الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الآثار الواردة عن أئمة السنة في أبواب الاعتقاد من كتاب (سير أعلام النبلاء) للإمام الذهبي جمعاً وتخريجاً ودراسة
المؤلف/ المشرف:
جمال بن أحمد بن بشير بادي
المحقق/ المترجم:
بدون
الناشر:
دار الوطن - الرياض ̈الأولى
سنة الطبع:
1416هـ
تصنيف رئيس:
توحيد وعقيدة ومنهج
تصنيف فرعي:
عقيدة - أعمال شاملة
الخاتمة
الحمد لله على توفيقه وإحسانه، والشكر له سبحانه على ما يسر لي من خدمة هذه الرسالة، وإعانته لي على إكمالها وإتمامها.
وأختم هذه الرسالة بعرض أهم النتائج التي توصلت إليها من دراستي لآثار أئمة السنة الواردة فيها. وهي على النحو التالي:
1 -
وجوب لزوم جماعة المسلمين بمعناها العام وهو الاجتماع على الأمير الموافق للشرع، والخاص وهو اتباع ما اجتمع عليه سلف هذه الأمة من أمور الدين ومسائل الاعتقاد.
2 -
وجوب التمسك بالكتاب والسنة، وتحكيمهما في كل صغير وكبير، والتحاكم إليهما في موارد النزاع، والرضا بذلك والانقياد إليه.
3 -
وجوب تجريد المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم.
4 -
وجوب استشعار نعمة الإسلام العظيمة، والفرح بالتوفيق إلى السنة، والهداية إلى الطريق المستقيم. لأن ذلك من أقوى أسباب الثبات على الحق.
5 -
أئمة السنة، وأهل الحديث والأثر هم صفوة الأمة وخيرتها، وهم الحجة على الناس في كل زمان ومكان، وهم القدوة والأسوة.
6 -
وجوب مراعاة شروط لا إله إلا الله، وعدم الإخلال بموجبها، ومجاهدة النفس على ذلك حتى الموت.
7 -
تحقيق التوحيد: وذلك بتنقيته من الشوائب من: شرك، أو نفاق، أو رياء، أو معاص.
8 -
إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه، أو ما أثبته له رسوله، صلى الله عليه وسلم من الأسماء الحسنى والصفات العلى وإمرار أخبار الصفات كما جاءت بلا كيف، هو عقيدة أئمة السنة قاطبة.
9 -
تعظيم سلف هذه الأمة لكتاب ربهم تبارك وتعالى، وإجماعهم على القول بأن القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق وثباتهم على ذلك وصبرهم على ما لاقوه في سبيل هذه العقيدة من المحنة والابتلاء. ويأتي في مقدمة أولئك الأئمة، الإمام أحمد بن حنبل، الذي أظهر الله به السنة وأقام به الحجة، وجعله الله عز وجل شجى في حلوق أهل البدع، وجذعا في عيونهم. وحاز بتثبيت الله تعالى له في المحنة، لقب إمام أهل السنة والجماعة.
10 -
من وسائل الاعتقاد التي أجمع عليها أئمة السنة ما يلي:
أ – أن الإيمان قول وعمل، يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي.
ب- أن الاستثناء في الإيمان هو مذهب جمهور أئمة السنة، وأن ذلك باعتبار كمال الإيمان لا باعتبار أصله.
جـ - أنهم لا يكفرون أهل القبلة بمطلق المعاصي والكبائر، ولا يسلبون الفاسق الملي اسم الإيمان بالكلية، ولا يقولون بتخليده في النار. ويقولون مؤمن ناقص الإيمان.
د – أنهم لا يكفرون إلا من قام الدليل الشرعي على كفره، ويفرقون بين الإطلاق والتعيين في إصدارهم حكم التكفير.
هـ - أنهم لا يشهدون على معين من أهل القبلة بأنه من أهل النار، لجواز أن لا يلحقه الوعيد لفوات شرط، أو لثبوت مانع.
و– الإيمان بالقدر كله، خيره وشره، حلوه ومره، وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأن ما أصاب العبد لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.
ز – أن الله سبحانه خالق كل صانع وصنعته، وأنه تبارك وتعالى علم أزلا ما الخلق عاملون، وأنه كتب مقادير الخلائق قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة.
ح – سلامة الصدر لصحابة النبي صلى الله عليه وسلم، والإقرار بفضلهم، والسكوت عما شجر بينهم.
ط – حب آل البيت والصحابة الكرام، رضوان الله عليهم جميعا، ولا يغالون في أحد منهم، وبغض من يبغضهم، وبغير الخير يذكرهم.
ويعتقدون أن أبا بكر وعمر، رضي الله عنهما، خير هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم، ويقرون بخلافة الخلفاء الأربعة، ويرون أن ترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة.
11 -
ذم أئمة السنة لعلم الكلام، والرأي المذموم، لأنه كان سببا في تشويه العقيدة الإسلامية الصافية، وفي ضعف الاحترام والتوقير لأدلة الكتاب والسنة، وتفريق كلمة المسلمين وشق صف جماعتهم.
12 -
حذر أئمة السنة من المراء والجدل في الدين، ومن مجالسة أصحاب الخصومات لأنها سبب للاختلاف والفرقة وضياع الألفة ولأنها مدخل من مداخل الشيطان، وسبب للوقوع في الأهواء ومقارفة البدع.
13 -
حذر أئمة السنة من الأهواء والبدع، لخطورتها على الدين وأتباعه، فهي سبب لرفع السنن التي تقابلها، ورد العمل على صاحبها وعدم قبوله، وأن على مبتدعها إثم من عمل بها إلى يوم القيامة، ويخشى عليه ألا يتوب منها لأنه يظن نفسه على الحق، ولاعتقاده أنه في قربة وطاعة. وأن صاحبها تنزع منه العصمة ويوكل إلى نفسه، ويخشى عليه سوء الخاتمة.
14 -
وردت آثار عن أئمة السنة في ذم أهل البدع، والأمر بهجرهم والتحذير منهم، والإنكار عليهم لزجرهم وتأديبهم.
وموضوع هجر المبتدع يجب أن يفهم ضمن منهج أهل السنة والجماعة، بمراعاة مقاصده، وأحكامه وضوابطه الشرعية المبنية على جلب المصالح ودرء المفاسد.
15 -
وردت عن المتقدمين من أئمة التصوف، آثار كثيرة في الحث على التمسك بالكتاب والسنة، والاتباع وترك الابتداع، مما يعتبر حجة بالغة على المتأخرين ممن انتسب إليهم، ثم خالفهم في الطريق والمنهج.
16 -
احترام العلماء وإعطاؤهم حقهم، وأن المجتهد صاحب المنهج السليم، الذي خدم الكتاب والسنة، إذا أخطأ، فخطؤه مغفور، وأننا لا نبدعه، ولا نفسقه، إذ لو سلكنا ذلك المسلك لما بقي أحد من أهل السنة، وذلك أن العصمة للأنبياء وحدهم، عليهم السلام.
توصيات
سبق وأن تحدثت على القيمة العلمية الرفيعة لكتاب (سير النبلاء) للذهبي.
ومن الأمور التي تصلح للدراسة العلمية – فيما أرى، والله أعلم – في هذا الكتاب، ما يلي:
1 -
تتبع ألفاظ الإمام الذهبي في الجرح والتعديل، ودراسته.
2 -
تعقبات الإمام الذهبي على أئمة الجرح والتعديل، جمع ودراسة.
3 -
منهج الإمام الذهبي في النقد، أو الإمام الذهبي ناقدا.
4 -
تتبع ما نقله الإمام الذهبي عن الكتب الحديثية والتاريخية المفقودة، نحو (تاريخ الثقات) للعجلي، و (تاريخ نيسابور) للحاكم، و (تاريخ) ابن مندة، والأبار وغيرها. وجمع تلك المادة العلمية، وإخراجها في كتاب، بعد تنسيقها وترتيبها وتهذيبها.
5 -
الآمال العلمية التي ذكرها الإمام الذهبي، فيما يخص ترتيب وتهذيب (مسند) الإمام أحمد بن حنبل، رحمه الله.
6 -
فهرسة علمية لكتاب (سير أعلام النبلاء)، تبرز ما فيه من فوائد علمية، وتيسر لطلبة العلم الوصول إليها والإفادة منها.
7 -
موارد الإمام الذهبي في كتابه (سير أعلام النبلاء).
8 -
جمع المادة العلمية الخاصة بعقائد فرق ومذاهب أهل البدع والأهواء، التي ذكرها الإمام الذهبي، أو نقلها عن غيره من الأئمة في كتاب (السير) مع ترتيبها ودراستها وفق منهج أهل السنة والجماعة. وهو عمل سيكون له أثره وقيمته العلمية، بما سيضيفه في بابه من المسائل والموضوعات والتحقيقات.
9 -
دراسة حديثية للأحاديث المرفوعة الواردة في الكتاب.
10 -
دراسة مواقف الاعتذار عن أهل العلم والفضل.
هذا ما تيسر لي التنبيه عليه من التوصيات العلمية، التي أسأل الله عز وجل أن ييسر لها من يقوم بها من طلبة العلم.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.