الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأحاديث الواردة في ذمّ (الشرك)
1-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال: «اجتنبوا السّبع الموبقات «1» ، قيل: يا رسول الله، وما هنّ؟ قال: «الشّرك بالله، والسّحر، وقتل النفس الّتي حرّم الله إلّا بالحقّ، وأكل مال اليتيم، وأكل الرّبا، والتّولّي يوم الزّحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات» ) * «2» .
2-
* (عن أبي ذرّ- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتاني آت من ربّي فأخبرني- أو قال بشّرني- أنّه من مات من أمّتي لا يشرك بالله شيئا دخل الجنّة. فقلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق» ) * «3» .
3-
* (عن جابر- رضي الله عنه قال: أتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله، ما الموجبتان؟
فقال: «من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنّة. ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النّار» ) * «4» .
4-
* (عن عبد الله بن عبّاس- رضي الله عنهما قال: إنّ أبا سفيان بن حرب أخبره أنّ هرقل أرسل إليه في ركب من قريش- وكانوا تجّارا بالشّام في المدّة الّتي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مادّ فيها أبا سفيان وكفّار قريش- فأتوه وهم بإيلياء، فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الرّوم، ثمّ دعاهم ودعا بترجمانه فقال: أيّكم أقرب نسبا بهذا الرّجل الّذي يزعم أنّه نبيّ؟ فقال أبو سفيان: فقلت: أنا أقربهم نسبا. فقال: أدنوه منّي، وقرّبوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره، ثمّ قال لترجمانه: قل لهم إنّي سائل هذا الرّجل فإن كذبني فكذّبوه
…
الحديث، وفيه: «قال: ماذا يأمركم؟ قلت:
يقول اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا، واتركوا ما يقول آباؤكم. ويأمرنا بالصّلاة والصّدق والعفاف والصّلة. فقال للتّرجمان: قل له: سألتك عن نسبه فذكرت أنّه فيكم ذو نسب
…
الحديث وفيه:
5-
* (عن سلمة بن الأكوع- رضي الله عنه قال: أتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم عين من المشركين وهو- في سفر- فجلس عند أصحابه يتحدّث، ثمّ انفتل فقال النّبيّ
(1) الموبقات: المهلكات.
(2)
البخاري- الفتح 5 (2766) ، ومسلم (89) واللفظ له والمراد بالمحصنات العفائف، وبالغافلات. الغافلات عن الفواحش وما قذفن به.
(3)
البخاري- الفتح (3/ 1237) واللفظ له، ومسلم (94) .
(4)
مسلم (93) .
(5)
البخاري- الفتح 1 (7) واللفظ له، ومسلم (1773) .
صلّى الله عليه وسلّم: «اطلبوه واقتلوه فقتلته فنفّله سلبه) * «1» .
6-
* (عن جرير بن عبد الله البجليّ- رضي الله عنه قال: أتيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم وهو يبايع- فقلت:
يا رسول الله، ابسط يدك حتّى أبايعك واشترط عليّ فأنت أعلم. قال:«أبايعك على أن تعبد الله، وتقيم الصّلاة، وتؤتي الزّكاة، وتناصح المسلمين، وتفارق المشركين» ) * «2» .
7-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «إذا لقيتم المشركين في الطّريق فلا تبدؤوهم بالسّلام واضطرّوهم إلى أضيقها» ) * «3» .
8-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
إنّ أبا بكر الصّدّيق- رضي الله عنه بعثه في الحجّة الّتي أمّره عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حجّة الوداع يوم النّحر في رهط يؤذّن في النّاس ألا لا يحجّ بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان» ) * «4» .
9-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ أخا لكم لا يقول الرّفث يعني بذلك ابن رواحة قال:
وفينا رسول الله يتلو كتابه
…
إذا انشقّ معروف من الفجر ساطع
أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا
…
به موقنات أنّ ما قال واقع
يبيت يجافي جنبه عن فراشه
…
إذا استثقلت بالمشركين المضاجع
«5» .
10-
* (عن محمود بن لبيد- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنّ أخوف ما أخاف عليكم الشّرك الأصغر» . قالوا: وما الشّرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: الرّياء، يقول الله- عز وجل إذا جزى النّاس بأعمالهم: اذهبوا إلى الّذين كنتم تراءون في الدّنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء» ) * «6» .
11-
* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه قال: إنّ أناسا من عبد القيس قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا نبيّ الله، إنّا حيّ من ربيعة. وبيننا وبينك كفّار مضر. ولا نقدر عليك إلّا في أشهر الحرم.
فمرنا بأمر نأمر به من وراءنا، وندخل به الجنّة إذا نحن أخذنا به. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «آمركم بأربع، وأنهاكم عن أربع: اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. وأقيموا الصّلاة. وآتوا الزّكاة. وصوموا رمضان. وأعطوا الخمس من الغنائم، وأنهاكم عن
(1) البخاري- الفتح 6 (3051) .
(2)
النسائي (7/ 148) واللفظ له وصححه الألباني (3/ 875) حديث (3893) ، البيهقي (9/ 13) ، أحمد (4/ 365) ، وذكره الألباني في «سلسلته الصحيحة» (636) وانظر كلامه عليه في «إرواء الغليل» رقم (1207) .
(3)
أحمد (2/ 525) ، ومعناه في الصحيح، وذكره الألباني في «سلسلته الصحيحة» رقم (1411) .
(4)
البخاري- الفتح 3 (1622) واللفظ له، ومسلم (1347) .
(5)
البخاري- الفتح 10 (6151) .
(6)
ذكره المنذري في الترغيب والترهيب وقال: رواه أحمد بإسناد جيد، وابن أبي الدنيا والبيهقي في الزهد وغيره (1/ 68- 69) ، وذكره الألباني في «سلسلته الصحيحة» رقم (951) وفي «صحيح الترغيب والترهيب» (29) .
أربع: عن الدّبّاء والحنتم. والمزقّت والنّقير «1» » . قالوا:
يا نبيّ الله، ما علمك بالنّقير؟ قال: «بلى. جذع تنقرونه.
فتقذفون فيه من القطيعاء «2» - أو قال من التّمر- ثمّ تصبّون فيه من الماء. حتّى إذا سكن غليانه شربتموه.
حتّى إنّ أحدكم- أو إنّ أحدهم- ليضرب ابن عمّه بالسّيف.. الحديث» ) * «3» .
12-
* (عن عقبة بن عامر الجهنيّ- رضي الله عنه قال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل إليه رهط فبايع تسعة وأمسك عن واحد، فقالوا: يا رسول الله، بايعت تسعة وتركت هذا؟ قال:«إنّ عليه تميمة فأدخل يده فقطعها فبايعه. وقال: «من علّق تميمة فقد أشرك» * «4» .
13-
* (عن عبادة بن الصّامت- رضي الله عنه قال- وكان شهد بدرا وهو أحد النّقباء ليلة العقبة-: «إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال- وحوله عصابة من أصحابه-: «بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوا في معروف، فمن وفى منكم فأجره على الله ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب في الدّنيا فهو كفّارة له، ومن أصاب من ذلك شيئا ثمّ ستره الله فهو إلى الله، إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه، فبايعناه على ذلك» ) * «5» .
14-
* (عن زينب امرأة عبد الله عن عبد الله ابن مسعود- رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «إنّ الرّقى والتّمائم والتّولة «6» شرك» . قالت:
قلت: لم تقول هذا؟ والله لقد كانت عيني تقذف، وكنت أختلف إلى فلان اليهوديّ يرقيني فإذا رقاني سكنت، فقال عبد الله: إنّما ذاك عمل الشّيطان كان ينخسها بيده فإذا رقاها كفّ عنها، إنّما كان يكفيك أن تقولي كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أذهب الباس، ربّ النّاس، اشف أنت الشّافي لا شفاء إلّا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما» ) * «7» .
15-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله- تبارك وتعالى:
(1) الدباء: القرع اليابس، أي الوعاء منه، والحنتم: جرار مفردها جرّة قيل يؤتى بها من مصر مجلوبة بها الخمر وقيل ما يجلب فيها الخمر من الطائف وهي جرار تعمل من طين وشعر وأدم. والمزفّت: ما طلي بالزّفت، والنقير: أصل النخلة ينقر يتخذ منه وعاء.
(2)
القطيعاء: نوع من التمر صغار يقال له شهيريز.
(3)
البخاري- الفتح 1 (53) من حديث ابن عباس، ومسلم (18) واللفظ له.
(4)
أحمد (4/ 156) واللفظ له، الحاكم (4/ 219)، وقال الألباني في الصحيحة: إسناده صحيح رجاله ثقات (1/ 809) حديث (492)
(5)
البخاري- الفتح 1 (18) واللفظ له، ومسلم (1709) .
(6)
التمائم جمع تميمة وأريد بها الخرزات التي تعلقها النساء في أعناق الأولاد على ظن أنها تقي من العين والتّولة نوع من السحر يحبب المرأة إلى زوجها.
(7)
أبو داود (3883) ، ابن ماجة (3530)، أحمد (1/ 381) وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده حسن (5/ 218)، الحاكم (4/ 217) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
أنا أغنى الشّركاء عن الشّرك. من عمل عملا أشرك فيه معي غيري، تركته وشركه» ) * «1» .
16-
* (عن الحارث الأشعريّ: أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «إنّ الله أمر يحيى بن زكريّا بخمس كلمات أن يعمل بها ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها، وأنّه كاد أن يبطىء بها، فقال عيسى: إنّ الله أمرك بخمس كلمات لتعمل بها وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها.
فإمّا أن تأمرهم، وإمّا أنا آمرهم، فقال يحيى: أخشى إن سبقتني بها أن يخسف بي أو أعذّب، فجمع النّاس في بيت المقدس، فامتلأ المسجد وتعدّوا على الشّرف، فقال: إنّ الله أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهنّ، وآمركم أن تعملوا بهنّ: أوّلهنّ أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. وإنّ مثل من أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدا من خالص ماله بذهب أو ورق. فقال: هذه داري وهذا عملي فاعمل وأدّ إليّ، فكان يعمل ويؤدّي إلى غير سيّده، فأيّكم يرضى أن يكون عبده كذلك؟.
وإنّ الله أمركم بالصّلاة، فإذا صلّيتم فلا تلتفتوا فإنّ الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت. وآمركم بالصّيام فإنّ مثل ذلك كمثل رجل في عصابة، معه صرّة فيها مسك، فكلّهم يعجب أو يعجبه ريحها. وإنّ ريح الصّائم أطيب عند الله من ريح المسك. وآمركم بالصّدقة؛ فإنّ مثل ذلك كمثل رجل أسره العدوّ فأوثقوا يده إلى عنقه وقدّموه ليضربوا عنقه، فقال: أنا أفديه منكم بالقليل والكثير، ففدى نفسه منهم. وآمركم أن تذكروا الله فإنّ مثل ذلك كمثل رجل خرج العدوّ في أثره سراعا حتّى إذا أتى على حصن حصين فأحرز نفسه منهم، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشّيطان إلّا بذكر الله. قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:
17-
* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ الله يقول لأهون أهل النّار عذابا: لو أنّ لك ما في الأرض من شيء كنت تفتدي به؟ قال: نعم. قال: فقد سألتك ما هو أهون من هذا وأنت في صلب آدم: أن لا تشرك بي، فأبيت إلّا الشّرك» ) * «3» .
18-
* (عن سعد بن أبي وقّاص- رضي الله عنه قال: إنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم جمع له أبويه يوم أحد. قال:
كان رجل من المشركين قد أحرق المسلمين. فقال له
(1) مسلم (2985) .
(2)
الترمذي (2863) وقال: حديث حسن صحيح، ابن خزيمة (3/ 195) ، ابن منده في الإيمان (1/ 376، 377) حديث (212) ، وذكره الألباني في «صحيح الترغيب والترهيب» (553) .
(3)
البخاري- الفتح 6 (3334) واللفظ له، ومسلم (2805) .
النّبيّ صلى الله عليه وسلم «ارم فداك أبي وأمّي» . قال:- أي سعد-:
فنزعت له بسهم ليس فيه نصل «1» فأصبت جنبه فسقط فانكشفت عورته. فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتّى نظرت إلى نواجذه) * «2» .
19-
* (عن زيد بن أسلم عن أبيه أنّ عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه خرج إلى المسجد فوجد معاذ بن جبل عند قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي، فقال: ما يبكيك يا معاذ؟ قال: حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اليسير من الرّياء شرك، ومن عادى أولياء الله فقد بارز الله بالمحاربة: إنّ الله يحبّ الأبرار الأتقياء الأخفياء الّذين إن غابوا لم يفتقدوا، وإن حضروا لم يعرفوا، قلوبهم مصابيح الهدى، يخرجون من كلّ غبراء مظلمة» ) * «3» .
20-
* (عن أبي موسى الأشعريّ- رضي الله عنه أنّه خطب النّاس فقال: يا أيّها النّاس، اتّقوا هذا الشّرك فإنّه أخفى من دبيب النّمل. فقام إليه عبد الله ابن حزن وقيس بن المضارب فقالا: والله لتخرجنّ ممّا قلت أو لنأتينّ عمر مأذون لنا أو غير «4» مأذون قال:
بل أخرج ممّا قلت: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذات يوم فقال:«أيّها النّاس، اتّقوا هذا الشّرك فإنّه أخفى من دبيب النّمل» فقال له من شاء الله أن يقول: وكيف نتّقيه وهو أخفى من دبيب النّمل يا رسول الله؟ قال:
قولوا: «اللهمّ إنّا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلم» ) * «5» .
21-
* (عن فروة بن نوفل- رضي الله عنه قال: إنّه أتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، علّمني شيئا أقوله إذا أويت إلى فراشي قال: «اقرأ قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ (الكافرون/ 1)«6» فإنّها براءة من الشّرك» ) * «7» .
22-
* (عن سعيد بن جبير قال: خرج علينا أو إلينا- ابن عمر- رضي الله عنهما: فقال رجل: كيف ترى في قتال الفتنة؟ فقال: وهل تدري ما الفتنة؟ كان محمّد صلى الله عليه وسلم يقاتل المشركين وكان الدّخول عليهم فتنة، وليس كقتالكم على الملك) * «8» .
23-
* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم: قال: «أمرت أن أقاتل المشركين حتّى يشهدوا أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا عبده ورسوله، فإذا شهدوا أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا عبده ورسوله
(1) فنزعت له بسهم ليس فيه نصل: أي رميته بسهم، والنّصل: حديدة السّهم.
(2)
البخاري- الفتح 7 (3725) ، ومسلم (2412) واللفظ له.
(3)
الحاكم (1/ 4) وقال: هذا حديث صحيح ولم يخرج في الصحيحين ووافقه الذهبي.
(4)
هكذا في الأصل (برفع مأذون، وغير) وكذا في المسند الجامع (11/ 327) برقم 8784) والسياق يقتضي أن يكون منصوبا على الحال: أي: مأذونا لنا أو غير مأذون.
(5)
أحمد (4/ 403) واللفظ له، وذكره المنذري في الترغيب والترهيب وعزاه كذلك للطبراني. وقال: رواته محتج بهم في الصحيح الا أبو أحمد الراوي عن أبي موسى وثقه ابن حبان ولم يجرّحه أحد (1/ 76) .
(6)
والمراد السورة كلها.
(7)
الترمذي (3403) واللفظ له، أحمد (5/ 456) .
(8)
البخاري- الفتح 8 (4651) .
وصلّوا صلاتنا واستقبلوا قبلتنا وأكلوا ذبائحنا فقد حرمت علينا دماؤهم وأموالهم إلّا بحقّها» ) * «1» .
24-
* (عن أبي بكرة- رضي الله عنه قال:
قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «أكبر الكبائر الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وشهادة الزّور وشهادة الزّور ثلاثا- أو قول الزّور-، فما زال يكرّرها حتّى قلنا: ليته سكت) * «2» .
25-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
إنّ ناسا قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، هل نرى ربّنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«هل تضارّون في رؤية القمر ليلة البدر؟» قالوا: لا يا رسول الله قال: «هل تضارّون في الشّمس ليس دونها سحاب؟» قالوا: لا يا رسول الله. قال: «فإنّكم ترونه كذلك، يجمع الله النّاس يوم القيامة. فيقول: من كان يعبد شيئا فليتّبعه. فيتّبع من كان يعبد الشّمس الشّمس. ويتّبع من كان يعبد القمر القمر. ويتّبع من كان يعبد الطّواغيت الطّواغيت. وتبقى هذه الأمّة فيها منافقوها، فيأتيهم الله- تبارك وتعالى في صورة غير صورته الّتي يعرفون، فيقول: أنا ربّكم فيقولون: نعوذ بالله منك. هذا مكاننا حتّى يأتينا ربّنا، فإذا جاء ربّنا عرفنا، فيأتيهم الله تعالى في صورته الّتي يعرفون.
فيقول: أنا ربّكم. فيقولون: أنت ربّنا. فيتّبعونه، ويضرب الصّراط بين ظهري جهنّم. فأكون أنا وأمّتي أوّل من يجيز،. ولا يتكلّم يومئذ إلّا الرّسل. ودعوى الرّسل يومئذ: اللهمّ سلّم، سلّم. وفي جهّنم كلاليب مثل شوك السّعدان هل رأيتم السّعدان؟» قالوا: نعم يا رسول الله، قال: «فإنّها مثل شوك السّعدان، غير أنّه لا يعلم ما قدر عظمها إلّا الله، تخطف النّاس بأعمالهم. فمنهم المؤمن بقي بعمله، ومنهم المجازى حتّى ينجّى، حتّى إذا فرغ الله من القضاء بين العباد، وأراد أن يخرج برحمته من أراد من أهل النّار، أمر الملائكة أن يخرجوا من النّار من كان لا يشرك بالله شيئا، ممّن أراد الله تعالى أن يرحمه، ممّن يقول: لا إله إلّا الله
…
الحديث) * «3» .
26-
* (عن قتيلة- امرأة من جهينة- رضي الله عنها.: أنّ يهوديّا أتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: إنّكم تندّدون وإنّكم تشركون، تقولون: ما شاء الله وشئت وتقولون والكعبة، فأمرهم النّبيّ صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا: وربّ الكعبة. ويقولون: ما شاء الله ثمّ شئت) * «4» .
27-
* (عن معاذ بن جبل- رضي الله عنه قال: أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشر كلمات قال: «لا تشرك بالله شيئا وإن قتلت وحرّقت، ولا تعقّنّ والديك وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك، ولا تتركنّ
(1) البخاري- الفتح 1 (392) ، ومسلم (20، 21) من حديث أبي هريرة، وهذا لفظ النسائي (7/ 75- 76) .
(2)
البخاري- الفتح 12 (6919) واللفظ له، ومسلم (87) .
(3)
البخاري- الفتح 31 (7437) ، ومسلم (182) واللفظ له.
(4)
النسائي (7/ 6) واللفظ له وقال الألباني: صحيح (2/ 800) حديث (3533) ، أحمد (6/ 371، 372) . البيهقي في السنن (3/ 216) وعزاه الألباني في السلسلة الصحيحة لمشكل الآثار (حديث 136) .
صلاة مكتوبة متعمّدا فإنّ من ترك صلاة مكتوبة متعمّدا فقد برئت منه ذمّة الله، ولا تشربنّ خمرا فإنّه رأس كلّ فاحشة، وإيّاك والمعصية؛ فإنّ بالمعصية حلّ سخط الله- عز وجل، وإيّاك والفرار من الزّحف وإن هلك النّاس، وإذا أصاب النّاس موتان وأنت فيهم فاثبت، وأنفق على عيالك من طولك، ولا ترفع عنهم عصاك، وأخفهم في الله» ) * «1» .
28-
* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بعثت بالسّيف حتّى يعبد الله لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظلّ رمحي، وجعل الذّلّة والصّغار على من خالف أمري، ومن تشبّه بقوم فهو منهم» ) * «2» .
29-
* (عن جرير بن عبد الله- رضي الله عنهما قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سريّة إلى خثعم فاعتصم ناس منهم بالسّجود فأسرع فيهم القتل، قال:
فبلغ ذلك النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فأمر لهم بنصف العقل وقال:
«أنا بريء من كلّ مسلم يقيم بين أظهر المشركين» .
قالوا: يا رسول الله لم؟ قال: «لا تراءى ناراهما» ) * «3» .
30-
* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول: «بين الرّجل وبين الشّرك والكفر ترك الصّلاة» ) * «4» .
31-
* (عن زيد بن ثابت- رضي الله عنه قال: بينما النّبيّ صلى الله عليه وسلم في حائط لبني النّجّار على بغلة له- ونحن معه- إذ حادت به فكادت تلقيه، وإذا أقبر ستّة أو خمسة أو أربعة. فقال: «من يعرف أصحاب هذه الأقبر؟» فقال رجل: أنا. قال: «فمتى مات هؤلاء؟» قال: ماتوا في الإشراك. فقال: «إنّ هذه الأمّة تبتلى في قبورها. فلولا أن لا تدافنوا، لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الّذي أسمع منه» . ثمّ أقبل علينا بوجهه فقال: «تعوّذوا بالله من عذاب النّار» قالوا: نعوذ بالله من عذاب النّار. فقال: «تعوّذوا بالله من عذاب القبر» قالوا: نعوذ بالله من عذاب القبر. قال: «تعوّذوا بالله من الفتن، ما ظهر منها وما بطن. قال: «تعوّذوا بالله من فتنة الدّجّال» قالوا: نعوذ بالله من فتنة الدّجّال» ) * «5» .
32-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تفتح أبواب الجنّة يوم الاثنين، ويوم الخميس. فيغفر لكلّ عبد لا يشرك بالله شيئا.
إلّا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء.
(1) أحمد (5/ 238) واللفظ له، وقال الهيثمي في المجمع: رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال أحمد ثقات، الا أن عبد الرحمن بن جبير بن نفير (الراوي عن معاذ) لم يسمع من معاذ، وإسناد الطبراني متصل وفيه عمرو بن واقد القرشي وهو كذاب (4/ 215) .
(2)
أحمد نسخة الشيخ أحمد شاكر (7/ 121) حديث (5114) وقال: إسناده صحيح.
(3)
أبو داود (2645) وقال الألباني: صحيح (إرواء الغليل 5/ 30) .
(4)
مسلم (82) .
(5)
مسلم (2867) .
فيقال: أنظروا هذين حتّى يصطلحا. أنظروا هذين حتّى يصطلحا. أنظروا هذين حتّى يصطلحا» ) * «1» .
33-
* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما أنّه سمع رجلا يحلف: لا، والكعبة، فقال له ابن عمر:
إنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من حلف بغير الله فقد أشرك» ) * «2» .
34-
* (عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما قال: جاء أعرابيّ إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إنّ أبي كان يصل الرّحم، وكان وكان. فأين هو؟
قال: «في النّار» قال: فكأنّه وجد من ذلك، فقال:
يا رسول الله، فأين أبوك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«حيثما مررت بقبر مشرك فبشّره بالنّار» قال: فأسلم الأعرابيّ بعده. وقال: لقد كلّفني رسول الله صلى الله عليه وسلم تعبا ما مررت بقبر كافر إلّا بشّرته بالنّار) * «3» .
35-
* (عن أنس- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «جاهدوا المشركين بأموالكم وأيديكم وألسنتكم» ) * «4» .
36-
* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خالفوا المشركين. أحفوا «5» الشّوارب وأوفوا «6» اللّحى» ) * «7» .
37-
* (عن عائشة زوج النّبيّ- رضي الله عنها قالت: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بدر. فلمّا كان بحرّة الوبرة «8» أدركه رجل. قد كان يذكر منه جرأة ونجدة، ففرح أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رأوه. فلمّا أدركه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: جئت لأتّبعك وأصيب معك. قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تؤمن بالله ورسوله؟» قال: لا. قال: «فارجع فلن أستعين بمشرك» . قالت: ثمّ مضى. حتّى إذا كنّا بالشّجرة أدركه الرّجل. فقال له كما قال أوّل مرّة. فقال له النّبيّ صلى الله عليه وسلم كما قال أوّل مرّة. قال:
«فارجع فلن أستعين بمشرك» قال: ثمّ رجع فأدركه بالبيداء. فقال له كما قال أوّل مرّة: «تؤمن بالله ورسوله؟» قال: نعم. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«فانطلق» ) * «9» .
38-
* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتذاكر المسيح الدّجّال. فقال: «ألا أخبركم بما هو أخوف
(1) مسلم (2565) .
(2)
أبو داود (3251) واللفظ له وقال الألباني: صحيح (2/ 627)، الترمذي (1535) وقال: حسن وقال محقق جامع الأصول: وهو كما قال (11/ 651) الحاكم (1/ 18) وقال: على شرط مسلم بمعناه.
(3)
ابن ماجة (1573) وقال في الزوائد: إسناده صحيح.
(4)
أبو داود (2504) ، النسائي (6/ 7) وهذا لفظه، أحمد (3/ 124)، الدارمي (2/ 280) والحاكم (2/ 81) وقال: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي. وقال محقق جامع الأصول: إسناده قوي، وصححه ابن حبان (2/ 565) .
(5)
أحفوا: أي أزيلوا ما طال على الشفتين.
(6)
وأوفوا: أي أتمّوا وأطيلوا، وفي رواية وأوفروا أي كثروا، وفي رواية وأعفوا.
(7)
البخاري- الفتح 10 (5892) ، مسلم (259) واللفظ له.
(8)
حرة الوبرة. مكان على نحو أربعة أميال من المدينة.
(9)
مسلم (1817) .
عليكم عندي من المسيح الدّجّال؟» قال: قلنا: بلى.
فقال: «الشّرك الخفيّ: أن يقوم الرّجل يصلّي فيزيّن صلاته لما يرى من نظر رجل» ) * «1» .
39-
* (عن محمود بن لبيد- رضي الله عنه قال: خرج النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: «يأيّها النّاس، إيّاكم وشرك السّرائر» . قالوا: يا رسول الله وما شرك السّرائر؟ قال: «يقوم الرّجل فيصلّي فيزيّن صلاته جاهدا لما يرى من نظر النّاس إليه، فذلك شرك السّرائر» ) * «2» .
40-
* (عن ربيعة بن عبّاد الدّؤليّ- رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى في منازلهم قبل أن يهاجر إلى المدينة يقول: «يا أيّها النّاس، إنّ الله يأمركم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا» قال: ووراءه رجل يقول:
يا أيّها النّاس، إنّ هذا يأمركم أن تتركوا دين آبائكم.
فسألت: من هذا الرّجل؟ قيل: أبو لهب) * «3» .
41-
* (عن أبي جحيفة وهب بن عبد الله السّوائيّ- رضي الله عنه قال: سألت عليّا- رضي الله عنه هل عندكم شيء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ممّا ليس في القرآن؟ فقال: والّذي فلق الحبّة وبرأ النّسمة ما عندنا إلّا في القرآن إلّا فيما يعطي رجل في كتابه وما في الصحيفة. قلت: وما في الصّحيفة؟ قال: العقل، وفكاك الأسير، وأن لا يقتل مسلم بكافر) * «4» .
42-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذراري المشركين فقال:
«الله أعلم بما كانوا عاملين» ) * «5» .
43-
* (عن الصّعب بن جثّامة- رضي الله عنه قال: سئل النّبيّ صلى الله عليه وسلم عن الذّراريّ من المشركين يبيّتون «6» فيصيبون من نسائهم وذراريّهم. فقال: «هم منهم» ) * «7» .
44-
* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الطّيرة شرك، ثلاثا، وما منّا إلّا، ولكنّ الله يذهبه بالتّوكّل» ) * «8» .
قال العلماء إنّ قوله في الحديث (وما ومنّا إلّا ولكن
…
) من كلام ابن مسعود وليس بمرفوع.
45-
* (عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما: قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كلّ يمين
(1) ابن ماجة (4204) واللفظ له وقال في الزوائد: إسناده حسن، أحمد (3/ 30) .
(2)
ذكره المنذري في الترغيب والترهيب وقال: رواه ابن خزيمة في صحيحه (1/ 68) .
(3)
الحاكم (1/ 15) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ورواته عن آخرهم ثقات أثبات.
(4)
البخاري- الفتح 12 (6915) وهو عند الدارمي بلفظ: «ولا يقتل مسلم بمشرك» (2/ 250) حديث (2356) .
(5)
البخاري- الفتح 11 (6598) واللفظ له، ومسلم (2660) .
(6)
يبيتون: أي يغار عليهم بالليل.
(7)
البخاري- الفتح 6 (3012) ، ومسلم (1745) واللفظ له.
(8)
أبو داود (3910) واللفظ له، أحمد (5/ 253، 254) حديث 3687 وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح. الحاكم (1/ 18) وقال: حديث صحيح سنده، ثقات رواته ولم يخرجاه، والترمذي (1614) وقال: هذا حديث حسن صحيح.
يحلف بها دون الله شرك» ) * «1» .
46-
* (عن عوف بن مالك الأشجعيّ- رضي الله عنه قال: كنّا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة أو ثمانية أو سبعة. فقال: «ألا تبايعون رسول الله؟ - وكنّا حديث عهد ببيعة-. فقلنا: قد بايعناك يا رسول الله ثمّ قال: ألا تبايعون رسول الله؟ فقلنا: قد بايعناك يا رسول الله، ثمّ قال: ألا تبايعون رسول الله؟ قال:
فبسطنا أيدينا وقلنا: قد بايعناك يا رسول الله فعلام نبايعك؟ قال: «على أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، والصّلوات الخمس، وتطيعوا (وأسرّ كلمة خفيّة) ولا تسألوا النّاس شيئا فلقد رأيت بعض أولئك النّفر يسقط سوط أحدهم. فما يسأل أحدا يناوله إيّاه» ) * «2» .
47-
* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما قال: كنّا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رجل من أهل البادية عليه جبّة سيجان «3» مزرورة بالدّيباج فقال: ألا إنّ صاحبكم هذا قد وضع كلّ فارس ابن فارس. أو قال: يريد أن يضع كلّ فارس ابن فارس، ويرفع كلّ راع ابن راع. قال: فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمجامع جبّته، وقال:«ألا أرى عليك لباس من لا يعقل» ثمّ قال: «إنّ نبيّ الله نوحا صلى الله عليه وسلم لمّا حضرته الوفاة قال لابنه: إنّي قاصّ عليك الوصيّة: آمرك باثنتين، وأنهاك عن اثنتين، آمرك ب «لا إله إلّا الله» فإنّ السّماوات السّبع، والأرضين السّبع، لو وضعت في كفّة ووضعت لا إله إلّا الله في كفّة، رجحت بهنّ لا إله إلّا الله» ولو أنّ السّماوات السّبع، والأرضين السّبع، كنّ حلقة مبهمة قصمتهنّ «لا إله إلّا الله» وسبحان الله وبحمده، فإنّها صلاة كلّ شيء، وبها يرزق الخلق، وأنهاك عن الشّرك والكبر، قال: قلت أو قيل: يا رسول الله، هذا الشّرك قد عرفناه، فما الكبر؟ قال: أن يكون لأحدنا نعلان حسنتان لهما شراكان حسنان؟ قال:
«لا» ، قال: هو أن يكون لأحدنا حلّة يلبسها؟ قال:
«لا» ، قال: الكبر هو أن يكون لأحدنا دابّة يركبها؟
قال: «لا» ، قال: أفهو أن يكون لأحدنا أصحاب يجلسون إليه؟ قال: «لا» ، قيل: يا رسول الله، فما الكبر؟ قال:«سفه الحقّ وغمص النّاس» ) * «4» .
48-
* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه قال: كنّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبّة. نحوا من أربعين رجلا. فقال: «أما ترضون أن تكونوا ربع أهل الجنّة؟» قال: قلنا: نعم. فقال: «أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنّة؟» فقلنا: نعم. فقال: «والّذي نفسي بيده إنّي لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنّة؛ وذاك أنّ الجنّة لا يدخلها إلّا نفس مسلمة، وما أنتم في أهل الشّرك إلّا كالشّعرة البيضاء في جلد الثّور الأسود، أو
(1) الحاكم (1/ 18) وقال: على شرط مسلم.
(2)
مسلم (1043) .
(3)
السيجان: جمع ساج وهو الطيلسان الأخضر، وقيل: هو الطيلسان المقور، ينسج كذلك.
(4)
أحمد (2/ 170) وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح (10/ 87) حديث (6583) ، وانظر «مجمع الزوائد» (4/ 219- 220) .
كالشّعرة السّوداء في جلد الثّور الأحمر» ) * «1» .
49-
* (عن معاذ بن جبل- رضي الله عنه قال: كنت ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمار يقال له عفير. قال: فقال: «يا معاذ، تدري ما حقّ الله على العباد؟ وما حقّ العباد على الله؟» قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال: «فإنّ حقّ الله على العباد أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا. وحقّ العباد على الله- عز وجل أن لا يعذّب من لا يشرك به شيئا» . قال:
قلت: يا رسول الله، أفلا أبشّر النّاس؟ قال:«لا تبشّرهم فيتّكلوا» ) * «2» .
50-
* (عن معاذ بن جبل- رضي الله عنه قال: كنت مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم في سفر فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير. فقلت: يا نبيّ الله، أخبرني بعمل يدخلني الجنّة ويباعدني من النّار قال: «لقد سألت عن عظيم، وإنّه ليسير على من يسّره الله عليه: «تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصّلاة، وتؤتي الزّكاة، وتصوم رمضان، وتحجّ البيت» . ثمّ قال: «ألا أدلّك على أبواب الخير: الصّوم جنّة، والصّدقة تطفىء الخطيئة، وصلاة الرّجل في جوف اللّيل. ثمّ قرأ قوله تعالى: تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ حتّى بلغ يَعْمَلُونَ (السجدة/ 16) ثمّ قال: «ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ فقلت: بلى يا رسول الله. قال: «رأس الأمر الإسلام وعموده الصّلاة، وذروة سنامه الجهاد» ثمّ قال: «ألا أخبرك بملاك ذلك كلّه. قلت له: بلى يا نبيّ الله. فأخذ بلسانه فقال: «كفّ عليك هذا» فقلت: يا رسول الله، وإنّا لمؤاخذون بما نتكلّم به. فقال:«ثكلتك أمّك يا معاذ، وهل يكبّ النّاس على وجوههم في النّار- أو قال على مناخرهم- إلّا حصائد ألسنتهم» ) * «3» .
51-
* (عن عمرو بن عبسة السّلميّ- رضي الله عنه قال: كنت- وأنا في الجاهليّة- أظنّ أنّ النّاس على ضلالة وأنّهم ليسوا على شيء. وهم يعبدون الأوثان. فسمعت برجل بمكّة يخبر أخبارا. فقعدت على راحلتي. فقدمت عليه. فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخفيا، جرآء عليه قومه. فتلطّفت حتّى دخلت عليه بمكّة. فقلت له: ما أنت؟ قال: «أنا نبيّ» فقلت:
وما نبيّ؟. قال: «أرسلني الله» . فقلت: وبأيّ شيء أرسلك؟. قال: «أرسلني بصلة الأرحام، وكسر الأوثان، وأن يوحّد الله لا يشرك به شيء»
…
الحديث» ) * «4» .
52-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكلّ نبيّ دعوة مستجابة،
(1) البخاري- الفتح 11 (6528) ، ومسلم (221) واللفظ له.
(2)
البخاري- الفتح 6 (2856) ، ومسلم (30) واللفظ له.
(3)
أحمد (5/ 231) قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم (255) رواه النسائي أيضا والترمذي (2616) واللفظ له وقال: حسن صحيح، وابن ماجه (3973) .
(4)
مسلم (832) .
فتعجّل كلّ نبيّ دعوته، وإنّي اختبأت دعوتي شفاعة لأمّتي يوم القيامة فهي نائلة- إن شاء الله- من مات من أمّتي لا يشرك بالله شيئا» ) * «1» .
53-
* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه قال: لمّا نزلت هذه الآية الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ (الأنعام/ 12) شقّ ذلك على أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم وقالوا: أيّنا لم يلبس إيمانه بظلم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّه ليس بذلك، ألا تسمعون إلى قول لقمان إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (لقمان/ 13) » ) * «2» .
54-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما أنّه قال لمن قال له إنّ رجلا قدم علينا يكذّب بالقدر فقال: دلّوني عليه، وهو يومئذ قد عمي، قالوا: وما تصنع به يا أبا عبّاس، قال: والّذي نفسي بيده لئن استمكنت منه لأعضّنّ أنفه حتّى أقطعه، ولئن وقعت رقبته في يدي لأدقّنّها؛ فإنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كأنّي بنساء بني فهر يطفن بالخزرج تصطفق ألياتهنّ مشركات، هذا أوّل شرك هذه الأمّة، والّذي نفسي بيده لينتهينّ بهم سوء رأيهم حتّى يخرجوا الله من أن يكون قدّر خيرا كما أخرجوه من أن يكون قدّر شرّا) * «3» .
55-
* (عن أبي أيّوب الأنصاريّ- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد يعبد الله لا يشرك به شيئا، ويقيم الصّلاة، ويؤتي الزّكاة، ويجتنب الكبائر إلّا دخل الجنّة» ، فسألوه ما الكبائر؟
فقال: الإشراك بالله، والفرار من الزّحف، وقتل النّفس» ) * «4» .
56-
* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من مات يشرك بالله شيئا دخل النّار» . وقلت أنا: ومن مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنّة» ) * «5» .
57-
* (عن عمر- رضي الله عنه قال:
قلت: لا وأبي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«مه، إنّه من حلف بشيء دون الله فقد أشرك» ) * «6» .
58-
* (عن أبي موسى- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا أحد أصبر على أذى يسمعه من الله- عز وجل. إنّه يشرك به، ويجعل له الولد، ثمّ هو يعافيهم ويرزقهم» ) * «7» .
59-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يذهب اللّيل والنّهار حتّى تعبد اللّات والعزّى: فقلت: يا رسول الله، إن
(1) البخاري- الفتح 13 (7474) ، ومسلم (199) . واللفظ له وخرجاه من حديث أنس بن مالك.
(2)
البخاري- الفتح 12 (6918) واللفظ له، ومسلم (124)
(3)
أحمد (1/ 330) وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده حسن على الأقل (5/ 21، 22) ، وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 204) .
(4)
ابن منده في كتاب الإيمان (2/ 573 حديث (179) ، وقال هذا إسناد صحيح لم يخرجوه وكذا قال مخرجه د. علي بن محمد بن نصر الفقيهي.
(5)
البخاري- الفتح 3 (1238) ، ومسلم (92) متفق عليه.
(6)
أبو داود (3249)، أحمد (1/ 47) وقال شاكر: إسناده صحيح (1/ 298) رقم (329) واللفظ له، والحاكم (1/ 18) من طريق ابن عمر وقال: صحيح ووافقه الذهبي.
(7)
البخاري- الفتح 10 (6099) ، مسلم (2804) واللفظ له.