الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأحاديث الواردة في ذمّ (الرياء)
1-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سمّع سمّع الله به، ومن يرائي يرائي «1» الله به» ) * «2» .
2-
* (عن أبي موسى الأشعريّ- رضي الله عنه أنّ رجلا أعرابيّا أتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، الرّجل يقاتل للمغنم، والرّجل يقاتل ليذكر، والرّجل يقاتل ليرى مكانه «3» ، فمن في سبيل الله «4» ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قاتل لتكون كلمة الله أعلى فهو في سبيل الله» ) * «5» .
3-
* (عن أبي مسعود- رضي الله عنه قال: أمرنا بالصّدقة، قال: (و) كنّا نحامل «6» ، قال:
فتصدّق أبو عقيل بنصف صاع، قال: وجاء إنسان بشيء أكثر منه، فقال المنافقون: إنّ الله لغنيّ عن صدقة هذا، وما فعل هذا الآخر إلّا رياء فنزلت (الآية) : الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ (التوبة/ 79) » ) * «7» .
4-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الإيمان يمان، والكفر قبل المشرق، والسّكينة في أهل الغنم، والفخر والرّياء في الفدّادين «8» أهل الخيل والوبر» ) * «9» .
5-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من صاحب ذهب ولا فضّة لا يؤدّي منها حقّها «10» إلّا إذا كان يوم القيامة،
(1) قال ابن حجر: قال الخطّابي: المعنى من عمل عملا على غير إخلاص، يريد أن يراه الناس ويسمعوه جوزي على ذلك بأن يشهّر الله به ويفضحه ويظهر ما كان يبطنه، وقيل: من قصد بعمله الجاه والمنزلة عند الناس ولم يرد به وجه الله فإنّ الله يجعله حديثا عند الناس الذين أراد نيل المنزلة عندهم ولا ثواب له في الآخرة، وقيل: المراد: من قصد بعمله أن يسمعه الناس ويروه ليعظّموه وتعلو منزلته عندهم، حصل له ما قصد، وكان ذلك جزاؤه على عمله، ولا يثاب عليه في الآخرة، وقيل: المعنى: من سمّع بعيوب الناس وأذاعها أظهر الله عيوبه وسمّعه المكروه
…
وقيل غير ذلك. انظر: فتح الباري 11 (344- 345) .
(2)
البخاري- الفتح (6499) ، ومسلم (2986) ، وسنن الترمذي (2381) .
(3)
المعنى: لترى مكانته ومرتبته وقدرته على القتال أو شجاعته ونحو ذلك مما يقصد به الرّياء.
(4)
المعنى: فمن من هؤلاء يكون قتاله في سبيل الله؟
(5)
البخاري- الفتح (2810) ، ومسلم (1904) واللفظ له.
(6)
نحامل: أي نحمل على ظهورنا بالأجرة، ونتصدّق بشيء من تلك الأجرة، قال ابن الأثير: المعنى: كنا نتحامل أي نحمل لمن يحمل لنا، أو هو من التحامل أي تكلّف الشيء بمشقة، النهاية 1/ 443.
(7)
البخاري (1415) و (2668) ، ومسلم (1018) واللفظ له.
(8)
الفدّادين: هم الذين تعلو أصواتهم في إبلهم وخيلهم وحروثهم، ونحو ذلك.
(9)
مسلم (86) ، والترمذي (2223) ، واللفظ له.
(10)
لا يؤدي منها حقها: قد جاء الحديث على وفق التنزيل: وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللَّهِ (التوبة/ 34) الآية، فاكتفى ببيان حال صاحب الفضة عن بيان حال صاحب الذهب، لأن الفضة مع كونها أقرب مرجع للضمير أكثر تداولا في المعاملات من الذهب، ولذا اكتفى بها.
صفّحت له صفائح «1» من نار «2» فأحمي عليها في نار جهنّم، فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره، كلّما بردت «3» أعيدت له، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتّى يقضى بين العباد فيرى سبيله «4» ، إمّا إلى الجنّة وإمّا إلى النّار» قيل: يا رسول الله: فالإبل؟ قال: «ولا صاحب إبل لا يؤدّي منها حقّها، ومن حقّها حلبها «5» يوم وردها إلّا إذا كان يوم القيامة، بطح لها بقاع قرقر «6» أوفر ما كانت، لا يفقد منها فصيلا واحدا، تطؤه بأخفافها وتعضّه بأفواهها، كلّما مرّ عليه أولاها ردّ عليه أخراها «7» في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتّى يقضى بين العباد. فيرى سبيله إمّا إلى الجنّة وإمّا إلى النّار» قيل: يا رسول الله، البقر والغنم؟ قال:«ولا صاحب بقر ولا غنم لا يؤدّي منها حقّها إلّا إذا كان يوم القيامة بطح لها بقاع قرقر لا يفقد منها شيئا، ليس فيها عقصاء ولا جلحاء ولا عضباء «8» تنطحه بقرونها وتطؤه بأظلافها «9» كلّما مرّ عليه أولاها ردّ عليه أخراها، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة. حتّى يقضى بين العباد، فيرى سبيله إمّا إلى الجنّة وإمّا إلى النّار» قيل: يا رسول الله فالخيل؟ قال: «الخيل ثلاثة هي لرجل وزر، وهي لرجل ستر، وهي لرجل أجر، فأمّا الّتي هي له وزر «10» فرجل ربطها رياء وفخرا ونواء على أهل الإسلام «11» فهي له وزر، وأمّا الّتي هي له ستر، فرجل «12» ربطها في سبيل الله «13» ثمّ لم ينس حقّ الله في ظهورها ولا رقابها، فهي له ستر. وأمّا الّتي هي له أجر، فرجل ربطها في سبيل الله لأهل الإسلام، في مرج وروضة فما أكلت من ذلك المرج والرّوضة من شيء إلّا كتب له عدد ما أكلت، حسنات وكتب له عدد أرواثها وأبوالها حسنات ولا تقطع طولها
(1) صفحت له صفائح: الصفائح جمع صفيحة. وهي العريضة من حديد وغيره أي جعلت كنوزه الذهبية والفضية كأمثال الألواح.
(2)
من نار: يعني كأنها نار، لا أنها نار.
(3)
كلما بردت: هكذا هو في بعض النسخ: بردت بالباء، وفي بعضها ردت، وذكر القاضي الروايتين. وقال: الأولى هي الصواب، قال: والثانية رواية الجمهور.
(4)
فيري سبيله: ضبطناه بضم الياء وفتحها. وبرفع لام سبيله، ونصبها، ويكون يرى، بالضم، من الإراءة. وفيه إشارة إلى أنه مسلوب الاختيار يومئذ، مقهور لا يقدر أن يذهب حتى يعين له أحد السبيلين.
(5)
حلبها: هو بفتح اللام، على اللغة المشهورة، وحكى إسكانها، وهو غريب ضعيف، وإن كان هو القياس.
(6)
بطح لها بقاع قرقر: بطح، قال جماعة: معناه ألقى على وجهه. وقال القاضي: ليس من شرط البطح كونه على الوجه، وإنما هو في اللغة بمعنى البسط والمد، فقد يكون على وجهه وقد يكون على ظهره، ومنه سميت بطحاء مكة لانبساطها.
(7)
كلما مر عليه أولاها رد عليه أخراها: هكذا في جميع الأصول قيل: هو تغيير وتصحيف، والصواب ما جاء في الحديث الآخر: كلما مرّ عليه أخراها رد عليه أولاها.
(8)
ليس فيها عقصاء ولا جلحاء ولا عضباء: قال أهل اللغة: العقصاء ملتوية القرنين، والجلحاء التي لا قرن لها، والعضباء التي انكسر قرنها الداخل.
(9)
تطؤه بأظلافها: الأظلاف جمع ظلف، وهو للبقر والغنم بمنزلة الحافر للفرس.
(10)
فأما التي هى له وزر: هكذا هو في أكثر النسخ «التي» ووقع في بعضها «الذي» وهو أوضح وأظهر، والمعنى صحيح في الحالتين.
(11)
ونواء على أهل الإسلام: أي مناوأة ومعاداة.
(12)
فرجل: أي فخيل رجل.
(13)
ربطها في سبيل الله: أي أعدها للجهاد، وأصله الربط، ومنه الرباط، وهو حبس الرجل نفسه في الثغر وإعداد الأهبة لذلك.
فاستنّت شرفا أو شرفين «1» إلّا كتب الله له عدد آثارها وأرواثها حسنات. ولا مرّ بها صاحبها على نهر فشربت منه ولا يريد أن يسقيها إلّا كتب الله له عدد ما شربت حسنات» قيل: يا رسول الله فالحمر «2» ؟ قال: ما أنزل عليّ في الحمر شيء إلّا هذه الآية الفاذّة الجامعة: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ* وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (الزلزلة/ 7، 8)) * «3» .
6-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من صاحب كنز لا يؤدّي زكاته إلّا أحمي عليه في نار جهنّم
…
الحديث» وفيه:
«الخيل ثلاثة: فهي لرجل أجر، ولرجل ستر، ولرجل وزر «4»
…
وأمّا الّذي عليه وزر فالّذي يتّخذها أشرا وبطرا وبذخا ورياء النّاس
…
الحديث» ) * «5» .
7-
* (عن عبد الله بن عثمان عن رجل من ثقيف كان يقال له معروفا، أي يثنى عليه خيرا، إن لم يكن اسمه زهير بن عثمان فلا أدري ما اسمه، أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «الوليمة أوّل يوم حقّ، والثّاني معروف، واليوم الثّالث سمعة ورياء» ) * «6» .
8-
* (عن المستورد- رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أكل برجل مسلم «7» أكلة فإنّ الله يطعمه مثلها من جهنّم، ومن كسي ثوبا برجل مسلم فإنّ الله يكسوه مثله من جهنّم، ومن قام برجل مقام سمعة ورياء فإنّ الله يقوم به مقام سمعة ورياء يوم القيامة» ) * «8» .
9-
* (عن عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما قال: يا رسول الله أخبرني عن الجهاد والغزو، فقال صلى الله عليه وسلم: «يا عبد الله بن عمرو، إن قاتلت صابرا محتسبا بعثك الله صابرا محتسبا، وإن قاتلت مرائيا مكابرا بعثك
(1) طولها فاستنت شرفا: الطّول: الحبل الطويل، واستنت: جرت، والشرف هو العالي من الأرض.
(2)
فالحمر: جمع حمار، أي فما حكمها؟
(3)
البخاري- الفتح 3 (1402- 1403) ، مسلم (987) واللفظ له.
(4)
اكتفينا بما جاء في الحديث السابق عن النوعين الأولين: الأجر والستر، واقتصرنا على النوع الثالث لأنه هو الذي يتعلّق بالرّياء وفيه نوع مخالفة عن الحديث السابق.
(5)
مسلم (987) ، وقد ورد الجزء الذي اقتبسناه في ص 683 من الجزء الثاني.
(6)
أبو داود (3745) واللفظ له، وابن ماجه (عن أبي هريرة)(1915) ، ورواه الترمذي عن ابن مسعود مرفوعا، ورواه أحمد في المسند عن زهير بن عثمان، انظر: المسند 5/ 28 وهذه الروايات يأخذ بعضها بحجز بعض فيقوى بها الحديث.
(7)
أكل برجل مسلم: أي اغتابه فأكل بسبب ذلك، ومثل ذلك اكتسى به، قال ابن الأثير: معنى ذلك: الرّجل يكون صديقا للرّجل ثم يذهب إلى عدوه فيتكلّم فيه بغير الجميل ليجيزه عليه بجائزة فلا يبارك الله له فيها. انظر: النهاية (1/ 57- 58) .
(8)
أبو داود (4881) . وأحمد في «المسند» (4/ 229) . وقال الأرناؤوط في تعليقه على «جامع الأصول» (8/ 449) : وفي سنده وقاص بن ربيعة العنسي، لم يوثقه غير ابن حبّان، وباقي رجاله ثقات.
الله مرائيا مكابرا، يا عبد الله بن عمر وعلى أيّ حال قاتلت أو قتلت بعثك الله على تيك الحال» ) * «1» .
10-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تعوّذوا بالله من جبّ «2» الحزن» (أو الحزن)، قالوا: يا رسول الله، وما جبّ الحزن (الحزن) ؟ قال:«واد في جهنّم يتعوّذ «3» منه جهنّم كلّ يوم أربعمائة مرّة» قالوا: يا رسول الله، ومن يدخله؟ قال:«أعدّ للقرّاء المرائين بأعمالهم، وإنّ من أبغض القرّاء إلى الله تعالى الّذين يزورون الأمراء» قال المحاربيّ: أي الجورة «4» ) * «5» .
11-
* (عن محمود بن لبيد- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ أخوف ما أخاف عليكم الشّرك الأصغر» ، قالوا: يا رسول الله، وما الشّرك الأصغر؟ قال: «الرّياء، إنّ الله تبارك وتعالى يقول يوم تجازى العباد بأعمالهم: اذهبوا إلى الّذين كنتم تراءون بأعمالكم في الدّنيا فانظروا، هل تجدون عندهم جزاء؟» ) * «6» .
12-
* (عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه- رضي الله عنهم جميعا- أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال:
«لا يقصّ على النّاس إلّا أمير، أو مأمور، أو مراء» ) * «7» .
13-
* (عن معاذ بن جبل- رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنّه قال: «الغزو غزوان، فأمّا من ابتغى وجه الله وأطاع الإمام وأنفق الكريمة، وياسر الشّريك، واجتنب الفساد. فإنّ نومه ونبهه أجر كلّه.
وأمّا من غزا فخرا ورياء وسمعة وعصى الإمام وأفسد في الأرض فإنّه لم يرجع بالكفاف» ) * «8» .
14-
* (عن بريدة الأسلميّ- رضي الله عنه قال: خرجت ذات يوم لحاجة، فإذا أنا بالنّبيّ صلى الله عليه وسلم يمشي بين يديّ، فأخذ بيدي فانطلقنا نمشي جميعا، فإذا نحن بين أيدينا برجل يصلّي يكثر الرّكوع والسّجود، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «أتراه يرائي؟» فقلت: الله ورسوله أعلم، فترك يده من يدي، ثمّ جمع بين يديه، فجعل يصوّبهما ويرفعهما ويقول: «عليكم هديا قاصدا، عليكم هديا قاصدا، عليكم هديا قاصدا، فإنّه من يشادّ هذا الدّين يغلبه» ) * «9» .
(1) أبو داود (2519) ، والحاكم (2/ 85- 86)، وقال: حديث صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.
(2)
الجب: هو البئر التي لم تطو، والمراد جبّ فيه الحزن.
(3)
يتعوّذ منه جهنم، لعلّ المراد أهل جهنم.
(4)
هذه الزيادة من المحاربي لبيان أن المقصود المنع من زيارة أهل الجور من الأمراء لا جميعهم.
(5)
سنن ابن ماجه (256) واللفظ له، والترمذي (2383)، وقال الترمذي: حسن غريب.
(6)
أحمد، المسند 5/ 429، قال الحافظ العراقي: أخرجه (أيضا) البيهقي في الشعب من حديث محمود بن لبيد، قال: ورجاله ثقاة، وهو في الشعب (5/ 332) / 6831 وذكر شواهد كثيرة قبله وبعده، فلتنظر هناك، وقال الهيثمي: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، مجمع الزوائد للهيثمي 1/ 102.
(7)
أحمد، المسند (6661)، قال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح.
(8)
أبو داود (2515) واللفظ له، والحاكم في المستدرك (2/ 85)، وقال: حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. وقال الأرناؤوط في تعليقه على «جامع الأصول» (2/ 577) : إسناده صحيح.
(9)
أحمد، المسند 5/ 350، وينظر تخريجه في الغلو.