الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأحاديث الواردة في ذمّ (الزنا)
1-
* (عن عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «أبايعكم على أن لا تشركوا بالله شيئا، ولا تقتلوا النّفس الّتي حرّم الله إلّا بالحقّ، ولا تزنوا، ولا تسرقوا، ولا تشربوا مسكرا. فمن فعل من ذلك شيئا فأقيم عليه حدّه فهو كفّارة، ومن ستر الله عليه فحسابه على الله- عز وجل ومن لم يفعل من ذلك شيئا ضمنت له على الله الجنّة» ) * «1» .
2-
* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما أنّه قال: «إنّ جارية لعبد الله بن أبيّ ابن سلول يقال لها: مسيكة، وأخرى يقال لها: أميمة. فكان يكرههما على الزّنا. فشكتا ذلك إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم. فأنزل الله وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ إلى قوله:
غَفُورٌ رَحِيمٌ (النور/ 33)) * «2» .
3-
* (عن أنس- رضي الله عنه أنّه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ من أشراط السّاعة أن يرفع العلم، ويثبت الجهل، ويشرب الخمر، ويظهر الزّنا» ) * «3» .
4-
* (عن أبي موسى- رضي الله عنه أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيّما امرأة استعطرت فمرّت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية» ) * «4»
5-
* (عن البراء بن عازب- رضي الله عنهما قال: مرّ على النّبيّ صلى الله عليه وسلم بيهوديّ محمّها «5» مجلودا.
فدعاهم صلى الله عليه وسلم فقال: «هكذا تجدون حدّ الزّاني في كتابكم؟» قالوا: نعم. فدعا رجلا من علمائهم. فقال:
«أنشدك بالله الّذي أنزل التّوراة على موسى أهكذا تجدون حدّ الزّاني في كتابكم؟» قال: لا،. ولولا أنّك نشدتني بهذا لم أخبرك. نجده الرّجم. ولكنّه كثر في أشرافنا، فكنّا إذا أخذنا الشّريف تركناه. وإذا أخذنا الضّعيف أقمنا عليه الحدّ. قلنا: تعالوا فلنجتمع على شيء نقيمه على الشّريف والوضيع. فجعلنا التّحميم والجلد مكان الرّجم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهمّ إنّي أوّل من أحيا أمرك إذ أماتوه» . فأمر به فرجم. فأنزل الله عز وجل: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ.. إلى قوله إِنْ أُوتِيتُمْ هذا فَخُذُوهُ (المائدة/ 41) يقول: ائتوا محمّدا صلى الله عليه وسلم. فإن أمركم بالتّحميم والجلد فخذوه. وإن أفتاكم بالرّجم فاحذروا. فأنزل الله تعالى: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ (المائدة/ 44) وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (المائدة/ 45) .
وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ (المائدة 47) . في الكفّار كلّها» ) * «6» .
6-
* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما أنّ مرثد بن أبي مرثد الغنويّ وكان رجلا
(1) الهيثمي في المجمع (1/ 104) وقال: رواه الطبراني في الأوسط ورجاله موثقون.
(2)
مسلم (3029)
(3)
البخاري- الفتح 1 (80) واللفظ له. ومسلم (2671)
(4)
النسائي (8/ 153) واللفظ له. وأبو داود (4173) نحوه. والترمذي (2786) وقال: حسن صحيح. وأحمد (4/ 400) وذكره الألباني في حجاب المرأة المسلمة (64) وعزاه أيضا لابن خزيمة وابن حبان وقال: صحيح كما قال الحاكم والذهبي.
(5)
محمما: أي مسود الوجه، من الحممة، الفحمة.
(6)
البخاري- الفتح 12 (6819) . ومسلم (1700) واللفظ له.
شديدا وكان يحمل الأسارى من مكّة إلى المدينة قال:
فدعوت رجلا لأحمله وكان بمكّة بغيّ يقال لها: عناق وكانت صديقته «1» خرجت فرأت سوادي في ظلّ الحائط فقالت: من هذا؟ مرثد، مرحبا وأهلا يا مرثد.
انطلق اللّيلة فبت عندنا في الرّحل، قلت: يا عناق إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حرّم الزّنا. قالت: يأهل الخيام هذا الدّلدل «2» ، هذا الّذي يحمل أسراءكم من مكّة إلى المدينة، فسلكت الخندمة «3» فطلبني ثمانية فجاءوا حتّى قاموا على رأسي فبالوا، فطاربولهم عليّ وأعماهم الله عنّي، فجئت إلى صاحبي فحملته، فلمّا انتهيت به إلى الأراك فككت عنه كبله «4» ، فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله أنكح عناق، فسكت عنّي، فنزلت:
الزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُها إِلَّا زانٍ أَوْ مُشْرِكٌ فدعاني فقرأها عليّ وقال: لا تنكحها» ) * «5» .
7-
* (عن سلمة بن قيس- رضي الله عنه قال: إنّما هي أربع، فما أنا بأشحّ منّي عليهنّ يوم سمعتهنّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ألا لا تشركوا بالله شيئا، ولا تقتلوا النّفس الّتي حرّم الله إلّا بالحقّ، ولا تزنوا ولا تسرقوا» ) * «6» .
8-
* (عن عبادة بن الصّامت- رضي الله عنه وكان شهد بدرا، وهو أحد النّقباء ليلة العقبة؛ أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال- وحوله عصابة من أصحابه-:
9-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة لا يكلّمهم الله يوم القيامة ولا يزكّيهم. ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم: شيخ زان، وملك كذّاب، وعائل «8» مستكبر» ) * «9» .
10-
* (عن أبي ذرّ- رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة يحبّهم الله، وثلاثة يبغضهم الله: فأمّا الّذين يحبّهم الله: فرجل أتى قوما فسألهم بالله ولم يسألهم بقرابة بينه وبينهم فمنعوه، فتخلّف رجل بأعقابهم فأعطاه سرّا لا يعلم بعطيّته إلّا الله والّذي أعطاه، وقوم ساروا ليلتهم حتّى إذا كان النّوم أحبّ إليهم ممّا يعدل به نزلوا فوضعوا رؤوسهم،
(1) صديقته: أي يزني بها قبل الإسلام.
(2)
الدّلدل: هو القنفذ وقيل ذكر القنافذ شبهته به. لأنه أكثر ما يظهر في الليل ولأنه يخفي رأسه في جسده ما استطاع.
(3)
الخندمة: جبل بمكة.
(4)
فككت عنه كبله: بفتح الكاف وسكون الموحدة القيد الضخم.
(5)
النسائي (6/ 66، 67) واللفظ له وقال الألباني: حسن الإسناد (2/ 68) رقم (3027) . وأبو داود (2051) . والترمذي (3177) وقال: حسن غريب. وقال الأرناؤوط في تعليقه على «جامع الأصول» (2/ 274) : إسناده حسن.
(6)
الهيثمي في المجمع (1/ 104) وقال: رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات.
(7)
البخاري- الفتح 1 (18) واللفظ له. ومسلم (1709) .
(8)
العائل: الفقير.
(9)
مسلم (107) .
فقام أحدهم يتملّقني ويتلو آياتي. ورجل كان في سريّة فلقي العدوّ فهزموا وأقبل بصدره حتّى يقتل أو يفتح له. والثّلاثة الّذين يبغضهم الله: الشّيخ الزّاني، والفقير المختال، والغنيّ الظّلوم» ) * «1» .
11-
* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما أنّه قال: جاءت أميمة بنت رقيقة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تبايعه على الإسلام. فقال: «أبايعك على أن لا تشركي بالله شيئا، ولا تسرقي، ولا تزني، ولا تقتلي ولدك، ولا تأتي ببهتان تفترينه بين يديك ورجليك، ولا تنوحي، ولا تبرّجي تبرّج الجاهليّة الأولى» ) * «2» .
12-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت: خسفت الشّمس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
13-
* (عن جابر بن سمرة- رضي الله عنهما أنّه قال: رأيت ما عز بن مالك حين جيء به إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم، رجل قصير أعضل «4» ليس عليه رداء.
فشهد على نفسه أربع مرّات أنّه زنى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فلعلّك» ؟ قال: لا، والله إنّه قد زنى الأخر «5» . قال: فرجمه. ثمّ خطب فقال: «ألا كلّما نفرنا غازين في سبيل الله خلف أحدهم له نبيب كنبيب التّيس «6» ، يمنح أحدهم الكثبة «7» ، أما والله إن يمكنّي من أحدهم لأنكّلنّه عنه» «8» ) * «9» .
14-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «قال رجل لأتصدقنّ اللّيلة بصدقة.
فخرج بصدقته فوضعها في يد زانية، فأصبحوا يتحدّثون: تصدّق اللّيلة على زانية. قال: اللهمّ لك الحمد على زانية. لأتصدقنّ بصدقة. فخرج بصدقته فوضعها في يد غنيّ. فأصبحوا يتحدّثون: تصدّق على
(1) الترمذي (2568) واللفظ له وقال: هذا حديث صحيح. النسائي (5/ 84) . أحمد (5/ 153) . وهو في المشكاة حديث (1922) . وقال الأرناؤوط في تعليقه على «جامع الأصول» (9/ 564) : وهو حديث حسن.
(2)
أحمد (2/ 196) رقم (6862) . وذكره الشيخ أحمد شاكر في نسخته وقال: إسناده صحيح (11/ 75) برقم (6850) . ونحوه عند الترمذي من حديث أميمة (1597) . وقال: حديث حسن صحيح. وكذا النسائي (7/ 149) وقال الألباني: صحيح (3/ 876)(3897) . والموطأ (982 و983) . وذكره ابن كثير في تفسيره (4/ 352) وقال: هذا إسناد صحيح.
(3)
البخاري- الفتح 2 (1044) واللفظ له. ومسلم (901) .
(4)
أعضل: أي شديد الخلق ورجل قصير خبر مبتدأ محذوف، والتقدير هو رجل قصير أعضل.
(5)
الأخر: معناه الأرذل والأبعد والأدنى، وقيل: اللئيم. وقيل: الشقى.
(6)
نبيب التيس: صوت يصدره التيس عند السفاد.
(7)
الكثبة: القليل من اللبن وغيره. ومفعول «يمنح» محذوف. أي إحداهن، والمراد: إحدى النساء المغيبات أي اللاتي غاب عنهن أزواجهن.
(8)
لأنكلنه عنه: أي لأمنعنه عن ذلك بعقوبة. وفي الصحاح: نكله به تنكيلا أي جعله نكالا وعبرة لغيره.
(9)
مسلم (1692) . ورواه البخاري من رواية جماعة من الصحابة في كتاب الحدود: البخاري- الفتح 12 (6824) .
غنيّ. قال: اللهمّ لك الحمد على غنيّ؛ لأتصدّقنّ بصدقة. فخرج بصدقته فوضعها في يد سارق.
فأصبحوا يتحدّثون: تصدّق على سارق. فقال: اللهمّ لك الحمد على زانية وعلى غنيّ وعلى سارق. فأتي فقيل له: أمّا صدقتك فقد قبلت. أمّا الزّانية فلعلّها تستعفّ بها عن زناها، ولعلّ الغنيّ يعتبر فينفق ممّا أعطاه الله.
ولعلّ السّارق يستعفّ بها عن سرقته» ) * «1» .
15-
* (عن سمرة بن جندب- رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني ممّا يكثر أن يقول لأصحابه: «هل رأى أحد منكم من رؤيا؟» قال فيقصّ عليه ما شاء الله أن يقصّ، وإنّه قال لنا ذات غداة: «إنّه أتاني اللّيلة آتيان، وإنّهما ابتعثاني، وإنّهما قالا لي: انطلق، وإنّي انطلقت معهما، وإنّا أتينا على رجل مضطجع،
…
الحديث وفيه: وأمّا الرّجال والنّساء العراة الّذين في مثل بناء التّنّور فهم الزّناة والزّواني. وأمّا الرّجل الّذي أتيت عليه يسبح في النّهر ويلقم الحجر فإنّه آكل الرّبا. وأمّا الرّجل الكريه المرآة الّذي عند النّار يحشّها «2» ويسعى حولها، فإنّه مالك خازن جهنّم. وأمّا الرّجل الطّويل الّذي في الرّوضة فإنّه إبراهيم صلى الله عليه وسلم: وأمّا الولدان الّذين حوله فكلّ مولود مات على الفطرة» قال: فقال بعض المسلمين:
يا رسول الله وأولاد المشركين؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
16-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كتب على ابن آدم نصيبه من الزّنى مدرك ذلك لا محالة. فالعينان زناهما النّظر.
والأذنان زناهما الاستماع. واللّسان زناه الكلام، واليد زناها البطش. والرّجل زناها الخطا. والقلب يهوى ويتمنّى، ويصدّق ذلك الفرج ويكذّبه» ) * «4» .
17-
* (عن أبي هريرة- وزيد بن خالد- رضي الله عنهما قالا: كنّا عند النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقام رجل فقال: أنشدك الله إلّا ما قضيت بيننا بكتاب الله، فقام خصمه وكان أفقه منه فقال: اقض بيننا بكتاب الله وائذن لي. قال: قل: قال: إنّ ابني هذا كان عسيفا «5» على هذا، فزنى بامرأته، فافتديت منه بمائة شاة وخادم، ثمّ سألت رجالا من أهل العلم، فأخبروني أنّ على ابني جلد مائة وتغريب عام، وعلى امرأته الرّجم. فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «والّذي نفسي بيده لأقضينّ بينكما بكتاب الله جلّ ذكره، المائة شاة والخادم ردّ، وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام، واغد يا أنيس
(1) البخاري- الفتح 3 (1421) . ومسلم (1022) واللفظ له.
(2)
يحشها: يوقدها من قولهم حشّ النار أوقدها.
(3)
البخاري- الفتح 12 (7047) واللفظ له. ومسلم (2275) مختصرا.
(4)
البخاري- الفتح 12 (6612) . ومسلم (2657) واللفظ له.
(5)
العسيف: الأجير وجمعه عسفاء.
على امرأة هذا، فإن اعترفت فارجمها» فغدا عليها.
فاعترفت. فرجمها) * «1» .
18-
* (عن المقداد بن الأسود- رضي الله عنه أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «ما تقولون في الزّنا؟» قالوا: حرام حرّمه الله- عز وجل ورسوله فهو حرام إلى يوم القيامة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «لأن يزني الرّجل بعشر نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره» ) * «2» .
19-
* (عن أنس- رضي الله عنه أنّه قال:
سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا لا يحدّثكم به غيري قال: «من أشراط السّاعة أن يظهر الجهل، ويقلّ العلم، ويظهر الزّنا، ويشرب الخمر، ويقلّ الرّجال، وتكثر النّساء حتّى يكون لخمسين امرأة قيّمهنّ رجل واحد» ) * «3» .
20-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه عن النّبيّ الله صلى الله عليه وسلم قال: «لم يتكلّم في المهد إلّا ثلاثة: عيسى ابن مريم، وصاحب جريج، وكان جريج رجلا عابدا. فاتّخذ صومعة، فكان فيها، فأتته أمّه وهو يصلّي فقالت: يا جريج. فقال: يا ربّ أمّي وصلاتي، فأقبل على صلاته، فانصرفت! فلمّا كان من الغد، أتته وهو يصلّي فقالت: يا جريج فقال: يا ربّ أمّي وصلاتي، فأقبل على صلاته، فانصرفت. فلمّا كان من الغد، أتته وهو يصلّي فقالت: يا جريج. فقال: أي ربّ أمّي وصلاتي، فأقبل على صلاته، فقالت: اللهمّ لا تمته حتّى ينظر إلى وجوه المومسات «4» . فتذاكر بنو إسرائيل جريجا وعبادته، وكانت امرأة بغيّ يتمثّل بحسنها، فقالت: إن شئتم لأفتننّه لكم. قال:
فتعرّضت له فلم يلتفت إليها، فأتت راعيا كان يأوي إلى صومعته فأمكنته من نفسها «5» ، فوقع عليها، فحملت. فلمّا ولدت، قالت: هو من جريج، فأتوه فاستنزلوه وهدموا صومعته وجعلوا يضربونه، فقال: ما شأنكم؟ قالوا: زنيت بهذه البغيّ «6» فولدت منك.
فقال: أين الصّبيّ؟ فجاءوا به، فقال: دعوني حتّى أصلّي فصلّى، فلمّا انصرف أتى الصّبيّ فطعن في بطنه، وقال: يا غلام! من أبوك؟ قال: فلان الرّاعي. قال:
فأقبلوا على جريج يقبّلونه ويتمسّحون به «7» ، وقالوا:
نبني لك صومعتك من ذهب، قال: لا. أعيدوها من طين كما كانت، ففعلوا. وبينا صبيّ يرضع من أمّه، فمرّ رجل راكب على دابّة فارهة وشارة حسنة «8» فقالت أمّه: اللهمّ! اجعل ابني مثل هذا، فترك الثّدي وأقبل إليه فنظر إليه. فقال: اللهمّ لا تجعلني مثله، ثمّ أقبل على ثديه فجعل يرتضع، قال: فكأنّي أنظر إلى
(1) البخاري- الفتح 12 (6827، 6828) واللفظ له. ومسلم (1697، 1698)
(2)
ذكره في الترغيب والترهيب وقال: رواه أحمد ورواته ثقات والطبراني في الكبير والأوسط (3/ 278، 279) واللفظ له وأحمد (6/ 8) .
(3)
البخاري- الفتح 10 (5577) واللفظ له. ومسلم (2671) .
(4)
المومسات: الزوانى والمجاهرات بالزنا.
(5)
أمكنته من نفسها: استجابت لرغبته فجامعها.
(6)
البغىّ: الفاجرة.
(7)
يتمسحون به: يتقربون منه يلتمسون البركة.
(8)
الفارهة: الحادة النشيطة، والشارة: الهيئة واللباس.
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحكي ارتضاعه بإصبعه السّبّابة في فمه فجعل يمصّها. قال: ومرّوا بجارية وهم يضربونها ويقولون: زنيت، سرقت، وهي تقول:
حسبي الله ونعم الوكيل، فقالت أمّه: اللهمّ لا تجعل ابني مثلها، فترك الرّضاع ونظر إليها، فقال: اللهمّ اجعلني مثلها، فهناك تراجعا الحديث. فقالت:
حلقى «1» مرّ رجل حسن الهيئة فقلت: اللهمّ اجعل ابني مثله، فقلت: اللهمّ لا تجعلني مثله، ومرّوا بهذه الأمة وهم يضربونها ويقولون: زنيت، سرقت، فقلت: اللهمّ لا تجعل ابني مثلها، فقلت: اللهمّ اجعلني مثلها، قال: إنّ ذاك الرّجل كان جبّارا، فقلت: اللهمّ لا تجعلني مثله، وإنّ هذه يقولون لها:
زنيت ولم تزن، وسرقت ولم تسرق، فقلت: اللهمّ اجعلني مثلها» ) * «2» .
21-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من زنى وشرب الخمر نزع الله منه الإيمان كما يخلع الإنسان القميص من رأسه» ) * «3» .
22-
* (عن أمّ المؤمنين ميمونة بنت الحارث- رضي الله عنها أنّها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزال أمّتي بخير ما لم يفش «4» فيهم ولد الزّنا، فإذا فشا فيهم ولد الزّنا فأوشك أن يعمّهم الله بعذاب» ) * «5» .
23-
* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يحلّ دم امرىء مسلم يشهد أن لا إله إلّا الله، وأنّي رسول الله إلّا بإحدى ثلاث: النّفس بالنّفس، والثّيّب الزّاني، والمفارق لدينه التّارك للجماعة» ) * «6» .
24-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يزني الزّاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا يسرق السّارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع النّاس إليه أبصارهم فيها حين ينتهبها وهو مؤمن» ) * «7» .
25-
* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا ينظر الله عز وجل إلى الأشيمط «8» الزّاني، ولا العائل «9» المزهوّ» ) * «10» .
(1) حلقى: قال النووى نقلا عن أهل اللغة: أصابها بوجع فى حلقها، وهذا على مذهب العرب فى الدعاء على الشيء من غير إرادة وقوعه، ونظيره: تربت يداه، وقاتله الله ما أشجعه وما أشعره.
(2)
البخاري- الفتح 6 (3436) . ومسلم (2550) واللفظ له.
(3)
الحاكم (1/ 22) واللفظ له على شرط مسلم. وذكره الذهبي في الكبائر (82، 83) وأورده المنذرى فى الترغيب والترهيب (3/ 252) .
(4)
لم يفش: لم يكثر.
(5)
ذكره المنذري في ترغيبه وقال: رواه أحمد وإسناده حسن ومثله عند أبي يعلى (3/ 277) .
(6)
البخاري- الفتح 12 (6878) واللفظ له. ومسلم (1676) .
(7)
البخاري- الفتح 10 (5578) واللفظ له. ومسلم (57) .
(8)
الأشيمط: تصغير أشمط وهو من اختلط شعر رأسه الأسود بالأبيض. وذلك في سن الشيخوخة.
(9)
العائل: الفقير المتكبر المعجب بنفسه.
(10)
ذكره المنذري في الترغيب والترهيب 3 (275) . وقال: رواه الطبراني ورواته ثقات.