الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أوراق لأسرة المجحدي:
وجدت ورقة مداينة بخط عبد العزيز بن مجحد وهو منهم بلا شك لأنهم كان يقال لهم في القديم (ابن مَجْحد) وقد كتبها في جماد آخر سنة 1277 هـ.
ونصها بحروف الطباعة:
"الحمد لله مستحق الحمد
أقر عبد الله الناصر أن في ذمته لسليمان الصالح ريال وقرش يحلن بالنصف من رجب سنة 1277 هـ فإن تعدت نصف رجب فهن بخمسين تمر.
أيضًا أقر عبد الله الناصر أن في ذمته لسليمان الصالح ريال يحل أجله دخول شهر الضحية سنة 1277 هـ فإن تعدت دخول الضحية فهو بأربعين وزنة تمر شهد على ذلك عبد العزيز العلي الدبيخي وشهد به وكتبه عبد العزيز بن مجحد، تاريخه في جمادي آخر سنة 1477 هـ.
وهذه صورتها:
وتعليقًا عليها استغراب ضآلة الدين الذي هو ريال وقرش أي ريال وثلث ريال، فالثلث في المعاملات التي فيها الريال يسمونه (قرش) وينطقون بالقاف
فيه كما ينطقون بها في (قربة) وفي (كم) الاستفهامية.
ولكن الريال يساوي حسبما جاء في الوثيقة أربعين وزنة تمر أي ستين كيلو تمر وهو الآن يساوي إذا كان جيدًا ستمائة ريال، وهذا مبلغ يستحق الكتابة لاسيما في ذلك الوقت الذي كانت فيه النقود قليلة بأيدي الناس، ومستوى المعيشة في آخر انخفاضه.
ويلفت النظر قوله: فإن تعدن نصف رجب فهن بخمسين تمر، أي إذا لم يستطع الدائن أن يحضر الريال والثلث في النصف من رجب فإنه يتوجب عليه أن يدفع بديلًا منها خمسين وزنة تمر.
والذي أفهمه من هذا الفعل أنه كان خَيَّره بين أن يدفع الريال والثلث أو أن يدفع بديلًا منها خمسين وزنة تمر، وإن المدين طلب أن تكون لديه فرصة ليرى ما إذا كان يستطيع دفع النقد، وإلا فإنه سيدفع التمر.
وهذا لا بأس به إذا كان على طريق الخيار، أما إذا لم يكن في الأمر خيار وإنما هو عقد بينهما استقر على النقد وعلى التمر إن لم يدفع النقد، فعندي توقف في جوازه، والله أعلم.
وقوله شهر الضحية يريد به شهر ذي الحجة، ولكنه كتبه (الضاحية) غلطأ.
بقي أن نعرف الأشخاص الوارد ذكرهم في هذه الورقة فالدائن هو سليمان الصالح (آل سالم) المعروف، والمدين هو عبد الله الناصر وهو من (الناصر) الذين هم أسلاف الغفيص أهل المريدسية، إذ كان اسمهم (الناصر) قبل أن يلقبوا بالغفيص، وكذلك أبناء عمهم (الرقيعي) و (المقصورة) والدليل على ذلك أن الشاهد هو عبد العزيز بن علي الدبيخي، وكان من أهل المريدسية أيضًا.
ومما يجوز ذكره أن أسرة (الحجي) أهل بريدة متفرعة من أسرة (ابن
مجحد) أو المجحدي تلك كما أوضحناه عند ذكر (الحجي) في حرف الحاء، وأن الأسرة من شمر.
وجدت عدة وثائق بخط عبد العزيز بن ناصر بن مجحد (المجحدي) واحدة كتبها بتاريخ رجب عام 1292 هـ. والثلاث الباقيات بتاريخ 1297 هـ أي بعدها بخمس سنوات.
ولن أقوم بدراسة هذه الوثائق لأن المقصود هنا الكلام على الكاتب عبد العزيز بن ناصر بن مجحد ما عدا الأولى منها المؤرخة في عام 1292 هـ.
وأول ما تدل عليه هذه الوثيقة أن كاتبها عبد العزيز بن ناصر بن مجحد طالب علم لأنه ذكر تاريخ كتابتها بأنه في شهر الحرام: رجب، فذكر أن شهر رجب من الشهور الحرم أو الحرام، وذلك لا يعرفه إلَّا طالب علم.
وعبارته في كتاباته جيدة فهو يقول في أول الوثيقة:
يعلم من يراه بأنه حضر عندي مبارك العثمان بن رميان وأخوه عبد الله العثمان بن رميان فباع مبارك على عبد الله جميع حصته، ولم يقل، صيبته كما اعتاد بعض الكتَّاب على ذلك، ويريدون نصيبه، وهو معنى (حِصته) التي هي النصيب.
وقال: حصته من ثلاث جوزه ويريد من نخلات ثلاث من النخلات التي تسمى الواحدة منها (جوزة) وهي نخلة انقرضت الآن أو كادت.
وقال: وحصته من الثلاث بوسط (النخل حسبما نظن) إرثه من أبيه.
ثم عاد إلى التعبير العامي، فقال: باع جميع (صيبته) مما ذكرناه في ثمن مفهوم، وهذا تعبير بديل من قول الكتبة الآخرين بثمن معلوم، والفهم هنا هو العلم أي المعرفة بالثمن.
ثم قال بثمن مفهوم قدره ونصابه ثمانية عشر أرباع، والأرباع فسرناها
في محل آخر من هذا الكتاب بأنها ربع القرش الذي هو ثلث الريال الفرانسي، وإذا يكون الريال الفرانسي فيه اثنا عشر ربعًا، وليس المراد بالربع هنا نصف النصف، بل عملة نحاسية كانت معروفة عندهم.
ثم ذكر الشهود وهم محمد العثمان الرميان وضبيب المحمد، إلى جانب شهادة كاتبه.