الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والحكايات في ذكر المنامات كثيرة وكلها في إبراهيم المحمد المحسن منها ما هو أحسن مما ذكرت ومنها ما هو مثله ولكن لا يحضرني الآن حفظها نرجو أن الله يحسن لنا وله الختام بعد عمر طويل.
ومناقبه ومحاسنه أكثر من أن تحصر وأشهر من أن تذكر والحمد لله أولًا وأخيرًا، وظاهرًا وباطنًا فله الحمد والمنة لا نحصي ثناء عليه بل هو كما أثنى على نفسه لا كما يثني عليه خلقه سبحانه وبحمده. انتهى.
محمد بن إبراهيم بن محسن:
وهو ابن الشيخ إبراهيم بن محسن ليس له ابن غيره، رغم كون الشيخ إبراهيم تزوج عدة نساء طلبًا للنسل.
وهو صديقنا الذي كانت تجمعنا به محبة الكتب والإطلاع عليها، فهو محب للكتب، وطالما سألنا عن بعضها، رغم ما أعرفه عنه من عدم التوسع في أمور الدنيا.
وكان يشتريها وبخاصة أمهات الكتب في الأدب والتاريخ ولذلك خلف مكتبة حافلة بيعت بعد وفاته بمبلغ طيب للورثة.
وقد كتب رسالة في 47 صفحة سماها (الانكباب على معرفة الأنساب) وهي عندي بخطه لم تطبع.
وكتب عنوانها في أولها بالصيغة التالية:
(الإنكباب على معرفة الأنساب)، من جمع وتأليف محمد البراهيم المحمد المحسن التويجري من إملاء أبيه عن أشياخه وهم محمد الغدير، وعبد الله الخضير الفهيد، وعبد الله الملقب دحيم.
ولم يذكر من الأنساب إلَّا ما يتعلق بأسرته أسرة التويجري وهذه صورة ما كتبه على غلافها.
وقد كتب فيها ترجمة لوالده وترجمة لجده محمد المحسن، وكلها طريفة فيها تجديد ومبالغة في بعض المواضع وفيها معلومات لا توجد في غيرها، في مواضع أخرى رغم اختصارها.
وقد نقلت منها ترجمة والده الشيخ العالم إبراهيم بن محمد المحسن، وسأنقل منها هنا ما يتعلق بترجمته وهو مؤلف هذه الرسالة محمد بن الشيخ إبراهيم بن محسن، ثم نتبع ذلك بما يتعلق بجده محمد بن محسن.
وقد بدأ ترجمته بالحديث عن نفسه بصيغة الغائب فقال ومن خطه نقلت:
وأما ابنه (محمد البراهيم المحسن التويجري) صنعته الآن طلب العلم، كتب الزعفران (1)، وتركيب الحروز، وأما مكتسب الدنيا إلى الآن لم يتبين في صنعة معرف بها فلكن نسئل الله الحنان المنان ذي الجلال والإكرام أن يفتح له ولجميع المسلمين أبواب الإجابة لما سأل من ربه وتمنى، فالله يعلم السؤال قبل النوال، ولا لنا بد من ذكر حوائجنا من خيري الدنيا والآخرة.
فأهم ما عليَّ طلب من الجليل أن لا يحوجني إلى الخلق طرفة عين وأن يغنيني عن أموالهم من جهة القرض ولا الدين ولا أكل أمانيهم ولا أموالهم بأي طريق لا يحل لي، أن يغني عن الناس بكل حال حتى لا أحتاج أبدًا إلَّا إلى جناب ربي الشريف (2)، اللهم إني أعوذ بك أن أذل نفسي وديني عند أبناء الدنيا اللهم اجعلني من أعظمهم غنى واجعلني لك شكارًا ولك ذكارًا ولك مطواعًا ولك أوَّاها منيبا يا رب العالمين.
(1) المراد بكتابة الزعفران أن يكتب أحدهم بمداد من الزعفران في آنية لشرب الماء أدعية وأورادًا يصب عليها الماء ويشربها، ويكتبونها بالزعفران لأن الكتابة بالمداد الدي هو الحبر مضرة بالبدن إذا شربها الإنسان.
(2)
هكذا وقد سقطت منه كلمة (إلَّا) أو (غير).
اللهم إني أسألك العفو والعافية وأسألك تمام العافية وأسألك دوام العافية وأسألك الشكر على العافية وأسألك الغناة عن الناس يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاي، ربنا اغفر لي ولوالدي رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ وعلى والدي وأن أعمل صالحًا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين، ربنا اجعل لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما.
اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء، ونعوذ بك من عضل الداء.
اللهم إني أعوذ بك من البرص والجنون والجذام وسيء الأسقام ونعوذ بك من علم لا ينفع وقلب لا يخشع ونفس لا تشبع ودعاء لا يسمع ونعوذ بك من هؤلاء الأربع يا رب العالمين.
ثم مضى في دعاء مطول من جنس هذا إلى أن قال:
واعتقادي في المسلمين اعتقاد أهل السنة والجماعة، لا نكفر أحدًا من أهل القبلة بذنب ارتكبه، بل هو تحت المشيئة، وإلا أن يكون فيه نوع من الشرك فلكن لا نطلق عليه اسم الكفر حتى يبلغ فإن عاند وكابر فهو كافر بلا شك ولا توقف وإن قلد وبينا ما له في الكتاب والسنة ثم لم يرجع ففيه قولان الأول إذا قلد لأمتثل الكتاب والسنة فهو كافر وهو المقدم الثاني.
أنه يمسي جاهلًا، وقد قال الله تعالى في حقه (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولًا) ولا فرق بينه وبين أهل الفترة لأن أهل الفترة قلدوا أئمة الكفر في دينهم، وهذا أيضًا لم يكن يرى أحدًا أحق بالصواب من أشياخه.
والسفر عندنا إن كان يأمن نفسه أنه إن جاورهم يصلي ويزكي ويحج ويعين المسلمين على جهادهم إن جوهدوا ويقيم شعائر الإسلام مثل الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر، بحسب الطاقة وعليه أن يتجنب أديانهم وأعيادهم وبدعهم وطرق الفساد من الزنا واللواط وشرب الخمر إلى غير ذلك من المنهيات شرعًا وأن يظهر لهم العداوة والبغضاء وأن يلعنهم عندما يراهم على المعصية إن كان يأمن على نفسه من شرهم.
وإذا رأى مسلمًا مهان أو مظلوم أو مقهور يعينه عليهم بحسب الطاقة إن يجفوهم ويهجرهم مهما قدر إلى غير ذلك من ما هو مذكور في كتب الفقه في إحكام الإقامة بين أظهرهم.
ونرى أن من كُفرنا من أهل القبلة مثل أتباع الشيخ عمر بن محمد بن سليم إنهم إخواننا بغوا علينا يرجى لهم خير في اجتهادهم فينا ومعهم دليل من الكتاب والسنة، ولكن ما أحسنوا التأويل ولا عرفوا من المستحق لذلك التكفير (1)، ولكن نرجو من المولى العظيم الجليل الأجل أن يمن علينا وعليهم بالهداية والتوفيق وإن يعفو عنا وعنهم ويتوب علينا وعليهم وأن يتداركنا في عفوه وأن يرزقنا التوبة حتى نتوب.
وإذا أردت أن تعلم أن ما نحن عليه حق فعليك بتدبر القرآن مثل ما تقدم ذكره في عقيدة إبراهيم المحمد المحسن التويجري والأحاديث والفقه مشحون مما هو مغن عن ذكره هنا ولكن المقصود أن ما نحن عليه هو عليه أهل السنة والجماعة نعتقد ما اعتقدوا ونحب ما أحبوا ونبغض ما أبغضوا ونعمل على حسب ما أمروا من غير مخالفة للكتاب والسنة بل مقيد عملنا بأقوالهم على مقتضى ما أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم، من غير تأويل منا وتبديل، بل على مقتضى قول المحققين من سلف أهل العلم في حديث الرسول - صلى الله
(1) أقول: لا أعرف من طلبة العلم ولا من المشايخ أتباع آل سليم من كَفَّر أتباع الشيخ ابن جاسر.
عليه وسلم -، مثل (أحمد بن حنبل وابن تيمية وابن القيم الجوزية وابن عبد الهادي والبهوتي، وابن مفلح وابن رجب، ومحمد بن عبد الوهاب، وغير ذلك من العلماء المحققين اللهم ألحقنا بآثارهم غير مبدلين ولا مغيرين ولا ناكثين ولا ضالين ولا مضلين، واجعلنا هداة مهتدين اللهم صلى على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
(عجيبة):
قال والدي إبراهيم المحمد المحسن التويجري أني رأيت فيما يرى النائم كأني في مكة إذ رأيت شخصًا فإذا هو جعفر الصادق فحانت مني التفاتة فإذا رجل عن يمينه لكنه بعيد منه فقال جعفر الصادق قم فهذا أبو حنيفة فسلم عليه فقمت وسلم علي وسلمت عليه ثم دعا لي وصرف من عندي واستيقظت من النوم فرحًا مسرورًا بدعاء أبي حنيفة رحمه الله ورضي عنه حيث يدعو لي، والله أعلم.
عجيبة:
وهي أن إبراهيم المحمد المحسن التويجري حال كونه حملًا جاء ملك إلى والدة أبيه منيرة الدهش وقال لها إن ابنك محمد أبشري سيولد له ابن واسمه إبراهيم مثل اسم إبراهيم الخليل، ثم استيقظت من نومها وجاءت إلى والدة ابنها محمد وهي سلمى الخضير، فقالت لها: ولدتي وسلمتي أو ربيتي ما جبتي جارة، فقالت لها سلمى: ما ولدت إلى الآن ثم إن منيرة قصت عليها ما رأت في النوم فقالت ما نسميه إلا مثل ما قال الملك وقد أرادوا أن يسموه فهد قبل ذلك والله أعلم.
ويواصل الأستاذ محمد بن إبراهيم المحسن حديثه قائلًا:
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر ما جرى لي في عمري من عجائب المنامات منها أني رأيت فيما يرى النائم كأني رايح لم خب حويلان ثم لما أني رقيت على نفود واصط في اللغف ودخلت أثل لكي أنفذ منه إلى خارجه من فوق فإذا رجل أسود أو أسمر قد أقبل إليَّ ومعه كلاب واعيال فإذا مقصورة في وسط الأثل فجئت إليها وصعدت في سطحها من جهة وعرة النفود مع ثليم في جدار السطح.
ثم إن الرجل قصدني هو والذين معه من الكلاب والعيال فلما وقف علي قال لي حوِّل فقلت له لا مناب محول فقال حول وقلت له ما تريد قال اريد أن ...... فقلت لا تعجز عني فقال حول والا اشيت فيك كلابتي وعيالي، فقلت له: مهزوب، فقال ومد إليَّ يده ليتناولني مع ثلم لا طالتن يده والكلاب تدور تحت القصر وكذلك العيال ولم يحصلوا مني شيء.
ثم إن الرجل الأسمر انصرف هو والذين معه من العيال والكلاب ثم جاء إليَّ رجل أبيض حسن الهيئة فقال لي تدري من هذا الرجل الأسود؟ فقلت: لا، فقال: ذاك عدو الله ابليس فقال لي تدري من هذه الكلاب والعيال؟ فقلت: لا، فقال: العيال الشياطين والكلاب مردة الجن.
قال: تدري ما هذه المقصورة؟ فقلت لا فقال هذا وردك من القرآن فقال تدري ما هذا اللثيم؟ فقلت لا فقال هذه قل هو الله أحد إنك نمت ما قرأتها فقال تدري من أنا؟ فقلت لا فقال أنا ملك من الملائكة.
ثم أدبر من عندي مقفيًا.
وانتبهت من نومي ذاك متعجبًا وقد كنت قرأت في تلك الليلة من القرآن سورة الفاتحة وآية الكرسي والمعوذتين والله أعلم.