الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المِحْسِن:
بكسر الميم وإسكان الحاء من الإحسان.
أسرة صغيرة من أهل بريدة جاء أوائلها من الشيحية وهم من التواجر أهل الشيحية، ولم نكن نعرف عنها إلَّا المحسن، هكذا بدون وصف، واسمه محسن وليس عبد المحسن كما ظن بعض الناس، ثم عرفناها بعد ذلك بالمحسن التويجري، لأنهم من التواجر بالفعل، ولكن الناس لم يكونوا يتعمقون في ذكر الأسماء.
جاء جدهم محسن التويجري من الشيحية إلى بريدة في منتصف القرن الثالث عشر ولذلك كتبت اسمهم هنا في حرف الميم، فولد له ابنه محمد وولد فيها لابنه ابنه الشيخ إبراهيم المحسن الذي شغل الناس وشغلوه مدة طويلة رغم انعزاله في بيته، وبعده عنهم.
كان مولده في عام 1288 هـ.
وقد عرفنا ذلك نحن عند أول طلب العلم وبالذات في عام 1364 هـ عندما عينني شيخنا الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد قيما لمكتبة جامع بريدة التي كانت تحت الإنشاء ولم يكن فيها عند ما تسلمتها كتاب واحد.
وذلك أن الذي بناها عندما أعاد بناء المسجد الجامع هو الشيخ عمر بن سليم قاضي بريدة وما يتبعها من القصيم، وقد بناها لكي يضع فيها الكتب العلمية الموقوفة على طلبة العلم في الجامع وعلى غيرهم ممن ماتوا عنها ورجعت الكتب للشيخ بصفته قاضيًا، ولكن عاجلته المنية حيث توفي في آخر عام 1362 هـ رحمه الله.
فلما تولى الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد القضاء في بريدة كتب للملك عبد العزيز آل سعود يطلب منه أن يصرف مبلغا لطلبة العلم فصرف له ثلاثة آلاف ريال فرانسي، فخصص الشيخ شيئًا منه للقهوة والشاي التي للمكتبة و 40 ريالًا راتبا شهريا لقيِّم المكتبة.
أما الكتب فقد صرنا نبحث عمن عنده كتب موقوفة.
وهنا جاء الحديث عن ابن محسن فقد ذكر لنا أن لديه كتبًا وأنه منعزل لأنه كان قد سافر للأمصار مثل مكة والشام والعراق وحتى دلهي في الهند وحصل كتبًا منها، ولكن كيف الوصول إليه وقد اعتزل الناس وكُفَّ بصره في آخر عمره؟ فصار رهين المحبسين: العمى والبيت.
وشيء مهم آخر هو أنه ما من طلبة العلم الذين هم زملاؤنا وأشياخنا ذكر أنه اجتمع إليه أو حادثه، وذلك أنه من كبار المناصرين للشيخ ابن جاسر وللشيخ ابن عمرو المناهضين للمشايخ آل سليم في بعض المسائل العلمية، كما سبق في الكلام على أسرة (الجاسر) في حرف الجيم.
وبعد أن قتل الشيخ عبد الله بن عمرو صبرًا أي مواجهة وليس في معركة في عام 1326 هـ كان وقع ذلك على الشيخ (ابن محسن) كبيرًا وأثره في نفسه عظيمًا لأن ابن عمرو بالنسبة إليه ليس مجرد شيخ وإنما هو أيضًا صهره فأخت ابن عمرو زوجة لابن محسن، وقد حدثني الثقة عن محمد بن الشيخ ابن محسن أن والده اعتزل الناس منذ أن قتل الشيخ ابن عمرو وصار لا يستقبل أحد، أو على حد تعبيره من البيت للمسجد.
وأنا لا أفهم ذلك لأن أئمة المساجد كلهم كانوا من تلاميذ آل سليم أو أتباعهم وعهدنا حتى بالمتشددين من أتباع الشيخ ابن جاسر أن يصلوا خلفهم، وربما كان فعل ابن محسن استثناء إلَّا أنه بعد أن كف بصره اعتزل الناس كلية وصار لا يخرج من بيته، وربما كان ذلك لسبب صحي.
والشيخ إبراهيم بن محسن التويجري مؤلف رأيت له رسالة مخطوطة تتعلق بالسفر والترحال، وكان قد كتمها أو كتمها غيره فلم أسمع بها حتى رأيتها، وهذا الموضوع موضوع السفر إلى بلاد المشركين، وهو أكبر الموضوعات التي يختلف فيها آل سليم وتلامذتهم مع الشيخ إبراهيم بن جاسر وأتباعه، فآل سليم والمشايخ
الذين معهم يرون حرمة السفر إلى بلاد المشركين، لأنها واقعة تحت حكم غير إسلامي، ولأن المنكرات وأهمها عبادة القبور بمعنى البناء على القبور وسؤال المقبورين فيها وطلب الشفاعة منهم سائدة هناك.
أما الآخرون فإنهم يرون أن تلك البلاد بلاد المسلمين، وأن الدولة التركية التي تحكمها هي دولة إسلامية بل هي دولة الخلافة لجميع المسلمين.
وللطرفين رسائل علمية في هذا الموضوع منها واحدة لبعض المشايخ آل سليم أو أحد تلامذتهم، وقد كتبت أكثرها بخطي وأكملها صديقي الأستاذ علي الحصين رحمه الله وذلك في عام 1364 هـ - وهي عندي بعضها بخطي وبعضها بخطه.
وكأنما أراد الشيخ ابن محسن أن يرد بما كتبه عليها وأمثالها لذا رأيت أن أنقل فصولًا من الرسالتين خدمة للعلم، ولما أخذت به نفسي من عرض النشاط الفكري لأهل بريدة في هذا الكتاب إذا كان موضع خلاف أو نقاش.
ولكنني أقول بأن الرسائل، بل والأشعار والقصائد التي أنشأها المشايخ من أتباع آل سليم، الذين هم في الحقيقة أتباع آل الشيخ محمد بن عبد الوهاب أيضًا هي تصرح بتحريم السفر إلى بلاد المشركين وتضلل من رأى حله، وبعضهم يصرح ب مهاجمة الذين يخالفون في هذا الأمر، ويؤكدون أن سبب ذلك هو تساهلهم في الدين، وممالاتهم لعلماء الأمصار الذين يسكتون على مثل البدع التي تؤتي عند أبنية القبور، وما يفعل عندها مما ينافي التوحيد الخالص.
واسم هذه الرسالة: (الرد الوافر، على تحريم وإثم من لم يهاجر) هكذا وقد كتبناها أنا وصديقي الأستاذ علي الحصين من دون أن يسترعي انتباهنا - آنذاك - أن معرفة المؤلف لا تقل إن لم تفق الحاجة إلى معرفة مضمون الكتاب، فلم يذكر اسم مؤلفها، ولم نكلف أنفسنا آنذاك عناء البحث عنه.
ولا شك أننا في ذلك التاريخ منتصف العقد السادس من القرن الرابع
عشر - تهمنا الأفكار أكثر مما تهمنا معرفة الرجال.
وهذه صورة الصفحة الأولى من الرسالة المذكورة بخطي عام 1364 هـ وتتألف الرسالة من 15 صفحة.
والصفحة الأخيرة من الرسالة بخط الأستاذ علي الحصين أكملها بعد أن كتبت منها جزءًا.
وأظن أننا نقلناها من خط الشيخ عبد الرحمن بن عويد أو الشيخ عبد المحسن العبيد.
وهذه صورة الغلاف والصفحة الأولى من كتاب الشيخ إبراهيم بن محسن بخط يده.