الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جنبك؟ قال: فقال بيده في صدري هكذا. وفرّق بين أصابعه وقوّسها: أردت أن يدخل عليّ الأحمق مثلك، فيراني كيف أصنع، فيصنع مثله. أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجدنا هذا، وفي يده عرجون «1» ابن طاب «2» .
فرأى في قبلة المسجد نخامة فحكّها بالعرجون، ثمّ أقبل علينا فقال:«أيّكم يحبّ أن يعرض الله عنه؟» قال: فخشعنا. ثمّ قال: «أيّكم يحبّ أن يعرض الله عنه؟» قال: فخشعنا، ثمّ قال:«أيّكم يحبّ أن يعرض الله عنه؟» قلنا: لا أيّنا، يا رسول الله!. قال:«فإنّ أحدكم إذا قام يصلّي، فإنّ الله تبارك وتعالى قبل وجهه، فلا يبصقنّ قبل وجهه، ولا عن يمينه، وليبصق عن يساره، تحت رجله اليسرى. فإن عجلت به بادرة «3» فليقل بثوبه هكذا» ثمّ طوى ثوبه بعضه على بعض فقال: «أروني عبيرا «4» » فقام فتى من الحيّ يشتدّ «5» إلى أهله، فجاء بخلوق «6» في راحته، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعله على رأس العرجون، ثمّ لطخ به على أثر النّخامة. فقال جابر: فمن هناك جعلتم الخلوق في مساجدكم) «7» .
3-
* (عن أبي أيّوب الأنصاريّ- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يحلّ لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الّذي يبدأ بالسّلام» ) * «8» .
الأحاديث الواردة في ذمّ (الإعراض) معنى
4-
* (عن عروة بن الزّبير أنّ عبد الله بن الزّبير- رضي الله عنهما حدّثه: «أنّ رجلا من الأنصار خاصم الزّبير عند النّبيّ صلى الله عليه وسلم في شراج الحرّة «9» الّتي يسقون بها النّخل، فقال الأنصاريّ: سرّح الماء يمرّ. فأبى عليه. فاختصما عند النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للزّبير:«اسق يا زبير، ثمّ أرسل الماء إلى جارك» فغضب الأنصاريّ. فقال: أن كان ابن عمّتك.
فتلوّن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثمّ قال:«اسق يا زبير، ثمّ احبس الماء حتّى يرجع إلى الجدر» . فقال الزّبير: والله إنّي لأحسب هذه الآية نزلت في ذلك فَلا وَرَبِّكَ لا
(1) عرجون: هو الغصن.
(2)
ابن طاب: نوع من التمر.
(3)
فإن عجلت به بادرة: أي غلبته بصقة أو نخامة بدرت منه
(4)
أروني عبيرا: قال أبو عبيد: العبير، عند العرب، هو الزعفران وحده. وقال الأصمعي: هو أخلاط من الطيب تجمع بالزعفران
(5)
يشتد: أي يسعى ويعدو عدوا شديدا.
(6)
بخلوق: هو طيب من أنواع مختلفة يجمع بالزعفران، وهو العبير على تفسير الأصمعي.
(7)
مسلم (3006، 3007، 3008) .
(8)
البخاري- الفتح 10 (6077) واللفظ له، ومسلم (2560) .
(9)
شراج الحرة: الشراجة جمع شرج وهو مسيل الماء. والحرة: موضع معروف بالمدينة.
يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ» (النساء:
65)) * «1» .
5-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّه من لم يسأل الله يغضب عليه» ) * «2» .
6-
* (عن النّعمان بن بشير- رضي الله عنهما عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «الدّعاء هو العبادة ثمّ قرأ وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ (غافر/ 60) » ) * «3» .
7-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما قال: لمّا نزلت: وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (الشعراء/ 214) ، ورهطك منهم المخلصين، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتّى صعد الصّفا فهتف:«يا صباحاه» . فقالوا: من هذا؟ فاجتمعوا إليه فقال:
«أرأيتم إن أخبرتكم أنّ خيلا تخرج من سفح هذا الجبل أكنتم مصدّقيّ؟ قالوا: ما جرّبنا عليك كذبا.
قال: «فإنّي نذير لكم بين يدي عذاب شديد» قال أبو لهب: تبّا لك، ما جمعتنا إلّا لهذا؟ ثمّ قام. فنزلت:
تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ) * «4» .
8-
* (عن عروة عن عائشة- رضي الله عنهما أنّها قالت: قلت للنّبيّ صلى الله عليه وسلم: هل أتى عليك يوم كان أشدّ من يوم أحد؟ قال: «لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشدّ ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم، على وجهي، فلم أستفق إلّا وأنا بقرن الثّعالب «5» ، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلّتني، فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني فقال: إنّ الله قد سمع قول قومك لك وما ردّوا عليك، وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم. فناداني ملك الجبال فسلّم عليّ ثمّ قال:
يا محمّد، فقال: ذلك فيما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين «6» ، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:«بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا» ) * «7» .
9-
* (عن أسامة بن زيد- رضي الله عنهما أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم ركب حمارا، عليه إكاف «8» ، تحته قطيفة «9» فدكيّة «10» . وأردف وراءه أسامة، وهو يعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج. وذاك قبل وقعة بدر.
حتّى مرّ بمجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين
(1) البخاري- الفتح 5 (2359- 2360) واللفظ له. ومسلم (2357) .
(2)
الترمذي (3373) واللفظ له. وابن ماجة (3827) . وذكره في جامع الأصول وقال محققه: إسناده حسن. وعزاه كذلك لأحمد والبخاري في الأدب المفرد والحاكم والبزار (4/ 166)
(3)
الترمذي (3372) واللفظ له، وقال: حسن صحيح. وابن ماجة (3828) .
(4)
البخاري- الفتح 8 (4971) واللفظ له. ومسلم (208) .
(5)
قرن الثعالب: موضع وهو قرن المنازل وهو ميقات أهل نجد وأصل القرن: كل جبل صغير ينقطع من جبل كبير.
(6)
الأخشبين: جبلان بمكة وهما جبلا أبي قبيس والذي يقابله.
(7)
البخاري- الفتح 6 (3231) واللفظ له. ومسلم (1795) .
(8)
إكاف: هو للحمار بمنزلة السرج للفرس.
(9)
قطيفة: دثار مخمل جمعها قطائف وقطف.
(10)
فدكية: منسوبة إلى فدك. بلدة معروفة على مرحلتين أو ثلاث من المدينة.