الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذاك؟ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحبّ لقاء الله، أحبّ الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه» وليس منّا أحد إلّا وهو يكره الموت. فقالت: قد قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم. وليس بالّذي تذهب إليه. ولكن إذا شخص «1» البصر، وحشرج «2» الصّدر، واقشعرّ «3» الجلد، وتشنّجت «4» الأصابع. فعند ذلك، من أحبّ لقاء الله، أحبّ الله لقاءه. ومن كره لقاء الله، كره الله لقاءه) * «5» .
12-
* (عن أنس- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يكبر ابن آدم ويكبر معه اثنتان: حبّ المال، وطول العمر» ) * «6» .
من الآثار وأقوال العلماء الواردة في ذمّ (طول الأمل)
1-
* (روي عن عيسى- عليه السلام أنّه قال: «من ذا الّذي يبني على موج البحر دارا؟ تلكم الدّنيا فلا تتّخذوها قرارا) * «7» .
2-
* (قال عليّ- رضي الله عنه: «إنّ أخوف ما أخاف عليكم اتّباع الهوى وطول الأمل، فأمّا اتّباع الهوى فيصدّ عن الحقّ، وأمّا طول الأمل فينسي الآخرة. ألا وإنّ الدّنيا ارتحلت مدبرة» ) * «8» .
3-
* (يؤثر عن ابن مسعود- رضي الله عنه قوله: «هذا المرء وهذه الحتوف حوله شوارع إليه، والهرم وراء الحتوف، والأمل وراء الهرم فهو يؤمّل، وهذه الحتوف شوارع إليه، فأيّها أمر به أخذه، فإن أخطأته الحتوف قتله الهرم وهو ينتظر الأمل» ) * «9» .
4-
* (وقال: «لا يطولنّ عليكم الأمد ولا يلهينّكم الأمل فإنّ كلّ ما هو آت قريب، ألا وإنّ البعيد ما ليس آتيا» ) * «10» .
5-
* (دخل رجل على أبي ذرّ الغفاريّ- رضي الله تعالى عنه- فجعل يقلّب بصره في بيته فقال:
يا أبا ذرّ! أين متاعكم؟ فقال: إنّ لنا بيتا نتوجّه إليه، فقال:«إنّه لا بدّ لك من متاع ما دمت هاهنا» ، فقال:
«إنّ صاحب المنزل لا يدعنا هاهنا» ) * «11»
6-
* (قال سلمان الفارسيّ- رضي الله عنه ثلاث أعجبتني حتّى أضحكتني: مؤمّل الدّنيا والموت يطلبه، وغافل وليس يغفل عنه، وضاحك ملء فيه ولا يدري أساخط ربّ العالمين عليه أم راض؟) * «12» .
(1) شخص: الشخوص معناه: ارتفاع الأجفان إلى فوق، وتحديد النظر.
(2)
وحشرج: الحشرجة: هي تردد النفس في الصدر.
(3)
واقشعر: اقشعرار الجلد قيام شعره.
(4)
وتشنجت: تشنج الأصابع: تقبّضها.
(5)
البخاري- الفتح 11 (6508) ، مسلم (2685) ، واللفظ له.
(6)
البخاري- الفتح 11 (6421) .
(7)
جامع العلوم والحكم (332) .
(8)
البخاري- الفتح 11 (240) .
(9)
إحياء علوم الدين (4/ 482) .
(10)
الفوائد (200) .
(11)
جامع العلوم والحكم (332) .
(12)
إحياء علوم الدين (4/ 483) .
7-
* (قال عمر بن عبد العزيز في خطبته: لا يطولنّ عليكم الأمد فتقسو قلوبكم وتنقادوا لعدوّكم، فإنّه والله ما بسط أملا من لا يدري لعلّه لا يصبح بعد مسائه ولا يمسي بعد صباحه، وربّما كانت بين ذلك خطفات المنايا) * «1» .
8-
* (قال أبو زكريّا التّميميّ: بينما سليمان بن عبد الملك في المسجد الحرام إذ أتي بحجر منقور، فطلب من يقرؤه، فأتي بوهب بن منبّه فإذا فيه: ابن آدم إنّك لو رأيت قرب ما بقي من أجلك لزهدت في طول أملك ولرغبت في الزّيادة من عملك ولقصّرت من حرصك وحيلك
…
) * «2» .
9-
* (روي أنّ معروفا الكرخيّ- رحمه الله تعالى- أقام الصّلاة، قال محمّد بن أبي توبة: فقال لي:
تقدّم، فقلت: إنّي إن صلّيت بكم هذه الصّلاة لم أصلّ بكم غيرها، فقال معروف: وأنت تحدّث نفسك أن تصلّي صلاة أخرى؟ نعوذ بالله من طول الأمل فإنّه يمنع من خير العمل) * «3» .
10-
* (قال القاضي عياض: إنّ الشيخ من شأنه أن تكون آماله وحرصه على الدّنيا قد بليت على بلاء جسمه إذا انقضى عمره ولم يبق له إلّا انتظار الموت فلمّا كان الأمر بضدّه ذمّ) * «4» .
11-
* (قال أبو محمّد بن عليّ الزّاهد:
«خرجنا في جنازة بالكوفة وخرج فيها داود الطّائيّ، فانتبذ فقعد ناحية وهي تدفن. فجئت فقعدت قريبا منه فتكلّم فقال: من خاف الوعيد قصر عليه البعيد، ومن طال أمله ضعف عمله، وكلّ ما هو آت قريب..
واعلم أنّ أهل الدّنيا جميعا من أهل القبور إنّما يندمون على ما يخلّفون ويفرحون بما يقدّمون، فما ندم عليه أهل القبور أهل الدّنيا عليه يقتتلون، وفيه يتنافسون، وعليه عند القضاة يختصمون» ) * «5» .
12-
* (قال الإمام الغزاليّ: لقد قصم الموت رقاب الجبابرة، وكسر ظهر الأكاسرة وقصر آمال القياصرة الّذين لم تزل قلوبهم عن ذكر الموت نافرة.
حتّى جاءهم الوعد الحقّ فأرداهم في الحافرة
…
فانظر هل وجدوا من الموت حصنا وعزّا..) * «6» .
13-
* (قال ابن الجوزيّ: «قد يكون الإنسان صحيحا ولا يكون متفرّغا لشغله بالمعاش، وقد يكون مستغنيا ولا يكون صحيحا، فإذا اجتمعا فغلب عليه الكسل عن الطّاعة فهو المغبون، وتمام ذلك الدّنيا مزرعة الآخرة، وفيها التّجارة الّتي يظهر ربحها في الآخرة، فمن استعمل فراغه وصحّته في طاعة الله فهو المغبوط، ومن استعملها في معصية الله فهو المغبون، لأنّ الفراغ يعقبه الشّغل، والصّحّة يعقبها السّقم ولو لم يكن إلّا الهرم» ) * «7» .
(1) المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.
(2)
المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.
(3)
المرجع السابق (4/ 484) .
(4)
فتح الباري (11/ 245) .
(5)
إحياء علوم الدين (4/ 484) .
(6)
المرجع السابق (4/ 475) .
(7)
فتح الباري (11/ 234) .
14-
* (قال الإمام النّوويّ- رحمه الله: «لا تركن إلى الدّنيا، ولا تتّخذها وطنا، ولا تحدّث نفسك بالبقاء فيها، ولا تتعلّق منها بما لا يتعلّق به الغريب في غير وطنه» ) * «1» .
15-
* (قال ابن القيّم: «على قدر رغبة العبد في الدّنيا ورضاه بها يكون تثاقله عن طاعة الله وطلب الآخرة» ) * «2» .
16-
* (وقال- رحمه الله: «ما مضى من الدّنيا أحلام، وما بقي منها أمانيّ، والوقت ضائع بينهما» ) * «3» .
17-
* (وقال أيضا: «قوّة الطّمع في بلوغ الأمل توجب الاجتهاد في الطّلب وشدّة الحذر من فوت المأمول» ) * «4» .
18-
* (قال ابن حجر- رحمه الله: قال ابن الأثير: «من ترك الدّنيا وأبغضها أحبّ لقاء الله، ومن آثرها وركن إليها كره لقاء الله، لأنّه إنّما يصل إليه بالموت» ) * «5» .
19-
* (قال ابن حزن: «باذل نفسه في غرض الدّنيا كبائع الياقوت بالحصا» ) * «6» .
20-
* (قال عبد الصّمد بن المعدّل:
ولي أمل قطعت به اللّيالي
…
أراني قد فنيت به وداما
) * «7»
21-
* (وقال آخر:
الله أصدق والآمال كاذبة
…
وجلّ هذي المنى في الصّدر وسواس
22-
* (قال الحسن: «إنّما أنت أيّام مجموعة كلّما مضى يوم مضى بعضك» ) * «8» .
23-
* (وقال: ابن آدم إنّما أنت بين راحلتين مطيّتين يوضعانك، يوضعك اللّيل إلى النّهار، والنّهار إلى اللّيل، حتّى يسلماك إلى الآخرة، فمن أعظم منك يا بن آدم خطرا؟) * «9» .
24-
* (وقال: «الموت معقود بنواصيكم والدّنيا تطوى من ورائكم» ) * «10» .
25-
* (كان آدم- عليه السلام قبل أن يخطىء أمله خلف ظهره، وأجله بين عينيه، فلمّا أصاب الخطيئة حوّل فجعل أمله بين عينيه وأجله خلف ظهره» ) * «11» .
26-
* (وقيل: «لو رأيت الأجل ومروره، لنسيت الأمل وغروره» ) * «12» .
27-
* (قال يحيى بن معاذ الرّازي: «الدّنيا
(1) المرجع السابق (11/ 238) .
(2)
المرجع السابق (132) .
(3)
المرجع السابق (65) .
(4)
المرجع السابق (68) .
(5)
فتح الباري (11/ 367) .
(6)
مداواة النفوس (10) .
(7)
المستطرف (1/ 112) .
(8)
جامع العلوم والحكم (334) .
(9)
السابق، الصفحة نفسها.
(10)
السابق، الصفحة نفسها.
(11)
احياء علوم الدين (4/ 483) .
(12)
المستطرف (1/ 112) .
خمر الشّيطان، من سكر منها لم يفق إلّا في عسكر الموت» ) * «1» .
28-
* (قيل لمحمّد بن واسع: كيف تجدك قال:
قصير الأجل، طويل الأمل، مسيء العمل) * «2» .
29-
* (قال أبو العتاهية:
أرى الدّنيا لمن هي في يديه
…
عذابا كلّما كثرت لديه
تهين المكرمين لها بصغر
…
وتكرم كلّ من هانت عليه
إذا استغنيت عن شيء فدعه
…
وخذ ما أنت محتاج إليه
) * «3» .
30-
* (قال الأبشيهيّ:
أيا من عاش في الدّنيا طويلا
…
وأفنى العمر في قيل وقال
وأتعب نفسه فيما سيفنى
…
وجمع من حرام أو حلال
هب الدّنيا تقاد إليك عفوا
…
أليس مصير ذلك للزّوال
) * «4» .
31-
* (كتب رجل إلى أخ له: «إنّ الحزن على الدّنيا طويل، والموت من الإنسان قريب، وللنّقص في كلّ يوم منه نصيب، وللبلاء في جسمه دبيب، فبادر قبل أن تنادى بالرّحيل. والسّلام» ) * «5»
32-
* (قال بعض الحكماء: «من كانت الأيّام واللّيالي مطاياه، سارت به، وإن لم يسر) *
33-
* (وفي هذا قال بعضهم:
وما هذه الأيّام إلّا رواحل
…
يحثّ بها داع إلى الموت قاصد
وأعجب شيء لو تأمّلت أنّها
…
منازل تطوى والمسافر قاعد
) * «6»
34-
* (وقال آخر:
ويا ويح نفس من نهار يقودها
…
إلى عسكر الموتى وليل يذودها
) * «7»
35-
* (من كلام الحكماء: «إيّاكم وطول الأمل فإنّ من ألهاه أمله أخزاه عمله» ) * «8» .
36-
* (قال أحدهم: إنّ أحبّ الأشياء إلى ابن آدم نفسه، فهو راغب في بقائها فأحبّ لذلك طول العمر، وأحبّ المال لأنّه من أعظم الأسباب في دوام الصّحّة الّتي ينشأ عنها غالبا طول العمر، فكلّما أحسّ بقرب نفاد ذلك اشتدّ حبّه له ورغبته في دوامه) * «9» .
37-
* (قال أحدهم:
يسرّ الفتى طول السّلامة والبقا
…
فكيف ترى طول السّلامة يفعل
(1) جامع العلوم والحكم (333) .
(2)
المستطرف (1/ 112) .
(3)
أدب الدنيا والدين (122) .
(4)
المستطرف (1/ 113) .
(5)
احياء علوم الدين (4/ 483) .
(6)
جامع العلوم والحكم (334) .
(7)
المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.
(8)
المستطرف (1/ 112) .
(9)
فتح الباري (11/ 245) وراجعه في المقدمة.