الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[حرف الألف]
الابتداع
الابتداع لغة:
مصدر قولهم: ابتدع الشّيء يبتدعه، وهو مأخوذ من مادّة (ب د ع) الّتي تدلّ على معنيين:
أحدهما: ابتداء الشّيء وصنعه لا عن مثال، والآخر:
الانقطاع والكلال، ومن المعنى الأوّل قولهم: أبدعت الشّيء قولا أو فعلا، إذا ابتدأته لا عن سابق مثال، والله سبحانه- بديع السّموات والأرض أي مبدعهما، والعرب تقول: ابتدع فلان الرّكيّ (البئر) إذا استنبطها وأخرج ماءها، ومن المعنى الثّاني قولهم: أبدعت الرّاحلة: إذا كلّت وعطبت، وفي الحديث أنّ رجلا أتاه فقال: يا رسول الله، إنّي أبدع بي فاحملني، (أبدع بي أي كلّت ركابي)، ويقال: الإبداع لا يكون إلّا بظلع «1» ومن ذلك اشتقّت البدعة، وقال ابن فارس: سمّيت البدعة بذلك؛ لأنّ قائلها ابتدعها من غير مقال إمام.
وقال الرّاغب: الإبداع: إنشاء صنعة بلا احتذاء ولا اقتداء، وإذا استعمل ذلك في الله تعالى فهو إيجاد الشّيء بغير آلة ولا مادّة ولا زمان ولا مكان، ولا يكون ذلك إلّا لله- عز وجل والبديع: المبتدع، والبديع: المبتدع (أيضا) ، والبديع الزّقّ، وقيل: الزّقّ الجديد، وفي الحديث أنّ «تهامة كبديع العسل حلو
الآيات/ الأحاديث/ الآثار
4/ 13/ 76
أوّله حلو آخره» شبّهها بزقّ العسل لأنّه لا يتغيّر هواؤها، فأوّله طيّب، وآخره طيّب، وكذلك العسل لا يتغيّر وليس كذلك اللّبن، فإنّه يتغيّر. وشيء بدع أي مبتدع، ويقال: فلان بدع في هذا الأمر أي بديع، وقوم أبداع، والبدعة: الحدث في الدّين بعد الإكمال، وقيل:
البدعة كلّ محدثة، وبدّعه نسبه إلى البدعة، ويقال أبدع وابتدع، وتبدّع أتى ببدعة، واستبدعه عدّه بديعا، وأبدعت الشّيء: اخترعته لا على مثال، ويقال أيضا بدع بداعة وبدوعا، والوصف رجل بدع، وامرأة بدعة إذا كان غاية في كلّ شيء، وقد بدع الأمر بدعا صار بديعا. ويقال: البديع والبدع: الشّيء الّذي يكون أوّلا «2» . وفي التنزيل العزيز: قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ (الأحقاف/ 9) ، أي ما كنت أوّل من أرسل، وقد كان قبلي رسل، والبدع: الأوّل، ويقال: شيء بدع أي مبتدع، وفلان بدع في هذا الأمر أي بديع، قال عديّ بن زيد:
فلا أنا بدع من حوادث تعتري
…
رجالا غدت من بعد بؤسى بأسعد «3» .
أمّا قول الله تعالى: وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ (الحديد/ 27) . فالمعنى: أحدثوها
(1) الظّلع والظّلع: الغمز في المشي من عرج ونحوه.
(2)
مقاييس اللغة لابن فارس (1/ 209) ، المجمل لابن فارس (1/ 118) ، والمفردات للراغب (ص 38) ، والصحاح للجوهري (3/ 1183) ، ولسان العرب لابن منظور (1/ 229) .
(3)
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (16/ 122) .