الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وثائق لأسرة المحيميد:
أسرة المحيميد هذه كبيرة وعريقة لذلك لا عجب أن تكون الوثائق التي ذكرت فيها كثيرة ومتعددة وقد وصلنا قدر من ذلك وبعضها لم يذكر فيها اسم (المحيميد) ولكننا نعرف يقينًا أنها من المحيميد بقرائن ومعرفة سابقة، ومن ذلك اسم عبد الله الراشد الذي هو أمير البصر في فترة من الفترات فلم يذكر فيه اسم أسرته (المحيميد) ولكنه معروف لنا بأنه منهم، وربما نذكر تعليل معرفتنا به فيما يأتي:
إذ بعض الأوراق المتعلقة بأسرة (المحيميد) سبقت الإشارة إليها عند ذكر أسر أخرى وبعضها مختصرة لذلك رأيت استعراضها كلها وإن لم أطلع على الشرح عليها.
وهذه ورقة مبايعة لجزء من نخل صالح بن محيميد المعروف بالبصر اشتراه عبد الله بن حسن من صالح وعمر وهما صالح بن حسين أبا الخيل والد الأمير مهنا الصالح أمير القصيم، وعمر وهو عمر بن عبد العزيز بن سليم أول من جاء من آل سليم إلى بريدة، وهو والد العلامة الشيخ محمد بن عمر بن سليم.
وشاهدا البيع شخصان عدلان معروفان لنا أحدهما عبد الله الراشد (بن محيميد) أمير البصر في وقته، والثاني سليمان الصالح بن سالم أحد الأثرياء المشهورين في بريدة، وتقدم ذكره في حرف السين.
والمبايعة بخط إبراهيم بن علي بن خضر مؤرخة في دخول عاشور وهو محرم سنة ست وثلاثين (ومائتين وألف).
وهذه صورتها:
ومن كبار آل محيميد الذين كانوا يملكون نخيلًا كثيرة ولهم نشاط قوي في الفلاحة عثمان بن محمد (المحيميد) كانت بينه وبين عمر بن سيلم مداينات ومعاملات كثيرة وركبه دين لعمر وانتهى الأمر به إلى أن يشكوه عمر بن سليم إلى أمير القصيم آنذاك عبد العزيز بن محمد (آل أبو عليان) فيكتب الأمير إلى أمير البصر عبد الله الراشد (المحيميد) بإلزام عثمان بن محمد هذا إعطاء عمر بن سليم ما عليه من حق، وهذه هي الوثائق المتعلقة بالمذكور.
منها هذه الوثيقة المكتوبة بخط العلامة الشيخ سليمان بن علي المقبل قاضي بريدة، وخطها واضح وإملاؤها مستقيم.
ومع ذلك فيها شيء من الكلمات التي تحتاج إلى إيضاح منها أن عثمان بن محمد بن محيميد تفاصل مع عمر بن سيلم والتفاصل هو كالتفاهم أصله من كون الأمر انفصل بينهما على ما ذكر.
وذلك عن دين حال لعمر على عثمان.
وذلك أن عثمان بدفع لعمر خمسمائة وزنة تزيد خمسين وزنة ولم تذكر الوثيقة نوع الموزون، وهو بلا شك تَمْرٌ وهو معروف للجميع، بحيث لا يحتاج إلى ذكره.
ثم قالت الوثيقة: ويبرِّد عثمان العمر ربع الصبخة، والصبخة: نخل ومكان زرع ومعنى تبريده لعمر أن يقوم عثمان بتصفية كل ما يتعلق بربع الصبخة بحيث يقدمه إلى عمر خالصًا من المشكلات وقالت الوثيقة: وبعد التراضي بينهما ضمن سليمان الشعيب لعمر على عمه ها التمر المذكور كل سنة.
وسليمان الشعيب بإسكان الشين وفتح العين على اسم نبي الله شعيب والشعيب متفرعون من المحيميد وسبق ذكرهم في حرف الشين، وإن قصَّف الربع أي ربع تمر الصبخة عن الخمسمائة والخمسين سليمان الشعيب يتممه من الدراهم اللي عند سليمان من ثمن الغربية، والغربية بستان لآل محيميد والشاهد علي المقبل والد الشيخ سليمان بن مقبل وفهيد الحمود، وتاريخها عام 1254 هـ في شعبان.
وهذه صورتها:
وهذه مداينة أخرى بين عمر بن سليم وعثمان آل محمد (بن محيميد) وهي بخط الخطاط الشهير في وقته صالح بن سيف كاتب قاضي بريدة عبد العزيز بن سويلم، ويحل الدين فيها طلوع جمادى الأولى، أي انسلاخه من سنة ثمان وأربعين بعد المائتين والألف، والشاهد فيها عبد الله بن جميعه.
وهاتان وثيقتا مداينة في ورقة واحدة بين عبد الرحمن العويد بن محيميد راع البصر، وبين حمد المطوع.
الدين في الأولى: واحد وثلاثون ريالًا.
والشاهد فيها عبد اللطيف بن صنيع.
والكاتب: عبد الرحمن الحميضي.
والتاريخ 16 ربيع الثاني سنة 1321 هـ.
والدين في الثانية مائة صاع وتسعة وثلاثون صاعًا ونصف، وقد عبر الكاتب عن ذلك قوله: مائة صاع وأربعين صاع إلَّا نصف الصاع، حب، أي قمح، وليس شعيرًا أو ذرة. - على سبيل المثال.
والشاهد عبد الكريم بن عبد العزيز بن بداح.
والكاتب هو نفسه، والسنة هي نفسها.
ومداينة أخرى واضحة ومفصلة بينهما بخط سليمان بن سيف وشهادة حسين بن شريم، مؤرخة في طلوع صفر من سنة 1241 هـ.
والدين المذكور فيها كثير، إذ هو ألفان وثمانمائة وزنة تمر وأربعة وعشرون ريالًا (فرانسه).
ووثيقة أخرى أسفل هذه وفيها اتفاقية بين عمر بن سليم وعثمان بن محيميد على أن عمر قضَّبَ عثمان آل محمد نخله بأنصافهن ومعنى قضب: اتفق معه على أن يعطيه نخله يفلحه دون أن يملكها، وقوله بأنصافهن: أي أن نصف ثمرة النخل لعمر ونصفه العثمان بن محيميد مقابل عمله كله في النخل، حيث اشترط عليه عمر بأن نصف الثمرة المذكور هو باردات أي سالم من أية نفقة مثل لقاحه وتركيبه وكمامه يدفعها عثمان من عنده وحتى لقاح النخل على عثمان.
وهي مؤرخة في 14 من جمادى الأولى من عام 1240 هـ.
ووثيقة أخرى فيها دين كبير، بل هو يعادل ثروة رجل ثري من أثرياء ذلك العصر وهو سبعة آلاف وزنة تمر شقر ومكتومي وهو يدل على ثراء عمر بن سليم وعلى تحمل ملك عثمان بن محيميد وذمته كل ذلك الدين لمكانته وقوة شخصيته وإلا لما وثق عمر بن سليم وهو التاجر المتمرس أن يداينه بهذا الدين الكثير، إلا أن وفاء ذلك الدين من التمر مؤجل كل سنة يحل منه سبعمائة وزنة أولهن أي أول آجاله سنة ست وأربعين بعد المائتين والألف.
والوثيقة بخط سليمان بن سيف وقد كتب تاريخها على هامشها فقال: شهد به وكتبه سليمان بن سيف وتحريره جمادى الأول سنة 1245 هـ.
وأخيرًا فيما يتعلق بدين عمر على عثمان فقد أرسل أمير بريدة الرسالة التي ذكرناها سابقًا إلى عبد الله الراشد (المحيميد) أمير البصر يطلب منه فيها
أن يحمل عثمان على أن يوفي الدين الذي لعمر بن سليم عليه إلَّا إذا له دعوي شرع فعلى أمير البصر عبد الله الراشد أن يدفعهما إلى الشرع.
ورسالة الأمير مكتوبة بخط حسن ومختومة بخاتم الأمير ولكنها تحتاج إلى إيضاح لذا رأيت إعادة كتابتها بحروف الطباعة.
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد العزيز آل محمد إلى عبد الله الراشد سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد، يذكر عمر بن سليم أن عند عثمان آل محمد له دين ولاهوب ملقبه قبله فأنت فك له دينه إلا إن كان ما عنده عقار يوفي عنه أو دبش ولا يعود علي تراني أخدم عليه.
كذلك سليمان بن شعيب شري من عثمان نخل ويذكر عمر أنه راهنه فهو يعطيه اللي واجب من ثمنه، وإن كان له دعوي شرع أدفعه معه على سليمان العلي وما أفتي به مشهم عليه، لا يعود عليَّ إلَّا خالص وترى ان جا ما خلصته تراي
…
والله لا بيع نخله للدين لو بربع قرش وأنت سالم والسلام.
الختم
ولم أجد فيها تاريخًا ولكنها صادرة من أمير القصيم وفيها ذكر للقاضي سليمان العلي (ابن مقبل).
وتعليقنا عليها مع بعض الإيضاحات فيما يلي:
أولا: قوله يذكر - أي عمر - عند عثمان له دين ولاهوب ملقبه قبله، أي أنه غير مبالٍ به، ولا يلقيه عناية، وقبله: استقبال أو إقبال باهتمامه إليه.
ثانيًا: فك له دينه، أعط له دينه.
وقوله: إلا إن كان ما عنده عقار يوفي عنه ودبش - مفهوم ذلك أن الأمير يعرف أن له عقارًا وعنده ديش أي حيوانات لها قيمة.
ثالثًا: قوله تراني أخدِّم عليه معناها أن يرسل إليه خادمًا من خدامه أي الأمير، وهم رجاله الأشداء الذين يجلبون الخصوم إلى القاضي أو إلى الأمير لتنفيذ الحكم وهم بمثابة الشرطة إلا أنهم أقوى عملًا، وتكون (خدمتهم) وهذا اصطلاح معناه ما ينبغي أن يدفع لهم من أتعاب على الرجل الذي يتبين أنه ليس له حق.
أما أمير البصر الذي كتب إليه أمير بريدة وهو عبد الله بن راشد (المحيميد) فقد ورد ذكر مداينات له لا ينبغي أن يسارع من لا علم له بظروف الحياة في تلك العصور إلى العجب منها واستنكارها، لأنها دليل على مكانة الرجل وكونه يملك نخلًا ومزارع يعرف التجار أنه سوف يوفيهم مالهم لديه منها، مما يفضل عن مؤونته ومؤونة أهله.
وأولى الوثائق مؤرخة في عام 1249 هـ ومضمونها كتابة دين لعمر بن سليم على عبد الله الراشد راع البصر أي صاحب البصر هو ثمانمائة وزنة تمر نزيد خمس وزان عوض أحد عشر ريالًا ونصف وأثناه عمر الخيار إلى عيد رمضان إن جاب الدراهم سقط المكتب فإن زل الأجل ما أعطى عمر الدراهم فالمكتب صاحٍّ.
وهذا عجيب من معاملة التجار إذ اعتبر عمر أن الدراهم قرض حسن إن أعادها عبد الله الراشد في موعد أقصاه عيد رمضان وإن لم يعدها في التاريخ المذكور فالمكتب أي الذي فيه عقد المداينة صاحّ بتشديد الحاء أي صحيح يجب الوفاء به، وهذا توسيع وتيسير من التاجر على الفلاح.
ويحل أجل التمر إذا لم يدفع الدراهم نقدًا في جمادى الثانية من سنة خمسين بعد المائتين والألف.
والشهود ثلاثة هم إبراهيم الخضر - بكسر الخاء والضاد - وتقدم ذكر أسرته وذكره في حرف الخاء، وسليمان الصالح (ابن سالم) الذي تكرر ذكره في هذا الكتاب، وعبد الله بن فويز بإسكان الفاء وتشديد الياء مع كسرها، وذكرناه في حرف الفاء، كما شهد به كاتبه الشهير سليمان بن سيف.
ووثيقتان أخريان يتعلقان بدين لعمر بن سليم على عبد الله الراشد بن محيميد، كما وصف في الأولى وراع البصر كما وصف في الثانية وكلتاهما بخط سليمان بن سيف، الأولى مؤرخة في عام 1247 هـ والدين الذي فيها سبعمائة وزنة تمر يحل أجلها بجمادى الأول سنة 1248 هـ والشاهد الوحيد فيها هو محمد بن ناصر المقبل من أسرة (المقبل) أهل البصر الذين منهم المشايخ المعروفون.
أما الثانية فإنها مكتوبة في سنة 1246 هـ لأن الدين فيها يحل في طلوع الضحية التي هي شهر ذي الحجة سنة 1247 هـ، والشاهد فيها هو محمد بن ناصر المقبل، ومعه مهنا الجهني، والدين فيها سبعة عشر ريالًا وربع ريال.
ومنهم عبد الله
…
بن محيميد الملقب عبود تولى إمارة النخلات مات عام 1364 هـ وابنه إبراهيم تولى إمارة النخلات أيضًا بعد وفاة والده.
ومنهم عبد الكريم بن عودة بن حمد المحيميد الملقب (مطوع اللسيب) كان من ظرفاء الرجال والإخباريين منهم، وكان معروفًا بذلك إلى تدينه الذي جعله يمضي أكثر من خمسين سنة إمامًا وخطيبًا لأهل اللسيب.
وكانت له كلمات تؤثر يرويها الناس كابرا عن كابر أغلبها مسجوع سجعات خفيفة الظل، جميلة الوقع في النفس، بحيث صارت أخباره تحفة المجالس، وفاكهة السُّمَّار.
لذا ألفت عنه كتابا خاصا عنوانه (أخبار مطوع اللسيب) وهو كتاب مطبوع.
وهو إلى ذلك كاتب كثير الكتابة للناس يكتب لهم وصاياهم وأوقافهم وتعاقداتهم، ويصلح بين المتخاصمين، ويقوم إلى جانب من يصاب بنكبة أو نائبة من نوائب الدهر من أهل اللسيب فيواسيهم ويسعى في مساعدتهم.
وقد بلغت كتاباته من الوثائق ونحوها ما لوجمعت وشرحت لألفت كتابًا قائما بذاته.
ولكن لكوني ألفت كتابًا في ترجمته وأحواله لم أورد هنا كل ذلك مكتفيًا بالإحالة على ذلك الكتاب.
وإنما أذكر هنا أنموذجًا لكتابته في عدة وثائق تتعلق بامرأة ثرية من أسرته: المحيميد اسمها سلمى بنت رشيد المحيميد وهي أكثر من عشر وثائق.
منها هذه المؤرخة في عام 1330 هـ، وتتضمن إقرار سليمان المحمد بن سراح بأن في ذمته لسلمي الرشيد المحيميد واحدًا وثمانين وزنة تمر سلم خمسة أريل يحلن في ذي القعدة عام 1330 هـ.
والسلم سبق أن شرحته، وأنه شراء الثمرة من التمر والحبوب قبل وقتها بسعر أرخص مما تباع به في أوانها ويلجأ الفلاحون إليه لكونهم يحتاجون إلى النقود ويستفيد
التاجر الدائن من فرق السعر - ففيه توسعة على المستدين وفائدة للدائن.
وذكرت الوثيقة أنه أرهنها في هذا الدين عمارته في ملك أبيه المعروفة باللسيب، والعمارة سبق أيضًا تعريفها وأنها ما يملكه الفلاح في الملك الذي ليس له، وإنما هو يعمل فيه بجزء من ثمرته، والشاهد عبد العزيز بن مبارك البهيجي.
والكاتب: عبد الكريم بن عودة المحيميد (مطوع اللسيب)، والتاريخ 5 رجب سنة 1330 هـ.
والوثائق التالية لا تبعد عن ذلك إلا في التاريخ، وكلها تتضمن إقرارات بديون للمرأة الثرية سلمى بنت رشيد المحيميد.
ويلاحظ أن الكتاب الذي يكتبون اسمها ومنهم (مطوع اللسيب) يكتبونه بألف سلما فيظن من لا علم له بالأمر أن الاسم هو سليمان سقطت منه النون سهوًا.
لاسيما إذا كتبت اسمها سلما الرشيد المحيميد، ولم يقل سلما بنت رشيد المحيميد.
وكلها - أيضًا - بخط عبد الكريم بن عودة المحيميد المعروف بمطوع اللسيب.