الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أقسام السّفه:
ذكر الرّاغب أنّ الأصل في السّفه هو خفّة في البدن ثمّ استعمل في خفّة النّفس لنقصان العقل، ويكون ذلك في:
1-
الأمور الدّنيويّة، ومن ذلك قول الله تعالى:
وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ (النساء/ 5) وقد عرّف الفقهاء هذا النّوع من السّفه فقالوا: هو عبارة عن التّصرّف في المال بخلاف مقتضى الشّرع والعقل بالتّبذير فيه والإسراف- مع قيام خفّة العقل- والسّفيه إذن: هو من ينفق ماله فيما لا ينبغي من وجوه التّبذير، ولا يمكنه إصلاحه بالتّمييز والتّصرّف فيه بالتّدبير «1» .
2-
الأمور الأخرويّة، ومن ذلك قول الله تعالى: وَأَنَّهُ كانَ يَقُولُ سَفِيهُنا عَلَى اللَّهِ شَطَطاً (الجن/ 4) وقوله سبحانه: أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ (البقرة/ 13) قال الرّاغب:
فهذا من السّفه في الدّين «2» .
والسّفيه بهذا المعنى هو كما وصفه الكفويّ:
ظاهر الجهل، عديم العقل، خفيف اللّبّ، ضعيف الرّأي، رديء الفهم، مستخفّ القدر، سريع الذّنب، حقير النّفس، مخدوع الشّيطان، أسير الطّغيان، دائم العصيان، ملازم الكفران، لا يبالي بما كان «3» ، ولا بما هو كائن أو سوف يكون.
الفرق بين العبث والسّفه:
قال الكفويّ: العبث ما يخلو عن الفائدة، والسّفه ما لا يخلو عنها، ويلزم منه المضرّة، والسّفه أقبح من العبث، كما أنّ الظّلم أقبح من الجهل، وقيل:
العبث فعل فيه غرض، ولكنّه ليس بشرعيّ، والسّفه ليس فيه غرض أصلا «4» .
[للاستزادة: انظر صفات: اتباع الهوى- الحمق- الطيش- العبوس- اللهو واللعب- الإساءة- الأذى- سوء المعاملة- التحقير.
وفي ضد ذلك: انظر صفات: الحلم- الرفق محاسبة النفس- المراقبة- الأدب- حسن المعاملة تكريم الإنسان] .
(1) الكليات للكفوي (349) ، وفي تعريف السفيه (بهذا المعنى)(510) .
(2)
المفردات (235) .
(3)
الكليات (510) .
(4)
الكليات (3/ 259) ط. القاهرة.