الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المحيميد:
بإسكان الميم في أوله فحاء مفتوحة ثم ياء ساكنة فميم ثانية مكسورة بعدها ياء ساكنة وآخره دال.
على صيغة تصغير محمد عند بعضهم وخاصة بعض أهل البادية.
أسرة كبيرة من أهل البصر، وسكن أناس منهم بريدة وبعض الخبوب.
ويرجع نسبهم إلى بني خالد، أهل الجناح، تفرعت منهم أسر ذكرت في موضعها كالعودة والشعيب، والمشهور الشائع عند أناس ومنهم طائفة من الأسرة أنهم جاءوا إلى البصر من الجناح قرب عنيزة، وأنه حصل بين أمير عنيزة وبين أوائلهم شيء جعل أمير عنيزة يضغط عليهم فتركوا مكانهم قرب عنيزة وتوجهوا على إبل لهم يبحثون عن مكان مناسب لهم ليس لأمير عنيزة الذي اختلفوا معه نفوذ عليه.
وأنهم وجدوا البصر ولم يكن عامرًا كله، ولكن بعضه مملوك لبعض الأشخاص الذين كان لهم فيه نخل وأراض فاشتروه منهم وأثبتوا ذلك في وثيقة مؤرخة في عام 1180 هـ.
وتلك الوثيقة مهمة جدًّا، لأنها أقدم وثيقة وصلت إلينا من ذلك التاريخ لهذه الأسرة الكبيرة.
ومع أن أول الوثيقة ساقط فإن ذلك لا يقلل من أهميتها، ونص الباقي منها بحروف الطباعة:
" ..... بأن أخيها سالم بن رشود باع نصيبه في تلك الخب المذكور وهو ثلث ثلاثة، باعه جميعًا شهد الشاهد بأن رشيد وسلامة وسالم باعوا تلك الأجزاء المذكورة على ناصر بن عبد الله بن محيميد، أرضه ونخله وجميع حقوقه بثمن
معلوم قدره سبعمائة صاع حنطة هلبا وواحد وعشرين مائة صاع شعير بادوس، وثمانية عشر أحمر زر وبلغهم الثمن جميعًا، هكذا شهد الشاهدان المذكوران وكتب شهادتهما وأثبتها راجي عفو الرب الغني ثنيان بن سليمان الحنبلي، وصلى الله على محمد وآله وسلم، وذلك في سنة 1185 هـ وصلي الله على محمد وآله وسلم.
إن في هذه الوثيقة عدة ملاحظات:
أولها: أن البائعين باعوا على آل محيميد من نخل وأرض وجميع حقوق ذلك، مما يدل على أن عمارة البصر كانت قبل ذلك بزمن، ويدل أيضًا على أن أوائل المحيميد كانوا وصلوا إلى البصر قبل ذلك بزمن.
ثانيها: أن الثمن هو عروض ونقد، أما العروض فهي سبعمائة صاع حنطة هلبا، والهلبا معروفة من أنواع الحنطة، أدركنا التسمية بها وهي نوع جيد من الحنطة، مخالف للمعية، لأن الحنطة غير المعية، ومع الحنطة الفان ومائة صاع شعير بالدوس، والدوس هو الدياس وهو دوس الزرع بقصبة الذي يتلوه ذريه، وتخليص الحب من القصب الذي يكون قد تكسر نتيجة دوسه بحوافر الدواب من البقر أو الحمير.
وأما النقد فإنه ثمانية عشر أحمر والأحمر عملة ذهبية أكدها الكاتب بقوله: (زَرَّ) والزر بفتح الزاي وتشديد الراء هو الذهب بالفارسية، وقد ذكرت هذه الكلمة وتاريخها في كتاب (معجم الكلمات الدخيلة في لغتنا الدارجة).
ثالثها: أن الكاتب لم يذكر اسم الشاهدين في آخر الوثيقة فحرمنا من الإطلاع عليه.
رابعها: أن الكاتب نوه بمذهبه الحنبلي وهذا أمر كان شائعًا في نجد مثل غيرها من الأقطار العربية، ولكنه قلَّ بعد دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب
التي ركزت على أخذ الأدلة من الكتاب والسنة، وإن كانت لا تنكر المذاهب الفقهية ولا الانتماء إليها.
والكاتب الشيخ ثنيان بن سليمان هذا فيما يظهر لي رأس أسرة الثنيان الذين قدموا من الخبراء لأنهم من أهلها العفالق إلى الخبوب، وأقدم من جاء منهم إلى الخبوب هو الشيخ ثنيان هذا.
والمحيميد أهل البصر هؤلاء أسرة كريمة معروفة بالتدين، وحب العلم الشرعي، ولذلك خرج منها جماعة من العلماء القضاة وطلبة العلم.
منهم الشيخ الدكتور صالح بن عبد الرحمن المحيميد رئيس محاكم المدينة المنورة.
والشيخ عبد الله بن علي المحيميد المدير العام لتعليم البنات في منطقة القصيم.
وليس ذلك مقتصرًا على العلم الديني، بل ظهر منها إداريون مثل صالح بن علي المحيميد الذي تولى إمارة المذنب.
وكانت لهم إمارة البصر في فترات عديدة حتى الوقت الحاضر حيث مركز البصر، رئيس مركز البصر الآن - 1434 هـ - هو صالح بن محمد المحيميد.
ومن أمراء المحيميد على البصر الذين ذكروا في الوثائق عبد الله الراشد أرسل إليه أمير بريدة عبد العزيز آل محمد (بن حسن من بني عليان) رسالة يقول:
"يذكر عمر بن سليم أن عثمان آل محمد له دين ولا هوب ملقيه قبله، فأنت فك له دينه إلا إن كان ما عنده عقار يوفى عنه أو دبش، لا يعود عليَّ تراني أخدِّم عليه".
ومعنى أخدم عليه أبعث إليه خادمًا من خدام الإمارة وهم رجالها الذين ينفذون أوامرها، ولابد من أن يدفع الشخص الذي يرسلون لجلبه مالًا مقابل ذلك يسمى (خدْمه).
ثم قال:
"كذلك سليمان بن شعيب شرى من عثمان نخلًا يذكر عمر أنه راهنه فهو يعطيه اللي واجب من ثمنه وإن كان له دعوي شرع تدفعه معه للشرع، أوقفه معه على سليمان آل علي" يريد الشيخ سليمان بن علي المقبل قاضي بريدة وما يتبعها من القصيم.
ثم قال:
"وما أفتاهم به مشهم عليه ولا يعود عليَّ إلا خالص، ترى إنْ ما خلصته تراي أوريكم الخلاص والله لا بيع النخل للدين لو بربع قرش، وأنت سالم والسلام".