الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال: نخسه (أراه قال) بشيء كان معه. قال: فجعل بعد ذلك يتقدّم النّاس ينازعني حتّى إنّي لأكفّه، قال:
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتبيعنيه بكذا وكذا؟ والله يغفر لك» قال: قلت: هو لك يا نبيّ الله
…
» ) * «1» .
13-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله- عز وجل:
الكبرياء ردائي والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النّار» ) * «2» .
14-
* (عن البراء بن عازب- رضي الله عنهما في حديث الهجرة قال أبو بكر:
…
فقدمنا المدينة ليلا، فتنازعوا أيّهم ينزل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:«أنزل على بني النّجّار أخوال عبد المطّلب أكرمهم بذلك» ) * «3» .
15-
* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه قال: إنّ نوحا صلى الله عليه وسلم نازعه الشّيطان في عود الكرم «4» فقال نوح: هذا لي. وقال الشّيطان: هذا لي، فاصطلحا على أنّ لنوح ثلثها وللشّيطان ثلثيها» ) * «5» .
16-
* (عن حنش الكنانيّ- رضي الله عنه أنّ قوما باليمن حفروا زبية «6» لأسد فوقع فيها فتكابّ «7» النّاس عليه فوقع فيها رجل فتعلّق بآخر ثمّ تعلّق الآخر بآخر حتّى كانوا فيها أربعة، فتنازع في ذلك «8» حتّى أخذ السّلاح بعضهم لبعض، فقال لهم عليّ- رضي الله عنه: «أتقتلون مائتين في أربعة؟
ولكن سأقضي بينكم بقضاء إن رضيتموه، للأوّل ربع الدّية وللثّاني ثلث الدّية وللثّالث نصف الدّية وللرّابع الدّية فلم يرضوا بقضائه، فأتوا النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال:
«سأقضي بينكم بقضاء» ، فأخبر بقضاء عليّ فأجازه) * «9» .
من الأحاديث الواردة في ذمّ (التنازع) معنى
17-
* (عن ابن أبي مليكة- رضي الله عنه قال: كاد الخيّران أن يهلكا- أبو بكر وعمر لمّا قدم على النّبيّ صلى الله عليه وسلم وفد بني تميم أشار أحدهما بالأقرع بن حابس التّميميّ الحنظليّ أخي بني مجاشع، وأشار الآخر بغيره فقال أبو بكر لعمر: إنّما أردت خلا في فقال عمر: ما أردت خلافك. فارتفعت أصواتهما عند
(1) مسلم 2 (1466) .
(2)
أبو داود 14 (4090) ، وابن ماجه (4174) .
(3)
مسلم (2009) وقد روى مسلم الحديث بتمامه عن زهير عن أبي اسحاق عن البراء وعن عثمان بن عمرو الجزء الذي نقلناه هنا من رواية عثمان، انظر صحيح مسلم آخر كتاب الزهد ج 4 ص 2311.
(4)
الكرم: العنب.
(5)
سنن النسائي 8 (5726) .
(6)
زبية: الزبية بضم الزاي هي الحفرة.
(7)
فتكابّ الناس عليه: تزاحم الناس عليه.
(8)
فتنازع في ذلك: أي تنازع الناس في ذلك واختلفوا فيه.
(9)
المسند 1/ 77 رقم (573)، قال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح.
النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فنزلت يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ إلى قوله عَظِيمٌ (الحجرات/ 2) قال ابن أبي مليكة: قال ابن الزّبير:
فكان عمر بعد، ولم يذكر ذلك عن أبيه، يعني أبا بكر إذا حدّث النّبيّ صلى الله عليه وسلم بحديث حدّث كأخي السّرار لم يسمعه حتّى يستفهمه) * «1» .
18-
* (عن عائشة أمّ المؤمنين- رضي الله عنها أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه: «مروا أبا بكر فليصلّ بالنّاس» قالت عائشة: قلت إنّ أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع النّاس من البكاء. فمر عمر فليصلّ. فقال: «مروا أبا بكر فليصلّ بالنّاس» . فقالت عائشة: فقلت لحفصة: قولي إنّ أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع النّاس من البكاء، فمر عمر فليصلّ بالنّاس. ففعلت حفصة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّكنّ لأنتنّ صواحب يوسف، مروا أبا بكر فليصلّ بالنّاس» فقالت حفصة لعائشة: ما كنت لأصيب منك خيرا) * «2» .
19-
* (عن سهل بن سعد السّاعديّ قال:
جاء عويمر العجلانيّ إلى عاصم بن عديّ فقال:
أرأيت رجلا وجد مع امرأته رجلا فيقتله أتقتلونه به؟
سل لي يا عاصم رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله. فكره النّبيّ صلى الله عليه وسلم المسائل وعابها. فرجع عاصم فأخبره أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كره المسائل فقال عويمر: والله لآتينّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم فجاء وقد أنزل الله تعالى القرآن خلف عاصم، فقال له: قد أنزل الله فيكم قرآنا. فدعا بهما فتقدّما فتلاعنا. ثم قال عويمر: كذبت عليها يا رسول الله إن أمسكتها.
ففارقها ولم يأمره النّبيّ صلى الله عليه وسلم بفراقها فجرت السّنّة في المتلاعنين؛ وقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «انظروها فإن جاءت به أحمر قصيرا مثل وحرة «3» ، فلا أراه إلّا قد كذب، وإن جاءت به أسحم أعين ذا اليتين فلا أحسب إلّا قد صدق عليها فجاءت به على الأمر المكروه) * «4» .
20-
* (عن البراء بن عازب- رضي الله عنهما قال: جعل النّبيّ صلى الله عليه وسلم على الرّجّالة يوم أحد وكانوا خمسين رجلا- عبد الله بن جبير فقال: «إن رأيتمونا تخطفنا الطّير فلا تبرحوا مكانكم هذا حتّى أرسل إليكم، وإن رأيتمونا هزمنا القوم وأوطأناهم فلا تبرحوا حتّى أرسل إليكم» فهزموهم. قال: فأنا والله رأيت النّساء يشددن، قد بدت خلاخلهنّ وأسوقهنّ، رافعات ثيابهنّ. فقال أصحاب ابن جبير: الغنيمة أي قوم! الغنيمة؛ ظهر أصحابكم «5» فما تنتظرون؟ فقال عبد الله بن جبير: أنسيتم ما قال لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قالوا: والله لنأتينّ النّاس فلنصيبنّ من الغنيمة فلمّا أتوهم صرفت وجوههم، فأقبلوا منهزمين، فذاك إذ يدعوهم الرّسول فى أخراهم، فلم يبق مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم غير اثني عشر رجلا، فأصابوا منّا سبعين، وكان النّبيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه أصاب من المشركين يوم بدر أربعين
(1) البخاري- الفتح 13 (7302) .
(2)
البخاري- الفتح 13 (7303) .
(3)
وحرة: دويبة كالعظاء تلزق بالأرض.
(4)
البخاري- الفتح 13 (7304) .
(5)
ظهر أصحابكم: أي انتصر جيش المسلمين.
ومائة، سبعين أسيرا وسبعين قتيلا، فقال أبو سفيان:
أفي القوم محمّد؟ ثلاث مرّات. فنهاهم النّبيّ صلى الله عليه وسلم أن يجيبوه ثمّ قال: أفي القوم ابن أبي قحافة؟ ثلاث مرّات، ثمّ قال: أفي القوم ابن الخطّاب؟ ثلاث مرّات، ثمّ رجع إلى أصحابه فقال: أمّا هؤلاء فقد قتلوا، فما ملك عمر نفسه فقال: كذبت والله يا عدوّ الله، إنّ الّذين عددت لأحياء كلّهم، وقد بقي لك ما يسوؤك. قال: يوم بيوم بدر، والحرب سجال. إنّكم ستجدون في القوم مثلة لم آمر بها ولم تسؤني. ثمّ أخذ يرتجز: أعل هبل، أعل هبل. قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:«ألا تجيبونه؟» قالوا: يا رسول الله ما نقول؟ قال: «قولوا: الله أعلى وأجلّ» قال (أبو سفيان) : إنّ لنا العزّى ولا عزّى لكم. فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «ألا تجيبونه؟» قال: قالوا: يا رسول الله ما نقول؟
قال: «قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم» ) * «1» .
21-
* (عن مالك بن أوس النّصريّ قال:
انطلقت حتّى أدخل على عمر (و) أتاه حاجبه يرفأ «2» فقال: هل لك في عثمان وعبد الرّحمن والزّبير وسعد يستأذنون، قال نعم. فدخلوا فسلّموا وجلسوا فقال هل لك في عليّ وعبّاس، فأذن لهما. قال العبّاس: يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين الظّالم، استبّا. فقال الرّهط، عثمان وأصحابه: يا أمير المؤمنين اقض بينهما وأرح أحدهما من الآخر. فقال: اتّئدوا، أنشدكم بالله الّذي بإذنه تقوم السّماء والأرض هل تعلمون أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«لا نورث، ما تركنا صدقة» - يريد رسول الله نفسه- قال الرّهط: قال ذلك. فأقبل عمر على عليّ وعبّاس فقال: أنشدكما بالله هل تعلمان أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك؟ قالا: نعم. قال عمر: فإنّي محدّثكم عن هذا الأمر. إنّ الله كان خصّ رسوله صلى الله عليه وسلم في هذا المال بشيء لم يعطه أحدا غيره، فإنّ الله يقول ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَما أَوْجَفْتُمْ
…
الآية فكانت هذه خالصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ثمّ والله ما احتازها «3» دونكم، ولا أستأثر بها عليكم، وقد أعطاكموها وبثّها فيكم، حتى بقي منها هذا المال، وكان النّبيّ صلى الله عليه وسلم ينفق على أهله نفقة سنتهم من هذا المال، ثمّ يأخذ ما بقي فيجعله مجعل مال الله. فعمل النّبيّ صلى الله عليه وسلم بذلك حياته، أنشدكم بالله هل تعلمون ذلك. فقالوا: نعم. ثمّ قال لعليّ وعبّاس:
أنشدكما الله هل تعلمان ذلك. قالا: نعم. ثمّ توفّى الله نبيّه صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر: أنا وليّ رسول الله فقبضها أبو بكر فعمل فيها بما عمل فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتما حينئذ وأقبل على عليّ وعبّاس- فقال تزعمان أنّ أبا بكر فيها كذا «4» ، والله يعلم أنّه فيها صادق بارّ راشد تابع للحقّ.
ثمّ توفّى الله أبا بكر، فقلت أنا وليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، فقبضتها سنتين أعمل فيها بما عمل به رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، ثمّ جئتماني وكلّمتكما على كلمة واحدة وأمركما جميع، جئتني تسألني نصيبك من ابن أخيك، وأتاني هذا يسألني نصيب امرأته من أبيها، فقلت: إن شئتما دفعتها إليكما، على أنّ عليكما عهد الله وميثاقه تعملان فيها بما عمل به رسول الله صلى الله عليه وسلم وبما عمل أبو
(1) البخاري- الفتح 6 (3039)
(2)
يرفأ: هو اسم خادم عمر.
(3)
احتازها: أي استأثر بها لنفسه.
(4)
فيها كذا: أي هو فيها ظالم لكنه كنّى عن ذلك بكلمة كذا.