الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
زكاته مثّل له يوم القيامة شجاعا أقرع «1» له زبيبتان يطوّقه يوم القيامة ثمّ يأخذ بلهزمتيه «2» يعني شدقيه ثمّ يقول: أنا مالك، أنا كنزك. ثمّ تلا وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ الآية «3» » ) * «4» .
21-
* (
…
لمّا جاء مال البحرين أمر أبو بكر مناديا فنادى: من كان له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم دين أو عدة فليأتنا، فأتيته- يعني جابرا- فقلت: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي كذا وكذا، فحثا لي ثلاثا، وجعل سفيان يحثو بكفّيه جميعا، ثمّ قال لنا: هكذا قال ابن المنكدر، وقال مرّة: فأتيت أبا بكر فسألت فلم يعطني، ثمّ أتيته فلم يعطني، ثمّ أتيته الثّالثة فقلت:
سألتك فلم تعطني، ثمّ سألتك فلم تعطني، ثمّ سألتك فلم تعطني، فإمّا أن تعطيني وإمّا أن تبخل عنّي، قال: قلت تبخل عليّ: ما منعتك من مرّة إلّا وأنا أريد أن أعطيك، قال سفيان: وحدّثنا عمرو عن محمّد بن عليّ عن جابر فحثا لي حثية وقال:
عدّها فوجدتها خمسمائة، فقال: خذ مثلها مرّتين، وقال- يعني ابن المنكدر-: وأيّ داء أدوأ من البخل) * «5» .
الأحاديث الواردة في ذمّ (البخل) معنى
22-
* (عن أبي أميّة الشّعبانيّ قال: أتيت أبا ثعلبة الخشنيّ فقلت له: كيف تصنع بهذه الآية؟ قال:
أيّة آية؟ قلت: قوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ (المائدة/ 105) قال: أما والله لقد سألت عنها خبيرا، سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:«بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتّى إذا رأيت شحّا مطاعا وهوى متّبعا، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كلّ ذي رأي برأيه، فعليك بخاصّة نفسك، ودع العوامّ، فإنّ من ورائكم أيّاما الصّبر فيهنّ مثل القبض على الجمر، للعامل فيهنّ مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم» ، قيل: يا رسول الله أجر خمسين منّا أو منهم؟
(1) الشجاع الأقرع: الحية الذكر المنزوع الشعر من كثرة السم
(2)
بلهزمتيه: بشدقيه.
(3)
الآية: 180 من سورة آل عمران.
(4)
البخاري- الفتح 3 (1403) واللفظ له. وخرجه النسائي وابن ماجة من حديث ابن مسعود نحوه. وانظر النسائي (5/ 11- 12) وقال الألباني: صحيح (2/ 512) رقم (2289) . وابن ماجة (1784) .
(5)
البخاري- الفتح 6 (3137) .
قال: «بل أجر خمسين منكم» ) * «1» .
23-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اجتنبوا السّبع الموبقات» قيل: يا رسول الله ما هي؟ قال: «الشّرك بالله، والشّحّ، وقتل النّفس الّتي حرّم الله إلّا بالحقّ، وأكل الرّبا، وأكل مال اليتيم، والتّولّي يوم الزّحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات» ) * «2» .
24-
* (عن عبد الله بن الشّخّير- رضي الله عنه قال: أتيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وهو يقرأ: أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ (التكاثر/ 1) قال: يقول ابن آدم: مالي.
مالي. قال: وهل لك يا ابن آدم من مالك إلّا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدّقت فأمضيت؟» ) * «3» .
25-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «تأتي الإبل على صاحبها على خير ما كانت إذا هو لم يعط فيها حقّها تطؤه بأخفافها، وتأتي الغنم على صاحبها على خير ما كانت إذا لم يعط فيها حقّها تطؤه بأظلافها وتنطحه بقرونها. قال: ومن حقّها أن تحلب على الماء. قال: ولا يأتي أحدكم يوم القيامة بشاة يحملها على رقبته لها يعار «4» فيقول: يا محمّد، فأقول: لا أملك لك شيئا، قد بلّغت. ولا يأتي ببعير يحمله على رقبته له رغاء «5» فيقول: يا محمّد، فأقول: لا أملك لك شيئا، قد بلّغت» ) * «6» .
26-
* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاث منجيات: خشية الله تعالى في السّرّ والعلانية، والعدل في الرّضا والغضب، والقصد في الفقر والغنى. وثلاث مهلكات: هوى متّبع، وشحّ مطاع، وإعجاب المرء بنفسه» ) * «7» .
27-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «شرّ ما في رجل: شحّ هالع، وجبن خالع» ) * «8» .
28-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت: قالت هند أمّ معاوية لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّ أبا سفيان رجل شحيح، فهل عليّ جناح «9» أن آخذ من ماله سرّا؟ قال: «خذي أنت وبنوك ما يكفيك بالمعروف» ) * «10» .
(1) الترمذي (3058) واللفظ له، وقال: هذا حديث حسن غريب، وأبو داود (4341) وذكره ابن كثير في تفسيره وقال: رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح، وكذا أبو داود وابن ماجة وابن جرير وابن أبي حاتم (2/ 109) .
(2)
النسائي (6/ 257) وقال الألباني: صحيح (2/ 780) رقم (3432) وحديث أبي هريرة مخرج في الصحيحين وغيرهما.
(3)
مسلم (2958) .
(4)
يعار: صوت الشّاة.
(5)
رغاء: صوت الإبل.
(6)
البخاري- الفتح 3 (1402) وهذا لفظه. ومسلم (987) نحوا منه.
(7)
زوائد البزار (1/ 8059) . ومجمع الزوائد (1/ 91) وقال: رواه الطبراني في الأوسط والبزار وذكره الشيخ الألباني في صحيح الجامع (2/ 66) ح 3039 وقال: صحيح وفي الصحيحة (4/ 412) ح 1802.
(8)
أحمد (2/ 302، 320) وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح (15/ 164) رقم 7997. وابن حبان (3250) .
(9)
جناح: أي ذنب وإثم.
(10)
البخاري- الفتح 4 (2211) واللفظ له. ومسلم (1714) .
29-
* (عن الأحنف بن قيس؛ قال: قدمت المدينة، فبينا أنا في حلقة فيها ملأ من قريش «1» إذ جاء رجل أخشن الثّياب أخشن الجسد أخشن الوجه فقام عليهم فقال: بشّر الكانزين برضف «2» يحمى عليه في نار جهنّم، فيوضع على حلمة ثدي أحدهم. حتّى يخرج من نغض كتفيه «3» ، ويوضع على نغض كتفيه حتّى يخرج من حلمة ثدييه يتزلزل. قال: فوضع القوم رؤوسهم فما رأيت أحدا منهم رجع إليه شيئا. قال:
فأدبر واتّبعته حتّى جلس إلى سارية «4» فقلت: ما رأيت هؤلاء إلّا كرهوا ما قلت لهم. قال: إنّ هؤلاء لا يعقلون شيئا إنّ خليلي أبا القاسم صلى الله عليه وسلم دعاني فأجبته، فقال:«أترى أحدا؟» فنظرت ما عليّ من الشّمس «5» وأنا أظنّ أنّه يبعثني في حاجة له. فقلت: أراه. فقال:
«ما يسرّني أنّ لي مثله ذهبا أنفقه كلّه إلّا ثلاثة دنانير، ثمّ هؤلاء يجمعون الدّنيا. لا يعقلون شيئا» . قال: قلت (يعني لأبي ذرّ) . مالك ولإخوتك من قريش، لا تعتريهم وتصيب منهم؟ قال: لا، وربّك، لا أسألهم عن دنيا، ولا أستفتيهم عن دين، حتّى ألحق بالله ورسوله» ) «6» .
30-
* (عن أسماء- رضي الله عنها قالت:
قلت: يا رسول الله مالي شيء إلّا ما أدخل عليّ الزّبير بيته أفأعطي منه؟ قال: «أعطي، ولا توكي «7» فيوكى عليك» «8» .
31-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من يوم يصبح العباد فيه إلّا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهمّ أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر: اللهمّ أعط ممسكا تلفا» ) * «9» .
32-
* (عن بريدة الأسلميّ، عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما نقض قوم العهد قطّ إلّا كان القتل بينهم، ولا ظهرت الفاحشة في قوم قطّ الّا سلّط الله- عز وجل عليهم الموت، ولا منع قوم الزّكاة إلّا حبس الله عنهم القطر» ) * «10» .
33-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنّم في جوف عبد أبدا، ولا يجتمع الشّحّ
(1) الملأ: الأشراف، وقيل الجماعة.
(2)
رضف: جمع رضفة وهي الحجارة المحماة.
(3)
نغض كتفيه: العظم الرقيق الذي على طرف الكتف.
(4)
سارية: عمود.
(5)
ما عليّ من الشمس: أي ما بقى من النهار.
(6)
البخاري- الفتح 3 (1407- 1408) . ومسلم (992) واللفظ له.
(7)
ولا توكي: أصل الوكاء الرّباط الّذي يربط به فم القربة والمراد: لا تمسكي عن النّفقة.
(8)
أبو داود (1699) واللفظ له. والترمذي (1960) وقال: حسن صحيح. والنسائي (5/ 74) . وقال الألباني: صحيح (2/ 538) رقم 2391.
(9)
البخاري- الفتح 3 (1442) . ومسلم (1010) متفق عليه.
(10)
سنن البيهقي (3/ 346) . والحاكم (2/ 126) واللفظ له وقال: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي. وقال الألباني: وهو كما قالا: الصحيحة (1/ 169) حديث (107) وعزاه للطبراني في الأوسط. وذكره المنذري في الترغيب والترهيب وقال أيضا: رواه الطبراني في الأوسط ورواته ثقات (1/ 534) .