الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السنن والآثار في النهي عن التشبه بالكفار
المؤلف/ المشرف:
سهيل حسن عبدالغفار
المحقق/ المترجم:
بدون
الناشر:
دار السلف ̈الأولى
سنة الطبع:
1416هـ
تصنيف رئيس:
توحيد وعقيدة ومنهج
تصنيف فرعي:
تشبه بالكفار
الخاتمة
لقد سبق في المباحث السابقة دراسة عن التشبه وتحقيق وتخريج الأحاديث الواردة في النهي عن التشبه بالكفار مفصلاً، وهنا أقدم ملخص ما سبق:
إن بحثي هذا يشتمل على مقدمة وبابين وقد بينت في المقدمة سبب اختيار الموضوع وهو أن واقع المسلمين في هذا العصر يتطلب منا أن نبين لهم خطورة ما هم فيه من تقليد وتشبه للغرب والجري وراء الحضارة الغربية من غير نظر إلى عواقبها الوخيمة.
وأن للمسلمين شخصيةً مستقلةً استقلالاً تاماً عن الأمم الأخرى وهم حملة دعوة سماوية خالدة ويجب أن يكونوا قدوةً وأسوةً للآخرين.
ولبيان ذلك اخترت هذا الموضوع للبحث وجمعت فيه ما ورد من الأحاديث الصحيحة وغيرها وقدمت دراسةً وافيةً ليكون المسلم على بينةٍ من أمره فيعرف الحق من الباطل.
ثم بينت تطور هذه المشكلة تاريخياً حيث بدأت بتحويل دين إبراهيم من الحنيفية إلى الوثنية وذلك عندما جلب عمرو بن لحي أصناماً من الشام ودعا الناس إلى عبادتها، ولم ينته هذا العهد المظلم إلا عندما طلع شمس الإسلام وامتدت أشعته إلى العالم أجمع.
وبقي المسلمون متمسكين بعقيدتهم ومستقلين بشخصيتهم إلى أن دخل في دولتهم الأعاجم وتوسعت رقعة الدولة الإسلامية وازداد الاختلاط بين العرب والعجم وأخذ كل واحدٍ منهما بتقاليد الآخر.
وبعد إلغاء الخلافة الإسلامية سيطر الاستعمار على معظم البلاد العربية والإسلامية ونفذ سياسته العدوانية لمحو عقيدة الإسلام عن قلوب المسلمين وحارب التقاليد الإسلامية ودعا إلى سلوك طريقة الغرب وقدم الحضارة الغربية كمنهج للحياة.
كما بينت وجود هذه المشكلة في شبه القارة الهندية حيث لقي الاستعمار مقاومةً شديدة من أهلها وخاصةً المسلمين ولكن قد نجح في تنفيذ سياسته بعد أن وجد أعوانه هناك، ومن قبل كان عهد الملك محمد أكبر بن همايون كان له شديد الأثر في انحراف مسيرة المسلمين من الاستقلال إلى التبعية.
ثم ذكرت مميزات الشريعة الإسلامية التي تمتاز بسابقاتها بأنها عامة، وأنها كاملةً وشاملةً وأنها ناسخةً للشرائع السابقة وبينت هذه المميزات بأدلة من القرآن الكريم.
ثم ذكرت الكتب التي بحثت في هذا الموضوع ومنهجي في البحث.
والباب الأول يشتمل على دراسة عن التشبه وفيه فصلان، ذكرت في الفصل الأول تعريف التشبه وأنواعه ومتى يباح التشبه وما هي شروطه وأمثلةً من عمل النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم أجمعين. ووضحت في الفصل الثاني نقطةً مهمةً وهي: هل شرع من قبلنا شرعٌ لنا؟ وذكرت فيه ما قال العلماء وما أجابوا به حول هذه المسألة.
والباب الثاني يشتمل على خمسة عشر فصلاً في تخريج وتحقيق الأحاديث الواردة في النهي عن التشبه باليهود والنصارى والمجوس وأهل الجاهلية.
الفصل الأول في الأحاديث الواردة في النهي عن التشبه بالكفار عموماً.
الفصل الثاني في الأحاديث الواردة في الإيمان والقرآن والعلم.
الفصل الثالث ذكرت فيه الأحاديث الواردة في الطهارة والنظافة.
الفصل الرابع في الأحاديث التي وردت في الصلاة.
الفصل الخامس في الأحاديث الواردة في الجنائز.
الفصل السادس في الأحاديث الواردة في الصيام.
الفصل السابع في الأحاديث الواردة في الحج.
الفصل الثامن في الأحاديث الواردة في النكاح.
الفصل التاسع في الأحاديث الواردة في المعاملات.
الفصل العاشر في الأحاديث الواردة في اللباس والزينة.
الفصل الحادي عشر في الأحاديث الواردة في التخشن والزهد.
الفصل الثاني عشر في الأحاديث الواردة في الأطعمة والأشربة.
الفصل الثالث عشر في الأحاديث الواردة في الذبائح والضحايا.
الفصل الرابع عشر في الأدب والاجتماع والأخلاق.
وذكرت في الفصل الخامس عشر الأحاديث المتنوعة.
وقد ذكرت لكل حديث سببه إن وجدته، وتخريجه، ودرجته، وشرح غريبه وفقهه كما ذكرت العادات التي لا زالت توجد في المسلمين ونهى عنها الشرع.
وقد بلغ عدد الأحاديث التي ذكرتها مخرَّجةً محقَّقة مائة وخمسة أحاديث منها ستة عشر حديثاً متفق عليه وثمانية وثلاثون حديثاً صحيحاً أخرجها أحد الشيخين أو أصحاب السنن وتوجد ثلاثة أحاديث حسنة ارتقت بالشواهد إلى درجة الصحيح لغيره وإثنا عشر حديثاً حسنة.
ومن مجموع الأحاديث توجد عشرة آثار موقوفة والبقية كلها مرفوعة.
كما ذكرت أثناء البحث متابعات وشواهد كثيرة وأحاديث أخرى صحيحة مماثلةً لأنها وردت في الموضوع نفسه ولا حاجة لذكرها مستقلةً كما فعلت ذلك في ذكر الأحاديث الواردة في إعفاء اللحية وأخرى في اتخاذ القبور مساجد.
وقد توصلت إلى النتائج التالية بعد كتابة البحث:
1 -
إن الإسلام يؤكد على سلامة نظافة الظاهر كما يؤكد على طهارة الباطن، ولأن الباطن له أثرٌ واضحٌ على ظاهر الإنسان، ونرى ذلك بوضوح أن الأحاديث التي وردت في اللباس والزينة والأخلاق والعادات أكثر من غيرها إذ بلغت تسعة وعشرين حديثاً، وهذا يدل على أن الإسلام يريد لنا استقلالاً كلياً عن اليهود والنصارى والمجوس ظاهراً وباطناً.
2 -
الحرص الشديد من رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيان كل صغيرة وكبيرةٍ تنفع المسلمين وتبيين استقلالهم عن غيرهم، وهذا يتضح بأنني وجدت من الأحاديث هذا العدد في هذه المسألة الواحدة فقط، مع أن بعض الناس لا يلقون لها أي اهتمام.
3 -
كما يتبين من هذه الدراسة أن الإسلام –رغم نهيه عن التشبه وموافقة الكفار- لا يمنع عن أخذ العلوم والتكنولوجيا الحديثة ما لم يعارض ذلك شرعنا، ويمكن بذلك أن نخدم الإسلام والمسلمين وننشر الدعوة الإسلامية وننقذ الإنسانية الحائرة، ونبين للعالم أن الإسلام ليس دين الجمود بل هو دينٌ يحث على التعلم والتفكر في خلق الله وتسخير نعم الله لخدمة الإسلام والمسلمين.
وأخيراً يجب على المسلمين أن يعلموا بأنه لا يمكن التخلص من هذه المشاكل إلا بالعودة إلى الكتاب والسنة والاقتناع الكامل بأنهما المصدران الأساسيان لاعتزازنا وفخرنا وسببان مهمان للنجاة في الدنيا والآخرة، وأن شريعتنا تحمل في طياتها كل خير، والعلاج لجميع مشاكلنا، ولا حاجة لنا أن نستورد المبادئ من غيرنا، وأن الهدف الوحيد الذي يريد المستعمر تحقيقه من فرض الحضارة الغربية علينا هو تدمير جميع الأسس الخلقية والمبادئ الإسلامية عندنا، وبذلك نبقى عالةً عليهم لا نفكر إلا بتفكيرهم ولا ندور إلا في فلكهم، وهم يعرفون أن الإسلام الصحيح يجعل من المسلمين قوةً لا يُستهان بها، وإذا اتحدوا تحت رايةً واحدةٍ فذلك نذير ببعث إسلامي جديد.
وأن تضامنهم سيدمر جميع أفكار المستعمرين التوسعية ويقضي على مؤامراتهم.
فالعلاج الوحيد هو العودة إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وصدق من قال: (لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها).
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..