الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأحاديث الواردة في ذمّ (الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف)
1-
* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه قال: انتهيت إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم وهو في قبّة من أدم حمراء في نحو أربعين رجلا، فقال: «إنّه مفتوح لكم وأنتم منصورون مصيبون، فمن أدرك ذلك منكم فليتّق الله وليأمر بالمعروف ولينه عن المنكر وليصل رحمه، ومثل الّذي يعين قومه على غير الحقّ كمثل البعير يتردّى فهو يمدّ بذنبه» ) * «1» .
2-
* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ أوّل ما دخل النّقص على بني إسرائيل كان الرّجل يلقى الرّجل فيقول: يا هذا اتّق الله، ودع ما تصنع، فإنّه لا يحلّ لك، ثمّ يلقاه من الغد فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده، فلمّا فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض» ثمّ قال لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى لِسانِ داوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ
…
إلى قوله: فاسِقُونَ (المائدة/ 78- 81) ثمّ قال «كلّا والله لتأمرنّ بالمعروف ولتنهونّ عن المنكر ولتأخذنّ على يدي الظّالم ولتأطرنّه «2» على الحقّ أطرا، ولتقصرنّه على الحقّ قصرا» ) * «3» .
3-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنّ أوّل النّاس يقضى يوم القيامة عليه، رجل استشهد، فأتي به فعرّفه نعمه فعرفها. قال: فما عملت فيها؟. قال: قاتلت فيك حتّى استشهدت. قال: كذبت. ولكنّك قاتلت لأن يقال جريء، فقد قيل. ثمّ أمر به فسحب على وجهه حتّى ألقي في النّار. ورجل تعلّم العلم وعلّمه وقرأ القرآن، فأتي به فعرّفه نعمه فعرفها. قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلّمت العلم وعلّمته وقرأت فيك القرآن.
قال: كذبت، ولكنّك تعلّمت العلم ليقال عالم، وقرأت القرآن ليقال هو قارىء، فقد قيل، ثمّ أمر به فسحب على وجهه حتّى ألقي في النّار. ورجل وسّع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كلّه، فأتي به فعرّفه نعمه فعرفها. قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحبّ أن ينفق فيها إلّا أنفقت فيها لك. قال: كذبت، ولكنّك فعلت ليقال هو جواد، فقد قيل، ثمّ أمر به فسحب على وجهه ثمّ ألقي في النّار» ) * «4» .
4-
* (عن أمّ سلمة- رضي الله عنها زوج النّبيّ صلى الله عليه وسلم عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم، أنّه قال:«إنّه يستعمل عليكم أمراء، فتعرفون وتنكرون، فمن كره فقد برىء ومن أنكر فقد سلم، ولكن من رضي وتابع»
(1) أحمد في المسند (1/ 401. 437) . والترمذي (2257) وقال: حسن صحيح. والحاكم (4/ 159) واللفظ له وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي. ورواه أيضا أبو نعيم في «حلية الأولياء» (7/ 102) وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (6/ 65) .
(2)
ولتأطرنه: أي لتردنه إلى الحق ولتعطفنه عليه.
(3)
أحمد في المسند (1/ 391) برقم (3712) وقال محققه:
(4)
مسلم (1905) .
قالوا: يا رسول الله ألا نقاتلهم؟ قال: «لا ما صلّوا» ) * «1» .
5-
* (عن عليّ- رضي الله عنه قال: بعث النبيّ صلى الله عليه وسلم سريّة وأمّر عليهم رجلا من الأنصار وأمرهم أن يطيعوه، فغضب عليهم وقال: أليس قد أمر النّبيّ صلى الله عليه وسلم أن تطيعوني؟ قالوا: بلى قال: قد عزمت عليكم لما جمعتم حطبا وأوقدتم نارا ثمّ دخلتم فيها. فجمعوا حطبا فأوقدوا نارا، فلمّا همّوا بالدّخول فقاموا ينظر بعضهم إلى بعض، فقال بعضهم: إنّما تبعنا النّبيّ صلى الله عليه وسلم فرارا من النّار أفندخلها؟ فبينما هم كذلك إذ خمدت النّار وسكن غضبه، فذكر للنّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: «لو دخلوها ما خرجوا منها أبدا، إنّما الطّاعة في المعروف» ) * «2» .
6-
* (عن حذيفة- رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا، فأيّ قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء، وأيّ قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتّى تصير على قلبين، على أبيض مثل الصّفا، فلا تضرّه فتنة ما دامت السّماوات والأرض، والآخر أسود مربادّا «3» كالكوز مجخّيا «4» ، لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلّا ما أشرب من هواه) * «5» .
7-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
خرج النّبيّ صلى الله عليه وسلم في ساعة لا يخرج فيها ولا يلقاه فيها أحد، فأتاه أبو بكر فقال: ما جاء بك يا أبا بكر؟
فقال: خرجت ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنظر في وجهه والتّسليم عليه، فلم يلبث أن جاء عمر، فقال: ما جاء بك يا عمر؟ قال: الجوع يا رسول الله. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «وأنا قد وجدت بعض ذلك» ، فانطلقوا إلى منزل أبي الهيثم بن التّيّهان الأنصاريّ، وكان رجلا كثير النّخل والشّاء، ولم يكن له خدم فلم يجدوه، فقالوا لامرأته: أين صاحبك؟ فقالت: انطلق يستعذب لنا الماء، فلم يلبثوا أن جاء أبو الهيثم بقربة يزعبها «6» فوضعها، ثمّ جاء يلتزم النّبيّ ويفدّيه بأبيه وأمّه، ثمّ انطلق بهم إلى حديقته فبسط لهم بساطا، ثمّ انطلق إلى نخلة فجاء بقنو فوضعه، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:
«أفلا تنقّيت لنا من رطبه؟» فقال: يا رسول الله إنّي أردت أن تختاروا- أو قال تخيّروا- من رطبه وبسره، فأكلوا وشربوا من ذلك الماء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«هذا والّذي نفسي بيده من النّعيم الّذي تسألون عنه يوم القيامة. ظلّ بارد ورطب طيّب وماء بارد» فانطلق أبو الهيثم ليصنع لهم طعاما، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:«لا تذبحنّ ذات درّ «7» . فذبح لهم عناقا «8» أو جديا فأتاهم بها فأكلوا، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:«هل لك خادم؟» قال:
لا. قال: «فإذا أتانا سبي فأتنا. «فأتي النّبيّ صلى الله عليه وسلم برأسين
(1) مسلم (1854) .
(2)
البخاري- الفتح 13 (7145) اللفظ له مسلم (1840) .
(3)
مربادّا: مسودّا.
(4)
مجخّيا: مائلا.
(5)
البخاري- الفتح 2 (525) . ومسلم (144) واللفظ له.
(6)
يزعبها: أي يتدافع بها ويحملها لثقلها. وقيل: زعب بحمله: إذا استقام.
(7)
ذات درّ: أي ذات لبن.
(8)
العناق: الأنثى من المعز.
ليس معهما ثالث فأتاه أبو الهيثم، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:
«اختر منهما» فقال: يا نبيّ الله اختر لي، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:«إنّ المستشار مؤتمن، خذ هذا، فإنّي رأيته يصلّي، واستوص به معروفا» فانطلق أبو الهيثم إلى امرأته فأخبرها بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت امرأته: ما أنت ببالغ ما قال فيه النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلّا أن تعتقه، قال: فهو عتيق فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «إنّ الله لم يبعث نبيّا ولا خليفة إلّا وله بطانتان، بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر، وبطانة لا تألوه خبالا «1» ، ومن يوق بطانة السّوء فقد وقي» ) * «2» .
8-
* (عن صهيب- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كان ملك فيمن كان قبلكم، وكان له ساحر.. الحديث وفيه: فجيء بالغلام، فقال له الملك:
أي بنيّ، قد بلغ من سحرك ما تبرىء الأكمه «3» والأبرص وتفعل وتفعل. فقال: إنّي لا أشفي أحدا، إنّما يشفي الله، فأخذه فلم يزل يعذّبه حتّى دلّ على الرّاهب. فجيء بالرّاهب، فقيل له: ارجع عن دينك فأبى. فدعا بالمنشار «4» . فوضع المنشار في مفرق رأسه، فشقّه حتّى وقع شقّاه، ثمّ جيء بجليس الملك فقيل له: ارجع عن دينك. فأبى. فوضع المنشار في مفرق رأسه، فشقّه به حتّى وقع شقّاه
…
الحديث» ) * «5» .
9-
* (عن حذيفة بن اليمان- رضي الله عنهما قال: كان النّاس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشّرّ مخافة أن يدركني، فقلت:
يا رسول الله، إنّا كنّا في جاهليّة وشرّ، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شرّ؟ قال:«نعم» .
قلت: وهل بعد هذا الشّرّ من خير؟ قال: «نعم وفيه دخن» «6» . قلت: وما دخنه؟ قال: قوم يهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر» قلت: فهل بعد ذلك الخير من شرّ؟ قال: «نعم، دعاة إلى أبواب جهنّم «7» ، من أجابهم إليها قذفوه فيها» .
قلت: يا رسول الله صفهم لنا فقال: «هم من جلدتنا ويتكلّمون بألسنتنا» قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: «تلزم جماعة المسلمين وإمامهم» قلت فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: «فاعتزل تلك الفرق كلّها، ولو أن تعضّ بأصل شجرة حتّى يدركك الموت وأنت على ذلك» ) * «8» .
10-
* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من نبيّ بعثه الله في أمّة قبلي إلّا كان له من أمّته حواريّون وأصحاب يأخذون
(1) بطانة لا تألوه خبالا: أي لا تقصر في إفساد أمره، والخبال: الفساد.
(2)
مسلم (2038) . والترمذي (2369) واللفظ له.
(3)
الأكمه: الذي يولد أعمى.
(4)
بالمئشار: مهموز في رواية الأكثرين، ويجوز تخفيف الهمزة بقلبها ياء وروي: المنشار، بالنون. وهما لغتان صحيحتان.
(5)
مسلم (3005) .
(6)
دخن: المراد هنا: أن لا تصفو القلوب بعضها لبعض ولا يزول خبثها.
(7)
دعاة إلى أبواب جهنم: هؤلاء من كان من الأمراء يدعو إلى بدعة أو ضلال آخر، كالخوارج والقرامطة وغيرهم.
(8)
البخاري- الفتح 6 (3606) واللفظ له. ومسلم (1847) .
بسنّته، ويقتدون بأمره، ثمّ إنّها تخلف من بعدهم خلوف. يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون مالا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبّة خردل» ) * «1» .
11-
* (عن النّعمان بن بشير- رضي الله عنهما عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الّذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مرّوا على من فوقهم، فقالوا: لو أنّا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا» ) * «2» .
12-
* (عن جندب بن عبد الله الأزديّ- رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مثل الّذي يعلّم النّاس الخير وينسى نفسه كمثل السّراج يضيء للنّاس، ويحرق نفسه» ) * «3» .
13-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله. ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني. وإنّما الإمام جنّة يقاتل من ورائه، ويتّقى به، فإن أمر بتقوى الله وعدل فإنّ له بذلك أجرا، وإن قال بغيره فإنّ عليه منه» ) * «4» .
14-
* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم، قال: «ما بعث الله من نبيّ ولا استخلف من خليفة إلّا كانت له بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف وتحضّه عليه، وبطانة تأمره بالشّرّ وتحضّه عليه، فالمعصوم من عصم الله تعالى» ) * «5» .
15-
* (عن عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما وجاءه رجل، فقال: ما هذا الحديث الّذي تحدّث به؟ تقول: إنّ السّاعة تقوم إلى كذا وكذا. فقال:
سبحان الله أو لا إله إلّا الله، أو كلمة نحوهما. لقد هممت أن لا أحدّث أحدا شيئا أبدا. إنّما قلت: إنّكم سترون بعد قليل أمرا عظيما. يحرّق البيت، ويكون، ويكون ثمّ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«يخرج الدّجّال في أمّتي فيمكث أربعين (لا أدري: أربعين يوما، أو أربعين شهرا، أو أربعين عاما) . فيبعث الله عيسى ابن مريم كأنّه عروة بن مسعود، فيطلبه فيهلكه، ثمّ يمكث النّاس سبع سنين ليس بين اثنين عداوة، ثمّ يرسل الله ريحا باردة من قبل الشّام، فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرّة من خير أو إيمان إلّا قبضته. حتّى لو أنّ أحدكم دخل في كبد جبل «6» لدخلته عليه، حتّى تقبضه» . قال: سمعتها من رسول
(1) مسلم (50) .
(2)
البخاري- الفتح 5 (2493) .
(3)
ذكره المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 235) وقال: رواه الطبراني وإسناده حسن.
(4)
البخاري- الفتح 6 (2957) واللفظ له. مسلم (1835) .
(5)
البخاري- الفتح 13 (7198) .
(6)
في كبد جبل: أي وسطه وداخله. وكبد كل شيء وسطه.