الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التنازع
التنازع لغة:
مصدر قولهم: تنازع يتنازع، وهو مأخوذ من مادّة (ن ز ع) الّتي تدلّ على قلع الشّيء، ومن ذلك:
نزعت الشّيء من مكانه نزعا (إذا قلعته) ، ونازعت إلى الأمر نزاعا، ونزعت إليه، إذا اشتهيته، ونزع عن الأمر نزوعا إذا تركه «1» ، وقال الرّاغب: يقال: نزع الشّيء جذبه من مقرّه، ويستعمل ذلك في الأعراض (أيضا)، فيقال: نزع العداوة والمحبّة من قلبه، ومنه قول الله تعالى: وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ (الحجر/ 47)، والنّزع: السّلب في قوله تعالى: وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ (آل عمران/ 26) ، والتّنازع والمنازعة المجاذبة، ويعبّر به عن المخاصمة والمجادلة «2» ، قال تعالى: فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ (النساء/ 59) قيل في تفسيرها: أي تجادلتم واختلفتم، فكأنّ كلّ واحد ينتزع حجّة الآخر ويذهبها. والمنازعة على ذلك: مجاذبة الحجج «3» ، وهذه المجاذبة تكون في المعاني والأعيان، فمن المنازعة في المعاني قوله تعالى:
الآيات/ الأحاديث/ الآثار
37/ 23/ 8
فَلا يُنازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ (الحج/ 67) المنازعة هنا:
المجادلة، والمعنى: لا تجادلهم في أمر المناسك «4» ، ومن المنازعة في الأعيان ما جاء في الحديث الشّريف:«أنا فرطكم على الحوض، فلألفينّ ما نوزعت في أحدكم، فأقول: هذا منّي» أي يجذب ويؤخذ منّي «5» ، وقال الأعشى:
نازعتهم قضب الرّيحان متّكئا «6»
ومن معاني التّنازع: التّخاصم، قال الجوهريّ:
يقال: نازعته منازعة ونزاعا إذا جاذبته في الخصومة، وبينهم نزاعة أي خصومة في حقّ، وقولهم في المثل:
«صار الأمر إلى النّزعة» إذا قام بإصلاحه أهل الأناة، والمنزعة (بالفتح) ما يرجع إليه الرّجل من أمره ورأيه وتدبيره «7» .
لقد أضاف الفيروز اباديّ إلى المنازعة معنى التّناول «8» ، ولعلّ المراد تناول الحجج، أو تناول الأعيان، ومن الأخير قوله تعالى يَتَنازَعُونَ فِيها كَأْساً (الطور/ 23) ، أي يتجاذبونها (ويتناولونها)
(1) مقاييس اللغة لابن فارس 5/ 415.
(2)
المفردات للراغب ص 488، وبصائر ذوي التمييز 5/ 36.
(3)
تفسير القرطبي 5/ 169.
(4)
المرجع السابق 12/ 63.
(5)
النهاية لابن الأثير 5/ 40.
(6)
ساق القرطبي عن الأعشى شاهدا للمنازعة بمعناها العام الذي يشمل منازعة الحجج وتنازع الأعيان. تفسير القرطبي 5/ 169.
(7)
الصحاح للجوهري 3/ 1290.
(8)
القاموس المحيط ص 990 (ط. بيروت) .