الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأحاديث الواردة في ذمّ (سوء المعاملة)
1-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّ رجلا قال: يا رسول الله، إنّ لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إليّ، وأحلم عنهم ويجهلون عليّ «1» . فقال صلى الله عليه وسلم: «لئن كنت كما قلت فكأنّما تسفّهم الملّ «2» ، ولا يزال معك من الله ظهير «3» عليهم مادمت على ذلك» ) * «4» .
2-
* (عن عبد الرّحمن بن أبي بكرة عن أبيه رضي الله عنهما أنّ رجلا قال: يا رسول الله، أيّ النّاس خير؟ قال: «من طال عمره وحسن عمله» قال: فأيّ النّاس شرّ؟ قال: «من طال عمره وساء عمله» ) * «5» .
الأحاديث الواردة في ذمّ (سوء المعاملة) معنى
3-
* (عن أبي أمامة- رضي الله عنه قال:
أتت النّبيّ صلى الله عليه وسلم امرأة معها صبيّان لها. قد حملت أحدهما وهي تقود الآخر. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«حاملات «6» ، والدات، رحيمات. لولا ما يأتين إلى أزواجهنّ «7» ، دخل مصلّياتهنّ الجنّة» ) * «8» .
4-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «إذا دعا الرّجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجأ لعنتها الملائكة حتّى تصبح» ) * «9» .
5-
* (عن عبد الله بن جعفر- رضي الله عنهما قال: أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه ذات يوم فأسرّ إليّ حديثا لا أحدّث به أحدا من النّاس- وكان أحبّ ما استتر به رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجته، هدفا أو حائش نخل- قال: فدخل حائطا لرجل من الأنصار فإذا جمل، فلمّا رأى النّبيّ صلى الله عليه وسلم حنّ وذرفت عيناه فأتاه النّبيّ صلى الله عليه وسلم فمسح ذفراه «10» فسكت، فقال:«من ربّ هذا الجمل؟ لمن هذا الجمل؟» فجاء فتى من الأنصار
(1) ويجهلون علي: أي يسيئون. والجهل، هنا، القبيح من القول.
(2)
تسفهم المل: المل هو الرماد الحار. أي كأنما تطعمهموه. وهو تشبيه لما يلحقهم من الألم، بما يلحق آكل الرماد الحار من الألم.
(3)
ظهير: الظهير المعين والدافع لأذاهم.
(4)
مسلم (2558) .
(5)
الترمذي (2330) وقال: هذا حديث حسن صحيح، وأحمد (5/ 40، 44، 47، 48، 49، 50) والبغوي (1/ 445)، وقال محقق جامع الأصول: إسناده حسن (11/ 696) .
(6)
حاملات الخ: أي يحملن أولادهن في بطونهن بأنواع من التعب، ويلدنهم ثانيا كذلك ويرحمنهم ثالثا.
(7)
ما يأتين إلى أزواجهن: وفيه أنهن لو صلين وتركن الأذى لدخلن الجنة إلا أنهن كثيرات الأذى قليلات الصلاة.
(8)
ابن ماجة (2013) في الزوائد: رجال إسناده ثقات، أحمد (5/ 252، 253، 257، 269) والحاكم (4/ 173، 174) وقال صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وقد أعضله شعبة عن الأعمش، وأقره الذهبي، وقال أبو حاتم في سالم بن أبي الجعد: أدرك أبا أمامة، التهذيب ص 3/ 432، 433.
(9)
البخاري الفتح 9 (5193) واللفظ له، ومسلم (1436) .
(10)
ذفراه: العظم الشاخص خلف الأذن والجمع ذفاري وهما ذفريان.
فقال: لي، يا رسول الله. فقال:«أفلا تتّقي الله في هذه البهيمة الّتي ملّكك الله إيّاها، فإنّه شكا إليّ أنّك تجيعه وتدئبه «1» » ) * «2» .
6-
* (عن عائشة- رضي الله عنها عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «إنّ أبغض الرّجال إلى الله الألدّ الخصم» ) * «3» .
7-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّ رجلا تقاضى «4» رسول الله صلى الله عليه وسلم فأغلظ له، فهمّ به أصحابه، فقال: «دعوه، فإنّ لصاحب الحقّ مقالا، واشتروا له بعيرا فأعطوه
إيّاه» . وقالوا: لا نجد إلّا أفضل من سنّه، قال:«اشتروه فأعطوه إيّاه؛ فإنّ خيركم أحسنكم قضاء» ) * «5» .
8-
* (عن عبد الله بن الزّبير- رضي الله عنهما عن أبيه، أنّه حدّثه: أنّ رجلا من الأنصار خاصم الزّبير عند النّبيّ صلى الله عليه وسلم في شراج «6» الحرّة الّتي يسقون بها النّخل، فقال الأنصاريّ: سرّح «7» الماء يمرّ. فأبى عليه. فاختصما عند النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للزّبير: «اسق يا زبير: ثمّ أرسل الماء إلى جارك» . فغضب الأنصاريّ فقال: أن كان ابن عمّتك! فتلوّن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثمّ قال:«اسق يا زبير، ثمّ احبس الماء حتّى يرجع إلى الجدر «8» . فقال الزّبير: والله إنّي لأحسب هذه الآية نزلت في ذلك:
فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ (النساء: 65)) * «9» .
9-
* (عن أمّ سلمة- رضي الله عنها زوج النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع خصومة بباب حجرته، فخرج إليهم فقال: «إنّما أنا بشر، وإنّه يأتيني الخصم فلعلّ بعضكم أن يكون أبلغ من بعض فأحسب أنّه صادق فأقضي له بذلك، فمن قضيت له بحقّ مسلم فإنّما هي قطعة من النّار فليأخذها أو ليتركها» ) * «10» .
10-
* (عن النّعمان بن بشير- رضي الله عنهما أنّ أباه أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنّي نحلت ابني هذا غلاما كان لي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أكلّ ولدك نحلته مثل هذا؟» فقال: لا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«فأرجعه» .
وفي رواية: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفعلت هذا بولدك كلّهم؟» قال: لا، قال:«اتّقوا الله واعدلوا في أولادكم» فرجع أبي فردّ تلك الصّدقة) * «11» .
11-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه عن
(1) تدئبه: تتعبه بالكد والعمل.
(2)
أبو داود (2549)، وقال الألباني (2/ 485) : صحيح، وعند مسلم: بجملة الهدف والحائش فقط.
(3)
البخاري- الفتح 5 (2457) .
(4)
تقاضى: أي طلب منه الدين.
(5)
البخاري- الفتح 5 (2390) .
(6)
شراج الحرة: هي مسايل الماء واحدها شرجة والحرة هي الأرض الملسة فيها حجارة سود.
(7)
سرح: أي أرسله.
(8)
الجدر بفتح الجيم وكسرها وهو الجدار، وجمع الجدار جدر ككتاب وكتب، وجمع الجدر، جدور والمراد بالجدر أصل الحائط.
(9)
البخاري- الفتح 5 (2359) واللفظ له، ومسلم (2357) .
(10)
البخاري- الفتح 13 (7181) .
(11)
البخاري- الفتح 5 (2586) و (2587) ، ومسلم (1623) واللفظ له.
النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «بينما رجل راكب على بقرة التفتت إليه فقالت: لم أخلق لهذا. خلقت للحراثة. قال: آمنت به أنا وأبو بكر وعمر. وأخذ الذّئب شاة فتبعها الرّاعي، فقال له الذّئب: من لها يوم السّبع «1» ، يوم لا راعي لها غيري؟ قال: آمنت به أنا وأبو بكر وعمر» قال أبو سلمة: وما هما يومئذ في القوم) * «2» .
12-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاثة لا يكلّمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم: رجل حلف على سلعة لقد أعطي بها أكثر ممّا أعطي وهو كاذب، ورجل حلف على يمين كاذبة بعد العصر ليقتطع بها مال رجل مسلم، ورجل منع فضل مائه فيقول الله: اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك» ) * «3» .
13-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
14-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت: جلس إحدى عشرة امرأة فتعاهدن وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهنّ شيئا.
قالت الأولى: زوجي لحم جمل غثّ «5» . على رأس جبل، لا سهل فيرتقى، ولا سمين فينتقل.
قالت الثّانية: زوجي لا أبثّ خبره «6» إنّي أخاف أن لا أذره، إن أذكره أذكر عجره وبجره «7» .
قالت الثّالثة: زوجي العشنّق «8» . إن أنطق أطلّق، وإن أسكت أعلّق.
قالت الرّابعة: زوجي كليل تهامة «9» لا حرّ ولا قرّ ولا مخافة ولا سآمة.
قالت الخامسة: زوجي إن دخل فهد «10» وإن
(1) يوم السبع: أي يوم يطردك عنها السبع وبقيت أنا فيها لا راعي لها غيري لفرارك منه فأفعل بها ما أشاء.
(2)
البخاري- الفتح 5 (2324) واللفظ له، ومسلم (2388) .
(3)
البخاري- الفتح 5 (2369) واللفظ له، ومسلم (108) .
(4)
البخاري- الفتح 5 (2358) واللفظ له، ومسلم (108) .
(5)
غث: قال أبو عبيد وسائر أهل الغريب والشرح: المراد بالغث المهزول.
(6)
لا أبث خبره: أي لا أنشره وأشيعه.
(7)
عجره وبجره: المراد بهما عيوبه.
(8)
زوجي العشنق: العشنق هو الطويل. ومعناه ليس فيه أكثر من طول بلا نفع.
(9)
زوجي كليل تهامة: هذا مدح بليغ. ومعناه ليس فيه أذى بل هو راحة ولذاذة عيش كليل تهامة.
(10)
زوجي إن دخل فهد: هذا أيضا مدح. فقولها فهد، تصفه إذا دخل البيت بكثرة النوم والغفلة في منزله عن تعهد ما ذهب من متاعه وما بقي. وشبهته بالفهد لكثرة نومه. يقال أنوم من فهد. وهو معنى قولها ولا يسأل عما عهد. أي لا يسأل عما كان عهده في البيت من ماله ومتاعه. وإذا خرج أسد وهو وصف له بالشجاعة. ومعناه إذا صار بين الناس أو خالط الحرب كان كالأسد.
خرج أسد، ولا يسأل عمّا عهد.
قالت السّادسة: زوجي إن أكل لفّ «1» وإن شرب اشتفّ، وإن اضطجع التفّ، ولا يولج الكفّ ليعلم البثّ.
قالت السّابعة: زوجي غياياء أو عياياء «2» طباقاء، كلّ داء له داء، شجّك «3» أو فلّك أو جمع كلّا لك.
قالت الثّامنة: زوجي الرّيح ريح زرنب «4» والمسّ مسّ أرنب.
قالت التّاسعة: زوجي رفيع العماد «5» طويل النّجاد، عظيم الرّماد، قريب البيت من النّاد.
قالت العاشرة: زوجي مالك. وما مالك «6» ؟
مالك خير من ذلك، له إبل كثيرات المبارك، قليلات المسارح، إذا سمعن صوت المزهر «7» أيقنّ أنّهنّ هوالك.
قالت الحادية عشرة: زوجي أبو زرع. فما أبو زرع؟
أناس من حليّ أذنيّ «8» ، وملأ من شحم عضديّ، وبجّحني فبجحت إليّ نفسي «9» . وجدني في أهل غنيمة بشقّ، فجعلني في أهل صهيل وأطيط، ودائس ومنقّ «10» ، فعنده أقول فلا أقبّح، وأرقد فأتصبّح، وأشرب فأتقنّح.
أمّ أبي زرع. فما أمّ أبي زرع؟ عكومها رداح «11» وبيتها فساح. ابن أبي زرع. فما ابن أبي زرع؟ مضجعه كمسلّ
(1) زوجي إن أكل لف: قال العلماء: اللف في الطعام الإكثار منه مع التخليط من صنوفه حتى لا يبقى منها شيء. والاستشفاف في الشراب: أي يستوعب جميع ما في الاناء.
(2)
زوجي غياياء أو عياياء: وهو الذي لا يلقح وقيل هو العنين الذي تعييه مباضعة النساء ويعجز عنها. وقال القاضي وغيره: غياياء، بالمعجمة، صحيح وهو مأخوذ من الغياية وهي الظلمة وكل ما أظل الشخص. ومعناه لا يهتدي الى مسلك. وقيل هو الغبي الأحمق.
(3)
شجك: أي جرحك في الرأس. فالشجاج جراحات الرأس والجراح فيه وفي الجسد والفلّ: الكسر والضّرب وقيل الفلّ: الخصومة.
(4)
زوجي الريح ريح زرنب: الزرنب نوع من الطيب معروف. قيل أرادت طيب ريح جسده. وقيل طيب ثيابه في الناس.
(5)
زوجي رفيع العماد: قيل إن بيته الذي يسكنه رفيع العماد ليراه الضيفان وأصحاب الحوائج فيقصدوه. وهكذا بيوت الأجواد.
(6)
زوجي مالك وما مالك: معناه أن له إبلا كثيرا. فهي باركة بفنائه. لا يوجهها تسرح إلا قليلا. فإذا نزل به الضيفان كانت الإبل حاضرة فيقريهم من ألبانها ولحومها.
(7)
المزهر: هو العود الذي يضرب. أرادت أن زوجها عود إبله، إذا نزل به الضيفان، نحر لهم منها وأتاهم بالعيدان والمعازف والشراب. فإذا سمعت الإبل صوت المزهر علمن أنه قد جاءه الضيفان، وأنهن منحورات هوالك.
(8)
أناس من حلي أذني: الحلي بضم الحاء وكسرها، لغتان مشهورتان. والنوس الحركة من كل شيء متدل. فهي تنوس أي تتحرك من كثرتها.
(9)
وبجحني فبجحت إلي نفسي: بجحت بكسر الجيم وفتحها لغتان مشهورتان أفصحهما الكسر. قال الجوهري: الفتح ضعيفة. ومعناه فرحني ففرحت. وقال ابن الأنباري: وعظمني فعظمت عند نفسي. يقال فلان يتبجح بكذا أي يتعظم ويفتخر.
(10)
الدائس: الذي يدوس الزرع في البيدر (وهي ما يسمى في العامية بالجرن) . والمنقّ: الذي ينقي الحب من تبنه، وقشوره، والمقصود أنّه صاحب زرع يداس وينقى من القشور.
(11)
عكومها رداح: قال أبو عبيد وغيره: العكوم الأعدال والأوعية التي فيها الطعام والأمتعة.
شطبة «1» ويشبعه ذراع الجفرة «2» . بنت أبي زرع. فما بنت أبي زرع؟ طوع أبيها، وطوع أمّها، وملء كسائها، وغيظ جارتها. جارية أبي زرع. فما جارية أبي زرع؟ لا تبثّ حديثنا تبثيثا «3» ولا تنقّث ميرتنا تنقيثا «4» . ولا تملأ بيتنا تعشيشا. قالت: خرج أبو زرع- والأوطاب تمخض- فلقي امرأة معها ولدان لها كالفهدين يلعبان من تحت خصرها برمّانتين، فطلّقني ونكحها، فنكحت بعده رجلا سريّا، ركب شريّا، وأخذ خطّيّا، وأراح عليّ نعما ثريا، وأعطاني من كلّ رائحة زوجا، وقال: كلي أمّ زرع، وميري أهلك، قالت: فلو جمعت كلّ شيء أعطانيه ما بلغ أصغر آنية أبي زرع. قالت عائشة: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«كنت لك كأبي زرع لأمّ زرع» ) * «5» .
15-
* (عن عبد الله بن عبّاس- رضي الله عنهما أنّه قال: خسفت الشّمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم والنّاس معه، فقام قياما طويلا، نحوا من سورة البقرة، ثمّ ركع ركوعا طويلا، ثمّ رفع فقام قياما طويلا وهو دون القيام الأوّل، ثمّ ركع ركوعا طويلا وهو دون الرّكوع الأوّل، ثمّ رفع، ثمّ سجد، ثمّ قام، فقام قياما طويلا وهو دون القيام الأوّل، ثمّ ركع ركوعا طويلا وهو دون الرّكوع الأوّل، ثمّ رفع فقام قياما طويلا وهو دون القيام الأوّل، ثمّ ركع ركوعا طويلا وهو دون الرّكوع الأوّل، ثمّ رفع، ثمّ سجد، ثمّ انصرف وقد تجلّت الشّمس فقال:«إنّ الشّمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته. فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله» قالوا: يا رسول الله، رأيناك تناولت شيئا في مقامك هذا، ثمّ رأيناك تكعكعت، فقال:«إنّي رأيت الجنّة أو أريت الجنّة، فتناولت منها عنقودا، ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدّنيا. ورأيت النّار فلم أر كاليوم منظرا قطّ، ورأيت أكثر أهلها النّساء» . قالوا: لم يا رسول الله؟
قال: «بكفرهنّ» . قيل: يكفرن بالله؟ قال: «يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان. لو أحسنت إلى إحداهنّ الدّهر ثمّ رأت منك شيئا قالت: ما رأيت منك خيرا قطّ» ) * «6» .
16-
* (عن المعرور بن سويد قال: رأيت أبا ذرّ الغفاريّ- رضي الله عنه وعليه حلّة وعلى غلامه حلّة فسألناه عن ذلك فقال: إنّي ساببت رجلا فشكاني إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال لي النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «أعيّرته بأمّه؟» ثمّ
(1) مضجعه كمسل شطبة: مرادها أنه مهفهف خفيف اللحم كالشطبة وهو مما يمدح به الرجل. والشطبة ما شطب من جريد النخل، أي شق. وهي السعفة.
(2)
وتشبعه ذراع الجفرة: الذراع مؤنثة وقد تذكر. والجفرة الأنثى من أولاد المعز. وقيل من الضأن. وهي ما بلغت أربعة أشهر وفصلت عن أمها. والذكر جفر. لأنه جفر جنباه، أي عظما. والمراد أنه قليل الأكل. والعرب تمدح به.
(3)
لا تبث حديثنا تبثيثا: أي لا تشيعه وتظهره، بل تكتم سرنا وحديثنا كله.
(4)
ولا تنقث ميرتنا تنقيثا: الميرة الطعام المجلوب. ومعناه لا تفسده ولا تفرقه ولا تذهب به. ومعناه وصفها بالأمانة.
(5)
البخاري- الفتح 9 (5189) ، ومسلم (2448) واللفظ له.
(6)
البخاري- الفتح 9 (5197) واللفظ له، ومسلم (901) .
قال: «إنّ إخوانكم خولكم «1» . جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه ممّا يأكل، وليلبسه ممّا يلبس، ولا تكلّفوهم ما يغلبهم، فإن كلّفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم» ) * «2» .
17-
* (عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «عذّبت امرأة في هرّة حبستها حتّى ماتت جوعا، فدخلت فيها النّار، قال:
فقالوا- والله أعلم-: لا أنت أطعمتها ولا سقيتها حين حبستها، ولا أنت أرسلتها فأكلت من خشاش الأرض» ) * «3» .
18-
* (عن أبي مسعود البدريّ- رضي الله عنه قال: كنت أضرب غلاما لي بالسّوط، فسمعت صوتا من خلفي:«اعلم أبا مسعود» فلم أفهم الصّوت من الغضب، فلمّا دنا منّي إذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يقول:«اعلم أبا مسعود. اعلم أبا مسعود» قال: فألقيت السّوط من يدي فقال: «اعلم أبا مسعود، أنّ الله أقدر عليك منك على هذا الغلام» قال: فقلت: لا أضرب مملوكا بعده أبدا.
وفي رواية: فقلت: يا رسول الله، هو حرّ لوجه الله. فقال:«أما لو لم تفعل للفحتك النّار «4» ، أو لمسّتك النّار» ) * «5» .
19-
* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه قال: كنت أمشي مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجرانيّ غليظ الحاشية- فأدركه أعرابيّ فجذبه جذبة شديدة حتّى نظرت إلى صفحة عاتق النّبيّ صلى الله عليه وسلم قد أثّرت به حاشية الرّداء من شدّة جذبته، ثمّ قال: مر لي من مال الله الّذي عندك. فالتفت إليه فضحك ثمّ أمر له بعطاء) * «6» .
20-
* (عن إياس بن عبد الله بن أبي ذباب- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تضربوا إماء الله» فجاء عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ذئرن النّساء «7» على أزواجهنّ، فرخّص في ضربهنّ فأطاف بآل رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء كثير يشكون أزواجهنّ، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «لقد طاف «8» بآل محمّد نساء كثير يشكون أزواجهنّ. ليس أولئك بخياركم» ) * «9» .
21-
* (عن معاذ بن جبل- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «لا تؤذي امرأة زوجها في الدّنيا إلّا قالت زوجته من الحور العين: لا تؤذيه- قاتلك
(1) خولكم: أي عبيدكم (يطلق على الأمة والعبد) .
(2)
البخاري- الفتح 5 (2545) .
(3)
البخاري- الفتح 5 (2365) .
(4)
لفحتك النار: أحرقتك.
(5)
مسلم (1659) .
(6)
البخاري- الفتح 6 (3149) واللفظ له، ومسلم (1057) .
(7)
ذئرن: ذئرت المرأة على زوجها تذأر: إذا نشزت واجترأت عليه، فهي ذائر، والرجل ذائر مثلها، الذكر والأنثى سواء.
(8)
وأطاف بالشي: إذا أحاط به.
(9)
أبو داود (2146) وقال الألباني (2/ 403) : صحيح، وصحح إسناده محقق جامع الأصول (6/ 506) .
الله- فإنّما هو عندك دخيل «1» يوشك «2» أن يفارقك إلينا» ) * «3» .
22-
* (عن عبد الله بن زمعة- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ثمّ يجامعها في آخر اليوم» ) * «4» .
23-
* (عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يحلبنّ أحد ماشية امرىء بغير إذنه. أيحبّ أحدكم أن تؤتى مشربته فتكسر خزانته فينتقل طعامه؟ فإنّما تخزن لهم ضروع ماشيتهم أطعماتهم «5» ، فلا يحلبنّ أحد ماشية أحد إلّا بإذنه» ) * «6» .
24-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يفرك «7» مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر» أو قال: «غيره» ) * «8» .
25-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يمنع جار جاره أن يغرز خشبة في جداره» . ثمّ يقول أبو هريرة: مالي أراكم عنها معرضين؟ والله لأرمينّ بها بين أكتافكم) * «9» .
26-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما قال: لم أزل حريصا أن أسأل عمر عن المرأتين من أزواج النّبيّ صلى الله عليه وسلم اللّتين قال الله تعالى: إِنْ تَتُوبا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما (التحريم/ 4) . حتّى حجّ عمر وحججت معه. فلمّا كنّا ببعض الطّريق عدل عمر وعدلت معه بالإداوة فتبرّز، ثمّ أتاني فسكبت على يديه فتوضّأ. فقلت: يا أمير المؤمنين، من المرأتان من أزواج النّبيّ صلى الله عليه وسلم اللّتان قال الله- عز وجل لهما:
إِنْ تَتُوبا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما (التحريم/ 4) ؟ قال عمر: وا عجبا لك يابن عبّاس (قال الزّهريّ:
كره والله ما سأله عنه ولم يكتمه) قال: هي حفصة وعائشة. ثمّ أخذ يسوق الحديث. قال: كنّا، معشر قريش، قوما نغلب النّساء. فلمّا قدمنا المدينة وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يتعلّمن من نسائهم. قال: وكان منزلي في بني أميّة بن زيد، بالعوالي «10» . فتغضّبت يوما على امرأتي فإذا هي تراجعني، فأنكرت أن تراجعني. فقالت: ما تنكر أن أراجعك؟ فو الله إنّ أزواج النّبيّ صلى الله عليه وسلم ليراجعنه، وتهجره إحداهنّ اليوم إلى اللّيل. فانطلقت فدخلت على حفصة فقلت: أتراجعين رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت:
نعم. فقلت: أتهجره إحداكنّ اليوم إلى اللّيل؟ قالت:
نعم. قلت: قد خاب من فعل ذلك منكنّ وخسر.
أفتأمن إحداكنّ أن يغضب الله عليها لغضب رسوله صلى الله عليه وسلم؟ فإذا هي قد هلكت. لا تراجعي رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1) دخيل: الدخيل: الضيف والنزيل.
(2)
يوشك: يقارب.
(3)
أخرجه الترمذي (1174) واللفظ له وقال: حسن غريب، وابن ماجة رقم (2014) وقال محقق جامع الأصول (6/ 496) : إسناده حسن.
(4)
البخاري- الفتح 9 (5204) واللفظ له، ومسلم (2855) .
(5)
أطعماتهم: جمع أطعمة، والأطعمة. جمع طعام والمراد به هنا اللبن.
(6)
البخاري- الفتح 5 (2435) .
(7)
يفرك: معناه يبغض.
(8)
مسلم (1469) .
(9)
البخاري- الفتح 5 (2463) .
(10)
بالعوالي: موضع قريب من المدينة.
ولا تسأليه شيئا وسليني ما بدا لك، ولا يغرّنّك أن كانت جارتك «1» هي أوسم «2» وأحبّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك (يريد عائشة) . قال:- وكان لي جار من الأنصار- فكنّا نتناوب النّزول «3» إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فينزل يوما وأنزل يوما، فيأتيني بخبر الوحي وغيره وآتيه بمثل ذلك، وكنّا نتحدّث أنّ غسّان تنعل الخيل «4» لتغزونا. فنزل صاحبي. ثمّ أتاني عشاء فضرب بابي. ثمّ ناداني فخرجت إليه فقال: حدث أمر عظيم. قلت: ماذا؟ أجاءت غسّان؟ قال: لا. بل أعظم من ذلك وأطول. طلّق النّبيّ صلى الله عليه وسلم نساءه.
فقلت: قد خابت حفصة وخسرت. قد كنت أظنّ هذا كائنا حتّى إذا صلّيت الصّبح شددت عليّ ثيابي، ثمّ نزلت فدخلت على حفصة وهي تبكي، فقلت:
أطلّقكنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: لا أدري. ها هو ذا معتزل في هذه المشربة. فأتيت غلاما له أسود. فقلت:
استأذن لعمر. فدخل ثمّ خرج إليّ فقال: قد ذكرتك له فصمت، فانطلقت حتّى انتهيت إلى المنبر فجلست فإذا عنده رهط جلوس يبكي بعضهم، فجلست قليلا ثمّ غلبني ما أجد، ثمّ أتيت الغلام فقلت: استأذن لعمر. فدخل ثمّ خرج إليّ؟ فقال: قد ذكرتك له فصمت. فولّيت مدبرا فإذا الغلام يدعوني. فقال:
ادخل فقد أذن لك. فدخلت فسلّمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو متّكيء على رمل حصير «5» . قد أثّر في جنبه. فقلت: أطلّقت يا رسول الله نساءك؟ فرفع رأسه إليّ وقال: «لا» فقلت: الله أكبر. لو رأيتنا يا رسول الله- وكنّا معشر قريش قوما نغلب النّساء- فلمّا قدمنا المدينة وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يتعلّمن من نسائهم فتغضّبت يوما على امرأتي فإذا هي تراجعني، فأنكرت أن تراجعني. فقالت: ما تنكر أن أراجعك؟ فو الله إنّ أزواج النّبيّ صلى الله عليه وسلم ليراجعنه، وتهجره إحداهنّ اليوم إلى اللّيل. فقلت: قد خاب من فعل ذلك منهنّ وخسر. أفتأمن إحداهنّ أن يغضب الله عليها لغضب رسوله صلى الله عليه وسلم. فإذا هي قد هلكت؟ فتبسّم رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت: يا رسول الله، قد دخلت على حفصة فقلت: لا يغرّنّك أن كانت جارتك هي أوسم منك وأحبّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك. فتبسّم أخرى فقلت: أستأنس «6» يا رسول الله؟
قال: «نعم» فجلست. فرفعت رأسي في البيت فو الله ما رأيت فيه شيئا يردّ البصر إلّا أهبا ثلاثة «7» . فقلت:
ادع الله يا رسول الله أن يوسّع على أمّتك؛ فقد وسّع على فارس والرّوم- وهم لا يعبدون الله- فاستوى جالسا ثمّ قال: «أفي شكّ أنت يابن الخطّاب؟ أولئك
(1) جارتك: أي ضرتك.
(2)
أوسم: أي أحسن وأجمل. والوسامة الجمال.
(3)
فكنا نتناوب النزول: يعني من العوالي الى مهبط الوحي. والتناوب أن تفعل الشيء مرة، ويفعل الآخر مرة أخرى.
(4)
تنعل الخيل: أي يجعلون لخيلوهم نعالا لغزونا. يعني يتهيأون لقتالنا.
(5)
على رمل حصير: هو بفتح الراء وإسكان الميم. يقال: رملت الحصير وأرملته، اذا نسجته. وحصير مرمول أي منسوج.
(6)
أستأنس يا رسول الله: الظاهر من إجابته صلى الله عليه وسلم أن الاستئناس، هنا هو الاستئذان في الأنس والمحادثة، ويدل عليه قوله: فجلست.
(7)
أهبا: بحركات جمع إهاب على غير قياس.