الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أما سليمان آل مبارك فهو سليمان بن مبارك العمري جد والد الشيخ صالح بن سليمان العمري أول مدير للتعليم في القصيم.
والكتابة هذه ثابتة لأنها بخط العلامة القاضي الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم وذيلها بختمه عليها.
وصية عائشة بنت مدهش:
وقفنا على وصية عائشة بنت مديهش، ولم يذكر اسم جدها حتى نتيقن أنها ابنة التاجر الثري مديهش بن محمد بن عبد الله، فلعلها ابنة لأحد أسرة المديهش الذين سافروا إلى العراق غير مديهش بن محمد.
والوصية مؤرخة في آخر يوم من ذي الحجة سنة 1287 هـ بخط عبد الله آل فهد.
والشاهد علي بن محمد الشعيبي.
وعبارة الوصية هي أشبه بوصايا أهل نجد لولا ما ذكرته من أن خالتها صفية بنت محمد بن طراد، واسم صفية غريب في القصيم في ذلك العهد.
وإلَّا فإن الطريقة في الوصية كما يفعل أهل نجد من الوصية بحجة وفي قولها: ضحية الدوام ومخشر (ة) به أمي زينب.
ووثيقة مداينة أخرى قصيرة مؤداها أن سليمان المديهش عنده في ذمته المحمد العبد الرحمن الربدي أحد عشر ريالا فرانسة.
يحل أجلها في محرم مبتدأ 1318 هـ.
والشاهد عبد الله السليمان الحصان.
والكاتب عبد العزيز الحمود المشيقح.
والتاريخ 18 ذي القعدة والظاهر من صيغته أنها من سنة 1318 هـ.
وانتقل من أسرة (المديهش) إلى العراق (مديهش بن محمد بن عبد الله) في أول القرن الثالث عشر أي في حدود عام 1200 هـ أو بعد ذلك بقليل، واشتغل بالتجارة فنجحت تجارته وصار من الأثرياء الذي يداينون كبار العراقيين من رجال البادية وغيرهم، حتى اليهود العراقيين كان يداينهم بمعنى أنهم كانوا يستدينون منه، ولم يكن يستدين منهم، وهذا يدل على ثروته وغناه.
وقد أتيح لي الإطلاع على دفاتره فوجدت عجبا من كثرة ماله، وكثرة مدايناته وسهولة التعامل من خلال دفاتره.
ورأيت فيها أن رجالًا من أهل نجد كانوا يعاملونه سواء من الذين كانوا يترددون على بغداد في تلك العصور من نجد أو من الذين كانوا مقيمين في العراق للتجارة وطلب الرزق.
ورأيت فيها أسماء كثيرة بعضها، بل ربما أكثرها لأناس من أهل بريدة والقصيم، وبعضها لأناس من أهل نجد الآخرين وهم الأقل وأكثرهم ممن تقل أعمارهم عن عصره مما يدل على أن أبنائه قد حلوا محله في التجارة وممن رأيت أسماءهم من المتعاملين معه جدي (عبد الرحمن العبودي)، وكنت عرفت من والدي
أن جدي كان يخرج بالبضائع من العراق فيبيعها على قبائل رؤساؤها من أصدقائه، وبخاصة من شمر، وقد انتقلت صداقته بهم إلى أبي وأدركت ذلك عندما كانوا يفدون إلى أبي في بريدة ويبقون في بيتنا ضيوفا لأيام عديدة.
وتفصيل ذلك ما أنا بصدده من تأليف كتاب عن قصة حياتي أتكلم فيه بما أعرفه عن حياة قدماء الأسرة.
ونعود إلى ذكر (مديهش) فنقول: من باب التنادر الذي لا يخلو من صحة: إنه أولى به أن يسمى (مدهش بالتكبير) وليس مديهش بالتصغير فهو مدهش حقًّا، ولولا خوف الإطالة لأوردت كل ما وقفت عليه من شأنه وهو كثير ولكني أردت الاختصار مع ما يعرفني به القراء من توسع وتبسط قد يصل أحيانًا إلى ما يعتبرونه ثرثرة، وهو ليس كذلك لأن الثرثرة هي الإكثار من الكلام غير المنتظم وإعادته وتكراره، وما أظن أن كلامي كذلك، ولكنه الحرص على تسجيل كل أو جل ما يبلغني عن جماعتنا أهل بريدة.
أول ما يسترعي انتباهنا من تعاملات (مديهش بن محمد) المالية هو ما سجل في التعاملات من وثائق وهي قليلة بالنسبة إلى التعاملات الأخرى التي كانت تعتمد على التسويد، وكتابة الدين كتابة مختصرة.
ومن ذلك هذه الوثيقة التي ذكرت أن (عبد الله بن حسين العدساني) قد استدان مبلغًا من المال من (مديهش ولد محمد) أي ابن محمد ستمائة قرش عين أي نقدًا معدنيًا صافيًا وغالبًا ما يكون العين عندهم من الفضة، وقد يكون من الذهب لأنه وصف للنقد، وليس اسمًا له.
وفيها ذكرت (الوعدة) كما جاءت في عشرات من وثائقه، وهذه لهجة عراقية، بمعنى موعد حلول الدين، وذكرت هذه الوثيقة أن موعد حلول هذا الدين هو طلوع جماد التالي، وهو جمادى الثانية وتاريخ كتابة الوثيقة هو يوم
النصف شعبان من سنة ألف ومائتين وتسع وعشرين من الهجرة النبوية (1229 هـ)، ثم ذكرت الشهود.
وهذه صورتها:
والوثيقة التالية أقدم من التي قبلها إذ هي مؤرخة في 1217 هـ والمستدين فيها عبد المحسن بن راشد ولا نعرفه، فربما كان من أهل نجد من غير أهل القصيم.
وقد نسب القول في الوثيقة إلى نفسه كما هي العادة في الإقرار عند بعض الناس.
والدين: ستمائة قرش (عين) وستة وأربعون قرش (عين) وقد أكد المبلغ بقوله: (الذي نصفها ثلاثمائة وثلاثة وعشرون قرشا عينًا) دين ثابت وحق لازم والوعده بكسر الواو وإسكان العين هي موعد حلول هذا الدين انسلاخ ربيع الأول.
وكاتبه الفقير ملا عبد الله بن محمد، وهو عراقي.
والشاهدان من أهل نجد المقيمين في بغدان آنذاك وهما عبد الله آل علي، وحمد بن محمد العريني، وقد كتب هذا الشاهد بالأرقام تحت اسمه مقدار الدين وهو 646 بمثابة الزيادة من التوثيق.
والوثيقة التالية مؤرخة بعد التي قبلها بسنتين وهي سنة 1219 هـ وكاتبها من أهل نجد وهو عقيل بن سليمان من المقيمين في العراق آنذاك، لذلك كتبها بما يقرب من صيغ الوثائق عند أهل نجد فاستهلها بقوله:"يعلم الناظر فيه أنه حضر عندنا".
والمدين هو حاج سعيد المعروف أقر أن عنده في ذمته لمدهش بن محمد وهذه صيغة نجدية.
والدين أربعمائة قرش وسبعة وثلاثون قرشا وربع قرش (روم عين) أي من القروش الرومية والمراد فيما يظهر أنه القروش التركية من الفضة.
وهي مؤجلة إلى آخر ربيع الأول من سنة 1219 هـ.
الشاهدان محمد بن سليمان وسليمان بن جَدُّوع وسليمان آل حمد وهو خال مديهش، ويظهر أنه مثل مديهش من أهل الشقة.
أما استدانة اليهود العراقيين من مديهش بن محمد مع ما يعرف عن ثراء اليهود، وحرصهم على أن يتعامل بعضهم مع بعض فنورد منها هذه المؤرخة في عام 41224 هـ والدين على يوسف اليهودي بن ياس.
والدين فيها: مائة واثنان وستون (عينًا أحمديات) والأحمديات منسوبة إلى السلطان التركي أحمد.
والوعدة أي الأجل لوفائها مدة أربعة أشهر فقط وليست لسنة جرا نهار خمسة وعشرين في (سفر) وكتبها الكاتب بالسين على لهجة العامة في نجد، وقد أدركناهم ينطقون بلفظ صفر (سِفَر) بكسر النون وفتح الفاء.
وهذا دين آخر على يهودي آخر هو (إلياس بن إسحاق اليهودي) لمديهش بن محمد.
والدين ثلاثة أمنان قهوة، والأمنان: جمع مَنَّ بفتح الميم وتشديد النون والمن الذي عرفناه عندما كان بنو قومنا يتعاملون به في القصيم هو أربعون وزنة، والوزنة الواحدة تعادل على وجه التقريب كيلو قرامًا واحدًا ونصفًا، فالمن يساوي ستين كيلو على سبعة وعشرين قرش عين يراد أن كل مَنّ من أمنان القهوة قيمته سبعة وعشرون قرشًا عينًا، وهذا يدل على أن القرش العين هو من الفضة.
والوعدة وهي موعد إيفاء الدين نهار عشرين في رجب، وذكرت الوثيقة أن (يوسف بن إلياس) وهو يهودي آخر كفيل لهذا الدين.
الشهود ثلاثة كلهم من أهل نجد وهم أحمد بن نصار ومحمد بن سليمان وحمد بن خويطر.
وكان (مديهش بن محمد) يملك عقارات منها الدكاكين إلى جانب ثروته الرئيسية السائلة التي يستعملها في التجارة.
من شواهد ذلك هذا السند أو الوثيقة التي كتبها (مديهش بن محمد) على نفسه بأنه أجر دكانا له في بغداد على يهودي اسمه (عبد النبي بن إياس) لسنة كاملة بستين قرشًا (عين) كل ثلاثة أشهر خمسة عشر قرشًا، وبلفظ كتابته خمستعشر قرش.
وصل منهم خمسة عشر أول قصد (قسط) وذلك قبل نزوله من قبل اليهودي.
وتاريخ الاستئجار نهار عشرين من شوال (فطر أول) من سنة 1229 هـ.
وهذه شهادة لمديهش بن محمد شهد بها وهو في بغداد على عقد استئجار بيت استأجره خاله أي خال مديهش المقيم في بغداد أيضًا واسمه (سليمان بن
حمد) رأيت اسمه هكذا في أكثر من موضع وكتب هنا (سليما) من دون نون في آخره سهوا.
ووثيقة الاستئجار هذه مكتوبة في عام 1230 هـ.
ومن الطريف أن اسم صاحب البيت هو (أخو دقش) ووكيله دغَيِّم الدغيري، وهو الدغيرات من شمر.
ومدة الإيجار عشر سنين.
والأجرة ثلاثمائة وخمسون (عين) أي ذهبًا فيما يظهر إذا كانت للسنين العشر أو فضة إن كانت لسنة واحدة.
وقد ذهب أكثرها لعمارة البيت.
وذكرت الوثيقة أن سليمان (الحمد) دخل بيت (اخودقش) أول يوم من عاشورا وهو محرم انسلاخ سنة تسع وعشرين أول يوم من سنة ثلاثين فوق المائتين والألف. والشاهدان: مرشد عبد العالي، وهو عراقي فيما يظهر ومديهش بن محمد.
وسليمان الحمد من أهل القصيم بلا شك فهو خال مديهش ومعاملاته تدل على ذلك.