الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من الآثار وأقوال العلماء الواردة في ذمّ (الحسد)
1-
* (قال معاوية- رضي الله عنه: ليس في خصال الشرّ أعدل من الحسد، يقتل الحاسد قبل أن يصل إلى المحسود) * «1» .
2-
* (قال معاوية- رضي الله عنه: كلّ الناس أقدر على رضاه إلّا حاسد نعمة فإنّه لا يرضيه إلّا زوالها، ولذلك قيل:
كلّ العداوات قد ترجى إماتتها
…
إلّا عداوة من عاداك عن حسد
) «2»
3-
* (قال عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه:
ما كانت نعمة الله على أحد إلّا وجّه لها حاسدا) * «3» .
4-
* (قال أبو الدرداء: ما أكثر عبد ذكر الموت إلّا قلّ فرحه وقلّ حسده) * «4» .
5-
* (قال الحسن: يا بن آدم لم تحسد أخاك؟
فإن كان الّذي أعطاه لكرامته عليه، فلم تحسد من أكرمه الله؟ وإن كان غير ذلك فلم تحسد من مصيره إلى النار) * «5» .
6-
* (قال رجل للحسن: هل يحسد المؤمن؟
قال: ما أنساك بني يعقوب؟ نعم، ولكن غمّه في صدرك «6» فإنّه لا يضرّك ما لم تعد به يد ولا لسان «7» ) * «8» .
7-
* (قال ابن سيرين- رحمه الله: ما حسدت أحدا على شيء من أمر الدنيا لأنّه إن كان من أهل الجنّة فكيف أحسده وهي حفيرة في الجنّة؟ وإن كان من أهل النار فكيف أحسده على أمر الدنيا وهو يصير إلى النار؟) * «9» .
8-
* (قال بكر بن عبد الله: كان رجل يغشى بعض الملوك فيقوم بحذاء الملك فيقول: أحسن إلى المحسن بإحسانه؛ فإنّ المسيء سيكفيه إساءته، فحسده رجل على ذلك المقام والكلام، فسعى به إلى الملك فقال: إنّ هذا الّذي يقوم بحذائك ويقول ما يقول زعم أنّ الملك أبخر، فقال له الملك: وكيف يصحّ ذلك عندي؟ قال: تدعوه إليك، فإنّه إذا دنا منك وضع يده على أنفه لئلّا يشمّ ريح البخر، فقال له: انصرف حتّى أنظر، فخرج من عند الملك فدعا الرجل من عنده وقام بحذاء الملك على عادته فقال: أحسن إلى المحسن بإحسانه فإنّ المسيء سيكفيه إساءته، فقال له الملك:
ادن منّي، فدنا منه فوضع يده على فيه مخافة أن يشمّ الملك منه رائحة الثوم، فقال الملك في نفسه: ما أرى فلانا إلّا قد صدق قال: وكان الملك لا يكتب بخطّه إلّا بجائزة أو صلة فكتب له كتابا بخطّه إلى عامل من
(1) أدب الدنيا والدين (176) ط بولاق.
(2)
الإحياء للغزالي (3/ 201) ط الريان.
(3)
أدب الدنيا والدين (177) ط بولاق.
(4)
الإحياء (3/ 201) .
(5)
المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.
(6)
غمّه في صدرك: أخفه واكتمه فيه.
(7)
أي: لم تعتد بسببه اليد واللسان فإن اعتد أي منهما وجد الضرر.
(8)
الإحياء (3/ 201) ط. الريان.
(9)
المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.
عمّاله: إذا أتاك حامل كتابي هذا فاذبحه واسلخه واحش جلده تبنا وابعث به إليّ، فأخذ الكتاب وخرج، فلقيه الرجل الّذي سعى به فقال: ما هذا الكتاب؟ قال خطّ الملك لي بصلة، فقال: هبه لي، فقال: هو لك، فأخذه ومضى به إلى العامل، فقال العامل: في كتابك أن أذبحك وأسلخك، قال: إنّ الكتاب ليس هو لي، فالله الله في أمري حتّى تراجع الملك، فقال: ليس لكتاب الملك مراجعة، فذبحه وسلخه وحشا جلده تبنا وبعث به، ثمّ عاد الرجل إلى الملك كعادته، وقال مثل قوله، فعجب الملك وقال: ما فعل الكتاب؟ فقال:
لقيني فلان فاستوهبه منّي فوهبته له، قال له الملك: إنّه ذكر لي أنّك تزعم أنّي أبخر. قال: ما قلت ذلك قال:
فلم وضعت يدك على فيك؟ قال: لأنّه أطعمني طعاما فيه ثوم فكرهت أن تشمّه، قال: صدقت. ارجع إلى مكانك، فقد كفي المسىء إساءته) «1» .
9-
* (قال ابن المعتزّ: الحسد داء الجسد) * «2» .
10-
* (وقال أيضا: الحاسد مغتاظ على من لا ذنب له. بخيل بما لا يملكه، طالب ما لا يجده) * «3» .
11-
* (قال عبد الله بن المعتزّ- رحمه الله:
اصبر على كيد الحسو
…
د فإنّ صبرك قاتله
فالنّار تأكل بعضها
…
إن لم تجد ما تأكله) * «4» .
12-
* (قال بعض الحكماء: يكفيك من الحاسد أنّه يغتمّ في وقت سرورك) * «5» .
13-
* (قال بعض الحكماء: الحسد جرح لا يبرأ، وحسب الحسود ما يلقى) * «6» .
14-
* (قال بعض السلف: الحسد أوّل ذنب عصي الله به في السماء، يعني حسد إبليس لآدم- عليه السلام وأوّل ذنب عصي الله به في الأرض، يعني حسد ابن آدم لأخيه حتّى قتله) * «7» .
15-
* (قال بعضهم: الحاسد لا ينال من المجالس إلّا مذمّة وذلّا، ولا ينال من الملائكة إلّا لعنة وبغضا، ولا ينال من الخلق إلّا جزعا وغمّا، ولا ينال عند النزع إلّا شدّة وهولا، ولا ينال عند الموقف إلّا فضيحة ونكالا) * «8» .
16-
* (قال بعض الحكماء: من رضي بقضاء الله تعالى لم يسخطه أحد، ومن قنع بعطائه لم يدخله حسد) * «9» .
17-
* (قال بعض البلغاء: الناس حاسد ومحسود، ولكلّ نعمة حسود) * «10» .
18-
* (قال بعض الأدباء: ما رأيت ظالما أشبه بمظلوم من الحسود، نفس دائم، وهمّ لازم، وقلب هائم، فأخذه بعض الشعراء، فقال:
(1) الإحياء (3/ 200- 201) ط. الريان.
(2)
أدب الدنيا والدين (179) ط. الريان.
(3)
المصدر السابق نفسه، والصفحة نفسها.
(4)
المصدر السابق (176) ط بولاق.
(5)
المصدر السابق نفسه، والصفحة نفسها.
(6)
الإحياء (3/ 201) .
(7)
أدب الدنيا والدين (176) .
(8)
الإحياء (3/ 201) .
(9)
أدب الدنيا والدين (ص 176) ط. بولاق.
(10)
المصدر السابق نفسه، والصفحة نفسها.
إنّ الحسود الظّلوم في كرب
…
يخاله من يراه مظلوما
ذا نفس دائم على نفس
…
يظهر منها ما كان مكتوما
) * «1» .
19-
قال عبد الحميد الكاتب: الحسود من الهمّ كساقي السمّ، فإن سرى سمّه زال عنه همّه) * «2» .
20-
* (وقال أيضا: أسد تقاربه خير من حسود تراقبه) * «3» .
21-
* (قال الشاعر:
إن يحسدوني فإنّي غير لائمهم
…
قبلي من الناس أهل الفضل قد حسدوا
فدام لي ولهم ما بي وما بهم
…
ومات أكثرنا غيظا بما يجد
) * «4» .
22-
* (وقال آخر:
يا حاسدا لي على نعمتي
…
أتدري على من أسأت الأدب؟
أسأت على الله في حكمه
…
لأنّك لم ترض لي ما وهب
فأخزاك ربّي بأن زادني
…
وسدّ عليك وجوه الطلب
) * «5» .
23-
* (وقال آخر:
إنّي لأرحم حاسدي من حرّ ما
…
ضمّت صدورهم من الأوغار
نظروا صنيع الله بي فعيونهم
…
في جنّة وقلوبهم في النار
) * 6.
24-
* (وقال آخر:
جامل عدوّك ما استطعت فإنّه
…
بالرّفق يطمع في صلاح الفاسد
واحذر حسودك ما استطعت فإنّه
…
إن نمت عنه فليس عنك براقد
إنّ الحسود وإن أراك تودّدا
…
منه أضرّ من العدوّ الحاقد
ولربّما رضي العدوّ إذا رأى
…
منك الجميل فصار غير معاند
ورضا الحسود زوال نعمتك التي
…
أوتيتها من طارف أو تالد
فاصبر على غيظ الحسود فناره
…
ترمي حشاه بالعذاب الخالد
) * «7» .
(1) أدب الدنيا والدين (176) ط. بولاق.
(2)
المصدر السابق (177) ط. بولاق.
(3)
المصدر السابق نفسه، والصفحة نفسها.
(4)
أدب الدنيا والدين (177) ط. بولاق.
5، 6 الترغيب والترهيب للمنذري (3/ 555- 557) .
(7)
المصدر السابق (3/ 555- 557) الهامش.