الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم اتّخذ حجرة في المسجد من حصير فصلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها ليالي حتّى اجتمع إليه ناس، ثمّ فقدوا صوته ليلة فظنّوا أنّه قد نام، فجعل بعضهم يتنحنح ليخرج إليهم. فقال:«ما زال بكم الّذي رأيت من صنيعكم حتّى خشيت أن يكتب عليكم، ولو كتب عليكم ما قمتم به، فصلّوا أيّها النّاس في بيوتكم، فإنّ أفضل صلاة المرء في بيته إلّا الصّلاة المكتوبة» ) * «1» .
11-
* (عن سعد بن أبي وقّاص- رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «إنّ أعظم المسلمين جرما من سأل عن شيء لم يحرّم فحرّم من أجل مسألته» ) * «2» .
12-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «من تحلّم بحلم لم يره كلّف أن يعقد بين شعيرتين، ولن يفعل، ومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون، أو يفرّون منه صبّ في أذنه الآنك «3» يوم القيامة، ومن صوّر صورة عذّب وكلّف أن ينفخ فيها، وليس بنافخ» . قال سفيان: وصله لنا أيّوب، وقال قتيبة: حدّثنا أبو عوانة عن قتادة عن عكرمة عن أبي هريرة قوله: «من كذب في رؤياه» ) * «4» .
من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في ذمّ (التكلف)
1-
* (عن ثابت: عن أنس- رضي الله عنه قال: كنّا عند عمر فقال: نهينا عن التّكلّف) * «5» .
2-
* (عن مسروق قال: أتينا عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه قال: يا أيّها النّاس من علم شيئا فليقل به، ومن لم يعلم فليقل: الله أعلم، فإنّ من العلم أن يقول الرّجل لما لا يعلم الله أعلم فإنّ الله- عز وجل قال لنبيّكم صلى الله عليه وسلم: قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (ص/ 86)) * «6» .
3-
* (قال ابن عبّاس- رضي الله عنهما: في وصف بني إسرائيل لمّا طلب منهم موسى- عليه السلام أن يذبحوا بقرة: لو أخذوا أدنى بقرة لاكتفوا بها، ولكنّهم شدّدوا فشدّد عليهم) * «7» .
4-
* (وقال أيضا- رضي الله عنهما في معنى قوله تعالى: فَذَبَحُوها وَما كادُوا يَفْعَلُونَ:
(البقرة/ 71) كادوا أن لا يفعلوا ولم يكن ذلك الّذي أرادوا لأنّهم أرادوا أن لا يذبحوها، يعني- مع هذا البيان، وهذه الأسئلة والأجوبة والإيضاح ما ذبحوها إلّا بعد الجهد، وفي هذا ذمّ لهم وذلك أنّه لم يكن
(1) البخاري- الفتح 13 (7290) .
(2)
البخاري- الفتح 13 (7289) واللفظ له. مسلم (2358) .
(3)
الآنك: الرصاص المذاب.
(4)
البخاري- الفتح 12 (7042) .
(5)
البخاري- الفتح 13 (7293) .
(6)
تفسير ابن كثير (4/ 44) .
(7)
المرجع السابق (1/ 110)، وقال: إسناده صحيح.
غرضهم إلّا التّعنّت) * «1» .
5-
* (قال قتادة: وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ (الملك/ 5) : خلق هذه النّجوم لثلاث:
جعلها زينة للسّماء، ورجوما للشّياطين، وعلامات يهتدى بها، فمن تأوّل فيها بغير ذلك أخطأ وأضاع نصيبه وتكلّف مالا علم له به. وصله عبد بن حميد من طريق شيبان عنه به وزاد في آخره: وإنّ ناسا جهلة بأمر الله قد أحدثوا في هذه النّجوم كهانة: من غرس بنجم كذا كان كذا، ومن سافر بنجم كذا كان كذا، ولعمري ما من النّجوم نجم إلّا ويولد به الطّويل والقصير والأحمر والأبيض والحسن والدّميم، وما علم هذه النّجوم وهذه الدّابّة وهذا الطّائر شيئا من هذا الغيب) * «2» .
6-
* (قال البخاريّ- رحمه الله: مدح النّبيّ صلى الله عليه وسلم صاحب الحكمة حين يقضي بها ويعلّمها ولا يتكلّف من قبله، ومشاورة الخلفاء وسؤالهم أهل العلم) * «3» .
7-
* (قال ابن كثير- رحمه الله تعالى-: يقول تعالى: قل يا محمّد لهؤلاء المشركين: ما أسألكم على هذا البلاغ وهذا النّصح أجرا تعطونيه من عرض الحياة الدّنيا وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (ص/ 86) أي وما أريد على ما أرسلني الله تعالى به، ولا أبتغي زيادة عليه بل ما أمرت به أدّيته لا أزيد عليه ولا أنقص منه، وإنّما أبتغي بذلك وجه الله- عز وجل والدّار
الآخرة) * «4» .
8-
* (قال ابن عقيل- رحمه الله تعالى-: قال لي رجل: أنغمس في الماء مرارا كثيرة وأشكّ هل صحّ لي الغسل أم لا؟ فما ترى في ذلك؟ فقلت له: اذهب فقد سقطت عنك الصّلاة. قال وكيف؟ قال: لأنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «رفع القلم عن ثلاثة: المجنون حتّى يفيق، والنّائم حتّى يستيقظ، والصّبيّ حتّى يبلغ» . ومن ينغمس في الماء مرارا ويشكّ هل أصابه الماء أم لا فهو مجنون) * «5» .
9-
* (لا يتعمّق أحد في الأعمال الدّينيّة، ويترك الرّفق إلّا عجز، وانقطع فيغلب) * «6» .
10-
* (وقال أيضا- رحمه الله: الأخذ بالعزيمة في موضع الرّخصة تنطّع، كمن يترك التّيمّم عند العجز عن استعمال الماء، فيفضي به استعماله إلى حصول الضّرر) * «7» .
11-
* (قال ابن المنيّر- رحمه الله: رأينا ورأى النّاس قبلنا أنّ كلّ متنطّع في الدّين ينقطع، وليس المراد منع طلب الأكمل في العبادة فإنّه من الأمور المحمودة، بل منع الإفراط المؤدّي إلى الملال والمبالغة في التّطوّع المفضي إلى ترك الأفضل، أو إخراج الفرض عن وقته كمن بات يصلّي اللّيل كلّه ويغالب النّوم إلى أن غلبته عيناه في آخر اللّيل، فنام عن صلاة
(1) تفسير ابن كثير (1/ 111) .
(2)
فتح الباري (6/ 341) .
(3)
المرجع السابق (13/ 311) .
(4)
تفسير ابن كثير (4/ 44) .
(5)
إغاثة اللهفان (1/ 134) .
(6)
فتح الباري (1/ 117) .
(7)
المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.