الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقِيل في قَوْل امْرِئ القَيْس:
ووادٍ كجَوْف العَيْر قَفْرٍ قَطَعْتُه
…
به الذِّئبُ يَعْوِي كالخَلِيعِ المُعَيَّلِ
: إنّ العَيْرَ كان رَجُلًا كَافِرًا، وكان له وادٍ، فأرسَل اللهُ تعالى عليه نارًا فأحْرَقه. وقيل: كان اسمُه حِمارًا فجعله عَيْرًا، لإقَامَةِ الوَزْن. وقيل: هو وادٍ بعينه.
وقال اللَّيث: العَيْر اسمُ مَوْضِع كان مُخْصِبًا فغَيَّره الدَّهرُ فأَقْفَرَ، فكانت العربُ تَضْرِبُ به المَثَلَ في البَلَد الوَحْش، وأنشد المُؤَرِّجُ قولَ بشْر بن أَبِي خَازِم:
وَجَدْنَا في كتابِ بَني تَميم
…
أَحَقُّ الخَيْلِ بالرَّكْضِ المِعارُ
بكسر الميم، قال: والمِعارُ الذي يَحِيدُ عن الطَّريق براكِبه، كما يُقال: حَادَ عن الطَّريق.
وقال الأزهريّ: مِعَارُ " مِفْعَلٌ " من عَار يَعِير، كأنّه في الأَصْلِ:" مِعْيَرٌ ".
ومِعْيَرٌ من الأَعْلامِ أيضًا.
وبُرْقَةُ العِيَرَاتِ: مَوْضع، قال امْرُؤُ القَيْس:
غَشِيتَ دِيارَ الحَيِّ بالبَكَرَاتِ
…
فَعَارِمَةٍ فبُرْقَةِ العِيرَاتِ
وقال الحُصَيْن بنُ بُكَيْر الرَّبْعيّ:
وارْتَبَعَتْ بالحَزْنِ ذَاتِ الصِّيَرَهْ
وأَصْيَفَتْ بَيْن اللِّوَى والعِيَرَهْ
وقال الجوهريّ: ومنه قول الطِّرِمّاح:
وَجَدْنَا في كِتاب بَنِي تَميم
…
أَحَقُّ الخَيْلِ بالرَّكْضِ المُعَارُ
والبيتُ لبِشْرِ بنِ أَبِي خَازِم، وهو مَوْجُودٌ في شعر بِشْر، دُون شَعر الطِّرمّاح.
* ح - أَعْيَرْتُ النَّصْلَ: جَعَلتُ له عَيْرًا.
والعَيْرُ: الخَشَبَةُ التي تَكُون في مُقَدَّمِ الهَوْدَجِ.
وعَيَّرَ المَاءُ، إذا طَحْلَبَ.
والأَعْيَارُ: كَوَاكِبُ زُهْرٌ في مَجْرَى قَدَمَيْ سُهَيْلٍ.
والمُسْتَعِيرُ: ما كان شَبِيهًا بالعَيْرِ في خِلْقَتِه.
والعِيَارُ: فِعْلُ الفَرَسِ أو الكَلْبِ العَائِرِ.
وعَيَّرْتُ الدَّنَانِيرَ: وَزَنْتُها واحدًا واحدًا.
* * *
فصل الغين
(غ ب ر)
الغَبْراءُ: اسمُ فَرَسِ حَمَلِ بنِ بَدْر.
والغَبْراءُ أيضًا: فَرَس قُدَامَةَ بن مَصَادٍ الكَلْبيِّ.
وقيل: بنُو غَبْرَاء في قَوْل طَرَفَةَ:
رَأَيْتُ بني غَبْرَاءَ لا يُنْكِرُونَنِي
…
ولا أَهْلُ هَاذَاكَ الطِّرَافِ المُمَدَّدِ
: هم الذين يَتَناهَدُون في الأَسْفَار.
ويُقال: رَجَع فُلانٌ على غُبَيْرَاءِ الظَّهْرِ، إذا رَجَع خَائِبًا ولم يُصِبْ شَيئًا. وقال زَيْدُ بنُ كَثْوَةَ: تَركتُه على غُبَيْراءِ الظَّهْرِ، إذا خَاصمتَ رَجلًا، فخَصَمْتَه في كلِّ شَيْءٍ؛ وغَلَبْتَه على ما في يَدَيه.
وعِزٌّ أَغْبَرُ: ذاهبٌ دَارِسٌ؛ قال المُخَبَّل السَّعْدِيّ:
وأَنْزَلَهم دَارَ الضَّياعِ فَأَصْبَحُوا
…
على مَقْعَدٍ مِن مَوْطِنِ العِزِّ أَغْبَرَا
والغَبَرُ، بالتَّحْريك: دَاءٌ في باطِن خُفِّ البَعير.
وقال الأصمعيّ في قَوْل القَطاميّ:
يا نَاقَ خُبِّي خَبَبًا زِوَرَّا
وقَلِّبي مَنْسِمَكِ المُغْبَرَّا
: إن المُغَبَّر الذي دَوِيَ باطنُ خُفِّه، والزِّوَرُّ: السَّيْر الشَّدِيد.
والغِبْر، بالكسر: الحِقْد، مثل الغِمْر.
وقد سَمَّوْا غُبَارًا، بالضَّمّ، وغَبَرَةَ، بالتَّحْريك، وغَابِرًا.
والغُبْرَانُ، مثل الغُفْرَانِ، والنُّونُ مَرْفُوعَةٌ: رُطَبَتَان في قِمَع واحدٍ؛ كما أنّ الصِّنْوَانَ نَخْلَتانِ في أَصْل واحدٍ، والجَميع غَبَارِينُ.
وقال اللَّيث: المُغبِّرَة قَوْمٌ يُغَبِّرُونَ، يَذْكُرُون اللهَ عز وجل بدُعَاء وتَضَرُّع، كما قال:
عِبَادُكَ المُغَبِّرَهْ * رُشَّ عَلَيْنا المَغْفِرَهْ
وقد سَمَّوْا ما يُطْرِبُون فيه من الشِّعْرِ تَغْبِيرًا؛ كأنهم إذا تَنَاشَدُوه بالأَلْحان طَرِبُوا فَرَقَصُوا وأَرْهَجُوا، فسُمُّوا المُغَبِّرَةَ لهَذَا المَعْنَى.
وقال ابن دُرَيد: التَّغْبِيرُ تَهْلِيلٌ أو تَرْدِيدُ صَوتٍ يُرَدَّدُ بقراءة وغيرها.
وقال الشافعيُّ رحمه الله: أَرَى الزَّنَادِقةَ وَضَعُوا هذا التَّغْبِيرَ لِيصُدُّوا النَّاس عن ذِكْرِ اللهِ وقراءَةِ القُرْآن. وقال الزّجّاج: سُمُّوا مُغَبِّرينَ؛ لتَزْهِيدِهم النَّاسَ في الفَانِيَةِ، وهي الدُّنْيا؛ وتَرْغيبهم إيَّاهم في الآخرة؛ وهِي الغَابِرَةُ البَاقيَةُ.
والغُبْرُورُ: طَائرٌ.
والغَوْبَرُ، مثالُ جَوْهَرٍ: جنْسٌ من السَّمَك، وقد يُقال فيه: الغُبَرُ، مثالُ صُرَد.
ودَارَةُ غُبَيْرٍ لِبَنِي الأَضْبَطِ: بها ماءٌ يُقالُ له: الغُبَيْرُ.