الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ جَزاءً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ* يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَرْضى عَنِ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ (التوبة/ 95- 96) . قال كعب: كنّا خلّفنا أيّها الثّلاثة عن أمر أولئك الّذين قبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حلفوا له فبايعهم واستغفر لهم وأرجأ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا حتّى قضى الله فيه. فبذلك قال الله- عز وجل: وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا.
وليس الّذي ذكر الله ممّا خلّفنا تخلّفنا عن الغزو، وإنّما هو تخليفه إيّانا، وإرجاؤه أمرنا «1» عمّن حلف له واعتذر إليه فقبل منه) * «2» .
الأحاديث الواردة في ذمّ (التخلف (القعود) عن الجهاد) معنى
3-
* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا تبايعتم بالعينة «3» ، وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزّرع وتركتم الجهاد سلّط الله عليكم ذلّا لا ينزعه حتّى ترجعوا إلى دينكم» ) * «4» .
4-
* (عن صفوان بن عسّال- رضي الله عنه قال: قال يهوديّ لصاحبه: اذهب بنا إلى هذا النّبيّ.
فقال صاحبه: لا تقل نبيّ؛ إنّه لو سمعك كان له أربعة أعين. فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألاه عن تسع آيات بيّنات. فقال لهم: «لا تشركوا بالله شيئا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا النّفس الّتي حرّم الله إلّا بالحقّ، ولا تمشوا ببريء إلى ذي سلطان ليقتله، ولا تسحروا، ولا تأكلوا الرّبا، ولا تقذفوا محصنة، ولا تولّوا الفرار يوم الزّحف. وعليكم خاصّة اليهود أن لا تعتدوا في السّبت. قال: فقبّلوا يده ورجله» . فقالا: نشهد أنّك نبيّ. قال: «فما يمنعكم أن تتّبعوني؟» قالوا: إنّ داود دعا ربّه أن لا يزال في ذرّيّته نبيّ، وإنّا نخاف- إن تبعناك- أن تقتلنا اليهود) * «5» .
5-
* (عن سهل بن سعد السّاعديّ أنّه قال:
رأيت مروان بن الحكم جالسا في المسجد فأقبلت حتّى جلست إلى جنبه فأخبرنا أنّ زيد بن ثابت أخبره أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أملى عليّ لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قال: فجاءه ابن أمّ مكتوم وهو يملّها عليّ فقال: يا رسول الله لو أستطيع الجهاد لجاهدت- وكان رجلا أعمى- فأنزل الله تبارك وتعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم وفخذه على فخذي. فثقلت عليّ حتّى خفت أن ترضّ فخذي، ثمّ سرّي عنه فأنزل الله
(1) وإرجاؤه أمرنا: أي تأخيره.
(2)
البخاري- الفتح 7 (4418) . ومسلم (2769) واللفظ له.
(3)
تبايعتم بالعينة: أن يبيع شيئا من غيره بثمن مؤجل ويسلمه إلى المشتري، ثم يشتريه قبل قبض الثمن بثمن أقل من ذلك القدر يدفعه نقدا.
(4)
أبو داود (3462) وقال الألباني في صحيح سنن أبي داود (2/ 663) : صحيح. وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني (1/ 15) وما بعده (ص 116) . وقال محقق «جامع الأصول» (11/ 765) : وهو حديث صحيح.
(5)
الترمذي (2733) وقال: هذا حديث حسن صحيح. وأحمد في «المسند» (4/ 240) .
- عز وجل غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ (النساء/ 95)«1» .
6-
* (عن سلمة بن نفيل الكنديّ- رضي الله عنه قال: كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل: يا رسول الله، أذال «2» النّاس الخيل، ووضعوا السّلاح، وقالوا: لا جهاد، قد وضعت الحرب أوزارها «3» ، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه وقال: «كذبوا. الآن جاء القتال، ولا يزال من أمّتي أمّة يقاتلون على الحقّ، ويزيغ «4» الله لهم قلوب أقوام، ويرزقهم منهم، حتّى تقوم السّاعة، وحتّى يأتي وعد الله. الخيل معقود في نواصيها «5» الخير إلى يوم القيامة، وهو يوحى إليّ: أنّي مقبوض غير ملبّث «6» ، وأنتم تتّبعوني، أفنادا «7» يضرب بعضكم رقاب بعض، وعقر دار «8» المؤمنين الشّام» ) * «9» .
7-
* (عن أبي بكر- رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما ترك قوم الجهاد إلّا عمّهم الله بالعذاب» ) * «10» .
8-
* (عن أبي أمامة- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «من لم يغز أو يجهّز غازيا أو يخلف غازيا في أهله بخير أصابه الله بقارعة» . قال يزيد بن عبد ربّه في حديثه: قبل يوم القيامة) * «11» .
9-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من مات ولم يغز، ولم يحدّث به نفسه مات على شعبة من نفاق» . قال ابن سهم: قال عبد الله بن المبارك: فنرى «12» أنّ ذلك كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم * «13» .
10-
* (قال ابن عبّاس- رضي الله عنهما:
«استنفر رسول الله صلى الله عليه وسلم حيّا من العرب فتثاقلوا عنه فأمسك الله عنهم القطر فكان عذابهم» ) * «14» .
(1) البخاري- الفتح 6 (2832) .
(2)
أذال الإذالة: الإهانة والابتذال.
(3)
أوزارها: الأوزار: الثقال، ومعنى «حتّى تضع الحرب أوزارها» أي: ينقضي أمرها، وتخف أثقالها، ولا يبقى قتال.
(4)
يزيغ: من أزاغ الشيء يزيغ: إذا مال، والغالب استعماله في الميل عن الحق إلى الباطل.
(5)
نواصي: جمع ناصية، وهو شعر مقدم الرأس.
(6)
ملبّث: اسم مفعول من: لبثه غيره أو لبثه بالتشديد.
(7)
أفنادا: جماعات متفرقين.
(8)
عقر الدار: أصلها- بفتح العين-، وهو محلة القوم، وأهل المدينة يقولون: عقر الدار بالضم.
(9)
أخرجه النسائي (6/ 214 و215) . وقال محقق جامع الأصول (2/ 570) : إسناده صحيح.
(10)
المنذري في الترغيب (2/ 331) وقال: رواه الطبراني بإسناد حسن. وقال محقق «مجمع البحرين في زوائد المعجمين» للهيثمي (5/ 38) : رواه الطبراني في «الأوسط وهو حسن الإسناد إن شاء الله.
(11)
أبو داود (2503) . وقال الألباني (2/ 475) : حسن
(12)
فنرى: بضم النون. أي نظن. وهذا الذي قاله ابن المبارك محتمل. وقد قال غيره: إنه عام. والمراد أن من فعل فقد أشبه المنافقين المتخلفين عن الجهاد في هذا الوصف. فإنّ ترك الجهاد إحدى شعب النفاق.
(13)
مسلم (1910) .
(14)
ابن كثير، مج 2 ص 358 أو 372. ذكره الحاكم في المستدرك 2/ 104 وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.