الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4345 - يزيد الفارسي: [
حديثه: عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قلتُ لعثمان بن عفان رضي الله عنه: ما حملكم أنْ عمدتم إلي الأنفال وهي من المثاني، وإلى براءة وهي من المئين، فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتموها في السبع الطول، ما حملكم على ذلك؟. . . . " والحديث منكرٌ]
* قال الترمذيُّ:. . "ويزيد الفارسيّ: هو من التابعين من أهل البصرة، ويزيد ابن أبان الرقاشي: هو من التابعين، من أهل البصرة، وهو أصغر من يزيد الفارسيّ، ويزيد الرقاشي إنما يروي عن أنس بن مالك اهـ.
* قُلْتُ: واختلف العلماء: هل يزيد الفارسيُّ هو يزيد بن هرمز أم هما رجلان؟
* فذهب ابنُ مهدي، وأحمد، وابنُ المديني، ومحمد بنُ المثنى، وابنُ سعدٍ إلي أنهما واحد. وكذلك ذهب الترمذيُّ، فإنه روى حديثًا في "الشمائل"(392)، في وصف النبي - صلي الله عليه وسلم - من طريق عوف الأعرابي، عن يزيد الفارسيّ، وكان يكتب المصاحف، عن ابن عباس.
* وقال الترمذيُّ: "ويزيد الفارسيُّ هو يزيد بن هرمز، وهو أقدم من يزيد الرقاشي، وروى يزيد الفارسيّ عن ابن عباس أحاديث، ويزيد الرقاشي لم يدرك ابن عباس، ويزيد بن أبان الرقاشي هو يروي عن أنس بن مالك، ويزيد الفارسي ويزيد الرقاشي كلاهما من أهل البصرة" اهـ.
* وأنكر ذلك: يحيى القطان، وابنُ معين، وأبو حاتم، وعَمرو بنُ عليّ الفلاس ومال إليه الخطيب في "الموضح"، فقال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد: قيل لابن معين، وأنا أسمعُ: يزيد الفارسيُّ روى عنه أحدٌ غير عوف؟ قال: لا. قلت ليحيى: فإنهم يزعمون أن يزيد بن هرمز هو يزيد الفارسيّ الذي روى عنه
الزهريُّ وقيس بن سعد حديث نجدة؟ قال: باطلٌ كذبٌ شيءٌ وضعوه، ليس هو ذاك" اهـ.
* وجمعهما البخاريُّ في ترجمة واحدةٍ موافقًا أحمد وابن المديني وغيرهما.
* فخرَّج صنيعه الشيخ العلامة ذهبيُّ العصر المعلمي اليماني في تعليقه على "الموضح"، فقال رحمه الله:"جمع البخاري الاسمين يزيد بن هرمز ويزيد الفارسي في ترجمة، لكن ميله إلى أنهما لرجلين، ذكر عن المديني أنه أخبر يحيى القطان بقول ابن مهدي قال: فلم يعرفه، قال وكان (يعني الفارسي) يكون مع الأمراء وأسند إلى "عَمرو بن دينار عن يزيد بن هرمز الذي كان أمير الموالي بالمدينة" يعني يوم الحرة كما ذكره الخطيب وغيره عن ابن سعد وذلك في محاربة أهل المدينة لبني أمية. وهكذا جمع الاسمين في ترجمة ابنُ أبي حاتم وذكر نحو ما ذكره البخاري إلا أنه قال: "كاتب عُبيد الله يعني ابن معمر" كذا قال. ثم حكى عن أبيه قال "يزيد بن هرمز هذا ليس هو يزيد الفارسي، هو سواه. ."
* وذكر أن ابن هرمز هو أيضًا من فارس وفرقهما المزي في ترجمتين وقال في ترجمة ابن هرمز "قيل أنه يزيد الفارسي والصحيح أنه غيره" وذكر أن الفارسي حكى عن عبيد الله بن زياد والحجاج بن يوسف في أمر المصاحف.
* وملخص البحث أثه قد يستدل على الجمع باتفاق الاسم، والنسبة إلى فارس، والراواية عن ابن عباس.
* ويجاب بأن اسم "يزيد" كثير الشيوع يومئذٍ، وكذا الانتساب إلى فارس مع أنه لم يأت في خبر "يزيد بن هرمز الفارسي" والرواة عن ابن عباس كثيرون مع أن مروي الفارسي غير مروي ابن هرمز، ويدل على أنهما رجلان أن ابن هرمز مدنيٌّ والرواة عنه كلهم حجازيون وكان كاتبًا لابن عباس، وأميرًا لموالي المدينة في محاربتهم لبني أمية يوم الحرة والفارسي بصريٌّ والرواة عنه كلهم بصريون،
وكان يكونُ مع أمراء بني أمية كاتبًا لابن زياد وحكى عنه وعن الحجاج، ولم يكن بين الحرة وبين مقتل ابن زياد إلا نحو ثلاث سنوات ولا يوجد راو روى عن هذا وروى عن ذاك ولا خبر روي عن هذا وروي عن ذاك.
* بقي النظر في أقوال الأئمة: فأما الإِمام أحمد فإنما حكى عن ابن مهدي، ومع ذلك فقوله "هكذا حكوا عن ابن مهدي" تبرؤ من عهدته.
* وأما ابن مهدي فإنه لما سئل قال "ما زلنا نسمعه" فكأن بعض الأخباريين المجازفين كالواقدي اغتر بالاتفاق في الاسم والنسبة إلى الفرس والرواية عن ابن عباس فقال: هما واحد، وشاع ذلك حتى سمعه ابن مهدي فلم ينقده فأما ابن سعد فإنه يعتمد على الواقدي. والله الموفق" اهـ. [إلى هنا انتهى بحث المعلمي اليماني عليه رحمة الله]
* وقال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على "صحيح ابن حبان"(1/ 187): "وهذه التفرقة بين الفارسي والرقاشي دقيقة وبديعة من الترمذي، ترفع الشبهة في أن الفارسي هو ابن هرمز، لأن يزيد بن هرمز مدني، وهذا الفارسي بصري، فلا يشتبه به، إنما يشتبه ببلديه الرقاشي، فأرشد الترمذي إلى أنهما اثنان بصريان، وهذا يستتبع ضرورة أن لا علاقة لواحد منهما بابن هرمز المدني.
* وقال الحاكم (2/ 221): "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه". وقال (2/ 330): "صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي في الموضعين!
* وأنا لا أزال أعجب منهما، فإن الشيخين لم يخرجا شيئًا عن "يزيد الفارسي" هذا، بل لو ذهب الحاكم والذهبي إلى أن الفارسي هو ابن هرمز، فإن البخاريّ لم يخرج شيئًا عن ابن هرمز، بل أخرج له مسلم وحده.
* وأيّا ما كان فادعاء أنه على شرط الشيخين دعوى عريضة، لا تقوم لها قائمة.
* ولقد ذهبت في شرح المسند (399) إلى أنه حديث لا أصل له، فقلت هناك: "فهذا يزيد الفارسي الذي انفرد برواية هذا الحديث، يكاد يكون مجهولًا، حتى شبه على مثل ابن مهدي وأحمد والبخاري أن يكون هو ابن هرمز أو غيره، ويذكره البخاري في الضعفاء.
* فلا يقبل منه مثل هذا الحديث ينفرد به، وفيه تشكيك في معرفة سور القرآن، الثابتة بالتواتر القطعي، قراءة وسماعًا وكتابة في المصاحف، وفيه تشكيك في إثبات البسملة في أوائل السور، كأن عثمان يثبتها برأيه وينفيها برأيه، وحاشاه من ذلك، فلا علينا إذا قلنا: إنه حديث لا أصل له، تطبيقًا للقواعد الصحيحة التي لا خلاف فيها بين أئمة الحديث". إلى آخر ما قلنا هناك، فارجع إليه إن شئت" اهـ. . [إلى هنا انتهى بحث الشيخ أحمد شاكر]
* قلتُ: وبعد هذا التحقيق تعلم أنَّ قول الحافظ ابن كثير رحمه الله في "كتاب فضائل القرآن"(ص 465): "إسناده جيّدٌ قويٌّ"! ليس بجيد ولا قويّ، ولعلَّه كان لا يفرق بين يزيد الفارسي ويزيد بن هرمز، فقال ما قال. والله أعلم.
* والأمر مشتبه كما ترى. فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله. التسلية / رقم 32
* يزيد الفارسي: [عن ابن عباس رضي الله عنهما، وعنه عوف الأعرابي] قال الترمذيُّ:. . "ويزيد الفارسيّ هو من التابعين من أهل البصرة، ويزيد بن أبان الرقاشي، هو من التابعين من أهل البصرة، وهو أصغر من يزيد الفارسي، ويزيد الرقاشي إنما يروي عن أنس بن مالك" اهـ. .
* قلتُ: فاختلف العلماء هل يزيد الفارسي هو يزيد بن هرمز، أم هما رجلان؟!