الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سعود بن رشيد في خب القبر عام 1332 هـ كان جنود ابن رشيد يقلعون النخيل فيما قرب منهم من خب القبر قبل أن يطردهم أهل بريدة عنها، إنه رأى واحدًا منهم قد قطع ثمرة نخلة وحملها على جمله فذهب إلى فهد الرشودي كبير الذين خرجوا من أهل بريدة في تلك الوقعة قائلًا: إنني سأخذ بعير هالبدوي فهل هو لي إن أخذته؟ فنهاه الرشودي وقال: هذا معه بندق، وأنت ما معك إلَّا عصا ولو ثورت عليه البندق انتبه له قومه فقتلوك.
قالوا: فأخذ عصا غليظة معه وذهب حتى فاجأ البدوي الذي لم يكن مستعدًا الإطلاق النار من بندقه التي كانت على كتفه لأنه واثق من أنه بين قومه ولا يتصور أن أحدًا يجرؤ على الاقتراب منهم، ولم يستطع البدوي إلَّا أن يحاول ضربه بعقب البندق أي مؤخرتها ولكن (صميليل) تفادي الضربة وعاجل البدوي بضربة غليظة من عصاه على رأسه أفقدته وعيه، ثم أسرع يعود بالجمل وحمله.
ومنهم محمد بن بَرْجَس المبرك مات عام 1321 هـ عن عمر 110 سنوات أو أكثر قليلًا من ذلك.
وكان يعمل في الفلاحة والزراعة وهو أخ من الرضاعة لعبد الرحمن بن أحمد الرواف الذي عمر حتى بلغ عمره مائة سنة.
ومنهم موسى بن محمد المبرك كان يعمل في الزراعة ثم ترك ذلك.
المْبَيْرِيك:
بإسكان الميم في أوله فباء مفتوحة فياء ساكنة ثم راء مكسورة فياء ثانية ساكنة وآخره كاف على لفظ تصغير المبروك.
أسرة كبيرة تفرعت منها أسرة صارت أكبر منها وهي أسرة المشيقح المشهورة بالغني والوجاهة، كما تفرعت منها أسر أخرى مثل القريعان والشريما والحبيتر والشْرَيّدة - بإسكان الشين وفتح الراء وتشديد الياء.
كان أوائل الأسرة يسكنون في (أوشيقر) في الوشم وكان يقال لهم مثل أبناء عمهم هناك فيه (آل أبو عزام) فهاجر منهم أناس إلى عنيزة في آخر القرن التاسع أو أوائل القرن العاشر الهجري.
وأقاموا في عنيزة فترة كثرت فيها أموالهم وعقاراتهم حتى اجتمعت لهم (صبَر) - جمع صبرة - وهو الإجارة الطويلة أي التي مدتها طويلة مثل مائة إلى خمسمائة سنة، ولا تزال تلك الصبر في أملاكهم في عنيزة باقية حتى الآن.
وقد تغير اسمهم أثناء إقامتهم في عنيزة إلى اسمين، لأن أعدادهم كثرت أيضًا فصار قسم منهم يقال لهم (المبيريك) وهو هذا الاسم، والثاني الحلوة، فارتحلوا من عنيزة إلى بريدة وهم يحملون هذين الاسمين.
فنزل المبيريك في بريدة، وفي الصباخ ونزل أبناء عمهم (الحلوة) في خب البريدي أولًا، ثم أنشأوا لهم خبأ خاصا بهم عرف ولا يزال يعرف بخب الحلوة.
وقد اختلف من عرفناهم من الإخباريين من هذه الأسرة عن القرابة بين حلوة ومبيريك فقال بعضهم: إنهما إخوان وقال آخرون: إنهما أبناء عم، مع أنه لا أحد يشك في أنهما من أسرة واحدة هي أسرة (آل أبو عزام).
وهذا ثابت بصفة شرعية وليس مجرد خبر من الأخبار كما سيأتي الكلام على ذلك في أسرة (المشيقح) قريبًا إن شاء الله.
فقد جاء في الوثائق أن مشيقح بن عبد الله المبيريك جد آل مشيقح كلهم قد خاصم في عنيزة بالاشتراك مع الحلوة حول أسبال أجدادهم أي أجداد المبيريك والحلوة في عنيزة.
وحدثني الشاعر عبد العزيز بن محمد الهاشل وهو من (الحلوة) أبناء عم المشيقح عن والده قال: كان عبد العزيز بن حمود المشيقح الثري الوجيه المعروف المتوفى عام
1372 هـ يقسم بين جميع أفراد الأسرة المتفرعة من المبيريك والحلوة ما يحصل عليه من ريع أسبال أجدادنا والذين هم أجداد الجميع في عنيزة.
قال: وقد بلغ من كثرتهم أن الشخص كان لا يستحق إلَّا ربع ريال، فكان ابن مشيقح يرسله إليه ويقول: هذا حقك من سبيل أجدادنا، وكان للقليل من المال شأن آنذاك، ثم كثر أفراد الأسرة حتى صار لا يستحق الشخص منهم إلَّا قرشًا أو أقل من ذلك مع غنى الناس وكثرة المال فيهم.
مع العلم بأن (الهاشل) هم من فرع الحلوة، وليسوا من فرع المبيريك الذين منهم المشيقح.
وقد سبق لنا بيان فروع الحلوة في حرف الحاء.
وسنذكر هنا الأشخاص الذين يحسن ذكرهم من (المبيريك) الذين بقوا يحملون هذا الاسم حتى الآن.
كما كان الكلام على الأسر الأخرى التي خرجت عنهم بأسماء أخرى كالمشيقح والقريعان والشريما والحبيتر في أماكنهم من هذا المعجم.
وقد تكاثر عدد الأشخاص الذي تفرعوا من أسرة (المبيريك) هؤلاء بشكل غير مألوف في منطقتنا، وبأعداد لا توجد كثرة في الأسر الأخرى، وناهيك بأسرة المشيقح وحدها، وما يبلغه عدد أفرادها.
وقد نقل عدد من كبار السن من الأسرة عن حمود بن مشيقح بن عبد الله المبيريك جد بعض المشيقح الذي توفي عام 1289 هـ. وكان ثريًا أنه قال: أحصينا أقاربنا ممن يرجعون إِلى المبيريك فإذا عددهم أكثر من ستمائة بقليل ما بين رجال ونساء، وهذا عدد كبير بالنسبة إلى عدد أهالي نجد في ذلك العصر، إذ لم يكن يزيد عدد سكان بعض البلدان المشهورة عن هذا الرقم.
أما الآن وبعد أن كثر نسل أحد فروعها وهم المشيقح فإنهم بلا شك يزيدون عن الرقم المذكور بعشرة أضعافه أو أكثر من ذلك.
ومنهم الشيخ ناصر بن علي المبيريك تخرج من كلية الشريعة في الرياض.
وقصة طلبة العلم فيها غرابة، فقد نشأ عاميًا وطلب العلم على كبر، فقرأ على بعض المشايخ في المساجد، ولازم ذلك حتى كنت أراه يعلق كتابه في كتفه أينما ذهب يضعه في كيس وكنت أتعجب من ذلك، لأنه لم يكن يفعله إلا صغار الطلبة عندما يذهبون إلى مدارسهم، ولكن ذلك كان حرصًا منه على أن لا يغيب عنه الكتاب في أية لحظة.
وفي مرة من المرات في عام 1376 هـ جاء إليَّ وأنا في إدارة المعهد العلمي، وقال: أنا أريد الدخول في المعهد العلمي للدراسة، فقلت له: حياك الله، ولكن الالتحاق بالمعهد والدراسة فيه لها شروط كنا تغاضينا عنها في السنة الأولى عند تأسيسه حتى نحصل على عدد كاف من الطلبة لإنشائه.
أما بعد ذلك بسنة واحدة، فإننا نشترط شروطأ فيمن يتقدم للقبول فيه، وأنت لا تحمل أية شهادة إلا الثانية الابتدائية.
ثم قلت له: إنني أعرف أنك حريص على طلب العلم، وأنك قد حصلت على قدر منه، ولكن لابد من الحصول على مؤهل، وقد رددنا كثيرًا غيرك من أمثالك، حتى احتالوا لأنفسهم بان انتظموا بالدراسة في مدرسة ابتدائية وحصلوا على شهادة النجاح في السنة الرابعة الابتدائية، فهؤلاء نعقد لهم اختبار قبول للدخول في القسم التمهيدي الذي هو سنتان إذا نجح فيها الطالب ينتقل إلى المعهد الثانوي، فضاق صدره كثيرًا وذلك من فرط محبته في دخول المعهد، وقال: أنا كبير السن فكيف أدرس في الرابعة الابتدائية.
فقلت له: إنني أعلم أيضًا أنك فوق مستوى طلاب الرابعة في العلوم الدينية، ولكن هذا هو النظام عندنا، وما دمنا نجد العدد الكافي من تتوافر فيهم شروط القبول فإننا لن نقبل ممن لا تتوافر فيهم شروط القبول أحدًا.
وقلت له: إننا الآن لا نقبل كل الذين تتوافر فيهم شروط القبول لكثرة المتقدمين، وإنما نعقد لهم امتحانات مسابقة لنختار منهم الأفضل فالأفضل.
فتركني غاضبًا، ثم ذهب إلى عدد من المشايخ الذين كان يقرأ عليهم يريد أن يتوسطوا له بالدخول إلى المعهد، ومنهم الشيخان المدرسان في المعهد الشيخ صالح بن عبد الرحمن السكيتي وهو شيخي قبل المعهد والشيخ صالح بن إبراهيم البليهي، وهما يعلمان طريقتي في القبول، وأنها مبنية على ما أرى فيه المصلحة، وليست متعلقة بأشخاص أو نحوهم فسألاني في عما إذا كان يمكنهما أن يكتبا للشيخ محمد بن إبراهيم رئيس الكليات والمعاهد العلمية شفاعة بقبوله في المعهد بصفة استثنائية لشدة رغبته في طلب العلم، وحصوله على قدر لا بأس به من المعلومات العلمية الآن.
قلت لهما: إنه لا مانع لديَّ من ذلك فكتبا للشيخ محمد بن إبراهيم، وقد أرسل إلي المدير العام للكليات والمعاهد العلمية الشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم كتاب الشيخين قائلًا: إذا كان الأمر كما ذكر الشيخان عن المذكور فاعقدوا له امتحان قبول إذا نجح فيه أدخلوه بما ترون، فعقدنا له اختبار قبول تولاه اثنان من المشايخ المدرسين في المعهد نجح فيه فألحقته بالأولى الثانوية.
وقد واصل دراسته في المعهد بإقبال وشغف بالعلم حتى نجح منه ثم من كلية الشريعة في الرياض، هذا وقد اشتغل بتجارة العقار بعد تخرجه من الكلية وتوظفه في المعهد فنجح نجاحًا كبيرًا حيث اشترى أول الأمر أرضًا كبيرة بثمن رخيص وباعها وباع منها بثمن غالٍ، فكانت مبدأ ثروته.
وكان إلى ذلك يقوم بالوعظ والإرشاد والحث على طلب العلم.
واسمه الكامل ناصر بن علي بن ناصر ناصر المبيريك، ولد عام 1346 هـ ودخل المعهد العلمي في بريدة عام 1376 هـ ثم نجح فيه والتحق بكلية الشريعة في الرياض ونجح من الكلية عام 1385 هـ فعين قاضيًا في رئاسة محكمة حائل ثم عين في التدريس في معهد المعلمين في حائل ثم متوسطة القادسية في بريدة ثم ثانوية بريدة.
وتقاعد عام 1409 هـ.
أولاده 23 ولدًا الذكور 15 والباقي بنات ثمان، وذلك عام 1424 هـ ومعه الآن 1425 هـ ثلاث زوجات ثم تزوج عام 1425 هـ الزوجة الرابعة وعمره الآن - 1425 هـ 79 سنة.
وهو ثري يعطي الجمعية الخيرية الإسلامية في بريدة ثلاثة ملايين ريال في السنة في مناسبات معينة كما قيل لي.
ومنهم عبد الله بن صالح المبيريك - مدير بلدية شقراء - 1423 هـ.
وله أخوان موظفان في إمارة الرياض.
حدثني سليمان العيد قال: كنت مرة ذاهبًا إلى جنوب بريدة فرأيت علي بن مبيريك الملقب (أبو نصرة) ينادي امرأة بعيدة عنه ويقول: أنت يا الكمخه؟ (1) أنت يا الكمخة، ولم تلتفت إليه حتى وصلها فقال لها:
انت نسيتي قروشك عندي، وكانت اشترت منه شيئًا من دكانه بالمقصب، وتركت نقودًا لها في كيسة سهوًا عنده، فاستقبلت القبلة تدعو له، وقالت: والله يا ابن الحلال، إنهن ما هنب لي هذولي للناس، الله يجزاك خير.
(1) الحمخة: الشاة المسنة.
أوراق متعلقة بأسرة المبيريك:
لدينا مجموعة كبيرة من الأوراق التي أغلبها مبايعات لأسرة المبيريك تبين أنه كانت لهم أملاك من النخيل في الصباخ ووهطان وأنهم باعوا بعضها على أسر غنية مثل الجاسر والسيف وكلها أو جلها من القرن الثالث عشر.
ورأيت أن دراستها واحدة واحدة أمر بطول لاسيما أنها متشابهة لذلك رأيت عرض صور بعضها هنا لكونها مكتوبة بخطوط جيدة تسهل قراءتها.
وهذه صورتها:
ومنهم محمد بن صالح بن عبد العزيز المبيريك، ألف قصة بعنوان (خريج السجن) صورت حال عدد من أرباب المهن والصناعات مثل القصابين والخرازين والصِّناع الذين يراد بهم الحدادون وأهل النحاس.
وهي المهن أو الصناعات التي لا يقوم بها ويعمل بها إلا العرب الخضيريون أو هم قبيلة بني خضير.
أما القبليون من أهل البلاد فإن العرف لا يجيز لهم أن يمارسوها ولو مارسها أحد منهم لسقط من أعينهم، وعد من الخضيريين أو الصناع.
ولم أجد من تطرق إلى داخل مجتمع أرباب الصناعات هؤلاء في قصة أو نحوها قبله في بريدة، وبالذات في حي العجيبة، كما جاء في القصة.
ولكن من الواضح أنه كان يحتاج إلى قراءة بل قراءات من الأدب القصصي العالمي حتى تكون لديه ملكة القصِّ.
وحتى كتابة القصة فإنها في إخراجها ساذجة خالية من علامات الترقيم، إلَّا بعلامة الاستفهام، فهي بحاجة أيضًا إلى إعادة صفها، وإلى تهذيب بعض ألفاظها، ومن أوجه النقص أو البعد عن الواقع الأسماء المستعارة التي يسمي بها أبطال القصة، مع أن بإمكانه أن يجد أقرب منها إلى الواقع إذْ بعضها لم يتسم به أحد.
وقد يقال: إن ذلك أمر مطلوب، ولكن المطلوب أيضًا أن يشعر القارئ بأنه يقرأ قصة حقيقية، أو ما هو قريب منها.
وتقع القصة في 232 صفحة (لم تذكر الطبعة ولا تاريخها ولا مكانها).
وقد كتب لها المقدمة التالية:
المقدمة:
الأدب الشعبي هو فن اجتماعي من القصص والروايات والشعر والفنون الأخرى الشعبية والأدب الشعبي له مكانة خاصة بين الشعوب، لأنه يعود وينطق باسم المجتمعات باللهجات العامية المفهومة للعامة بالصدق والصراحة العفوية والشفافية، والأدب الشعبي مرآة المجتمعات الذي يعكس الحياة الاجتماعية الواضحة العامة والخاصة للشعوب، وفي المجالس البعيدة عن
الرقابة يسقط بعض الآداب بين الأصدقاء والأحباب وتقال بعض الأسرار ولا عتاب وتضرب الأمثال وينتقد من كان على البال ويحصل النقاش والجدال، وفيه الجد والمزاح والضحك والنكات والتعبير والقيل والقال، والكلام الجارح المقصود وغير المقصود (زلة لسان) وقصة (خريج السجن) بطلها حامد بن دماح اسم مستعار يجسد شخصية شاب سعودي ترك الدراسة الابتدائية وهو صغير السن وتعلم مهنة والده القصابة (الجزارة) وأصبح من أشهر القصابين بفن ذبح وسلخ المواشي في مسلخ بلدية مدينة بريدة، ولكن والده حرمه الزواج من خطيبته، حبيبة الطفولة، وأخذ أمواله وطرده من البيت، فكيف عاش حامد ولماذا تم سجنه، وكيف عاش بعد خروجه من السجن، وما هو مصير خطيبته التي أحبها أيام طفولته وعشقها أيام شبابه وماذا عمل حامد مع والده دماح بعد خروجه من السجن؟
المؤلف محمد الصالح العبد العزيز المبيريك
القصيم - بريدة.
وقال في أول القصة:
هم مجموعة من الشباب لم تجمعهم الصدفة فهم أصدقاء أيام الطفولة وأهلهم جيران في حي شعبي بيوتهم من الطين القديم في حي العجيبة بمدينة بريدة، دامح بن حماد فقد والديه وعمره خمسة أشهر تقريبًا فقام الجار أبو دماح وتبناه في بيته وأرضعته زوجته أم دماح وكان لديهما دماح وعمره حوالي سنة، وتكونت علاقة الطفولة والجوار بين دماح بن حامد ودامح بن حماد وديهف بن فهيد، ودياع بن عايد، ودومح بن محمود ودلاخ بن خالد ودخلوا مدرسة العجيبة الابتدائية في بريدة، وكانوا يذاكرون دروسهم سوا قبل الاختبار في بيت أهل دماح في الليل حيث عنده تريك وهو نوع من السرج نوره أبيض