ثم قال مثل ذلك لشخص آخر.
ولا استغرب ذلك منه لأنه كان زميلي في المدرسة في عام 1355 هـ وسن كل واحد منا 10 سنين وقد شكرته على ذلك بوساطة أحد الأخوة إذ لم أتمكن من مقابلته ثم كان الموت أسرع إليه منا.
قال عنه ابن عمه إبراهيم بن عبد الله المديفر:
إبراهيم بن عبد العزيز العبد الله - مديفر - ولد في صباخ بريدة وعاش فيها صباه وفلح فلاحة أبيه بعد إخوانه، وكان كريمًا بينه ملتقى الضيوف في طريف شمال المملكة، وله مساجلات شعرية بالبادية مع عبد العزيز النقابي ومع ابن عمه إبراهيم العبد الله الصالح المديفر، ثم نزل الرياض وتاجر بها ثم استقر في بريدة وتوفي فيها وقد رثاه أخوه عبد الله بقصيدة نبطية ورثاه ابن عمه إبراهيم العبد الله الصالح المديفر بقصيدة عمودية مطلعها:
يا ناعيا غيره ها نحن ننعاكا
…
نود لو أننا جمعًا فديناكا
وهو كريم رغم أنه غير ثري، وحسن المجالسة كثير الروايات عن عقيل وعن البادية ومنها الأسفار.
أرسل إبراهيم بن عبد العزيز المديفر هذه الأبيات لصديقه الشاعر عبد العزيز بن محمد الهاشل حينما دمرت عاصفة هيفية حارة العشب الذي كانوا يحشونه:
يا راكب فوق سجاجه
…
حمرا على الكيف ممشاها
اصبر أوصيك لي حاجه
…
أفهم ولياك تنساها
كان الفلاليح محتاجه
…
ترفع أيديها لمولاها
هيفية زاد مزعاجه
…
وطت على العشب بحذاها
فرد عليه عبد العزيز الهاشل بهذه الأبيات:
لا تنظر اليوم للحاجه
…
دنيا خسر من ترجاها
انظر إلى جيت فلاجه (1)
…
كم خيَّر ما تعداها
الموت كلٍّ بمدراجه
…
لي استكمل الرزق وخطاها
ما يفيد دكتور وعلاجه
…
حتم من اللوح يمحاها
من مات فالقبر مسهاجه
…
ومن قدم اعمال يلقاها
واعرف ترى النار وهاجه
…
تزفر وتبكي على اعدها
راعي السعد ولع اسراجه
…
جنات وحور تمساها
وكانت بين إبراهيم بن عبد العزيز والشاعر ابن هاشل صداقة متينة لذا مدحه ابن هاشل بقوله فيه، وكان ابن مديفر يقيم آنذاك في عرعر:
شديت حرّ ضاري للمساري
…
حرَّ عريب وزاهي الكور ما داج
يلفي (المديفر) هم خيار المواري
…
أهل المعاني لو هرج كل هراج
منهم أبو عزيز كريم الذواري
…
قل له تراي ابغبرتي ماش مخراج
وقل له ترى عيني جرى لهْ مجاري
…
باسباب قلبي للوراعين منفاج
الشيب لاح ولا سقم لي ذراري
…
ولانيب مقطوع الرجا با أبا الأفراج
قالوا لي: اعرس قلت ما من مصاري
…
مادمت بالحرفه على طول محتاج
حظ النقابي دائم بالمذاري
…
ما ظني القي به تطابيب وعلاج (2)
يقول حيرني ولا نيب داري
…
ممهون جد وابلشن بالتحدراج
وقال ابن هاشل أيضًا:
يا فر قلبي على ما فات
…
يوم الزوامل يشيلني
عند المديفر تقل مكشات
…
خمسين ليله تقاقَّنِّ
(1) فلاجة: المقبرة الرئيسية في بريدة، سبق ذكرها عند ذكر أسرة الفلاج.
(2)
النقابي هو الشاعر عبد العزيز الهاشل نفسه.
وجدي على مرقدي بارطاة .. والا المحاحيل يخونِّ
لي ضاق صدري حلبت الشاة
…
عشر البيالات يكفني
أعطاني صديقي الأستاذ إبراهيم بن عبد الله الصالح المديفر ورقة فيها ذكر لبعض الأشخاص المتوفين من المديفر، فقال:
عبد الله بن محمد الدوخي (لقب مديفر) وهو صغير ولد في الصباخ أمضى معظم حياته بالغربية يتاجر بالخيل والإبل تزوج ابنة عمه شقيق أبيه روق الدوخي وأنجبت له محمد وبعد عودته من الغربة تزوج ابنة خضير الفوزان وأنجبت له صالح وعبد العزيز و (إبراهيم الذي توفي صغيرًا)، وابنتين.
محمد بن عبد الله (مديفر) المحمد الدوخي: ولد في الصباخ - تزوج من عائشة الغيث - وأمه فاطمة الروق - أبناؤه حمد وعبد الله - سافر إلى الغربية وإلى العراق، وجاءت وصيته خالية من - المديفر -.
صالح بن عبد الله (مديفر) المحمد الدوخي، ولد في الصباخ وعاش فيه فلاحًا وطالب علم وتوفي بالميلدا ووصيته خالية من (كلمة المديفر) وأضافها ابنه عبد الله.
عبد العزيز بن عبد الله (مديفر) المحمد الدوخي، ولد في صباخ بريدة وسافر إلى الرياض لطلب العلم ثم عاد وتولى إمارة الصباخ وانتشر لقب المديفر بعهده وصيته مثبت فيها - مديفر - وتوفي عام 1363 هـ تقريبًا.
عبد الله المحمد العبد الله - مديفر - اقتصر اسمه على - المديفر - ولم يتجاوزه إلى الدوخي، من العقيلات مشهور بالكرم توفي في بريدة.
حمد المحمد العبد الله - مديفر - اقتصر اسمه على المديفر - اقتصر على هذا اللقب أمضى معظم حياته في الغربية وهو مشهور بالتمدن ويروي معالي الوزير جميل حجيلان أنه يفرح بقدومه إلى العراق، لكونه يجلب معه الفاكهة المجففة من الشام، توفي 1373 هـ.
والدي (عبد الله بن صالح العبد الله - مديفر -) من كبار العقيلات واشتهر بالشجاعة واجتياز الطريق بسرعة ولد في بيت جده عبد العزيز الفيروز في بريدة واشتغل بالغربية وفي آخر عمره فلاحًا ولد بعد المليدا بأشهر وتوفي في أول عام 1392 هـ في بريدة.
ولم يقتصر اهتمام صديقنا إبراهيم بن عبد الله الصالح المديفر على ما
ذكر وإنما كتب نبذة في 28 صفحة من المقطع الصغير بعنوان: (نبذة مختصرة عن أسرة المديفر) طبعها في عام 1419 هـ وقد تكلم فيها عن شمر وطئ وعلى الأسلم الذين منهم المديفر.
أما نشاطه في التأليف في الميادين الأخرى فإنه ظاهر ومنه أنه طبع له في عام 1327 هـ كتابان أحدهما ديوان شعر من نظمه سماه (لفح الهجير) والثاني: كتاب (شريعة الهدم في كتاب: الكتاب والقرآن).
وقد كتبت تعريفا بالكتابين نشر في جريدة الجزيرة وفي مجلة العربية.
وهذا نص التعريف:
ديوان: (لفح الهجير) وكتاب (شريعة الهدم في كتاب: الكتاب والقرآن) للشيخ إبراهيم بن عبد الله بن صالح المديفر:
تعريف بالكتابين، بقلم: محمد بن ناصر العبودي
كرم صديقي الشيخ إبراهيم بن عبد الله بن صالح المديفر فأهدى إلي كتابين له جديدين طبع أحدهما في هذا العام - 1427 هـ - وطبع الآخر قبله بأربع سنين.
والشيخ إبراهيم صديق عزيز، وزميل في مرحلة الصبا إن لم تكن مرحلة الطفولة، فقد كنا ندرس معًا في مدرسة الأستاذ محمد بن صالح الوهيبي في بريدة، وكان معي فيها ثلاثة من أسرة المديفر كلهم في مثل سني وهو عشر سنين، وذلك
في عامي 1355 هـ و 1356 هـ، وهم الشيخ إبراهيم هذا وسميه وابن عمه إبراهيم بن عبد العزيز المديفر، وابن عمهم صالح بن محمد المديفر.
وبعد مرحلة الطفولة ثم الصبا غاب عني الآخران غيبة حقيقية لأنهما كانا يذهبان مع عقيل في تجارة الإبل وكانا يعودان من السفر عودة مؤقتة لا يعرفهما من كان يعرفهما من قبل، لأن الشمس والسفر الطويل على الإبل آنذاك كان يؤثر في لون المسافر ويكسبه سمرة غير أصيلة، إلى أن تركتهما تلك التجارة وتركاها.
وعهدت إبراهيم بن عبد العزيز المديفر بعد ذلك شاعرًا باللغة العامية، ولم يقتصر على ذلك وإنما كان يعتني بالأدب الشعبي من شعر ونحوه يسجله، ويحفظه حتى صار مرجعًا في هذا الشأن.
أما زميلي المؤلف الشيخ إبراهيم بن عبد الله المديفر فقد انصرف إلى طلب العلم في حلق الذكر على المشايخ وإن كان لا يعدم سفرًا إلى بعض الأمصار، فوالده عبد الله بن صالح المديفر كان من كبار عقيل ثم صار من كبار الفلاحين في الصباخ جنوب بريدة، الذي كان موطن الأسرة في القديم حتى قبل أن يتسموا بالمديفر، وإنما كان اسمهم قبل ذلك (الدوخي).
الكتاب الأول: ديوانه: (لفح الهجير): .
كان الشيخ إبراهيم بن عبد الله المديفر محبًا للمعرفة قريبًا من المشايخ وطلب العلم سواء بالدراسة عليهم في حلق الذكر، أو بالبحث العلمي وتطلاب الفائدة.
وكثر تعلقه بالشعر الفصيح فاطلعت له على قصائد قليلة ظننتها كل ما له من شعر إن كان ضنينًا بشعره لا يطلع عليه أحدًا.
ومن المعروف أنه من أولى لوازم نظم الشعر الفصيح معرفة النحو فضلا عن معرفة علم العروض، أو وجود سليقة وهي الجبلَّة والاستعداد لمعرفة المكسور من السليم من الأبيات الشعرية.
أما النحو فإن الشيخ إبراهيم درسه على المشايخ ومن أهم مشايخه فيه الشيخ إبراهيم بن عبيد صاحب التاريخ، وأما السليقة فإنه يتمتع بحس شعري رقيق.
لذلك فوجئت عندما اطلعت على آخر ما صدر له وهو ديوانه: (لفح الهجير) أحد الكتابين اللذين كرم فأهداهما إليَّ، وليس من وجود الشعر فيه له فأنا أعرفه بذلك وإنما من هذا المقدار من الشعر الذي ألف ديوانًا طرق فيه فنونًا عديدة من الفنون الشعرية:
لقد بلغت صفحت الديوان (203) صفحات ونشرته دار المسلم - بضم الميم وإسكان السين - التي مقرها الرياض.
وقد افتتح الديوان بقصيدة همزية نظمها الشاعر على هيئة محاورة بينه وبين ابنته بلغت أبياتها ستين بيتًا: (ص 9 - ص 10) وهذه مقاطع منها:
أحبيبتي، شمس المعارف مدها
…
متجدد إذ لن تغيب ذكاء (1)
نيل الشهادة قمة تعنو لها
…
ذات الحصافة لو لها أبناء
وتدفق الينبوع يثري فكرها
…
ما لم يكن في عزمها استرخاء
ومراحل الأعمار في أفيائها
…
سعة يتاح لنا بها استقصاء
أبتي، سويعات الشباب غنيمة
…
وغدًا تلفُّ حياتي الأعباء
لو أكملن لرحلتي في وقتها
…
فلربما نزع الخيام هواء
من لم تكن بسلاح علم أنجدت
…
خلف الصفوف وقوفها ضراء
وإذا تواكب علمها مع عقلها
…
كمل التفاهم واستقام بناء
أبُنيتي، ما خلت خُطَّابًا رضوا
…
بالانتظام فكلهم عجلاء
ولربة العقدين ذات تألق
…
وطريقها يسمو له النجباء
ما العمر إلا كالبناء جديده
…
يرتاده الزوار والنزلاء
(1) ذكاء: اسم من أسماء الشمس.
والناس يأتون الربيع ببهجة
…
فإذا انقضى تتقشَّع الأنواء
أبتاه إن الجمع بينهما له
…
عبء تنوء بحمله العصماء
ولربما فشل الزواج وعدت في
…
نزل ولم يتواجد الآباء
أو ذات أفراخ تكسر دمعهم
…
أتطير مَنْ مِنْ ريشها جرداء
إن كنت ذات مؤهل ألحقت في
…
مغني لتنمية به إغناء
أكريمتي ميناء بيتي مشرع
…
لك إن جفيت أو اعتراك عناء
لو كان بيت الأهل أرحب بقعة
…
فمنازل الأزواج هن سماء
سكن لها وله تدير شؤونه
…
وفق الذي تهوى وكيف تشاء
وغدا يزان ببرعم أو زهرة
…
تنمو الفروع وفي الأصول رواء
أبتاه، كم ظلموا فتاة العلم إذ
…
نسبوا الغرور لها، أهم أرباء؟
أإذا سَغَتْ لريادة كالوا لها
…
كيل المطفف والسلوك جفاء
أفلا تكون لبعلها أجدى إذا
…
بلغت ذرى التأهيل؟ ! لا العمياء
رفت مشاعرها وَرَبَّتْ نسلها
…
بجهودها يتكامل الإرساء
ثم يمضي الديوان ويمضي به شعر الشاعر في أغراض عديدة من أغراض الشعر وتتجلَّى في الديوان ظاهرة الوفاء التي اتَّسم بها المؤلف في شئون حياته العامة وفي قصيده إذ تضمن الديوان مراثي في عدد من الأشخاص الذين كانوا أساتذة له، أو زملاء عمل، فرثى الشيخ صالح البليهي بمرثية في (18) بيتًا (ص 41)، ورثى الشيخ صالح العمري في قصيدة في (21) بيتًا (ص 140)، ورثي صاحب السماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله بمرثية بلغت أبياتها (35) بيتا (ص 73 - 74).
ورثى الشيخ عبد الرحمن بن محمد الدوسري بقصيدة من (21) بيتا (ص 140).
ورثى الأستاذ علي الحصين بمرثية بلغت أبياتها (24) بيتًا (ص 169)، كما رثى الشيخ محمد بن صالح المطوع بمقطوعة من (17) بيتًا (ص 178)، ورثى شيخ الجميع الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد رحمه الله بمرثية بلغت أبياتها (21) بيتًا (ص 187).
وقد شدني شدًا إلى قراءة قصيدة له تنضح بالوفاء ذكر فيها أكثر مشايخه ومشايخ غيره، ممن تلقى عليهم العلم أو مشايخهم وذكر فيهم الأستاذ محمد بن صالح الوهيبي الذي كنا معًا ندرس في مدرسته في عام 1355 - 1356 هـ وهو بالنسبة إليه أستاذه أو مطوعه، أما بالنسبة إليَّ فإنه كذلك وأكثر من ذلك، لأنه بعد ذلك صار زميلًا كريمًا من زملاء العمل، إدعُين مدرسًا في المدرسة المنصورية في بريدة التي كنت أتولى إدارتها عندما افتتحناها في عام 1368 هـ حتى انتقالي منها إلى إدارة المعهد العلمي في بريدة عام 1373 هـ.
وهذه القصيدة جديرة بأن أنقل نصها هنا، وعنوانها (الإدَّكار)(ص 179 - 180).
ذكرى تهز مشاعر الوجدان
…
تذكي حنينًا للشباب الفاني
في مسقط الرأس الذي هو مقلتي
…
بل في أعز بقاعه ذي الشان
هو جامع كانت مجالسه صدى
…
للأعصر الأولى وعبق جنان
قد ضم جمعًا كنت ضمن شبابهم
…
أيّام كنت الطالب المتفاني
حِلقًا ترص بطالبي علم الهدى
…
ما بين كهلٍ أو من الفتيان
عقدت على أشياخنا آل السليم
…
مع العباديِّ البصير الحاني (1)
(1) العبادي: هو الشيخ عبد العزيز بن إبراهيم العبادي من كبار علماء بريدة.
ختموا بعبد الله آل حميد
…
بحر العلوم مفسر القرآن (1)
وبغيره كانت دراساتي على
…
متفقهين من الرعيل الثاني (2)
منهم أبو العبدين ابن مطوع
…
متبحرًا بعقيدة الإيمان (3)
وأبو سليمان الخريصيُّ الذي
…
في سنة الهادي من الفرسان (4)
ومحمد آل سليم فقيهنا
…
من ميز الأحكام في إتقان (5)
والعالم الفرضي ابن عبيِّدٍ
…
من قام بالتصنيف في العمران (6)
وأبو غضية من على حلقاته
…
درست طلائع من ذوي العرفان (7)
فجزاهمو ربي بخير مثابةٍ
…
وحباهمو رضوانه بأمان
أما الوهيبيُّ الحنون (مدرسي
…
طفلًا إلى حيث استقام بياني) (8)
لن أستطيع وفاءه مهما أقلْ
…
أو أبذلنَّ سبائك العقيان
مع أنه في عفةٍ عن ذا وذا
…
ملك القلوب بفيضه الوجداني
والآن أين أنا وأين مكانتي
…
بين الصفوف وهل لزمت مكاني؟ !
كلا فوا أسفي على ما قد مضى
…
يا ليت شعري هل يعود زماني
إني أعضُّ علي بنان تأخري
…
وأفيق والمسرى يهد كياني
في مهمه عشت السنين إلى ورا
…
متخلفًا عن موكب الإخوان
ساعود أدراجي إلى أحبارهم
…
لأنال من شرف الصحاب عساني
إني وجدت العلم يُعلي أهله
…
بين الأنام كذا لدى السلطان
ومنازل العلماء تأتي حسب ما
…
يتعاملون به مع الرحمن
(1) عبد الله آل حميد: آخر من درست عليه في الجامع، قائل هذا هو الناظم.
(2)
وبغيره: أي غير جامع بريدة، متفقهين: كانوا يدرسون في الجامع ويعلمون في مساجدهم.
(3)
أبو العبدين هو الشيخ محمد بن صالح المطوع، رحمه الله من العلماء الزهاد العباد المنقطعين للتدريس والعبادة.
(4)
هو الشيخ صالح بن أحمد الخريصي رئيس محاكم القصيم سابقًا رحمه الله.
(5)
هو الشيخ محمد بن صالح آل سليم رئيس محكمة التمييز في المنطقة الغربية.
(6)
هو الشيخ إبراهيم بن عبيد العبد المحسن مؤلف التاريخ.
(7)
هو الشيخ علي بن عبد الرحمن بن غضية من القضاة المدرسين
…
(8)
هو الشيخ محمد بن صالح الوهيبي صاحب المدرسة الأهلية التي درسنا فيها معًا.
هو عالم الأسرار يجزينا بها
…
أما النفاق فموكب الشيطان
بشرى لأهل الحق إن شبابنا
…
مُتَفتَّحٌ متدفق الإيمان
يتطلعون إلى دراسة دينهم
…
في منهج متكامل البُنيان
في صحوة كبري تري في بحثهم
…
لم يقبلوا رأيًا بلا برهان
أخذوا مسائل علمهم من أصلها
…
نَبْعين من سُنن أو القرآن
لكنهم في حاجة قصوى إلى
…
أصحاب خبراتٍ عن الميدان
هل ينبري علماؤنا لقيادة
…
فيها الوفا لطليعة الشبان؟
صلى الإله على مُبَلغ دينه
…
وسلامه يأتيه كل أوان
وقد ضم الديوان قصائد أخرى من أبواب الشعر منها الغزل الذي نذكر منه قصيدة بعنوان (فتاتي)(ص 17).
وفي باب الوطنيات عدة قصائد منها مقطوعة إسلامية في بيت المقدس عنوانها (قدسنا طال انتظاري)(ص 58).
أما خاتمة ديوان الشيخ إبراهيم بن عبد الله المديفر فكانت قصيدة مؤثرة بعنوان (التوبة)(ص 195 - 196).
الكتاب الثاني:
والكتاب الثاني للشيخ إبراهيم بن عبد الله المديفر عنوانه (شريعة الهدم في كتاب: الكتاب والقرآن) وهو رد على كتاب ألفه الدكتور المهندس محمد شحرور بعنوان (الكتاب والقرآن: قراءة معاصرة) وقد صدر كتاب الشيخ إبراهيم المديفر عن دار الإيمان للطباعة والنشر والتوزيع في بيروت، الطبعة الأولى في (180) صفحة عام 1423 هـ - 2003 م.
وقد أسمى الشيخ إبراهيم المديفر رده عليه (إيضاحًا) ولم يذكر أنه رد.
ومقدمة الكتاب توضح الهدف منه، وهذا ملخص لما جاء فيها (ص 7 - 12).
عندما تصفحت ما كتب على غلاف (الكتاب والقرآن: قراءة معاصرة، للدكتور المهندس محمد شحرور) ارتبت منه، ففضلت أن أقرأه بأناة وروية فعمدت إلى مقدمة المؤلف فوجدته:
أولًا: يدعو إلى نسف المفاهيم السائدة لدى المسلمين وخاصة علمائهم ويشبهها بالحالة التي كان الناس يحسبون فيها أن الأرض ثابتة والشمس هي التي تجري.
ثانيًا: يتهم علماء الإسلام بالتقصير في البحث العلمي ويقول: (لقد انطلق المسلمون من أطروحات عدُّوها من مسلمات العقيدة الإسلامية وهي لا تدري أن هذه المسلمات بحاجة إلى إعادة نظر فدارت هذه الأدبيات في حلقة مفرغة ولم تصل إلى حل المعضلات الأساسية للفكر الإسلامي التقليدي).
ويقول: إن الفكر العربي المعاصر ومنه الفكر الإسلامي يعاني من المشاكل الأساسية مثل:
(أ) عدم التقيد بمنهج البحث العلمي الموضوعي في كثير من الأحيان.
(ب) إصدار حكم مسبق على مشكلة ما قبل البحث في هذه المشكلة، وخير مثال على ذلك المرأة في الإسلام.
ومع أنه يدعو إلى الاستفادة من الفلسفات الإنسانية ملحدة أو غير ملحدة فإنه يدعو إلى نبذ التراث الإسلامي فيقول: (لقد توصلت في كتابي هذا إلى نتائج لم تكن موجودة في كتب السلف).
ويقول: (إن العبث كل العبث في طبع آلاف الكتب التي تدرس في الجامعات والمعاهد والمدارس).
ثالثًا: لا يرى إتباع الصحابة إتباعًا مطلقًا، فهو وإن أثني عليهم فيما
وصلوا إليه في عصرهم من حلول مشاكلهم كما يقول إلا أنه لا يسعه إتباعهم (لأن ما صلح في عصرهم لا يكفي لعصرنا الذي نواجه فيه ما لم يواجهوه).
ويقول: (وأما المذاهب الخمسة - حيث أدخل المذهب الجعفري ضمنها - فإن أهلها رجال ونحن رجال).
رابعًا: يزعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم شرع لما يناسب عصره والعصور القليلة التي بعده، حيث حول المطلق إلى نسبي وهو بهذا فتح باب الاجتهاد لنا لكي نجتهد بتشريع ما يناسب القرن العشرين فنحن بهذا قد اقتدينا به صلى الله عليه وسلم.
خامسًا: يجعل العقل هو الحكم وحده في النصوص.
سادسًا: يأخذ بنظرية التطور في الخلق وبنظريات الجدل الكوني والجدل الإنساني.
سابعًا: يدعو إلى وضع منهج جديد في أصول التشريع الإسلامي القائم على البنيات المادية وإجماع أكثر الناس.
وحيث إن المؤلف الدكتور الشحرور طلب من قرَّاء كتابه هذا (أن لا يتعجلوا في الحكم عليه قبل إتمامهم قراءة كتابه هذا فيقول: بيد أني استبيح القارئ الكريم عذرا لأني سأطلب إليه التريث في الحكم عليَّ قبل أن يمضي معي في رحلة هذا الكتاب ولا يتسرع - فيحكم ببعض مسلماته الموروثة التي سأثبت له بالبرهان أنها معكوسة - إلى نبذ كتابي قبل الصبر على صحبته لأنه سيجد فيه احترامًا كبيرًا وإكبارًا عظيمًا لفكره وعقله وإن فقد في كتابنا الاحترام والإكبار نفسيهما لعواطفه).
إلى أن قال المديفر: سأتحمل الرد على مؤلف (القراءة المعاصرة) هذا فيما يختص بالقرآن الكريم الذي هو كتاب رب العالمين وسيكون ردي مستنبطًا
من القرآن نفسه فقط ولن أعرج على أقوال المفسرين مع أنني أجلهم وأحبهم وأسأل الله أن يحشرني معهم ومع الصحابة والصالحين والسبب في ذلك أن المؤلف كما سبق وقلنا أنه يرفض أقوال الصحابة والفقهاء والمفسرين لا لشيء إلا لأن ذلك يتعارض مع تأويله وعقله وآرائه وحسبنا الله ونعم الوكيل.
وموضوع الكتاب مهم جدًّا، بل حساس، لأنه يتكلم على القرآن الكريم ويحاول صاحب الكتاب المردود عليه أن يأتي بمعانٍ، وتقسيمات يسميها تفصيلات في القرآن الكريم، ولكن بصيغة كلها خلط وتلبيس، ولا يتضح ذلك إلا لمن يقرأ الكتاب.
فجزى الله أخانا وصديقنا الشيخ إبراهيم بن عبد الله المديفر خيرًا على رده وإيضاحه لما جاء في ذلك الكتاب من غلط ومن خطأ مقصود أو غير مقصود.
محمد بن ناصر العبودي
ومن الوثائق التي حددت بملك (مديفر) في حياته وثيقة بخط راشد الفهد البطي مؤرخة في عام 1297 هـ أي في حياة مديفر وتتضمن مبايعة بين هيا بنت محمد آل فهد البطي (بائعة) وبين جاسر بن عبد الكريم الجاسر، والمبيع هو ثمنها الذي ورثته من زوجها عبد الله بن عبد الله آل مبيريك بجنوبي صباخ بريدة وفي حدوده ذكر أنه يحده من قبلة وشمال ملك (مديفر).
وقد نقلناها في الكلام على أسرة (البطي).
ووثيقة أخرى تتضمن مبايعة بين علي العبد الله بن مبيريك في حال وكالته على أخيه عبد الله (بائع) وبين عبد الكريم الجاسر (مشتر) لثلاث نخلات في شمالي المكان - الذي في (الصباخ) توالي ملك عبد الله بن محمد بن دوخي، فهذه الوثيقة ذكرته باسمه الأصيل عبد الله بن محمد بن دوخي.