الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأحاديث الواردة في ذمّ (البذاءة) معنى
7-
* (عن عائشة- رضي الله عنها أنّها قالت: استأذن رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:
8-
* (عن عائشة- رضي الله عنها أنّها قالت: أتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم أناس من اليهود، فقالوا: السّام عليك يا أبا القاسم. قال: «وعليكم» ، قالت عائشة:
قلت: بل عليكم السّام والذّام «2» . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا عائشة لا تكوني فاحشة» . فقالت: ما سمعت ما قالوا؟ فقال: «أو ليس قد رددت عليهم الّذي قالوا؟ قلت: وعليكم» ) * «3»
9-
* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما «أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، دخل على أمّ السّائب أو أمّ المسيّب فقال: «مالك يا أمّ السّائب أو يا أمّ المسيّب تزفزفين «4» ؟» قالت: الحمّى لا بارك الله فيها. فقال:
«لا تسبّي الحمّى، فإنّها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد» ) * «5» .
10-
* (عن عياض بن حمار المجاشعيّ- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته «ألا إنّ ربّي أمرني أن أعلّمكم ما جهلتم ممّا علّمني، يومي هذا. كلّ مال نحلته عبدا حلال «6» . وإنّي خلقت عبادي حنفاء كلّهم «7» ، وإنّهم أتتهم الشّياطين فاجتالتهم «8» عن دينهم، وحرّمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا، وإنّ الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم «9» ، عربهم وعجمهم، إلّا بقايا من أهل الكتاب «10» . وقال: إنّما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك «11» . وأنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء «12» . تقرؤه نائما ويقظان. وإنّ الله أمرني أن أحرّق قريشا. فقلت: ربّ إذا يثلغوا
(1) البخاري- الفتح 10 (6054) واللفظ له. مسلم (2591)
(2)
«السّام والذّام» السّام: الموت، والذّام: الذّمّ.
(3)
البخاري- الفتح 10 (6030) . مسلم (2165) واللفظ له.
(4)
تزفزفين: يعني تتحركين حركة شديدة وترتعدين.
(5)
مسلم (2575) .
(6)
كل مال نحلته عبدا حلال: في الكلام حذف. أي قال الله تعالى: كل مال إلخ.. ومعنى نحلته أعطيته. أي كل مال أعطيته عبدا من عبادي فهو له حلال. وكل مال ملكه العبد فهو له حلال حتى يتعلق به حق.
(7)
حنفاء كلهم: أي مسلمين، وقيل: طاهرين من المعاصي. وقيل: مستقيمين منيبين لقبول الهداية.
(8)
فاجتالتهم: أي استخفوهم فذهبوا بهم، وأزالوهم عما كانوا عليه، وجالوا معهم في الباطل.
(9)
فمقتهم: المقت أشد البغض. والمراد بهذا المقت والنظر، ما قبل بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(10)
إلا بقايا من أهل الكتاب: المراد بهم الباقون على التمسك بدينهم الحق، من غير تبديل.
(11)
إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك: معناه لأمتحنك بما يظهر منك من قيامك بما أمرتك به من تبليغ الرسالة، وغير ذلك من الجهاد في الله حق جهاده، والصبر في الله تعالى، وغير ذلك. وأبتلي بك من أرسلتك إليهم. فمنهم من يظهر إيمانه ويخلص في طاعته، ومن يتخلف وينابذ بالعداوة والكفر، ومن ينافق.
(12)
كتابا لا يغسله الماء: معناه محفوظ في الصدور لا يتطرق إليه الذهاب، بل يبقى على ممر الزمان.
رأسي «1» فيدعوه خبزة. قال: استخرجهم كما استخرجوك، واغزهم نغزك «2» ، وأنفق فسننفق
عليك، وابعث جيشا نبعث خمسة مثله، وقاتل بمن أطاعك من عصاك. قال: وأهل الجنّة ثلاثة: ذو سلطان مقسط متصدّق موفّق؛ ورجل رحيم رقيق القلب لكلّ ذي قربى ومسلم؛ وعفيف متعفّف ذو عيال. قال: وأهل النّار خمسة: الضّعيف الّذي لا زبر له «3» ، الّذين هم فيكم تبعا لا يتبعون «4» أهلا ولا مالا؛ والخائن الّذي لا يخفى له طمع «5» ، وإن دقّ إلّا خانه؛ ورجل لا يصبح ولا يمسي إلّا وهو يخادعك عن أهلك ومالك» . وذكر البخل أو الكذب «6» «والشّنظير «7» الفحّاش» ولم يذكر أبو غسّان في حديثه «وأنفق فسننفق عليك» ) * «8» .
11-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما أنّ رجلا لعن الرّيح، وقال مسلم: إنّ رجلا نازعته الرّيح رداءه على عهد النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فلعنها. فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «لا تلعنها، فإنّها مأمورة، وإنّه من لعن شيئا ليس له بأهل رجعت اللّعنة عليه» ) * «9» .
12-
* (عن أبي الدّرداء- رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنّ اللّعّانين لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة» ) * «10» .
13-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «إيّاكم والفحش والتّفحّش، فإنّ الله لا يحبّ الفاحش المتفحّش، وإيّاكم والظّلم، فإنّه هو الظّلمات يوم القيامة، وإيّاكم والشّحّ، فإنّه دعا من قبلكم، فسفكوا دماءهم، ودعا من قبلكم فقطعوا أرحامهم، ودعا من قبلكم فاستحلّوا حرماتهم» ) * «11» .
14-
* (عن أبي برزة- رضي الله عنه قال:
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا إلى حيّ من أحياء العرب، فسبّوه وضربوه، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«لو أنّ أهل عمان «12» أتيت، ما سبّوك
(1) إذا يثلغوا رأسي: أي يشدخوه ويشجوه كما يشدخ الخبز، أي يكسر.
(2)
نغزك: أي نعينك.
(3)
لا زبر له: أي لا عقل له يزبره ويمنعه مما لا ينبغي. وقيل: هو الذي لا مال له. وقيل: الذي ليس عنده ما يعتمده.
(4)
لا يتبعون: مخفف ومشدد من الإتباع. أي يتبعون ويتبعون. وفي بعض النسخ: يبتغون أي يطلبون.
(5)
والخائن الذي لا يخفى له طمع: معنى لا يخفى لا يظهر. قال أهل اللغة: يقال خفيت الشيء إذا أظهرته. وأخفيته إذا سترته وكتمته هذا هو المشهور. وقيل: هما لغتان فيهما جميعا.
(6)
وذكر البخل أو الكذب: في أكثر النسخ: أو الكذب. وفي بعضها: والكذب. والأول هو المشهور.
(7)
الشنظير: فسره في الحديث بأنه الفحاش، وهو السّيّء الخلق.
(8)
مسلم (2865)
(9)
أبو داود (4908) واللفظ له. والترمذي (1978) وقال: حسن غريب. وقال محقق «جامع الأصول» : خرجه ابن حبان وهو حديث صحيح (10/ 764)
(10)
مسلم (2598)
(11)
الحاكم (1/ 12) ، وابن حبان (14/ 141) / 6248، والبخاري في الأدب المفرد (487) ، والبيهقي في الآداب الشرعية (108) ، وهو في المسند من طريق أخرى (2/ 431) ، وهو حديث حسن وله شاهد من حديث ابن عمرو رضي الله عنهما.
(12)
عمان: مدينة بالبحرين. وهي الآن في سلطنة عمان.
ولا ضربوك» ) * «1» .
15-
* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: «جاء أعرابيّ (ملويّ) جريء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: أخبرنا عن الهجرة إليك أينما كنت، أو لقوم خاصّة، أم إلى أرض معلومة، أم إذا متّ انقطعت؟ قال: فسكت عنه يسيرا ثمّ قال: «أين السّائل؟ قال: ها هو ذا يا رسول الله. قال: «الهجرة أن تهجر الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وتقيم الصّلاة، وتؤتي الزّكاة، ثمّ أنت مهاجر وإن متّ بالحضر. ثمّ قال (عبد الله بن عمرو) : ابتداء من نفسه جاء رجل إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله:
أخبرنا عن ثياب أهل الجنّة خلقا تخلق أم نسجا تنسج؟ فضحك بعض القوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«ممّ تضحكون؟ من جاهل يسأل عالما» ثمّ أكبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثمّ قال:«أين السّائل؟ قال: هو ذا أنا يا رسول الله. قال: «بل تشقّق عنها ثمر الجنّة» ، ثلاث مرّات) * «2» .
16-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت: جلس إحدى عشرة امرأة، فتعاهدن وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهنّ شيئا. قالت الأولى:
زوجي لحم جمل غثّ «3» . على رأس جبل وعر. لا سهل فيرتقى ولا سمين فينتقل «4» . قالت الثّانية:
زوجي لا أبثّ خبره «5» . إنّي أخاف أن لا أذره. إن أذكره أذكر عجره وبجره «6» . قالت الثّالثة: زوجي العشنّق «7» ، إن أنطق أطلّق. وإن أسكت أعلّق «8» قالت الرّابعة: زوجي كليل تهامة «9» لا حرّ ولا قرّ «10» .
ولا مخافة ولا سآمة. قالت الخامسة: زوجي إن دخل فهد «11» وإن خرج أسد. ولا يسأل عمّا عهد. قالت السّادسة: زوجي إن أكل لفّ «12» وإن شرب اشتفّ.
وإن اضطجع التفّ. ولا يولج الكفّ ليعلم البثّ.
(1) مسلم (2544) .
(2)
أحمد (2/ 224 225) وقال شاكر: إسناده صحيح (12/ 4645) .
(3)
غث: قال أبو عبيد وسائر أهل الغريب والشّرح: المراد بالغث المهزول.
(4)
هكذا في البخاري- الفتح 9 (5189) وفي المزهر للسيوطي (2/ 532)«ولا سمين فينتقى» ولعله الصواب.
(5)
لا أبث خبره: أي لا أنشره وأشيعه.
(6)
عجره وبجره: المراد بهما عيوبه. قال الخطابي وغيره: أرادت بهما عيوبه الباطنة وأسراره الكامنة.
(7)
زوجي العشنق: العشنق هو الطويل. ومعناه ليس فيه أكثر من طول بلا نفع.
(8)
إن أنطق أطلق وإن أسكت أعلق: إن ذكرت عيوبه طلقني وإن سكتّ عنها علقني فتركني لا عزباء ولا مزوّجة.
(9)
زوجي كليل تهامة: هذا مدح بليغ. ومعناه ليس فيه أذى بل هو راحة ولذاذة عيش كليل تهامة. لذيذ معتدل. ليس فيه حر ولا برد مفرط. ولا أخاف له غائلة لكرم أخلاقه. لا يسأمني ويمل صحبتي.
(10)
القر: البرد.
(11)
زوجي إن دخل فهد: هذا أيضا مدح. فقولها فهد، تصفه إذا دخل البيت بكثرة النوم والغفلة في منزله عن تعهد ما ذهب من متاعه وما بقي. وشبهته بالفهد لكثرة نومه. يقال أنوم من فهد. وهو معنى قولها ولا يسأل عما عهد. أي لا يسأل عما كان عهده في البيت من ماله ومتاعه. وإن خرج أسد وهو وصف له بالشّجاعة. ومعناه إذا صار بين الناس أو خالط الحرب كان كالأسد.
(12)
رواية السيوطي فى المزهر (2/ 533) إن أكل اشتف أي استقصى. قولها: زوجي إن أكل لف: قال العلماء: اللف في
قالت السّابعة: زوجي غياياء أو عياياء «1» . طباقاء. كلّ داء له داء «2» . شجّك «3» أو فلّك «4» أو جمع كلّا لك.
قالت الثّامنة: زوجي الرّيح، ريح زرنب والمسّ مسّ أرنب «5» . قالت التّاسعة: زوجي رفيع العماد «6» ، طويل النّجاد «7» ، عظيم الرّماد «8» . قريب البيت من النّادي.
قالت العاشرة: زوجي مالك، وما مالك «9» ؟ مالك خير من ذلك، له إبل كثيرات المبارك، قليلات المسارح، إذا سمعن صوت المزهر1»
أيقنّ أنّهنّ هوالك. قالت الحادية عشرة: زوجي أبو زرع. فما أبو زرع؟ أناس من حليّ أذنيّ «11» وملأ من شحم عضديّ «12» . وبجّحني
الطعام الإكثار منه مع التخليط من صنوفه حتى لا يبقى منها شيء. والاستشفاف في الشراب: أي يستوعب جميع ما في الإناء. مأخوذ من الشفافة، وهي ما بقي في الإناء من الشراب. فإذا شربها قيل اشتفها وتشافها. وقولها: ولا يولج الكف ليعلم البث. قال أبو عبيد: أحسبه كان بجسدها عيب أو داء كنت به. لأن البث الحزن. فكان لا يدخل يده في ثوبها ليمس ذلك فيشق عليها. فوصفته بالمروءة وكرم الخلق. وقيل: هذا ذم له أرادت وان اضطجع ورقد التف في ثيابه في ناحية ولم يضاجعني ليعلم ما عندي من محبته.
(1)
زوجي غياياء: أو عياياء: وهو الذي لا يلقح، وقيل: هو العنين الذي تعييه مباضعة النساء ويعجز عنها. وقيل: غياياء، بالمعجمة، صحيح وهو مأخوذ من الغياية وهي الظلمة وكل ما أظل الشخص. ومعناه لا يهتدي إلى مسلك. وقيل: هو العيىّ الأحمق.
(2)
كل داء له داء: أي جميع أدواء الناس مجتمعة فيه.
(3)
شجك: أي جرحك في الرأس.
(4)
أو فلك: الفل الكسر والضرب. ومعناه أنها معه بين شج رأس وضرب وكسر عضو، أو جمع بينهما. وقيل: المراد بالفل هنا الخصومة.
(5)
زوجي الريح ريح زرنب: الزرنب نوع من الطيب معروف. قيل: أرادت طيب ريح جسده. وقيل: طيب ثيابه في الناس. وقيل: لين خلقه وحسن عشرته. والمس مس أرنب، صريح في لين الجانب وكرم الخلق.
(6)
زوجي رفيع العماد: قال العلماء: معنى رفيع العماد وصفه بالشرف وسناء الذكر. أي بيته في الحسب رفيع في قومه. وقيل إن بيته الّذي يسكنه رفيع العماد ليراه الضيفان وأصحاب الحوائج فيقصدوه. وهكذا بيوت الأجواد.
(7)
طويل النجاد: تصفه بطول القامة. والنجاد حمائل السيف. فالطويل يحتاج إلى طول حمائل سيفه. والعرب تمدح بذلك.
(8)
عظيم الرماد: تصفه بالجود وكثرة الضيافة من اللحوم والخبز، فيكثر وقوده فيكثر رماده. وقيل: لأن ناره لا تطفأ بالليل لتهتدي بها الضيفان. والأجواد يعظمون النيران في ظلام الليل ويوقدونها على التلال ومشارف الأرض.
(9)
زوجي مالك وما مالك: معناه أن له إبلا كثيرا. فهي باركة بفنائه. لا يوجهها تسرح إلا قليلا. فإذا نزل به الضيفان كانت الإبل حاضرة فيقريهم من ألبانها ولحومها.
(10)
المزهر: هو العود الذي يضرب. أرادت أن زوجها عود إبله، إذا نزل به الضيفان، نحر لهم منها وأتاهم بالعيدان والمعازف والشراب. فإذا سمعت الإبل صوت المزهر علمن أنه قد جاءه الضيفان، وأنهن منحورات.
(11)
أناس من حلي أذني: الحلي بضم الحاء وكسره، لغتان مشهورتان. والنوس الحركة من كل شيء متدلّ. ومعناه حلاني قرطة وشنوفا، فهي تنوس أي تتحرك من كثرتها
(12)
وملأ من شحم عضدي: قال العلماء. معناه أسمنني وملأ بدنى شحما. وخصت العضدين لأنهما إذا سمنتا سمن غيرهما.
فبجحت إلىّ نفسيّ «1» وجدني في أهل غنيمة بشقّ.
فجعلني في أهل صهيل وأطيط، ودائس ومنقّ «2» .
فعنده أقول فلا أقبّح، وأرقد فأتصبّح وأشرب فأتقنّح «3» أمّ أبي زرع، فما أمّ أبي زرع؟ عكومها رداح «4» وبيتها فساح «5» . ابن أبي زرع، فما ابن أبي زرع؟ مضجعه كمسلّ شطبة «6» . ويشبعه ذراع الجفرة «7» . بنت أبي زرع، فما بنت أبي زرع؟ طوع أبيها وطوع أمّها، وملء كسائها وغيظ جارتها «8» . جارية أبي زرع، فما جارية أبي زرع؟ لا تبثّ حديثنا تبثيثا «9» . ولا تنقّث ميرتنا تنقيثا «10» . ولا تملأ بيتنا تعشيشا «11» . قالت: خرج أبو زرع والأوطاب تمخض «12» . فلقي امرأة معها ولدان لها كالفهدين، يلعبان من تحت خصرها برمّانتين «13» فطلّقني ونكحها. فنكحت بعده رجلا سريّا. ركب شريّا «14» . وأخذ خطّيّا «15» وأراح عليّ نعما
(1) وبجحني فبجحت إلى نفسي: بجحت بكسر الجيم وفتحها لغتان مشهورتان أفصحهما الكسر. ومعناه فرّحني ففرحت. وعظمني فعظمت عند نفسي. يقال فلان يتبجح بكذا أي يتعظم ويفتخر.
(2)
ودائس ومنق: الدائس هو الذي يدوس الزرع في بيدره: يقال: داس الطعام درسه. ومنقّ: من نقى الطعام ينقيه أي يخرجه من تبنه وقشوره. والمقصود أنه صاحب زرع يدوسه وينقيه.
(3)
فأتقنح: التقنح: الشرب بعد الرى، وقيل: تكرار الشرب بعد الري والمعنى: أنها تشرب حتى لا تجد مساغا.
(4)
عكومها رداح: العكوم الأعدال والأوعية التي فيها الطعام والأمتعة. واحدها عكم. ورداح أي عظام كبيرة.
(5)
وبيتها فساح: أي واسع. والفسيح مثله. قيل: ويحتمل أنها أرادت كثرة الخيل والنعمة.
(6)
مضجعه كمسل شطبة: مرادها أنه مهفهف خفيف اللحم كالشطبة وهو مما يمدح به الرجل. والشطبة ما شطب من جريد النخل، أي شق. وهي السعفة. لأن الجريدة تشقق منها قضبان رقاق. والمسل هنا مصدر بمعنى المسلول، أي ما سل من قشره. وقيل: أرادت بقولها كمسل شطبة أنه كالسيف سل من غمده.
(7)
ويشبعه ذراع الجفرة: الذراع مؤنثة وقد تذكر. والجفرة الأنثى من أولاد المعز. وقيل من الضأن. وهي ما بلغت أربعة أشهر وفصلت عن أمها. والمراد أنه قليل الأكل. والعرب تمدح به.
(8)
وغيظ جارتها: قالوا: المراد بجارتها ضرتها. يغيظها ما ترى من حسنها وجمالها وعفتها وأدبها
(9)
لا تبث حديثنا تبثيثا: أي لا تشيعه وتظهره، بل تكتم سرنا وحديثنا كله.
(10)
ولا تنقث ميرتنا تنقيثا: الميرة الطعام المجلوب. ومعناه لا تفسده ولا تفرقه ولا تذهب به. ومعناه وصفها بالأمانة.
(11)
ولا تملأ بيتنا تعشيشا: أي لا تترك الكناسة والقمامة فيه. بل هي مصلحة للبيت معتنية بتنظيفة.
(12)
والأوطاب تمخض: الأوطاب جمع وطب: وهو جمع قليل النظير. وهي أسقية اللبن التي يمخض فيها. وقيل: هو جمع وطبة. ومخضت اللبن مخضا إذا استخرجت زبده بوضع الماء فيه وتحريكه أرادت أن الوقت الذي خرج فيه كان في زمن الخصب وطيب الربيع.
(13)
يلعبان من تحت خصرها برمانتين: قال أبو عبيد: معناه أنها ذات كفل عظيم فإذا استلقت على قفاها نتأ الكفل بها من الأرض حتى تصير تحتها فجوة يجري فيها الرمان
(14)
رجلا سريّا ركب شريّا: سريّا معناه سيدا شريفا وقيل سخيّا. وشريّا هو الفرس الذي يستشري في سيره، أي يلح ويمضي بلا فتور ولا انكسار.
(15)
وأخذ خطيّا: بفتح الخاء وكسرها. والفتح أشهر. والخطي الرمح. منسوب إلى الخط. عند عمان والبحرين. قيل لها الخط لأنها على ساحل البحر. وسميت الرماح خطية لأنها تحمل الى هذا الموضع وتثقف فيه.
ثريّا «1» . وأعطاني من كلّ رائحة زوجا «2» . قال: كلي أمّ زرع وميري أهلك «3» . فلو جمعت كلّ شيء أعطاني ما بلغ أصغر آنية أبي زرع. قالت عائشة: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم «كنت لك: كأبي زرع لأمّ زرع» «4» ) * «5» .
17-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الصّيام جنّة «6» ، فلا يرفث «7» ولا يجهل. وإن امرؤ قاتله أو شاتمه، فليقل: إنّي صائم- مرّتين- والّذي نفسي بيده لخلوف «8» فم الصّائم أطيب عند الله من ريح المسك، يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، الصّيام لي وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها» ) * «9» .
18-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما قال: فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصّائم من اللّغو والرّفث وطعمة للمساكين، من أدّاها قبل الصّلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أدّاها بعد الصّلاة فهي صدقة من الصّدقات) * «10» .
19-
* (عن جابر بن سمرة- رضي الله عنهما قال: كنت جالسا في مجلس فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي سمرة جالس أمامي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ الفحش والتّفاحش ليسا من الإسلام في شيء، وإنّ خير النّاس إسلاما أحسنهم خلقا) * «11» .
20-
* (عن أنس- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما كان الفحش في شيء قطّ إلّا شانه، ولا كان الحياء في شيء قطّ إلّا زانه» ) * «12» .
21-
* (عن المعرور بن سويد- رحمه الله تعالى- قال: مررنا بأبي ذرّ بالرّبذة «13» . وعليه برد وعلى غلامه مثله. فقلنا: يا أبا ذرّ لو جمعت بينهما كانت حلّة، فقال: إنّه كان بيني وبين رجل من إخواني كلام، وكانت أمّه أعجميّة، فعيّرته بأمّه، فشكاني إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فلقيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال: «يا أبا ذرّ إنّك امرؤ
(1) وأراح علي نعما ثريا: أي أتى بها إلى مراحها، وهو موضع مبيتها. والنعم الإبل والبقر والغنم. ويحتمل أن المراد ههنا بعضها وهي الإبل. والثري الكثير المال وغيره. ومنه الثروة في المال وهي كثرته.
(2)
وأعطاني من كل رائحة زوجا: قولها من كل رائحة أي مما يروح من الإبل والبقر والغنم والعبيد، زوجا أي اثنين. ويحتمل أنها أرادت صنفا. والزوج يقع على الصنف ومنه قوله تعالى: وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً.
(3)
وميري أهلك: أي أعطيهم وأفضلي عليهم وصليهم.
(4)
كنت لك كأبي زرع لأم زرع: قال العلماء: هو تطييب لنفسها وإيضاح لحسن عشرته إياها. ومعناه: أنا لك كأبي زرع. وكقوله تعالى: وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً* أي كان فيما مضى وهو باق كذلك.
(5)
البخاري- الفتح 9 (5189) . ومسلم (2448) واللفظ له.
(6)
جنّة- بضم الجيم- أي وقاية.
(7)
قال ابن حجر في الفتح: المراد بالرفث هنا: الكلام الفاحش (4/ 104) .
(8)
الخلوف تغير رائحة الفم من أثر الصيام، لخلو المعدة من الطعام.
(9)
البخاري- الفتح 4 (1894) . ومسلم (1151) .
(10)
أبو داود (1609)، وقال الألباني: حسن (1/ 303) برقم (1420) . وابن ماجة (1827) . وذكره في جامع الأصول من حديث ابن عمر وقال محققه: إسناده حسن (4/ 644) .
(11)
أحمد (5/ 89 و99) . وأبو يعلى في «مسنده» رقم (7468) بإسناد جيد، وابن أبي شيبة (8/ 514) ، والبخاري في «التاريخ» (6/ 291) ، والطبراني في «المعجم الكبير» (2/ 256)، وقال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (8/ 25) : رجاله ثقات، وقال العراقي في تخريج الإحياء: أخرجه أحمد وابن أبي الدنيا بإسناد صحيح (3/ 122)
(12)
الترمذي (1974) وقال: حديث حسن. وابن ماجة (4185) . وأحمد (3/ 165) .
(13)
الربذة: موضع بالبادية بينه وبين المدينة ثلاث مراحل، وهو في شمال المدينة سكنه أبو ذر وتوفي ودفن فيه.
فيك جاهليّة» قلت: يا رسول الله، من سبّ الرّجال سبّوا أباه وأمّه. قال:«يا أبا ذرّ، إنّك امرؤ فيك جاهليّة، هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم، فأطعموهم ممّا تأكلون، وألبسوهم ممّا تلبسون، ولا تكلّفوهم ما يغلبهم فإن كلّفتموهم فأعينوهم» ) * «1» .
22-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حجّ لله، فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمّه» ) *» .
23-
* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«من الكبائر شتم الرّجل والديه» . قالوا: يا رسول الله، وهل يشتم الرّجل والديه؟ قال:«نعم، يسبّ أبا الرّجل فيسبّ أباه ويسبّ أمّه فيسبّ أمّه» ) * «3» .
24-
* (عن أبي جريّ جابر بن سليم، قال:
رأيت رجلا يصدر النّاس عن رأيه، لا يقول شيئا إلّا صدروا عنه، قلت: من هذا؟ قالوا (هذا) رسول الله صلى الله عليه وسلم. قلت: عليك السّلام يا رسول الله- مرّتين- قال: «لا تقل عليك السّلام! فإنّ عليك السّلام تحيّة الميّت قل: السّلام عليك» قال: قلت: أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: «أنا رسول الله الّذي إذا أصابك ضرّ فدعوته كشفه عنك، وإن أصابك عام سنة «4» فدعوته أنبتها لك، وإذا كنت بأرض قفراء أو فلاة «5» فضلّت راحلتك فدعوته ردّها عليك، قلت: اعهد إليّ، قال:
«لا تسبّنّ أحدا» قال: فما سببت بعده حرّا ولا عبدا، ولا بعيرا ولا شاة، قال:«ولا تحقرنّ شيئا من المعروف، وأن تكلّم أخاك وأنت منبسط إليه وجهك إنّ ذلك من المعروف، وارفع إزارك إلى نصف السّاق، فإن أبيت فإلى الكعبين، وإيّاك وإسبال الإزار «6» فإنّها من المخيلة، وإنّ الله لا يحبّ المخيلة، وإن امرؤ شتمك وعيّرك بما يعلم فيك فلا تعيّره بما تعلم فيه، فإنّما وبال ذلك عليه «7» » ) * «8» .
25-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسبّوا أصحابي، لا تسبّوا أصحابي. فو الّذي نفسي بيده لو أنّ أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا، ما أدرك مدّ أحدهم «9» ، ولا نصيفه» ) * «10» .
(1) البخاري- الفتح 1 (30) . ومسلم (1661) واللفظ له.
(2)
البخاري- الفتح 3 (1521) . ومسلم (1350) .
(3)
البخاري- الفتح 10 (5973) ، ومسلم (90) واللفظ له.
(4)
عام سنة: عام قحط وجدب.
(5)
فلاة: صحراء.
(6)
إسبال الإزار: إطالته.
(7)
وبال ذلك عليه: أي إثمه وذنبه عليه.
(8)
أبو داود (4084) وهو عند الألباني (3/ 769، 770) وقال: صحيح.
(9)
مدّ أحدهم: المد ضرب من المكاييل وهو ربع صاع والصاع خمسة أرطال، وقدره بالمد لأنه أقل ما كانوا يتصدقون به في العادة، وأصل المد مقدر بأن يمد الرجل يديه فيملأ كفيه.
(10)
البخاري- الفتح 7 (3673) من حديث أبي سعيد. ومسلم (2540) واللفظ له.