الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والإيمان في قلب عبد أبدا» ) * «1» .
34-
* (عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما قال: أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «يا معشر المهاجرين. خمس إذا ابتليتم بهنّ «2» وأعوذ بالله أن تدركوهنّ: لم تظهر الفاحشة «3» في قوم قطّ، حتّى يعلنوا بها، إلّا فشا فيهم الطّاعون والأوجاع الّتي لم تكن مضت في أسلافهم الّذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان، إلّا أخذوا بالسّنين «4» وشدّة المئونة وجور السّلطان عليهم؟ ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلّا منعوا القطر «5» من السّماء، ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله، إلّا سلّط الله عليهم عدوّا من غيرهم، فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمّتهم بكتاب الله، ويتخيّروا ممّا أنزل الله، إلّا جعل الله بأسهم بينهم» ) * «6» .
35-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يتقارب الزّمان، وينقص العمل «7» ويلقى الشّحّ، ويكثر الهرج» قالوا: وما الهرج؟ قال:
«القتل القتل» ) * «8» .
من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في ذمّ (البخل)
1-
* (قال عليّ- رضي الله عنه: «البخل جلباب المسكنة، وربّما دخل السّخيّ بسخائه الجنّة» )«9» .
2-
* (وقال أيضا: «إنّه سيأتي على النّاس زمان عضوض، يعضّ الموسر على ما في يده ولم يؤمر بذلك. قال الله تعالى: وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ» ) * «10» .
3-
* (قال عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما:
الشّحّ أشدّ من البخل؛ لأنّ الشّحيح هو الّذي يشحّ على ما في يد غيره حتّى يأخذه، ويشحّ بما في يده فيحبسه،
(1) النسائي (6/ 13) واللفظ له، قال الألباني: صحيح (2/ 652) رقم (2913، 2914، 2915، 2917، 2918) ، وأحمد (2/ 256) رقم (7499) ، (2/ 340) رقم (8500)، وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح (13/ 218)(16/ 201) ، وهو فيه أيضا (2/ 342، 441) .
(2)
إذا ابتليتم: الجزاء محذوف أي: فلا خير، أو حل بكم من أنواع العذاب الذي يذكره بعده.
(3)
الفاحشة: أي الزنا.
(4)
السنين: جمع سنة والمراد القحط.
(5)
القطر: المطر.
(6)
ابن ماجة (4019) واللفظ له، وقال في الزوائد: هذا حديث صالح للعمل به. والحاكم (4/ 540) وقال: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي. وذكره الألباني في الصحيحة، وقال: طريق الحاكم حسنة الإسناد والحديث ثابت حتما وعزاه لابن أبي الدنيا في العقوبات، والروياني في مسنده (1/ 167- 169) رقم (106) .
(7)
فى مسلم: وينقص العلم. وقال ابن حجر: في رواية الكشميهنى وينقص العلم وهو المعروف في هذا الحديث.
(8)
البخاري- الفتح 10 (6037) . واللفظ له، ومسلم ج 4 (ص 2057) برقم (157) كتاب العلم، باب رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن آخر الزمان.
(9)
الآداب الشرعية (3/ 312) .
(10)
الإحياء (3/ 255) .
والبخيل هو الّذي يبخل بما في يده) * «1» .
4-
* (قال طلحة بن عبيد الله- رضي الله عنه:
«إنّا لنجد بأموالنا ما يجد البخلاء لكنّنا نتصبّر» ) * «2» .
5-
* (قال أبو سريحة- رضي الله عنه (حذيفة ابن أسيد) : «حملني أهلي على الجفاء، بعدما علمت من السّنّة. كان أهل البيت يضحّون بالشّاة والشّاتين. والآن يبخّلنا جيراننا» ) * «3» .
6-
* (روي أنّ الأحنف بن قيس- رحمه الله تعالى- رأى رجلا في يده درهم فقال: لمن هذا الدّرهم؟ قال: لي، فقال: أما إنّه ليس لك حتّى يخرج من يدك، وفي معناه قيل:
أنت للمال إذا أمسكته
…
فإذا أنفقته فالمال لك) * «4» .
7-
* (قال عبد الله بن جعفر- رضي الله عنهما لرجل قال له: تماكس في درهم وأنت تجود من المال بكذا وكذا؟ فقال: «ذاك مالي جدت به، وهذا عقلي بخلت به» ) * «5» .
8-
* (قال محمّد بن المنكدر- رحمه الله تعالى- «كان يقال: إذا أراد الله بقوم شرّا أمّر عليهم شرارهم، وجعل أرزاقهم بأيدي بخلائهم» ) * «6» .
9-
* (قال الضّحّاك- رحمه الله تعالى- في تفسير قوله تعالى: إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالًا (يس/ 8) : قال: «البخل، أمسك الله تعالى أيديهم عن النّفقة في سبيل الله فهم لا يبصرون الهدى» ) * «7» .
10-
* (قالت أمّ البنين أخت عمر بن عبد العزيز- رحمها الله تعالى-: «أفّ للبخيل، لو كان البخل قميصا ما لبسته، ولو كان طريقا ما سلكته» )«8» .
11-
* (قال الشّعبيّ- رحمه الله تعالى-: ما أدري أيّهما أبعد غورا في جهنّم: البخل أو الكذب؟» ) * «9» .
12-
* (قال أبو حنيفة- رحمه الله تعالى-: لا أرى أن أعدّل بخيلا، لأنّ البخل يحمله على الاستقصاء فيأخذ فوق حقّه خيفة من أن يغبن، فمن كان هكذا لا يكون مأمون الأمانة» ) * «10» .
13-
* (قال أبو محمّد إسحاق الموصليّ- رحمه الله تعالى-:
وآمرة بالبخل قلت لها اقصري
…
فليس إلى ما تأمرين سبيل
(1) الإحياء (3/ 255) .
(2)
المرجع السابق (3/ 255) .
(3)
ابن ماجة (3148) وقال في الزوائد: إسناده صحيح ورجاله موثقون.
(4)
الإحياء (3/ 255) .
(5)
المقاصد الحسنة للسخاوي (292) برقم (379) .
(6)
الإحياء (3/ 255) .
(7)
المرجع السابق (3/ 255) .
(8)
الإحياء (3/ 255) .
(9)
مساوىء الأخلاق للخرائطي (141) . والإحياء (3/ 255) .
(10)
الإحياء (3/ 255) .
أرى النّاس خلّان الجواد ولا أرى
…
بخيلا له في العالمين خليل
وإنّي رأيت البخل يزري بأهله
…
فأكرمت نفسي أن يقال بخيل
ومن خير حالات الفتى لو علمته
…
إذا نال شيئا أن يكون ينيل
عطائي عطاء المكثرين تكرّما
…
ومالي كما قد تعلمين قليل
وكيف أخاف الفقر أو أحرم الغنى
…
ورأي أمير المؤمنين جليل) * «1» .
14-
* (قال بشر بن الحارث الحافيّ- رحمه الله تعالى-: «لا تزوّج البخيل ولا تعامله، ما أقبح القاريء أن يكون بخيلا» ) * «2» .
15-
* (وقال أيضا: «النّظر إلى البخيل يقسّي القلب، ولقاء البخلاء كرب على قلوب المؤمنين» ) * «3» .
16-
* (قال حبيش بن مبشّر الثّقفيّ الفقيه:
«قعدت مع أحمد بن حنبل ويحيى بن معين والنّاس متوافرون فأجمعوا أنّهم لا يعرفون رجلا صالحا بخيلا» ) * «4» .
17-
* (قال الأصمعيّ- رحمه الله تعالى- «سمعت أعرابيّا وقد وصف رجلا فقال: لقد صغر فلان في عيني لعظم الدّنيا في عينه، وكأنّما يرى السّائل ملك الموت إذا أتاه» ) * «5» .
18-
* (قال أبو حامد الغزاليّ- رحمه الله تعالى «قيل كان بالبصرة رجل موسر بخيل، فدعاه بعض جيرانه وقدّم طباهجة «6» ببيض فأكل منه فأكثر وجعل يشرب الماء فانتفخ بطنه ونزل به الكرب والموت، فجعل يتلوّى فلمّا جهده الأمر وصف حاله للطّبيب فقال: لا بأس عليك، تقيّأ ما أكلت، فقال: هاه، أتقيّأ طباهجة ببيض؟ الموت ولا ذلك» ) * «7» .
19-
* (وقال أيضا:" يقال كان مروان بن أبي حفصة لا يأكل اللّحم بخلا حتّى يقرم إليه «8» فإذا قرم إليه أرسل غلامه فاشترى له رأسا فأكله فقيل له، نراك لا تأكل إلّا الرّؤوس في الصّيف والشّتاء، فلم تختار ذلك؟ قال: نعم، الرّأس أعرف ثمنه فآمن خيانة الغلام ولا يستطيع أن يغبنني فيه، وليس بلحم يطبخه الغلام فيقدر أن يأكل منه، إن مسّ عينا أو أذنا أو خدّا وقفت على ذلك، وآكل منه ألوانا، عينه لونا وأذنه لونا وغلصمته لونا ودماغه لونا، وأكفى مؤنة طبخه، فقد اجتمعت فيه مرافق. قال: وخرج يوما يريد الخليفة المهديّ فقالت له امرأة من أهله مالي
(1) وفيات الأعيان (1/ 204) . والبيتان الأخيران ذكرهما الذهبي في ترجمته في السير وذكر أنه أنشدهما الرشيد فأمر له بمائة ألف درهم (11/ 118- 121) .
(2)
الإحياء (3/ 25) .
(3)
الإحياء (3/ 255) .
(4)
المرجع السابق (3/ 256) .
(5)
الآداب الشرعية (3/ 313) والإحياء (3/ 255) .
(6)
الطباهجة: معرّب وهو اللحم المشرح.
(7)
الإحياء (3/ 256) .
(8)
القرم- محركة- شدة شهوة اللحم.
عليك إن رجعت بالجائزة؟ فقال: إن أعطيت مائة ألف أعطيتك درهما، فأعطي ستّين فأعطاها أربعة دوانق. واشترى مرّة لحما بدرهم فدعاه صديق له فردّ اللّحم إلى القصّاب بنقصان دانق وقال: أكره الإسراف» . وقال: كان للأعمش جار وكان لا يزال يعرض عليه المنزل ويقول: لو دخلت فأكلت كسرة وملحا فيأبى عليه الأعمش، فعرض عليه ذات يوم فوافق جوع الأعمش، فقال: سر بنا فدخل منزله فقرّب إليه كسرة وملحا، فجاء سائل، فقال له ربّ المنزل:
بورك فيك، فأعاد عليه المسألة فقال له: بورك فيك، فلمّا سأل الثّالثة قال له: اذهب والله وإلّا خرجت إليك بالعصا. قال: فناداه الأعمش وقال: اذهب ويحك، فو الله ما رأيت أحدا أصدق بوعيد منه منذ مدّة يدعوني على كسرة وملح فو الله ما زادني عليها» ) * «1» .
20-
* (قال محمود الورّاق- رحمه الله تعالى-:
تمتّع بمالك قبل الممات
…
وإلّا فلا مال إن أنت متّا
شقيت به ثمّ خلّفته
…
لغيرك بعدا وسحقا ومقتا
فجاد عليك بزور البكا
…
وجدت له بالّذي قد جمعتا
وأعطيته كلّ ما في يديك
…
وخلّاك رهنا بما قد كسبتا) * «2» .
21-
* (وقال ابن المعتزّ: بشّر مال البخيل بحادث أو وارث) * «3» .
22-
* (وقاله نظما:
يا مال كلّ جامع وحارث
…
أبشر بريب حادث أو وارث) * «4» .
23-
* (وقال: أبخل النّاس بماله أجودهم بعرضه) * «5» .
24-
* (قال ابن القيّم- رحمه الله تعالى- «الجبن والبخل قرينان، فإن عدم النّفع منه إن كان ببدنه فهو الجبن، وإن كان بماله فهو البخل» ) * «6» .
25-
* (قال الشّاعر:
لا تطلبنّ إلى لئيم حاجة
…
واقعد فإنّك قائم كالقاعد
يا خادع البخلاء عن أموالهم
…
هيهات تضرب في حديد بارد) * «7» .
26-
* (وقال آخر
طعامه النّجم لمن رامه
…
وخبزه أبعد من أمسه
كأنّه في جوف مرآته
…
يرى ولا يطمع في لمسه) * «8» .
(1) الإحياء (3/ 256، 257) .
(2)
مساويء الأخلاق للخرائطي (143) .
(3)
الإحياء (3/ 256) .
(4)
المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.
(5)
المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.
(6)
الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي (85) .
(7)
الآداب الشرعية (2/ 178) .
(8)
مقدمة إكرام الضيف لأبي اسحاق إبراهيم الحربي (8) .
27-
* (وقال آخر:
إن كنت تطمع في كلامه
…
فارفع يديك عن طعامه
سيّان كسر رغيفه
…
أو كسر عظم من عظامه) * «1» .
28-
* (وقال آخر:
أقاموا الدّيدبان «2» على يفاع «3»
…
وقالوا لا تنم للدّيدبان
إذا أبصرت شخصا من بعيد
…
فصفّق بالبنان على البنان
تراهم خشية الأضياف خرسا
…
يصلّون الصّلاة بلا أذان) * «4» .
29-
* (قال بعض الحكماء: «لا تحمل على نفسك همّ ما لم يأتك، ولا تعدنّ عدة ليس في يديك وفاؤها، ولا تبخلنّ بالمال على نفسك، فكم جامع لبعل حليلته» ) * «5» .
30-
* (قال بعض الحكماء: «من برأ من ثلاث نال ثلاثا: من بريء من السّرف نال العزّ، ومن بريء من البخل نال الشّرف، ومن بريء من الكبر نال الكرامة» ) * «6» .
31-
* (قال بعض الحكماء: البخيل ليس له خليل) * «7» .
32-
* (وقال آخر: البخيل حارس نعمته، وخازن ورثته) * «8» .
33-
* (وقال بعض الشّعراء:
إذا كنت جمّاعا لمالك ممسكا
…
فأنت عليه خازن وأمين
تؤدّيه مذموما إلى غير حامد
…
فيأكله عفوا وأنت دفين) * «9» .
34-
* (وقال آخر: «عجبا للبخيل المتعجّل للفقر الّذي منه هرب، والمؤخّر للسّعة الّتي إيّاها طلب، ولعلّه يموت بين هربه وطلبه، فيكون عيشه في الدّنيا عيش الفقراء، وحسابه في الآخرة حساب الأغنياء، مع أنّك لم تر بخيلا إلّا غيره أسعد بماله منه، لأنّه في الدّنيا مهتمّ بجمعه، وفي الآخرة آثم بمنعه، وغيره آمن في الدّنيا من همّه، وناج في الآخرة من إثمه» ) * «10» .
35-
* (قال الشّاعر:
وقال رسول الله والحقّ قوله
…
لمن قال منّا: من تسمّون سيّدا؟
فقالوا هو الجدّ بن قيس على الّتي
…
نبخّله فيها وإن كان أسودا
(1) مقدمة إكرام الضيف لأبي اسحاق إبراهيم الحربي (5) .
(2)
الديدبان: الرقيب.
(3)
اليفاع: المكان المرتفع.
(4)
مقدمة إكرام الضيف لأبي اسحاق الحربي (7) .
(5)
مساوئ الأخلاق للخرائطي (143) .
(6)
أدب الدنيا والدين (290) .
(7)
الآداب الشرعية (3/ 318) .
(8)
المرجع السابق نفسه.
(9)
المرجع السابق نفسه
(10)
المرجع السابق نفسه