الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومنها رأيت عجيبة في النوم وهي أني رأيت في النوم كأني جالس ومعي حبل طرفه في يدي وطرفه الثاني متصل في نجم من النجوم ما أعرفه وهو إلى جهة القبلة ثم إنه سار يمشي حتى غرب في مغيبه ثم إن الحبل الذي في يدي انقطع حال غروبه ثم إنه طلع نجم إلى جهة المشرق لكنه نير جدًّا ثم صار فيه حبل من جانبه مثل جوهرة طرفه في يدي والطرف الثاني متصل بالنجم واسم النجم الذي أنا قابض على زمامه المشترى ثم إني أجره إليَّ وهو في المشرق فيسير سيرًا سريعًا إلى وسط السماء فلما توسط في السماء استيقظت من نومي متعجبًا فأولته على رجل عاقل، فقال العلم والنجم الذي غاب الجهل بحيث إنه مجهول، وأولته عند رجل ثانيًا فقال ولد يصير عالمًا لأنك قابض على ذكرك حال كونك تجره والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب.
ذكر عجيبة رأيتها في المنام:
وهي أني رأيت كأني في بَرَّيَّة فإذا سور حائط فدخلته من بابه وإذا فيه بركة طولها عشرين ذراعًا وعرضها عشرين ذراعًا وهي مربعة وعمقها كأني أرى أن مالها عمق يعني ما لها قاعه وكأنها في زيادة من الماء لكن زوده يجيه من تحتها وكأنها تسفح من الجهة التي أنا فيها واقف.
ثم إني رحت إلى الجهة الثانية فسفحت من الجهة الثانية ووقفت من الجهة الأولى ورحت إلى الجهة الثانية، فسفحت من الجهة الثانية، ووقفت من الجهة الأولى إلى الجهة الثالثة، فسفحت من الثالثة، ووقفت الثانية ورحت من الثالثة إلى الرابعة فسفحت الرابعة ووقفت الثالثة فنظرت وإذا في الجهة الرابعة ساقي وإذا على الساقي نخل فراخه على حد الطلع فجلست على ذلك الساقي وشربت واستيقظت وأنا أشرب فأولته على رجل عاقل فقال العلم أتيته من كل جهاته ولزمت تلك الجهة مع أنك لم تفلس من جهاته كلها بحسب ما فاض إليك من الماء من هذه الجهات والله أعلم بالصواب.
ذكر عجيبة رأيتها في المنام:
وهي كأني رحت لم أعنيزة وإذا أسواق المجلس والدكاكين مبنية بإسميت ومصبغة في صبغ خضر كهيئة دكاكين المسعى في مكة ونظرت فإذا صبي صغير يخطب في المجلس وأهل عنيزة كلهم حوله يستمعون ويبكون من خطبته وموعظته للناس، ويصدقونه فيما يقول لهم غير أن أكثرهم من الرجال فيه إشارات على قلة الاستجابة لمواعظه وسنه سبع سنين والناس يتعجبون من حسن كلامه فيما يقول هذا الصبي والبسام واليحيى (1) وجميع الأغنياء كلهم والضعفاء كلهم يسمعون إلى كلامه ولم يخالفهم من أهل عنيزة إلا السفهاء والأمير فإنهم يؤثرون الظلم والفساد.
ثم لما أنه قضى واعظًا للناس قاموا إليه كل الذين يؤثرون الشرع والعدل مما ذكرت وقبلوا بين عينيه وقبلوا يديه ورأسه ثم انصرف من حيث أتى واستيقظت من نومي كئيبًا حزينًا من عجيب ما رأيت ومن قرب موافقته لما جرى منهم وفي ذلك العهد وأنا (2) شفت في اليقظة أن عنيزة من ولدت.
وقصصت رؤياي على رجل عاقل فقال هذه الرؤيا ما تحتاج إلى تأويل أن الصبي الواعظ فيهم هو الشرع المسمى واعظ الله في قلب كل مؤمن أو هو الحق والذين يحبون أنه يعمل بكلامه هم الذين يحبون الحق يقوم، وهم الذين ليس لهم أمر في البلد ولكنهم يحزنون لحزنه ويفرحون لفرحه وأهل الفساد والظلمة أضعفوه بحسب ما ركبوه من المعاصي والفساد حتى أوهنوه بينهم فصار صبيًّا والصبي ليس له قوة يمنع الظلمة من أهل الفساد والله أعلم.
(1) يعني اليحيى (آل يحيى).
(2)
هكذا فيه، وربما كان الصواب:(وأنا ما شفت) الخ.